زيارة مبعوثة ترامب: استراتيجية الضغط الأميركي واستنزاف حزب الله
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
في ظلّ أجواء سياسية مشحونة، وصلت مبعوثة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مورغان أورتاغوس إلى بيروت حاملةً رسالة واضحة تظهر الرؤية الاميركية بأن لبنان أمام مفترق طرق، والخيار يجب ان يحسم حول طبيعة نفوذ هذا البلد.
الزيارة، التي تأتي ضمن استراتيجية أميركية مُحكمة، تهدف إلى تعزيز الضغط الدولي لعزل حزب الله عن السلطة التنفيذية، مستفيدةً من تراجُع شعبيته الداخلية (على الصعيد الوطني) وتصاعد الأزمات الاقتصادية التي يُلام عليها، وضعفه العسكري المستجد.
تشير مصادر مطلعة إلى أن واشنطن تعمل على توظيف ورقة انهيار شرعية "حزب الله" بعد سنوات من السيطرة، عبر تحالفها مع قوى محلية تُعارض الحزب. الخطوة الأميركية تعتمد على خطة شبه واضحة تقوم اولا على عزل الحزب سياسياً عبر منع مشاركة "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) في الحكومة المقبلة، وثانيا تحميل الحزب مسؤولية كل الازمات السياسية والاقتصادية في لبنان، خصوصا مع فشله وحلفائه في تنفيذ إصلاحات مطلوبة دولياً.
كما تسعى واشنطن الى تأليب الشارع اللبناني ضد الحزب عبر دعم تحركات تطالبه بالانسحاب من السلطة.
لكنّ السؤال: هل ستنجح واشنطن في تنفيذ سيناريو الإقصاء؟
امام الحزب خياران، كلاهما محفوفٌ بالمخاطر:
اما ان يقرر عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، لكن دون ان يبادر هو بإعلان ذلك، بل ينتظر قيام خصومه – بدعم أميركي – باستبعاده، مما يسمح له بتحويل نفسه إلى "قوة معارضة" تنتقد فشل الحكومة في تحقيق الاستقرار والانماء، و استخدام أزمات الكهرباء والوقود كأدلة على عجز "التحالف الغربي" عن إدارة الدولة.
غير أن هذا الخيار يعني تنازل الحزب عن "مكاسبه السياسية" المكتسبة منذ اتفاق الطائف، وهو ما قد يُضعف نفوذه لفترة طويلة.
هنا يبرز الخيار الثاني وهو عدم ترك الحزب للسلطة بسهولة، وقد يلجأ إلى: تعطيل تشكيل الحكومة عبر شروط غير قابلة للتفاوض، مثل الاحتفاظ بوزارات او بعدد معين والمماطلة في الوصول إلى حلول، اضافة الى تحريك الشارع الشيعي عبر تظاهرات ضخمة، خاصةً مع اقتراب موعد تشييع الأمين العام حسن نصر الله، الذي سيُحوَّل – في حال حدوثه – إلى مظاهرة مليونية تُعيد إثبات قوة الحزب التنظيمية والشعبية، وهذا ما يحتاجه في المعركة السياسية الداخلية.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
أورتاغوس زارت عون وتلتقي بري وميقاتي اليوم: ضد توزير الحزب وممتنون لإسرائيل
أكدت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من بيروت، الجمعة، معارضة بلادها مشاركة «حزب الله» في الحكومة اللبنانية، بعد «هزيمته» عسكرياً من جانب إسرائيل، مشددة على أن عهد الحزب في «ترهيب» اللبنانيين «انتهى».
وكانت اورتاغوس باشرت لقاءاتها اللبنانية امس باجتماع مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ، وستلتقي اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري ووئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس المكلف نواف سلام، وافادت معلومات ان بري سيرد امامها على اي موقف اميركي بما يناسب وسيشرح لها تفاصيل الانتهاكات لإتفاق وقف اطلاق النار، وأن مهمة الاميركي فقط هي إلزام الاحتلال الاسرائيلي بوقف الانتهاكات والانسحاب من القرى التي يحتلها.
كما انتقلت اورتاغوس بعد ظهر امس الى الجنوب برفقة رئيس لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر وضباط من الجيش اللبناني، بهدف الاطلاع على الوضع الميداني وانتشار الجيش في الجنوب.
