النيادي يشارك في أبحاث تأمين الغذاء المستدام في الفضاء
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
دبي: يمامة بدوان
يستعد سلطان النيادي لإرسال أوراق نباتات إلى الأرض، من أجل قيام العلماء باختبار تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على طريقة نموها، وذلك ضمن مشاركته في أبحاث تأمين الغذاء بشكل مستدام على متن المحطة الدولية مستقبلاً.
وقال في مقطع فيديو، مدته دقيقة واحدة و3 ثوان، نشره على «اكس»، إن الزراعة في الفضاء تذكره بالطبيعة على الأرض، حيث قام بقطف بعض أوراق النباتات، وحفظها في أنبوب زجاجي، لإرسالها إلى الأرض، موضحاً أنه تتم زراعة الكثير من الخضار والفواكه بشكل عام، في حضانة النباتات بالمحطة، وهي عبارة عن مختبر، يتم توفير الإضاءة إليه بديلاً عن أشعة الشمس، كما تتم مراقبته بواسطة كاميرات على مدار الوقت.
وتأتي أبحاث تأمين الغذاء بشكل مستدام في الفضاء، ضمن تجربة «HRF VEG»، التي يشارك فيها النيادي بالتعاون مع مركز كينيدي للفضاء، ومركز جونسون للفضاء، ووكالة ناسا، وتهدف إلى تعزيز فهم البشرية للزراعة والتغذية في الفضاء.
ويقوم الرواد المتواجدون على متن المحطة، خلال هذه التجربة، بدور المزارعين، حيث يوفرون العناية للنباتات، من خلال ريها، وتلقيحها، وحصادها، بالإضافة إلى تذوق نصف المحصول، على أن يرسل النصف الآخر إلى الأرض، لإجراء التحاليل الكيميائية والميكروبيولوجية.
ابتكارات طوّرت لمهمات استكشاف الفضاء
أوضح سلطان النيادي أن هناك العديد من الابتكارات، التي يستخدمها البشر في حياتهم اليومية، بعد أن تم تطويرها لأجل مهمات استكشاف الفضاء، وذلك بحسب مقطع فيديو، مدته دقيقة و43 ثانية، نشره مركز محمد بن راشد للفضاء على «تويتر».
وقال إن الرواد يطلقون على هذه الابتكارات مسمى «التقنيات المطورة»، وهي تشمل مختلف التطبيقات والمنتجات التي تخدم مجالات عدة على الأرض، أبرزها الأطعمة المجففة عبر التجميد، حيث إن الحاجة لأطعمة تناسب بيئة الفضاء ومتطلبات الرواد، قادت إلى اكتشاف تقنية «التجفيف بالتجميد»، وهي عملية يتم خلالها إزالة الماء من الغذاء مع الحفاظ على جودته، وبالتالي قاد هذا إلى إنتاج مأكولات خفيفة الوزن، تتميز بإمكانية حفظها لفترة طويلة، وسهولة إضافة الماء إليها من جديد بهدف تناولها، كما أن هذه المأكولات لم تعد تستخدم في مهمات الفضاء فحسب، بل باتت مستعملة في أنشطة التخييم والجيش وغيرها.
وأضاف النيادي أن الرغوة المرنة التي صممت بشكل رئيسي، عبر بحث موّلته وكالة ناسا كوسادة لطياري الاختبار خلال رحلاتهم إلى الفضاء، يتم استخدامها اليوم في الأسرّة والوسائد والأحذية وغيرها من المنتجات، إضافة إلى معجون الأسنان الخالي من الرغوة القابل للابتلاع، الذي تم ابتكاره من أجل مهمات الفضاء.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات سلطان النيادي الفضاء الإمارات فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
حرائق لوس أنجلوس.. خسائر تاريخية وقطاع تأمين في مهب الريح
تسببت الحرائق المستعرة في جنوب كاليفورنيا في دمار واسع النطاق في منطقة لطالما كانت تدرك مدى تعرضها للكوارث الطبيعية.
ومع احتراق أحياء مثل "باسيفيك باليسيدز" وغيرها من المناطق العالية المخاطر، فقد تم تهجير أكثر من 180 ألف شخص، وفقد 10 أشخاص حياتهم، وتعرضت أكثر من 57 منشأة لدمار كبير، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبيرغ.
وقالت صحيفة إيكونوميست إن هذه الحرائق ليست مجرد مأساة إنسانية، بل أزمة اقتصادية عميقة تكشف هشاشة سوق التأمين في كاليفورنيا، وتثير القلق بشأن التكاليف المتصاعدة للكوارث المرتبطة بالمناخ.
الأكثر تكلفة في تاريخ أميركاحتى العاشر من يناير/كانون الثاني الجاري، قُدرت الأضرار الاقتصادية الأولية المباشرة الناتجة عن هذه الحرائق بأكثر من 50 مليار دولار، مع توقع أن يغطي التأمين منها نحو 20 مليار دولار فقط، وفقًا لتقديرات "جي بي مورغان".
هذه الأرقام تجعل هذه الحرائق واحدة من أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، وقد تعرض حي "باسيفيك باليسيدز" -الذي يبلغ متوسط أسعار المنازل فيه 4 ملايين دولار- للدمار الأكبر.
أما "حريق إيتون" في الشمال، فلا يزال يهدد المناطق الأقل ثراءً، وهو ما يُبرز الطبيعة المتنوعة والعشوائية لهذه الكارثة.
إعلانوأشار تقرير صادر عن شركة "أكيو ويذر" الأميركية لخدمات التنبؤ بالطقس إلى أن إجمالي الخسائر قد يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، مما يعكس التأثير الكبير على منطقة تحتوي على بعض أغلى العقارات في الولايات المتحدة.
