قالت صحيفة الغارديان إن الغضب الدولي في الأيام الأخيرة ركز على اقتراح دونالد ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة "ملكية" غزة، وأن يتم تهجير أكثر من مليوني فلسطيني للسماح بتحويل المنطقة من "موقع هدم" إلى "ريفييرا" في الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" أنه في الأردن ومصر، أثار الطلب بأن يقبل كلا البلدين أعدادا هائلة من الفلسطينيين من غزة - ربما على أساس دائم - قلقا متساويا.

رفض زعماء البلدين الاقتراح على الفور، ويتجه الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن في محاولة لإقناع ترامب بتغيير المسار.

قال نيل كويليام، زميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن: "إنهم مرعوبون من أن تصبح سياسة إسرائيل لنقل السكان حقيقة واقعة".



يعلم عبد الله والسيسي أنهما عُرضة لأسلوب ترامب المميز في التعامل مع الجغرافيا السياسية، حيث تعتمد اقتصادات بلديهما وأمنهما بشكل كبير على مستويات ضخمة من المساعدات والتجارة الأمريكية.

لقد قبل الأردن أعدادا كبيرة من الفلسطينيين النازحين في عام 1948 أثناء الحروب المحيطة بتأسيس "إسرائيل"، وفي عام 1967 عندما احتلت "إسرائيل" الضفة الغربية وغزة.

إن نسبة كبيرة من سكان الأردن من أصل فلسطيني، ولا يزال العديد منهم مصنفين كلاجئين.

قالت كاترينا سمور، المحللة المستقلة المقيمة في عمان: "سيكون ذلك بمثابة صدمة متكررة لشعب مصاب بصدمة بالفعل. لا تزال النكبة [تهجير عام 1948] طازجة جدا في الذاكرة الجماعية للشعب العربي".

إن دور ووجود ومستقبل الفلسطينيين في الأردن هو أحد أكثر القضايا حساسية سياسيا في البلاد.

في عام 1970، اقتربت الفصائل المسلحة لمنظمة التحرير الفلسطينية من انتزاع السيطرة على المملكة من والد الملك الحالي، حسين. ورغم أن تكرار ذلك أمر مستبعد للغاية، فإن الأحداث التي وقعت قبل 55 عاما لم تُنس.

وحذر المسؤولون الأردنيون من عواقب تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية الحرب، مع تزايد العنف هناك وتوسع المستوطنات الإسرائيلية. وقال المسؤولون إن أي جهد لإجبار الفلسطينيين على مغادرة الضفة الغربية إلى الأردن - وهو طموح طويل الأمد لليمين الإسرائيلي - سيكون بمثابة خط أحمر يُنظر إليه على أنه "إعلان حرب" من جارهم القوي عسكريا.

قال كويليام: "إن الأردنيين قلقون للغاية من أن ما يحدث في غزة (قد يفتح) الباب أمام ضم (إسرائيل) للضفة الغربية".

واجهت السلطات في الأردن شهورا من الاحتجاجات المحلية التي دعت إلى اتخاذ تدابير أقوى لدعم الفلسطينيين، وأي تحرك للامتثال لمطالب ترامب سيُنظر إليه على أنه خيانة للقضية الفلسطينية.

لكن الأردن لديه معاهدة سلام مع "إسرائيل" وعلاقات عسكرية واقتصادية وثيقة مع الولايات المتحدة. كما يتلقى مساعدات مالية ضخمة وحيوية من واشنطن، مما يمنح ترامب نفوذا كبيرا. يشير المسؤولون في عمان بشكل خاص إلى "عملية الموازنة" التي تتطلبها المملكة.

قالت علياء الإبراهيمي، الخبيرة الإقليمية في المجلس الأطلسي، "إن أسئلة من يعتبر أردنيا وماذا يعني أن تكون أردنيا قابلة للاشتعال إلى حد كبير. لذلك هناك قضية ديموغرافية، ولكن أيضا حقيقة أن ترامب يلفت الانتباه إلى علاقات الملك عبد الله بإسرائيل وتحالفه مع الولايات المتحدة واعتماده عليها. كلتا المسألتين لديها القدرة الحقيقية على زعزعة استقرار النظام الملكي الأردني".