وكانت نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط وبعد لقائها الأول مع الرئيس جوزف عون، خرجت لتعلن سعادتها بأن تكون زيارتها الأولى خارج الولايات المتحدة بعد تسلمها مهامها "هي للبنان وممتنة للرئيس عون والحكومة وهناك عدد كبير من الجالية اللبنانية في أميركا"، مضيفة: "نقلت للرئيس عون أنّني لم أرَ هذه الحماسة بشأن مستقبل لبنان من قبل وهذا مهم لأنّ "حزب الله" انهزم من قبل حليفتنا إسرائيل" التي وجّهت اليها الشكر على ذلك. وشدّدت على أنّ تمّت هزيمة حزب الله عسكريًّا، قائلة: "انتهى عهد ترهيبه في لبنان والعالم. "حزب الله" لن يكون طرفاً في الحكومة اللبنانية". وتابعت: "سنتأكد من أنّ إيران لن تصل إلى السلاح النووي ولن تتسبّب في عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة".
ولعلّ اللافت أن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أصدر لاحقاً بياناً جاء فيه أن "بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به".
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية "أن لدينا ثقة كاملة في قدرة سلطات لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل اللبنانيين". وأضافت "نأمل أن يجد نواف سلام وسيلة لحلّ المأزق".
وكتبت" نداء الوطن": ما قبل مجيء المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس ليس كما قبله، ليس حكومياً فقط إذ ستكون هناك ارتدادات على مستويات سياسية عدة. لقد أجمع المراقبون على هذا التوصيف، وافترقوا في تقدير أبعاده. وتقول أوساط سياسية بارزة في هذا المضمار لـ"نداء الوطن" إن تفويت فرصة ولادة الحكومة الخميس ورفض رئيس مجلس النواب نبيه بري الاسم الشيعي الخامس، يمكن استلحاقه قبل أن تقوى الزوبعة السياسية التي أثارتها أورتاغوس.
ان الخطاب العالي النبرة للموفدة الأميركية من بعبدا بعد لقائها رئيس الجمهورية جوزاف عون، "لم يعكر جو تأليف الحكومة، لأن أورتاغوس قالت خلال اجتماعها مع عون إنها ترفض توزير حزبيين من "حزب الله"، في حين أن الأميركيين يعرفون جيداً الأسماء الشيعية الأربعة المطروحة، وهناك من يعمل معهم في الجامعة الأميركية لذلك لم يضعوا "فيتو" على أي اسم لأنهم يدققون في السير الذاتية وسلوك وارتباطات كل شخص".
المسألة أن الموقف الأميركي، لا يحجب أن ما قالته أورتاغوس على الطريقة "الترامبية"، قاله مراراً سلفها آموس هوكستين ولكن بدبلوماسية. ومن أخذ عليها خاتم نجمة داوود، لا يجب أن ينسى أن هوكستين كان ضابطاً بالجيش الإسرائيلي. في كل حال عندما نقول إننا في مرحلة جديدة أثمرت انتخاب عون وتكليف سلام، فهذه المرحلة كانت الولايات المتحدة وكل المجتمع الدولي في صلبها. وهذه المرحلة جاءت بعدما اختل ميزان القوى إلى درجة أن "حزب الله" وافق صاغراً على اتفاق وقف النار الذي رعته واشنطن. لذا تبدو مواقف أورتاغوس انعكاساً ولو "فظاً" للوضع الجديد الذي نشأ بعدما ورَّط "حزب الله" كل لبنان في تداعياته.
وكتبت" اللواء": كادت تصريحات نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الاوسط مورغان اورتاغوس من قصر بعبدا، ان تتسبب بأزمة سياسية داخلية، لا تضغط فقط على تأليف الحكومة بل ايضا على الوضع السياسي اللبناني، وتعمق مأزقه وتداعياته، لولا الاستدراك العاجل من قصر بعبدا، حيث، اكدت الرئاسة الأولى، بأنها غير معنية مما صدر عن اورتاغوس من بعبدا، وهو تعبير عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنية به.
