فازت إسبانيا على إنجلترا 1-صفر أمس الأحد في نهائي كأس العالم لكرة القدم للسيدات، حيث لعبت الدولتان الأوروبيتان، الأفضل على صعيد الرياضة واللتان تمتلكان أقوى بطولات الدوري المحلي، وجها لوجه في النهائي.

شهدت بطولة كأس العالم للسيدات، التي بدأت في عام 1991، تسع نسخ حتى الآن. في المقابل، أقيمت 22 نسخة حتى الآن من كأس العالم للرجال التي بدأت في عام 1930.

وفيما يلي مقارنة بين كرة القدم للرجال والسيدات على مر تاريخهما بعد نهاية كأس العالم 2023:

أعلى قيمة لمجموع جوائز للرجال كانت في كأس العالم 2022 في قطر وبلغت 440 مليون دولار، مقابل 152 مليون دولار لكأس العالم للسيدات بأستراليا ونيوزيلندا 2023. أكبر جائزة لبطل الرجال كانت 42 مليون دولار حصل عليها المنتخب الأرجنتيني المتوج بمونديال قطر 2022، مقابل 10.5 ملايين دولار حصل عليها المنتخب الإسباني الفائز بمونديال السيدات 2023. أكبر حضور جماهيري للرجال كان بمباراة أوروغواي والبرازيل في نهائي مونديال 1950 على ملعب ماراكانا بريو دي جانيرو، وتراوح بين 199 ألفا و205 آلاف مشجع، مقابل 75 ألفا و784 مشجعا حضروا مباراة للسيدات، وكان في نهائي مونديال 2023 بين إنجلترا وإسبانيا. أعلى لاعب حقق دخلا سنويا هو النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بأكثر من 130 مليون دولار في 2023، مقابل ثنائي المنتخب الأميركي للسيدات أليكس مورغان وميغان رابينو بأرباح بلغت 7 ملايين دولار لكل منهما هذا العام أيضا، وفقا لمجلة فوربس الأميركية. أعلى إيرادات حققها فريق للرجال حصدها مانشستر سيتي الإنجليزي بإيرادات بلغت 731 مليون يورو في موسم 2021-2022، مقابل 7.7 ملايين دولار لفريق برشلونة الإسباني للسيدات حققها في الموسم نفسه. أغلى صفقة للاعبين كانت انتقال النجم البرازيلي نيمار من فريق برشلونة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 222 مليون دولار في 2017، وانتقلت لاعبة المنتخب الإنجليزي كيرا والش من مانشستر سيتي الإنجليزي إلى برشلونة في 2022 مقابل 446 ألفا و110 دولارات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ملیون دولار کأس العالم

إقرأ أيضاً:

للرجال فقط.. تحرش وتهديدات بالقتل تلاحق لاعبات كرة القدم بالسودان

« مكانك المطبخ، ماتفعلينه مضيعة للوقت، ابحثي عن مهنة أخرى »، تعليق من بين عشرات التعليقات التي صاحبت لاعبة فريق المريخ العاصمي، زهرة محمد أزرق، الشهيرة بـ « وارغو »، على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك »، خلال مشاركتها في أول دوري لكرة القدم للسيدات في السودان، في الـ 30 من شتنبر عام 2019.

تصف وارغو ما مرت به قائلة: « كُنت محطمة نفسياً، وشعرتُ برغبة جامحة في التوقف عن لعبة كرة القدم »، مضيفة أنها حتى تعرضت للتنمر وبعض التعليقات شبّهتها بالرجال.

أحبتْ وارغو كرة القدم منذ الطفولة، ولعبتها مع أقرانها بالحي الذي تسكن فيه وفي المدرسة أيضاً؛ لكنّها لم تجد الدعم الكافي من الأسرة. تقول وارغو إن بعض أقاربها كانوا يحرّضون والدتها من أجل منعها من ممارسة كرة القدم النسائية.

وتعتقد وارغو أن غياب الدعم الأسري أثر سلباً في حالتها النفسية وانعكس على مسيرتها لاعبة لكرة القدم. وتشير إلى أن بعض السودانيين يعتقدون أن النساء ليس لديهن حرية اختيار ما يريدن فعله، ما جعلها تواجه تحديات كثيرة عبر حياتها اليومية، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي أيضاً.

  

تحديات في طريق كرة القدم النسائية

انطلقت أولى منافسات كرة القدم النسائية في السودان رسمياً في نهاية شتنبر  عام 2019، تحت مسمى « دوري كرة القدم السوداني للسيدات ». هذه الانطلاقة جاءت بعد رحلة من المنع؛ لعل من محطاتها الفارقة إعلان الرئيس السوداني السابق جعفر نميري عام 1983، تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، وما ترتب عليه من تحريم لكرة القدم النسائية. لم يختلف الوضع كثيراً في عهد الرئيس السابق عمر البشير، الذي حكم السودان لثلاثين عاماً، أصدر خلالها مجمع الفقه الإسلامي فتوى تحريم تشكيل فرق نسائية؛ بحجة أنها لا تتناسب مع قيم وأعراف المجتمع السوداني.