هناك قضية أخرى عملية. لقد عانى الاقتصاد الأردني من الحرب، وأصبحت الخدمات العامة منهكة إلى حد الانهيار. كما كافحت أجهزة الأمن لاحتواء المتطرفين الإسلاميين، في حين يبدو أن الدعم للإسلاميين الأكثر اعتدالا قد ارتفع بشكل كبير.

وقالت سمور: "إن خطة مثل هذه تحتاج إلى سنوات من التحضير ... وقد تكون كابوسا أمنيا، وسوف يُنظَر إلى الأردن على أنه خان القضية الفلسطينية".

وفي القاهرة، يشكل الأمن مصدر قلق كبير، وخاصة في المنطقة شديدة الحساسية في صحراء سيناء حيث اقترح البعض بناء مخيمات ضخمة للاجئين. ورفضت مصر السماح للفلسطينيين في غزة بالفرار إلى أراضيها أثناء الحرب التي استمرت 16 شهرا هناك، خوفا من تدفق هائل ومزعزع للاستقرار قد يصبح دائما.

وقالت الإبراهيمي: "من بين السكان النازحين قسرا، سيكون هناك دائما مسلحون، سواء حماس أو مجموعات جديدة تسعى إلى الدفاع عن جيل جديد من الفلسطينيين المظلومين والمحرومين من حقوقهم. وإذا ما عملوا انطلاقا من الأراضي المصرية، فإن هذا من شأنه أن يعرض معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل للخطر، ومن المرجح أن يقلبها رأسا على عقب، ولكنه من شأنه أيضا أن ينشط ويشجع الجماعات المسلحة المحلية المعارضة للنظام المصري".

وتعاني مصر أيضا من مشاكل اقتصادية عميقة، على الرغم من تلقيها كميات هائلة من المساعدات من الولايات المتحدة وأماكن أخرى. وقال كويليام: "مصر دولة ضخمة ولكن هذا من شأنه أن يأتي بتكلفة اقتصادية ضخمة. الاقتصاد المصري يعاني بالفعل من مشاكل هائلة".

تكافح أجهزة الأمن في مصر للسيطرة على السخط ويخشى المسؤولون أن يؤدي عدم الاستقرار الجديد إلى حركة احتجاجية جماهيرية أخرى مثل عام 2011.



وقالت الإبراهيمي: "كما هو الحال مع الملك عبد الله ملك الأردن، هناك احتمال وقوع كارثة سياسية أيضا، حيث لا يستطيع أي من الزعيمين العربيين تحمل التواطؤ في التطهير العرقي المنهجي لفلسطين. بصراحة، أعطى ترامب صوتا لأسوأ كوابيس القيادات في عمان والقاهرة".

يبدو أن ترامب لا يتفق مع هذا الرأي. في المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال الرئيس الأمريكي إن عبد الله والسيسي سيوافقان على اقتراحه و"سيفتحان قلوبهما لمنحنا الأرض التي نحتاجها لإنجاز هذه المهمة ويمكن للناس أن يعيشوا في وئام وسلام".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة تهجير المصري مصر الاردن غزة تهجير صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة عبد الله

إقرأ أيضاً:

كيف ستتعامل الدول العربية مع خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على غزة؟

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاستيلاء على قطاع غزة "صدمة" على الصعيد العالمي بشكل عام والصعيد الإقليمي خصوصا، سيما أن الرئيس يخطط إلى رفع كل من مصر والأردن إلى استقبال الفلسطينيين، بالرغم من الرفض القاطع لهاتين الدولتين.

وكان ترامب أعلن قبل أيام أنه يضغط على الأردن ومصر ودول عربية أخرى لاستقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة تحت مسمى "تطهير غزة"، ما أثار ردود فعل رافضة من القاهرة وعمان والعديد من الهيئات والمؤسسات العربية والإسلامية.