وكتبت" الديار": نسف كلام المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس كل الاجواء التفاؤلية، التي سادت البلاد عشية انتخاب الرئيس جوزاف عون وخطاب القسم وتكليف نواف سلام، بعد ان تجاوزت بتصريحها كل السقوف من على منبر القصر الجمهوري، وتأكيدها على معادلة «غالب ومغلوب» ونهاية حزب الله وعدم مشاركته بالحكومة.
وقد خلّف تصريح المندوبة الاميركية حالة من القلق والخوف بين اللبنانيين، وموجة من الاستياء بدعوتها الى عزل الطائفة الشيعية، واستدعى هذا الكلام ردا من المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، واعتبار ما صدر عن نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط من بعبدا، يعبر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنية.
واعتبرت مصادر معارضة لتصريح المندوبة الاميركية، ان كلامها من على أبواب القصر الجمهوري، مخالف لكل الاعراف الديبلوماسية باشادتها «باسرائيل» لانه قضى على حزب الله، دون اي احترام للدولة اللبنانية وسيادتها والمسؤولين اللبنانيين، وهذا يتطلب ردا رسميا عنيفا على هذا الكلام، الذي يأخذ البلد الى مشكل كبير جدا، كون كلام المندوبة الاميركية غير مسبوق في الحياة السياسية والديبلوماسية، ولم يسبق في تاريخ لبنان ان وصل التدخل العلني الى هذا المستوى، من مخالفة لكافة البروتوكولات واللياقات الديبلوماسية في العلاقات بين الدول.
واكدت المصادر ان اتاغورس اهانت شريحة واسعة من الشعب اللبناني، الذي تضرر بسبب العدوان «الاسرائيلي» ومجازره بحق الإنسانية، كما حاولت فرض شروطها على لبنان، رغم أنها موظفة اميركية، واطلقت كلاما مهينا بحق جهة لبنانية ممثلة في البرلمان، ومكون اساسي من المجتمع اللبناني، واعتباره انه هزم على ايدي «اسرائيل». وتتهم المصادر واشنطن انها ما زالت تحاول أن تفرض «ديبلوماسية السيقان» كما حصل ايام عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، وتذكر المصادر بايام الرئيس اميل لحود وكيف اقفل الخط الهاتفي بوجه مادلين اولبرايت وزيرة خارجية اميركا السابقة، عندما حاولت التدخل بالشؤون اللبنانية.
وكتبت" البناء": استقطب الكلام الاستفزازي الذي أطلقته مورغان ارتوغاس نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة المكلفة بالإشراف على لجنة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، بالتساؤل عن جدّية ما قالته عن الانسحاب الإسرائيلي في موعد 18 شباط، بعدما تصرّفت كأنها مستوطنة إسرائيلية تغرد على وسائل التواصل الاجتماعي، وليست مبعوثة رئيس دولة عظمى معنية بمراعاة أدبيات السلوك الدبلوماسي لراعي اتفاق وقف النار بين أطراف في حالة عداء يفترض أنّها وسيط نزيه بينهم، فجاهرت بشكر عدو لبنان من المنبر اللبنانيّ لأنه قتل آلاف اللبنانيين ودمّر آلاف الوحدات السكنية متسبباً بتهجير عشرات آلاف اللبنانيين، مسقطة أي فرصة للثقة بدورها كحَكَم مفترض في آليات تطبيق وقف إطلاق النار، و»كمل النقل بالزعرور» كما يقول المثل اللبناني عندما تحدّثت عن الحكومة اللبنانية فحدّدت مَن يجب ومَن لا يجب أن يكون فيها، متجاهلة أنها تتحدّث من منبر رئيس دولة صديقة لبلدها ورئيس يعتبر صديقاً لأميركا فأساءت إليه وإلى مهابته، وقللت أدباً واحتراماً في التعامل معه، ما استدعى تبرؤ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من كلامها بعد موجة غضب شعبيّ وسياسيّ أعقبت تصريحات مورغان و»جرصتها» بحق إدارتها ورئيسها دونالد ترامب الذي سبق وأبدى شكوكاً بكفاءتها، فأصدرت بعبدا توضيحاً تقول فيه إن كلام مورغان يعبّر عنها ولا يعني رئاسة الجمهورية ولا يمثلها، بينما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي رفضه لكل ما صدر عن مورغان ونيّته الردّ عليها أن كرّرت مثله خلال زيارتها له اليوم.