غزة بين خروج حماس أو ترحيل سكانها
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
كيف تغيَّرتِ التحدياتُ سريعاً حيالَ غزةَ، من ترحيلِ حماس إلى تهجيرِ كل السكان؟
حماس أخطأت مرةً أخرى في قراءة التطوراتِ المقبلة، بعودة دونالد ترامب للرئاسة. فقد عطَّلت أو ماطلت في المفاوضات، التي دامت نحوَ تسعة أشهر، من التوصل إلى حلّ، ومع التبدل الرئاسي في واشنطن صارت حظوظُها أقلّ، في حين تستمر معاناة أهالي غزة.الرئيس ترمب لا يشبه الرئيسَ السابقَ بايدن، وقرَّر أن يلغيَ كلَّ ما سعى لتحقيقه سلفه، ومثال ذلك أنَّه بدلَ ترحيل «حماس»، طرحَ فكرة تهجير أهل غزة!
بالتأكيد مشروع ترامب إخراج مليوني إنسان غيرُ واقعي ويخالف القانونَ الدوليّ، وليس له مؤيّدون بما في ذلك داخل إدارتِه والكونغرس. إنَّما هذا قد لا يردع ترمب عن تنفيذه، إن لم يفلح المسؤولون العربُ في لقاءاتهم المقبلة معه في ثنيِه عن مشروعه.
كنَّا في إطار قضية، وهو وقف تدمير غزةَ وتخليصُها من الاثنتين؛ إسرائيل وحماس، وبتنا في أزمةٍ مختلفة تهدد غزة والضفة الغربية ومصر والأردن. حتى لو تراجع ترامب عن فكرته، فإن أي خلاف مع مصر والأردن سيلقي بظلاله على البلدين والمنطقة.
مع التَّغيير الرئاسي في الولايات المتحدة، وبعد أن أفلحَ نتانياهو في إصلاحِ علاقته مع ترامب، أخشَى أنَّ غزةَ معرضةٌ لجولة ثانية من الحرب. فـحماس ترفض الخروج، وإسرائيل لا تزال لديها الرغبةُ والسلاح للقتال عاماً آخر. وهي ستتمكَّن في الأخير من القضاء على ما تبقَّى من الحركة بعد أن تكونَ قد قتلت ودمَّرت ما تبقَّى واقفاً على الأرض.
هذه فرصة أخرى لـحماس لتصحيح الأخطاء الماضية واتّخاذِ قرارٍ مسؤول في مصلحةِ مليوني إنسان، عاشوا معاناة رهيبة ثمناً لهجومها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ورغم مزاعمِ الانتصار، فسكان القطاعِ يعرفون الحقيقة أكثر من غيرهم. السُّلطة الفلسطينية استعادت غزةَ في2005، وباتفاقها فُكّكتِ المستوطنات وأُبعد منها كلُّ المستوطنين.
حماس بعد التدمير الذي لحق بغزة تستطيع إفشال مساعي التهجير المليوني، وتقرن خروجَها مقابل وقفِ مشروع ترامب، إذن الخيار إما حماس أو مليونا فلسطيني.
الإسرائيليون يرون في الحركة المسلحة نقطةَ ضعفٍ لدفع أجندتهم، وإن كانوا يرغبون في إفشال محاولةِ تعزيز صلاحيات السلطة الفلسطينية، أو أي سلطة غير إسرائيلية في القطاع أو حلّ الدولتين. حماس، أو "كعب أخيل"، بعنادِها سَتُعين نتانياهو لتحقيق ما يحتاجه من الرئيس ترامب من دعم لمشاريعه العسكريةِ والتغييرات السياسية التي ربَّما لا يزال يريد إكمالها.
هل تُغلّب الحركةُ روح المسؤولية على الشعبوية، وتتَّخذُ الخطوة المقبلة التي تساعد في تعديل مشروع ترامب من التهجير إلى التعمير؟
أيضاً، لن يكون هناك تمويلٌ لإعادة إعمار غزة، مهما قيل من وعود، ما دام الممولون العرب والأجانب يشعرون بأن احتمالات حربٍ أخرى مفتوحة. فقد سبق وأنفقت مئات الملايين من الدولارات على تعمير غزة لتتسبب المواجهات مع إسرائيل في تدمير كلّ ما تمَّ بناؤه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تطالب بقمة عربية طارئة لرفض تهجير الفلسطينيين
سرايا - طالبت حركة "حماس" الخميس، بعقد قمة عربية طارئة لرفض تهجير الفلسطينيين، ردا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية للاستيلاء على قطاع غزة.
جاء ذلك وفق بيان لمتحدث الحركة حازم قاسم، على منصة "تلغرام"، بعد ساعات من تصريحات لترامب، قال فيها إن إسرائيل ستسلم قطاع غزة للولايات المتحدة عند انتهاء القتال، في إشارة إلى الإبادة الجماعية التي ارتكبتها تل أبيب بحق الفلسطينيين لأكثر من 15 شهرا.
وقال قاسم إن "تصريحات ترامب مرفوضة قطعا، وغزة لأهلها ولن يغادروها"، وطالب "بعقد قمة عربية طارئة لمواجهة مشروع التهجير".
وبشأن تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة، اعتبر قاسم "حديث ترامب عن استلام واشنطن لقطاع غزة بمثابة إرادة معلنة لاحتلال القطاع".
وتابع: "لا نحتاج لأي دولة لتسيير قطاع غزة، ولا نقبل استبدال احتلال بآخر"، في إشارة إلى تبادل الأدوار بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وأكد قاسم أن "رفض مشروع ترامب لا يكفي، ولا بد من وحدة فلسطينية لمواجهة التهجير".
متحدث حماس طالب "مختلف الأطراف الفلسطينية بوحدة الصفوف لمواجهة مشروع ترامب".
كما طالب "الدول العربية بالتصدي لضغوط ترامب، والثبات على مواقفها الرافضة للتهجير"، داعيا "الشعوب العربية والمنظمات الدولية إلى حراك قوي لرفض مشروع ترامب".
وفي وقت سابق الخميس، ادعى ترامب أن الفلسطينيين سيحظون بحياة "أكثر سعادة" بموجب الخطة، وأنهم سيستقرون في "مجتمعات أكثر أمانا وجمالا مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة".
وأردف: "ستعمل الولايات المتحدة بالتعاون مع فرق تطوير رائعة من جميع أنحاء العالم، على بدء بناء ما سيصبح أحد أعظم وأروع المشاريع من نوعه على وجه الأرض".
ومساء الثلاثاء، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 805
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 06-02-2025 06:08 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...