وبالرغم من الرفض القاطع للبلدين، إلا أن الرئيس الأمريكي أعاد في أكثر من مناسبة تأكيده الجازم على أن كل من البلدين سيقبل بذلك "لأننا نفعل الكثير من أجلهم، وسيفعلون ذلك".

ومساء الثلاثاء، تحدث ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة، ما أثار ردود فعل رافضة على الصعيد الدولي.




وقال ترامب بعد محادثاته مع نتنياهو في البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة، وسنقوم بمهمة فيه أيضا"، مضيفا: "سنطلق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة".

وزعم الرئيس الأمريكي أن غزة "يمكن أن تُصبح (بعد سيطرة بلاده عليها وتطويرها) ريفييرا الشرق الأوسط". كما لم يستبعد إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في قطاع غزة.

كما تطرق ترامب إلى ملف تطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية، معتبرا أن الرياض تريد السلام، ولا تطالب بدولة فلسطينية في المقابل.

وجاء حديث ترامب على الرغم من تأكيد المسؤولين السعوديين على كافة الأصعدة أن المملكة لن تقيم علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي دون إقامة دولة فلسطينية. ما دفع السعودية إلى التشديد على موقفها مجددا موضحة أن موقف ثابت لا يتزعزع و”ليس محل تفاوض أو مزايدات”.

وتثير تصريحات ترامب المتلاحقة بشأن غزة وتجاهله المواقف العربية الرافضة لهذا التوجه قلقا واسعا في الأوساط السياسية في المنطقة، حيث حذر محللون تحدثوا لـ"عربي21" من تداعيات خطيرة لمقترحات الرئيس الأمريكي، والتي اعتبروها تعكس "نوايا عدوانية” تجاه القضية الفلسطينية، وتمثل تهديدا لمصر والأردن والمنطقة بأسرها.

وقال الباحث السياسي محمود علوش، إن "خطة ترامب بشأن غزة تدل على نواياه العدوانية في القضية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "هذه النوايا لا تهدد القضية الفلسطينية فحسب، بل تشكل أيضا تهديدا لمصر والأردن والمنطقة بأسرها".

وأضاف في حديثه مع "عربي21"، أنه "سيتعين على دول المنطقة أن تتحسب لنهج ترامب العدواني تجاه القضية الفلسطينية في الولاية الجديدة برئاسته".

من جانبه، شدد المحلل السياسي إبراهيم المدهون على أن "ترامب يعتقد أن الدول العربية تعمل تحت إشراف الولايات المتحدة، وأنه بمجرد أن يصدر الأوامر، يجب أن تُنفذ. لكن هذه القراءة للموقف السياسي الدولي مغلوطة”، موضحًا أن “الدول العربية بدأت تدرك أكثر من أي وقت مضى أهمية مصالحها واستقلالية قراراتها، وهي ليست مجرد أدوات في يد الإدارة الأمريكية”.

وأشار المدهون في حديثه مع "عربي21"، إلى أن "الردود على تصرفات ترامب قد تكون مفاجئة له، خاصة في ضوء الاستقلالية السياسية المتزايدة لبعض هذه الدول".

كيف يتعامل العرب مع مخطط ترامب؟
وأكد علوش أن "مصر والأردن بطبيعة الحال مستهدفتان في هذه الخطة، ولا تمتلكان خيارا سوى المعارضة، حتى لو كانت هذه المعارضة تنطوي على عواقب كبيرة، لكن هذه العواقب ستبقى أقل بكثير من عواقب الرضوخ لهذه الخطة”.

وأشار الباحث السياسي إلى أن "مصر والأردن غير قادرتين على مواجهة خطط ترامب بشأن غزة دون مساندة إقليمية قوية لهما في هذا التحدي الكبير".

بدوره، أوضح المدهون أن "الموقف العربي واضح وحاسم في هذا الملف، فهو يرفض التهجير ولا يريد أن يكون حل القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية الأخرى، ولهذا لن يجد نتنياهو أو ترامب أي قدرة على تسويق مثل هذه المشاريع".

