ترامب يعود والشرق الأوسط يتغيّر.. العراق إلى أين؟
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
8 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: العراق يواجه تحديات استراتيجية متزايدة وسط تحولات إقليمية متسارعة.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، أصبحت بغداد أمام مشهد معقد يتقاطع فيه النفوذ الإيراني والتركي والأميركي، بينما تتنامى الانقسامات الداخلية التي تزيد من هشاشة الوضع.
وذكر الكاتب إفغينيا شيفتشينكو أن العراق بات مهددًا بعد الإطاحة بالأسد، حيث أدى تراجع نفوذ روسيا إلى صعود لاعبين آخرين في المنطقة.
وشهدت المنطقة منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إعادة تشكيل لموازين القوى. إسرائيل دخلت لبنان وأضعفت حزب الله، ما يؤثر بشكل غير مباشر على المشهد العراقي.
كما أن العلاقات بين بغداد ودمشق قد تتعرض لاختبار صعب، إذ لم تنس الحكومة السورية الجديدة دعم الفصائل العراقية لنظام الأسد في السنوات الماضية.
ويرى محللون أن إيران قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم استراتيجيتها الإقليمية، خصوصًا في ظل الضغوط الأميركية المحتملة. ويبدو أن بغداد تحاول لعب دور الوسيط بين الطرفين، وهو ما تجلى في إرسال مدير المخابرات الوطنية حميد الشطري إلى دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2024، إضافة إلى مشاركة وزير الخارجية فؤاد حسين في مؤتمر حول سوريا في السعودية مطلع العام الحالي.
وبالنسبة للملف الكردي، تواجه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيًا تحديات غير مسبوقة، خاصة مع تغيّر القيادة في دمشق. ويخشى الأكراد في العراق من أن تؤدي أي مواجهة عسكرية بين تركيا والقوات الكردية في سوريا إلى تفاقم الأزمة داخل إقليم كردستان، ما قد يجبره على إعادة النظر في تحالفاته الداخلية والخارجية.
وأكد أحد الخبراء العراقيين في الشأن الكردي أن أي محاولة لحل الخلافات بين الأكراد السوريين ودمشق قد تؤدي إلى استدراج كردستان العراق إلى صراع غير مرغوب فيه مع تركيا أو إيران، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في البلاد.
ويزيد هذا الوضع من قلق بغداد التي تجد نفسها في مواجهة تحديات متزايدة مع تصاعد النفوذ التركي في شمال البلاد.
وتسعى أنقرة إلى التوصل لاتفاق مع واشنطن بشأن انسحاب القوات الأميركية من سوريا، ما قد يفتح الباب أمام تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد الجماعات الكردية.
وفي ظل هذه الظروف، يبقى استقرار العراق على المحك، إذ يخشى أن تتحول أراضيه إلى ساحة للصراعات الإقليمية في حال تصاعد التوترات بين القوى المختلفة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: ترامب يعود لممارسة أقصى الضغوط على إيران
وصفت مجلة فورين بوليسي التوجيهات التي أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا لأجهزة الدولة بالعودة إلى ممارسة أقصى الضغوط على إيران، بأنها أصبحت نمطا متبعا في كل تصرفاته، من الحرب في أوكرانيا إلى حروبه التجارية المفتعلة.
وأفادت في تقرير لاثنين من مراسليها أن المذكرة التوجيهية التي وقّعها ترامب في الرابع من فبراير/شباط الحالي، تهدف إلى حرمان النظام الإيراني من الأموال كوسيلة للحد من أعماله غير المشروعة في المنطقة وكبح برنامجه النووي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع روسي: ماذا ينتظر العراق بعد تغيير السلطة في سوريا؟list 2 of 2صحف عالمية: خطة ترامب لغزة قد تسبب اضطرابات في المنطقة وانتفاضة بالضفةend of listورغم ذلك، فإن المجلة ترى أن تصريحاته الأخيرة تشي بأنه منفتح على المحادثات مع إيران، غير أنه ليس من الواضح ما الذي يريده الرئيس بالفعل، وكيف ينوي الوصول إلى ما يريد وإلى أي مدى.
على الورقوكان ترامب قد وقّع مذكرة رئاسية يوم الثلاثاء تهدف إلى تصعيد الضغوط على طهران من خلال فرض مزيد من العقوبات، وذلك بهدف حرمان إيران من الأسلحة النووية والحد من برنامجها للصواريخ الباليستية ووقف دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة.
ووفق تقرير فورين بوليسي، فقد اتخذ البيت الأبيض، على الورق، موقفا متشددا دون هوادة ضد إيران مع صدور مذكرة رئاسية سلطت الضوء على كل ما وصفت بأنها أمور سيئة ترتكبها إيران، وأمرت أجهزة الدولة والوزارات بفعل شيء حيالها.
إعلانومع ذلك -تستدرك المجلة- كان ترامب نفسه يمد غصن الزيتون إلى إيران، مقترحا التوصل إلى سلام عبر التفاوض. وعند توقيعه المذكرة التوجيهية، قال ربما "يمكن للجميع أن يعيشوا سوية"، مؤكدا على أنه لا يرغب في استخدام الصلاحيات الجديدة الواردة في المذكرة التي وقّعها للتو.
لا نوويوقد كرر ذلك في اليوم التالي على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال) عندما قال "أريد أن تكون إيران دولة عظيمة وناجحة، ولكن لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا". وأضاف أنه يود أن يرى "اتفاق سلام نوويا يمكن التحقق منه".
وقد أثارت هذه الرسائل "المتضاربة" بعض الارتباك، بحسب المجلة الأميركية التي نقلت عن غريغوري برو، الخبير في الشؤون النفطية والإيرانية في مجموعة أوراسيا، القول إنه بات من الواضح الآن أن ترامب يريد التحدث مع طهران.
وأشار الخبير إلى أن "المذكرة الرئاسية تحدد موقفا أشد صرامة بكثير مما قاله"، إذ أنها تعرض جميع الحيثيات التي تجعل إدارة ترامب تعتقد أنه يجب فرض عقوبات أشد على إيران، بدءا – كما تفعل جميع الإدارات الأميركية – من إشعالها الثورة عام 1979، ومرورا بدورها في زعزعة استقرار الشرق الأوسط وبرنامجها النووي.
مجرد شعاربيد أن المجلة تقول في تقريرها إن المذكرة لم تحدد أي خطوات ملموسة أو عقوبات أو تدابير أخرى من شأنها أن تحوّل الضغط الأقصى من مجرد شعار إلى سياسة.
وذكرت أن الإشكالية تكمن بشكل خاص في صادرات إيران من النفط التي تصل إلى حوالي 1.7 مليون برميل يوميا، يذهب أكثر من 90% منها إلى الصين، وهي بمثابة شريان حياة للجمهورية الإسلامية.
وقال الخبير غريغوري برو إنه ما لم تُتْبع المذكرة بفرض عقوبات جديدة ومبتكرة للحد من صادرات النفط إلى الصين، فلن يكون لهذا الأمر وزن كبير، على حد تعبيره.
ومضت فورين بوليسي إلى القول إنه لا يوجد حتى الآن أي دليل يثبت أن إيران قد قررت الإسراع بتصنيع القنبلة النووية، لكن كثيرا من الشخصيات "الأكثر تشددا" في حكومتها طالبت مؤخرا بإعادة تقييم العقيدة النووية للبلاد.
إعلان