لبنان ٢٤:
2025-02-08@11:11:04 GMT
كلاس: ثابرنا على الواجب وتحمَّلنا النقد والإنتقاد والشتمَ والتجريح والتصويب
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
كتب وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور جورج كلاس على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة : "حكومة { معاً للإنقاذ } و فنُّ إسْدالِ السِتارةِ ..!
نصٌ وجداني ، لا هو بيانٌ وزاري و لا طلبُ ثقةٍ و لا جردةُ حساب . بل انه وقفةُ وفاء لمَنْ وثق بي مواطناً و سمّاني وزيراً و ولّاني مسؤولية .
مِن رَفْعِ الستارة الى إسدالها ، مشهدياتُ وَجْدٍ ، و ذَرٰفياتُ دمعٍ ، و صفنيَّاتُ وفاءٍ ، و وقفاتُ مَجْدٍ خدمةً للبنان ..!
بعد ثلاث سنواتٍ و خمسة اشهرٍ من خدمة الوطن ، في ظروفٍ قاسية اقتصادياً و ظالمة أمنياً و عابقة بتحدياتٍ سياسية محلية و إقليمية و دولية قاسية ، تطفئ حكومة ( معاً للإنقاذ ) شمعدان نذورٍ أَوقَفَته في سبيل لبنان ، وتفتح كُتَبَ صلوات لأن يحفظ الله هذا الوطن و يحصنّه ضدّ أي شر و خطر ، و يمنع عنه كل عين حمراء .
في العاشر من ايلول 2021 سميّنا في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أربعة و عشرين وزيرا من عيار اربعة و عشرين قيراطاً ذهباً خالصاً من العلم و الوطنية و التخصص ، شعارنا ( معاً للإنقاذ ) . و عملنا بإندفاعية و من كل قلبنا و عقلنا لنرضي ضميرنا و نخدم الوطن و نخاف الله في كل ما فكرّنا و عملنا و أنجزنا و ما حاولنا فعله و ما لم نقدر على تحقيقه .
ثابرنا على الواجب و تحمَّلنا النقد و الإنتقاد و الشتمَ و التجريح و التصويب ، و صبرنا و تناسينا التهجُّماتِ الاستفزازية ، و تجنَّبنا الإنزلاقات الى مهاوي الخلافاتِ الموظَّفة و الإستثماراتِ النزاعية للأزمات ، و أصرَّينا ان نبقى عسكر حكومة ( معاً للإنقاذ ) كاملي المواصفات و خارج الشروط و الرهانات و الإرتهانات ، لأننا اردنا و قررنا و بادرنا و إرتضينا العمل باللحم الحيّ و البذل و النذف و الذرفَ حتى آخر نقطة زيت في سراجنا ، ليبقى للبنانيين أمل بالنجاة من صراع العيش القاسي ، و أن نُقنعهم انهم مواطنون و ليسوا ضحايا ، و لا هم أسماء على لوائح الشطب و لا اعداد في صناديق الانتخاب ، و لن يكونوا ابدا ارقاماً في عَدّاد الوطن .
قبلنا بفخر ملئنا الأمل ، و قررنا بعزم سيفنا القلم ، ان نكون و نبقى ( معاً للإنقاذ ) في شراكة متراصة متساوية بتحمّل المسؤوليات من دون النظر الى تفاوتٍ في نوعية ودور و سياديَّة أيِّ وزارة ، لأننا إعتبرنا اننا واحد في خدمة الكلّ و ان نوعية حكومتنا هي من تنوّع لبنان .
معاً للإنقاذ كُنَّا ، و معاً للإنقاذ قررنا ان نستمر ، و معاً للإنقاذ سنبقى في أي موقعٍ و مرفعٍ كنا ، نتضامن و نتكافل و نتعاضد و نناضل من اجل أن يبقى لبنان كما نريدُ ، خالصاً نَقِيًّاً حرّاً متحرراً مُحرّراً .