ولفت إلى أن "المعيق الأكبر تجاه هذه المشاريع هو رفض شعبنا الفلسطيني وتمسكه بأرضه، وكونها ضد الحالة العربية والرفض الإقليمي. حتى الدول العربية لن تقبل بها، وتجدها تهديدا استراتيجيا طويل الأمد".


وأشار إلى أن "الأردن يعتبر أن هذا الأمر يمس وجوده، ولهذا يرفض بشكل قاطع تهجير أي من الفلسطينيين سواء من الضفة الغربية أو قطاع غزة".

وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، كشف أن الأردن مستعد للحرب في حال تم إجبار الفلسطينيين بالقوة على الهجرة إلى أراضيه.

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة في عمان والقدس قولها، إن آخر ما تريده الأردن هو الحرب، وهي حريصة على التوصل إلى حل سلمي، لكنهم يصرون على أن الأردنيين سيغلقون الحدود إذا بدأ اللاجئون في العبور إلى البلاد. 

وقال أحد المصادر للموقع البريطاني: "وإذا سعى الإسرائيليون إلى إعادة فتحه، فسيكون ذلك سببا للحرب".

وفي ما يتعلق بموقف دول الخليج، فقد ذكر المدهون أن هذه الدول "تلتزم الصمت لأنه لم يُطرح أن تستقبل أيا من الفلسطينيين، ولو تم طرح ذلك أيضا سترفض"، حسب قوله.

وفي هذا السياق، قال علوش "في حال أصر الرئيس ترامب على ممارسة الضغط على مصر والأردن من أجل القبول بخطة التهجير، هناك خيارات لدى الأردن ومصر لمقاومة هذه الخطة، لكن هذه الخيارات تقف على حدود ما يمكن أن تقدمه الدول العربية لهما من أجل مواجهة أي ضغط أمريكي محتمل في هذا الاتجاه".

وأضاف "ربما يلجأ ترامب إلى التهديد بفرض عقوبات أو بمعاقبة مصر والأردن اقتصاديًا، لأن هاتين الدولتين تعتمدان على المساعدات الأمريكية والدعم العسكري الأمريكي، لكن أيضًا يمكن لدول الخليج أن تحد من تأثير أي عقوبات أو تحركات أمريكية محتملة في هذا الاتجاه من خلال تقديم الدعم الاقتصادي لهاتين الدولتين".

من جهته، شدد المحلل السياسي حسام الدجني على أن "تصريحات ترامب لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، لأنها تعكس رؤية ومشروع متكامل تتقاطع به إدارة ترامب واليمين المتطرف في إسرائيل، وينسجم مع مشاريع استراتيجية تتعلق بغزة". 

وأضاف في حديثه مع "عربي21"، أن "هذه المشاريع تتطلب تهجير السكان في أكبر عملية تطهير عرقي عرفها التاريخ المعاصر، وأهم المشروعات الاستراتيجية تتعلق بمشروع غاز المتوسط على سواحل غزة، وخط السكة الحديد الذي طرحه بايدن في قمة العشرين، وقناة بن غوريون، بالإضافة إلى التخلص من الكابوس الأمني الذي ضرب إسرائيل في مقتل والمتمثل في الكتلة الديموغرافية في غزة".

وأشار الدجني إلى أن "المطلوب الآن هو دعم وتعزيز الموقف العربي الرسمي والشعبي الرافض للتوجه الأمريكي"، داعيا إلى "القيام بحملة دبلوماسية على المستوى الدولي لتنسيق الخطوات في كافة المحافل الدولية”. 

وأوضح أنه "من الضروري عقد قمة عربية تهدف بالدرجة الأولى لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه عبر الدفع بتطبيق البروتوكول الإنساني بكل تفاصيله".

ترامب و"الصفقة الكبرى"
أوضح علوش في حديثه مع "عربي21"، أن "ترامب رجل صفقات كبرى وليس صفقات صغرى، وهو يدرك، مثل نتنياهو، أن فكرة السيطرة الأمريكية على غزة أو تهجير سكانها منفصلة عن الواقع تماما، ولو كانت هذه الفكرة ممكنة، لكانت إسرائيل نفذتها خلال هذه الحرب دون انتظار ترامب".