أقيمت المباراة الافتتاحّية للبطولة على استاد الخرطوم الدولي، المعروف بـ « شيخ الاستادات »، الذي يتسع لـ 23 ألف شخص، بين فريقي التحدي والدفاع. شهدت المباراة حضور مسؤولين حكوميين، في مقدمتهم وزيرة الشباب والرياضة آنذاك ولاء البوشي، إلى جانب الحضور الجماهيري الكبير، وضمت النسخة الأولى لدوري السيدات 21 فريقاً، تمّ تقسيمها إلى أربع مجموعات؛ هي الخرطوم، ود مدني والأبيض، وكادوقلي.

واعتمد نظام البطولة على تأهل فريقين من كل مجموعة للدور ربع النهائي، على أن تُقسم الأندية إلى مجموعتين مرة أخرى، ويتأهل المتصدران إلى المباراة النهائية لتحديد البطل.

الاغتيال المعنوي

« جوجو »، وهي لاعبة كرة قدم، شاركت في منافسات دوري السيدات، تقول إن التعليقات السلبية، سواء كانت عبر منصة فيسبوك أو من خلال هتافات الجمهور، تسبّبت في إنهاء مسيرة عدد من اللاعبات. وأضافت جوجو أنها تعرف لاعبة أجبرتها أسرتها على الزواج، وأخريات حُرمن من المشاركة في المنافسات بسبب رفض أُسرهن؛ بعد سماع التعليقات السلبية والمسيئة التي يتعرضن لها.

وتُشير جوجو إلى أن « التنمر » كان يحدث حتى من قبل المدربين، متسائلة « كيف يمكنهن اللعب؟ »، مضيفة: « الكلمات القاسية والبذيئة والشتائم تؤثر في اللاعبات نفسياً، فينعكس ذلك عليهن في الشارع وفي الميدان وفي المنزل، وتجعلهن يشعرن بالكراهية تجاه المجتمع وكرة القدم ».

على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، رصدت معدة التقرير مئات التعليقات السلبية ضد لاعبات عقب كل مباراة. من أشهر التعليقات السلبية، وصف اللاعبات  بـ « مطلوقة »، وتعني وفقاً للعامية السودانية المتمردة على الأسرة، « وبايرة » وتعني المرأة التي تجاوزت العمر الاجتماعي المتعارف عليه للزواج، إضافة إلى تعليقات أخرى تتضمن إيحاءات جنسية، وتتهم اللاعبات بالرغبة في الزواج، ومحاولة لفت انتباه الرجال.

مجتمع تقليدي

تُقر نائبة رئيس قطاع  المرأة بنادي الهلال السُّوداني، مشاعر عثمان، بوجود عنف ضد لاعبات كرة القدم في السودان. وتُرجع عثمان السبب لطبيعة المجتمع السوداني المحافظة: « 90 في المئة من الأسر السودانية محافظة ولاتُحبذ أو غير قادرة حتى الآن على تقبل فكرة أن تُصبح ابنتهم لاعبة كرة قدم، لذلك تواجه اللاعبات انتقادات كبيرة، وتتعرض للهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ».

لم تكن نائبة رئيس قطاع المرأة بنادي الهلال السُّوداني بعيدة عن هذه المعاناة؛ فتقول إنها شهدت بنفسها تعرض لاعبات للضغط والمنع من الأهل، خلال ترأسها ملف تسجيل اللاعبات بالنادي: « واجهتُ تحديات جمة فيما يتعلق بتسجيل بعض اللاعبات؛ فمثلاً تجد اللاعبة لديها رغبة قوية في الانضمام للفريق، لكنّها دائماً ما تواجه بالرفض من قبل أحد أفراد الأسرة ».

وترى عثمان أن التشدد في الرفض من قبل الأسر، سببه الرئيسي الخوف من العنف الرقمي والانتقادات التي تتعرض لها اللاعبات من المجتمع؛ سواء كانت تعليقات مباشرة أو من خلف منصات التواصل الاجتماعي.

أما الصحفية الرياضية هيام تاج السر، فتقول إن التنمر ضد اللاعبات وصل حد الاستهزاء بمظهرهن الخارجي والتشكيك في أنوثتهن، مشيرة إلى أن بعضهن تمكن من مجابهة هذه التحديات كافة، والمضي قدماً في مسيرتهن الرياضية.

« إن التعليقات السلبية ضد اللاعبات لم تقتصر على رواد منصات التواصل الاجتماعي فقط، وأخشى أن يُمارَس ذلك من قبل إدارات بعض الأندية، التي لا ترى في مشاركة النساء ضرورة أو أهمية سوى تلبية مطالب المنظومة الدولية للعبة »، هذا ما ذهبت إليه ممثلة المرأة وعضوة مجلس إدارة نادي المريخ، سلمى سيد.