لكن شعار ( معاً للإنقاذ ) تعرّض للتهاوي و التداعي ، بعد ان شعرتُ شخصياً انه مطلوب مناً ان نكون معاً للإنقاذ في ازمنة موسمية فقط ، و انه في كثير من الامور المفصلية يتحول هذا الشعار من قبل البعض و غَبَّ الطلب الى ( إعلانٍ ) تسويقي ِّ لا اكثر ، او انه يستحيل عنواناً باهِتاً لمرحلة ظرفية ، يستهدفها كثيرون و يستغلها كثرٌ و يستثمرها قراصنة في السياسة و يتاجر بها مقاولون في الوطنية ، و يتحيَّنها صيادو فرص في سوق المزادات ، العلنية مرة و السرية مرات ، و التي غالباً ما كان المزايدون يتوزعون فيها الأدوار لضمان المردود و ربح المزاد بالتشارك والتساوي .
كنت أعي ان حراجةَ بعض المواقف كان يتم تسويقها او اتخاذها بالمُفرَّق ، لا بالتوافق و لا بالإجماع و لا حتى عن طريق العلم و الخبر على الاقل . كنت أدرك و اسكت مضضاً ان تلك من سيناريوهات كاتب النص و من أسرار مهنة الإخراج المسرحي المحكم الإنتاج و الحريص على فنية الجذب و لحظية الفجائية ، حفظاً لمَوْقَعِيَّةِ المركزيات السياسية و دورها الوطني و رصيدها الشعبي و إستثماراتها المستقبلية في الناس .
كان الصمتُ و الصبرُ و الصفنُ و العضُ على الشفة السفلى ، مَقفَلَةَ كلِّ ندمةٍ على أيِّ هفوةٍ ، و كل غمضةَ عينٍ على أيِّ فَشْلَة .
كانت أمالنا اكبر من قدراتنا ، و نتاجاتنا أقلَّ مما كان يطلبه المواطنون من حكومة محكومة بأزمات متراكمة و وارثة لنزاعات متعاظمة .كان ذلك قدَرنا الوطني ، و ما تجاوزنا قطوعاته بغير صلوات ليالي القدر و أدعية الأخيار الأوفياء و الطيبين الأتقياء.
ثلاث سنوات و ستة اشهر من عمر لبنان السياسي الحديث ، لعلها من أطول الولايات الحكومية ، التي عانى فيها الوطن شغوراً رئاسياً على مدى سنتين و ثلاثة أشهر ، تحول فيها مجلس الوزراء الى كيانٍ سياسي يتحمل مسؤوليات الحكومة و بعض صلاحيات رئيس الجمهورية حرصاً على إستمرارية الدولة ، متلقفين الحمم البركانية و جمر الانتقادات ، من دون تهرُّبٍ أو تقاعسٍ او إنصياعاتٍ او الإختباء من واجب . هي مرحلة زمنية تنسدل فيها الستارة على فصول من مشاهد عذابات لبنان و نضالاته رُغمَ ما شهدته البلاد من إنزالاتٍ و شبه وصايات مغلفة بحلاوات الغيرة على لبنان أو ريباتِ الغيرة منه . هي الستارة تنسدل ، أو نحن أردنا إسدالها ، أو اننا نتعامل مع واقعية سدلها بسلاسة و مقبولية ، لأن المسرح تبدل و المسرحية تتطلب نصاً مغايراً و تشخيصيين جدداً ، تتماشى مهاراتهم مع متطلبات كل دور جديد و توافق قدراتهم مع إنتظارات مأمول نجاحها إنقاذاً للبنان .
من موقعي كمواطنٍ ، كان لي شرفُ ان أُذَكّى و أُسَمّى و أُعَيَّنَ وزيراً { للشباب و الرياضة } ، في فترة دقيقة الحراجة وطنياً . و يومَ أقسَمْتُ على الدستور في نَزعةٍ طقسية خاصة ، أردفتُ و زدتُ و تعهدت ، ان انظر الى الوزارة من حيثُ أنها خدمة لا من حيثُ هي سلطة . و انني في اللحظة التي أدخل فيها الى مكتبي لتسلُّمِ مسؤوليتي ممن سلَّمها لي أمانة ، سأعيشُ لحظةَ التَرْكِ آمناً مطمئناً ، و أن أكسُرَ قلمي قَبلَ أنْ أُضطُرَِّ لكسرِ خاطرِ أيِّ أحد .
أعلنتُ و أقسمتُ و تعهدتُ في آخرُ بَندٍ من جدول إلتزاماتي ، أن لا يشكوني أحدٌ للّه ، من دون أن أرمي سلاحَ أَنْ أشكو للرَّب كُلَّ مَنْ حاولَ أوْ فَكَّرَ أوْ ظَنَّ بي عاطِلاً أو حاول استعدائي كرمى لعينٍ عوراء و مراعاةً لأذنٍ صمّاء .
و ما بين الماقبل و المابعد ، و بين تشرُّفي أن أخدم في أواخر ( عهد عون الاول ) المثقل بالأزمات و بداية( عهد عون الثاني ) الحامل التطلعات ،
و مابينهما ( عهد ميقاتي ) المتحمِّل المسؤوليات ، فبَيَانٌ من عُمْقِ الوَجْدِ أقانيمه :
١- أنني لم أسعَ الى منصِب و لَمْ و لَنْ أتهرَّبَ من واجب ، و لن أختبئ من تحمل مسؤولية أي عمل اقدمت عليه .
٢-أنني اعرفُ كَيْفَ أدخلُ المقاماتِ من أعلى ابوابها ، و كَيْفَ أخرجُ منها شريفاً عفيفاً نظيفاً رفيعَ الرأس صوَانيّ الضمير ، و ان أَحترِفَ بعقلانية واقعية ، كيف اكونَ ( سابِقاً ) ، و أجهدُ لأن اكون غير مسبوق ، و أعتزُّ ان يعتز بي النسيب و القريب و الغريب .
٣- أن أبقى ممارساً محترفاً بقناعةٍ رِضائيّة فنًَّ ( إسدال الستارة ) على مشهديات و فصول مسرحية مسار حياتي ، قَبلَ أَنْ يتمنَى الآخرون إسدالها ، ايماناً مني ان القناعة هي اصلبُ مناعة .
إِذَّاكَ أكون أكثرَ حريَّةً و تحرُّراً و أبقى أنا ، إبنَ أخلاقي و حارسَ القيم التي نُشئتُ عليها في بيتي و مدرستي و جامعتي و مجتمعي و معارفي .
بارك يا لبنان و مؤسساته الدستورية و شعبه و أرضه و جوّه و ماءه ، و إحفظه ذخراً للتاريخ و الانسانية و هيكلاً لقدسك و مجدياتِ نعمك و عطاياك .
و إنْ من قفْلَةِ رجاءٍ أرفَعها إلى السماء ، فأن يبارك الله العهد الجديد و ينضحه بزوفى بركاته و يُمَنِّعَه بالقدرة على تجاوز الصعاب و يساعده لتحقيق كل نجاح ، بمساعدة حكومة جديدة معقودة عليها كل الامال ، و مطروقة لها كل الصدور ، المسموعةُ و الرجاءاتِ المشفوعةُُ الدعاءات :
أَنْ إحْمِ يا ربُّ لبنانَ و أبقِه في عينيكَ أمانة ..!
رجَوناكَ يا رب ".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
فرنسا: نثق في قدرة لبنان على تشكيل حكومة تمثل الجميع
سرايا - قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة إن فرنسا لديها ثقة كاملة في قدرة السلطات في لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل طوائف الشعب اللبناني.
وردا على سؤال حول الخطوط الحمراء التي حددتها الولايات المتحدة بشأن مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية، قال المتحدث إن فرنسا تأمل أن يجد رئيس الوزراء اللبناني وسيلة لحل المأزق.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 632
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 07-02-2025 05:11 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...