وتعد هذه الحرائق أسوأ حرائق غابات في تاريخ لوس أنجلوس، وقال عنها الرئيس الأميركي جو بايدن إنها "أكبر حرائق الغابات وأكثرها تدميرا في تاريخ كاليفورنيا"، مؤكدا أن "التغير المناخي حقيقة واقعة".
وعقد بايدن -الذي أعلن حالة كوارث كبرى في كاليفورنيا- اجتماعات مع كبار المسؤولين لبحث الاستجابة الفدرالية.
سوق التأمين في عين الجحيموكشفت الحرائق عن أوجه قصور كبيرة في سوق التأمين في كاليفورنيا، التي تكافح للتكيف مع التزايد المستمر في حدة وتكرار الحرائق بسبب تغير المناخ، حسب إيكونوميست.
فشهدت السوق تقليص 7 من أكبر 12 شركة تأمين وجودها في الولاية خلال السنوات الأخيرة. فعلى سبيل المثال، توقفت شركة أولستيت عن بيع البوليصات التأمينية الجديدة تمامًا عام 2022، بينما ألغت شركة ستيت فارم 30 ألف بوليصة عام 2023، بما في ذلك 1600 بوليصة في حي "باسيفيك باليسيدز".
وقد ارتفع تعرض خطة التأمين الحكومية "فير"، وهي الملاذ الأخير في كاليفورنيا، بنسبة 85% في المناطق عالية الخطورة مثل "باسيفيك باليسيدز"، حيث تجاوزت المطالبات المحتملة الآن 3 مليارات دولار.
ومع ذلك، فإن القدرات المالية للخطة لا تزال غير كافية، إذ لا تمتلك سوى 200 مليون دولار احتياطات و2.5 مليار دولار في إعادة التأمين، مما يهدد بفشل النظام بأكمله.
هذا النقص -حسب بلومبيرغ- يترك عديدا من أصحاب المنازل من دون تأمين كاف أو من دون تأمين على الإطلاق، خاصةً أولئك الذين تتجاوز ممتلكاتهم الحد الأقصى لتغطية "فير" البالغ 3 ملايين دولار.
تغيّر المناخ وتحديات السياساتوذكرت بلومبيرغ أن خبراء في قطاع التأمين حذروا منذ فترة طويلة من أن الإطار التنظيمي القديم في كاليفورنيا أعاق قدرة سوق التأمين على العمل بفعالية.
إعلانفقد منعت مبادرة اقتراع عام 1988 شركات التأمين من استخدام نماذج المخاطر المستندة إلى تغير المناخ، مما أجبرهم على الاعتماد على بيانات تاريخية لم تعد تعكس الواقع الحالي.
وقد أدت هذه القيود -حسب بلومبيرغ- إلى تثبيط شركات التأمين الخاصة عن تحمل مخاطر الحرائق.
وعلى الرغم من أن الإصلاحات التي أُقرت في الثاني من يناير/كانون الثاني تتيح الآن التسعير بناءً على النماذج، فإن هذه التغييرات قد جاءت متأخرة للغاية لمعالجة تداعيات الحرائق الحالية.
عديد من أصحاب المنازل من دون تأمين كافٍ أو من دون تأمين على الإطلاق (الأناضول) تداعيات أوسعوتمثل هذه الحرائق نقطة تحول في العلاقة بين مخاطر المناخ، وقيم الممتلكات، والاستقرار الاقتصادي. فوفقًا لمايكل وارا، خبير الحرائق في جامعة ستانفورد الذي تحدث لصحيفة إيكونوميست، فإن أحياء مثل "باسيفيك باليسيدز" تجسد التوازن الهش بين قيم الممتلكات المرتفعة والمخاطر الكارثية.
ويمكن أن يؤدي الانسحاب الواسع لشركات التأمين الخاصة إلى انهيار سوق الإسكان، حسب ما قاله وارا، حيث تصبح الممتلكات التي لا يمكن تأمينها غير قابلة للرهن العقاري، مما يؤدي إلى انكماش اقتصادي مشابه للأزمة المالية لعام 2008.
علاوة على ذلك، فإن التأثيرات الصحية للحرائق، التي غالبًا ما يتم التغاضي عنها في التحليلات الاقتصادية، تُعد كبيرة. إذ يُقدر أن استنشاق الدخان وتلوث الهواء يكلف مليارات الدولارات سنويًا من النفقات الصحية الخفية، مما يزيد من أعباء السكان وموارد الدولة.
تعاون دولي وتكنولوجيوشهدت جهود مكافحة الحرائق تعاونًا دوليًا، إذ أرسلت كندا طائراتها الشهيرة "كندير" لمساعدة رجال الإطفاء في لوس أنجلوس.
ويؤكد هذا العمل من "الدبلوماسية المناخية" على أهمية التعاون عبر الحدود في مواجهة حالات الطوارئ المرتبطة بالمناخ.
في الوقت نفسه، قدمت التكنولوجيا بعض العزاء للسكان، إذ حقق تطبيق ووتش ديوتي، الذي يتتبع تطورات الحرائق، 1.4 مليون تحميل خلال 48 ساعة فقط.
إعلانوتشدد إيكونوميست على أن حرائق لوس أنجلوس لا بد أن تكون تذكيرًا مهما بالحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات شاملة تجاه تغير المناخ وبناء نظام تأمين مرن، مشيرة إلى حاجة صناع السياسات لمعالجة مواطن الضعف النظامية لمنع مزيد من الدمار.
وكما أشار السيناتور شيلدون وايتهاوس في تصريح لبلومبيرغ، فإن الفشل المتسلسل الناجم عن مثل هذه الكوارث قد يؤدي إلى انهيار اقتصادي أوسع نطاقًا ما لم تُتخذ تدابير حاسمة.