وتضيف سلمى: « من المؤسف أن اتحادات كرة القدم، ورئاسات الأندية، لم تضع خططاً مدروسة تقدم النموذج الأنثوي الفاعل والمشارك باسم الرياضة حتى الآن ».

التهديد بالقتل

لم تقتصر التعليقات على التنمر والإساءات الشخصية، أو حتى الإيحاءات الجنسية فقط، بل وصلت إلى تهديدات بالقتل « لطاقم التحكيم النسائي ». الحكمة الدولية السودانية رماز عثمان، تقول إن تجربتها مختلفة في مجال كرة القدم النسائية؛ لأنها وجدت دعماً وتشجيعاً من جانب أسرتها، وتحديداً من والدها الحكم السابق وسكرتير الناشئين بنادي الأسرة ولاية الخرطوم. لكنّ عثمان تؤكد أن رحلتها لم تخلُ أيضاً من التنمر والتعليقات السلبية ونظرات الاستهجان من المجتمع، الرافض لكل مَن تقتحم مجال كرة القدم من النساء.

ومن الناحية القانونية، تقول المحامية والناشطة الحقوقية نون كشكوش، إن هذا النوع من الجرائم محكوم بقانون جرائم المعلوماتية. وتضيف كشكوش أن لاعبات كرة القدم، اللائي تعرضن لتعليقات مسيئة، يحق لهن تسجيل بلاغات ضد الصفحات أو الأشخاص الذين يقودون حملات ضدهن؛ سواء كن مقيمات في المدن السودانية الآمنة حالياً، أو مقيمات خارج السودان، لأن جرائم المعلوماتية يمكن أن يحكمها قانون البلد المقيمات فيه، أو أيّ بلد آخر يُقيم فيه الأشخاص المسؤولون عن هذه الصفحات.

وتؤكد كشكوش عدم وجود أيّ نص في القانون السوداني يمنع أو يُجرّم لعب أو احتراف النساء لكرة القدم.

وتنص الفقرة السابعة عشرة بالفصل الرابع من قانون جرائم المعلوماتية السوداني للعام 2007 على أن « كل من يستخدم شبكة المعلومات أو أحد أجهزة الحاسوب أو ما في حكمها لإشانة السمعة، يعاقب بالسجن لمدة لا تتجاوز السنتين أو بالغرامة أو بالعقوبتين معاً ».

وسائل اغتيال الشخصية 

تصف استشاري علم النفس، ومديرة مركز أمنية للتدريب وتنمية المهارات النفسية، دكتورة ابتسام محمود أحمد، منصات التواصل الاجتماعي بوسائل اغتيال الشخصية؛ وذلك بسبب تفشي العنف اللفظي وأثره النفسي وما يترتب عليه  من الإصابة بالاكتئاب، والخوف، والرغبة في البعد عن الأضواء، وبالتالي إغلاق الصفحة الشخصية على فيسبوك، أو أيّ من المنصات الأخرى كرد فعل لهذه الإساءات.

وترى استشاري علم النفس أن رفض المجتمع السوداني القاطع لكرة القدم النسائية، والتعليقات السلبية ضد اللاعبات، سببه خروجهن عن الإطار الثقافي والاجتماعي،  فالمجتمع يعتقد أن كرة القدم لا تناسب النساء، وأن ارتداء الزي الرياضي يخالف الدين الإسلامي.

وتطالب الدكتورة ابتسام لاعبات كرة القدم بالتعامل بقوة وحزم مع حملات التعليقات السلبية والتنمر، وألا تهزمهن سلاطة اللسان أو التقاليد المجتمعية.

 أُنجز هذا التقرير بدعم من أريج

مقالات مشابهة

  • 90 مليون دولار تكلفة تتويج الملك تشارلز على عرش بريطانيا
  • بـ 6.2 مليون دولار.. أغلى موزة في العالم بدار سوثبيز للمزادات في نيويورك
  • أغلى موزة في العالم.. تُباع بمبلغ خيالي خلال 5 دقائق
  • بيع موزة في مزاد علني مقابل 6.2 مليون دولار .. فيديو
  • «قطاع الأعمال»: الهند الأولى في استيراد القطن.. وإنتاج «غزل 4» يصدر لباكستان والسعودية
  • المنتخب الألماني يعيد ضبط البوصلة ويركز على كرة القدم عوضا عن السياسة
  • بالفيديو.. إدارة مانشستر سيتي تستذكر إبداع محرز في البريمرليغ
  • ملخص أخبار الرياضة اليوم.. رحيل إمام عاشور وسقوط منتخب مصر وفوز العراق.. ميسي يتألق مع الأرجنتين ومسار يودع بطولة إفريقيا للسيدات
  • تفاصيل حجم التبادل التجاري بين مصر وأهم التكتلات الاقتصادية الأفريقية
  • للرجال فقط.. تحرش وتهديدات بالقتل تلاحق لاعبات كرة القدم بالسودان