وأضاف: "لذلك، يبدو تصور الرئيس الأمريكي عن هذه الخطة أقرب إلى تدشين عملية مساومة من أجل تأمين نوع من الصفقة الكبرى في الشرق الأوسط، وقد يكون التخلي عن فكرة تهجير سكان غزة مقابل تطبيع سعودي إسرائيلي أحد أوجه هذه الصفقة الكبرى".

وفي هذا السياق، شدد المدهون على أن "فكرة التهجير ليست سهلة، فترامب للمرة الثانية غير قادر على قراءة حقيقة الموقف العربي وتعقيداته، فقد فشل في صفقة القرن في دورته الأولى، واليوم بدأ بخطوة أعتقد أنها صعبة التحقيق".


وشدد على أن "المطلوب حقيقة الآن من الموقف العربي أن يتم دعم وإسناد قطاع غزة، فلا يصح أن يكون هناك رفض للتهجير في حين أن هناك خيام لم تدخل من الأردن، وهناك بطء في رفع الحصار وتدفق المعونات والمساعدات ومستلزمات الإعمار".

وأكد أنه "إذا أرادت الدول العربية، وخصوصا مصر والأردن، إفشال هذا المشروع، فعليها تعزيز صمود الفلسطينيين في القطاع، ورفع الحصار فورا، وفتح القطاع للعالم أجمع، واستخدام كل ما يمكن استخدامه من أجل تخفيف الكارثة والمعاناة الإنسانية في غزة وبث الأمل هناك".

تداعيات إقليمية خطيرة
حذر الباحث السياسي محمود علوش من أن "تهجير سكان غزة ينطوي على عواقب كبيرة على القضية الفلسطينية وعلى دول المنطقة بأسرها، ويجب على دول المنطقة أن تتعامل بشكل أسرع مع هذا التصور الذي يطرحه ترامب، على أنه تهديد لها بشكل كامل، لأنه من جانب يهدد بتصفية القضية الفلسطينية، ومن جانب آخر يعزز سطوة إسرائيل على المستوى الإقليمي".

وأضاف أن طرح ترامب “سيرسل ذلك إشارات لدول المنطقة بأنه لا توجد ضوابط أو حدود أمام التوسع الإسرائيلي، فطموحات إسرائيل التوسعية لا تقتصر على الأراضي الفلسطينية، إذ إنها تحتل أجزاء من جنوب لبنان في هذه الحرب، وحتى الآن لا تبدي أي اهتمام بالانسحاب، كما احتلت أجزاء من الأراضي السورية، وقد تطمح إلى البقاء في هذه الأراضي لفترة طويلة".

وأكد أن "على مر التاريخ، لم نشهد أن إسرائيل احتلت منطقة ثم انسحبت منها فيما بعد"، مشددا على أن "السياسة العدوانية لترامب في القضية الفلسطينية ينبغي أن تشكل صدمة كبيرة في السياسة الإقليمية تجاه القضية الفلسطينية وتجاه السياسة الأمريكية".

مقالات مشابهة

  • باحثة: هناك وعي مصري كبير بالمخطط الأمريكي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين
  • عاهل الأردن يؤكد رفضه محاولات تهجير الفلسطينيين وضم أراضى من غزة والضفة
  • تحذيرات جديدة من مصر والأردن بشأن مخطط تهجير سكان غزة
  • ترامب : لن تكون هناك حاجة لجنود أميركيين في غزة
  • كيف ستتعامل الدول العربية مع خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على غزة؟
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يدعو واشنطن للسماح بعودة أهل غزة للأرض التي خرجوا منها 
  • البيت الأبيض: نتوقع من الأردن ومصر قبول الفلسطينيين مؤقتًا حتى إعادة بناء وطنهم
  • محلل سياسي: حان الوقت أن يكون هناك موقف عربي يدعم مصر والأردن
  • «لا معنى له».. رئيس البرازيل يعلق على اقتراح ترامب بشأن السيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين