عربي21:
2025-02-08@06:49:52 GMT

الحلم الإمبراطوري

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

لم يسبق للعالم أن وصل إلى ذروة الفوضى كما يحصل اليوم، وهذا منذ نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، التي انفجرت على إثرها الأزمة الاقتصادية العالمية في أمريكا، ثم انفجار الحرب العالمية الثانية في أوروبا.

الدواعي والمسبّبات، اليوم، هي نفسها بالأمس: توسّع الاستعمار وتمدّده، مع استدعاء حروب بريطانيا العظمى في العهد الفيكتوري والتجارة المركانتيلية والاكتشافات بالقوة في العالم، من أجل مستعمرات أكبر وموارد أقوى، في ظل تنامي الرأسمال التجاري، حتى قبل ظهور الرأسمال الصناعي والزراعي ثم الرأسمال المالي.



وصول الرأسمالية إلى ذروتها، كما كان يرى “ماركس”، من أن “الإمبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية”، نقلها من مرحلة “الاستعمار الجديد”، إلى العودة والتقهقر نحو “الاستعمار القديم – الجديد”.. استعمار هجين، يستعمل فيه كل الأدوات من أجل غاية واحدة هو توسيع نفوذه وفضاءات ربحه بلا حدود.

ما يحصل منذ بداية القرن الـ21 مع سقوط جدار برلين، من تغوّل جديد للغرب الرأسمالي بزعامة أمريكا، عبر آلية التوسّع شرقا وفي كل اتجاه، بحثا عن تقويض مصالح فضاءات سياسية أخرى منافسة ومنها الصين وروسيا، وهذا عبر آلية “الناتو”، مدعّمة بأدوات أخرى “ناعمة”، وأخرى “نائمة” في شكل “ثورات ملوّنة”، ثم ما يحصل اليوم، هي نتيجة حتمية لمآل انهيار المنظومة العالمية القديمة الموروثة عن مرحلة ما بعد 1945، وهي تشي بعواقب أقلّ ما يقال عنها إنها غير سلمية وفوضوية، من شأنها أن تزعزع بنية العالم برمته.
هيبتها ومكانتها وموقعها على الجغرافيا السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، باتت على المحك
الولايات المتحدة، المنتشية منذ نحو جيل من تربّعها على رأس العالم كقوة اقتصادية وعسكرية وسياسية ومالية مهيمنة، بلا منافس، تشعر اليوم أن هيبتها ومكانتها وموقعها على الجغرافيا السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، باتت على المحك أمام تطوّر هائل في ديناميكيات اقتصادية جديدة في الصين بالأساس، مع نمو مضطرد لتكتلات اقتصادية جديدة قد تسبّب لها صداعا اقتصاديا قد يقوّض قدراتها المالية وعملتها، تسعى الآن مع ترمب، إلى انتهاج سياسة الهجوم بدل الدفاع.

إعلان ترمب عبر مختلف حملاته الانتخابية قبل حتى عهدته الأولى، أنه “سيعيد لأمريكا عظمتها”، يؤكد أن تلك العظمة باتت على المحك، إلا أن مزاجه، وطبعه، كمرقّي عقاري تجاري و”لاعب شو” سابق في برامج استعراض القوة والعنف، تغلَّب على تطبّعه السياسي، مع دخول “المال إلى السياسة” من الباب المباشر، حوّل الآلة الرأسمالية في أمريكا إلى رأس حربة لاستعادة تاريخ “العهد الفيكتوري” من أجل الهيمنة التجارية على كل البحار والمحيطات والأراضي السّاحلية للكرة الأرضية، وإذكاء عنصرية الإنسان “الأشقر”، تجاه الكل، حتى الأبيض، وتفوّق هذا العنصر على باقي الكائنات، لاسيما أولئك “أشباه البشر” في غزّة وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط بشكل خاص.

مرحلة الجنون السياسي غير المنضبط، من شأنها أن تلغي القانون الدولي والدخول في صراعات مع المؤسسات الدولية القائمة، وقد بدأت، فعلا، مع التمدّد الصهيوني في المنطقة، مدعّوما بهذه القوة التي تريد أن تهيمن على منظومة عالمية كانت هي من أنشأتها ونظّمتها وقنّنت مؤسساتها بعد “عصبة الأمم”: هي اليوم ترى فيها نهاية تاريخها، ونهاية عصر وجيل، ولابد من فك الارتباط بها كمنظومة تشريع وضبط عالمية، أو الهيمنة على قرارها وتوجيهها بحسب أهوائها ومصالحها. إنها تعمل، حتى ضد حلفاء الأمس، في الغرب الأوروبي، وتدفعه إلى الاستقواء بها لا منافستها، رغم أن هذا لم يكن حاصلا من نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ كانت أوروبا مجرد “مشروع مارشال” في جيب  “مارشال”، وتريد اليوم أن تشتري بمال الغير أراض لا يملكها من يريد بيعها.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الصين الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين روسيا ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

السبت القادم ..مناقشة رواية "هزيمة الحلم الاول" لعمرو بدر بنقابة الصحفيين

تنظم اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين ندوة لمناقشة رواية "هزيمة الحلم الأول" للكاتب الصحفي عمرو بدر عضو مجلس النقابة الأسبق وذلك يوم السبت ٨ فبراير بنقابة الصحفيين الساعة ٥ مساء.


يتحدث في الندوة الكاتب الصحفي والأدبب الدكتور عمار علي حسن، والكاتب الصحفي محمود مطر نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون، والكاتب والناشر حسين عثمان مدير دار ريشة للنشر، ويدير الندوة الكاتب الصحفي تامر هنداوي.

 في سياق متصل، تعرب نقابة الصحفيين المصرية، عن رفضها الشديد وإدانتها المطلقة للتصريحات العنصرية والعدوانية غير المسئولة وغير المنضبطة الأخيرة للرئيس الأمريكي، التي تتحدث عن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني، مشيرة النقابة إلى أن هذه التصريحات تعيدنا إلى عصور الاستعمار البغيض، وتعد امتدادًا للسياسات الإمبريالية للسيطرة على مقدرات الشعوب، وطمس هويتها الوطنية، فضلًا عن كونها تمثل عدوانًا صارخًا ليس على حقوق الفلسطينيين وحدهم، بل على حقوق جميع الشعوب في تقرير مصيرها، مما ينذر بتفجير الأوضاع في المنطقة والعالم.

أخبار وتقارير

 

"الصحفيين" ترفض وتدين تصريحات ترامب بالسيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين

الأربعاء 05/فبراير/2025 - 02:03 م

إسلام حسوب

نقابة الصحفيين

 

 

 

تعرب نقابة الصحفيين المصرية، عن رفضها الشديد وإدانتها المطلقة للتصريحات العنصرية والعدوانية غير المسئولة وغير المنضبطة الأخيرة للرئيس الأمريكي، التي تتحدث عن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني، مشيرة النقابة إلى أن هذه التصريحات تعيدنا إلى عصور الاستعمار البغيض، وتعد امتدادًا للسياسات الإمبريالية للسيطرة على مقدرات الشعوب، وطمس هويتها الوطنية، فضلًا عن كونها تمثل عدوانًا صارخًا ليس على حقوق الفلسطينيين وحدهم، بل على حقوق جميع الشعوب في تقرير مصيرها، مما ينذر بتفجير الأوضاع في المنطقة والعالم.

وترى النقابة، أن تصريحات ترامب لا تقف فقط عند كونها دعوة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية، واعتداءً على حقوق الفلسطينيين المشروعة، بل هي امتداد لرؤية استعمارية للإدارة الأمريكية الجديدة تمهد لحقبة من عدم الاستقرار العالمي، وترسم سيناريو استعماريًا جديدًا تحدد من خلاله أمريكا منفردة شكل المنطقة والعالم مما يشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن والسلم الدوليين، وهو ما لا يمكن السكوت عنه، أو قبوله، وتؤكد أن هذه التصريحات لا تنفصل عن سلسلة من التصريحات السابقة، التي عكست نزعة ترامب التوسعية والعنصرية ونزوعه نحو السيطرة، مثل الحديث عن استيلاء الولايات المتحدة على غرينلاند، والتهديدات بشأن قناة بنما، وإعلانه المتكرر  أن كندا يجب أن تكون الولاية الأمريكية الحادية والخمسين.

وتابعت: “ أن هذا النهج الاستعماري والتصريحات العدوانية يعيد للأذهان المواقف العنصرية للقادة النازيين والفاشيين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، مما يستدعي تحركًا دوليًا مشتركًا، وردًا حاسمًا قبل أن تشعل حربًا عالمية جديدة يدفع ثمنها العالم وشعوبه”.

وأكدت النقابة، أن تمسك ترامب بتصريحات تهجير الفلسطينيين، وإمكانية تحقيقها يؤكد أنها ليست مجرد تصريحات عبثية، بل هي خطة صهيو أمريكية ممنهجة، ودعوة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية، وشرعنة لجرائم الحرب، وهو ما يمثل أيضًا انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، التي تعتبر تهجير أي شعب قسرًا جريمة حرب بحد ذاتها. وهو ما لا يمكن مواجهته ببيانات الشجب والإدانة، بل يتطلب تحركًا عمليًا على مختلف المستويات لمواجهته، والتصدي له بكل الطرق المشروعة.

نقابة الصحفيين تؤكد دعمها الكامل للدولة المصرية في رفضها تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين

وتشدد النقابة، على دعمها الكامل للدولة المصرية في رفضها لمثل هذه التصريحات، وكذلك دعمها لكل المواقف العربية والدولية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وترى أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين تمثل جريمة ضد الإنسانية لن نقبل بها، أو نصمت إزاء أي تحركات تؤدي إلى تقويض السيادة الفلسطينية، وحقوق الشعب في إقامة دولته المستقلة.

 

1000249014 1000249016

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية يطالب بخطة عربية لغزة: “التنديدات الشفهية باتت منتهية الصلاحية”
  • شراكة دفاعية مرتقبة بين أنقرة ودمشق.. هل باتت مسألة وقت؟
  • الحلم يقترب.. مواعيد القرعة العلنية للأراضي المتوسطة والمميزة بالمدن الجديدة
  •  بركان الغضب الشعبي ينفجربالمناطق المحتلة 
  • أسعار العملات الرقمية اليوم الجمعة في السوق العالمية
  • تفسير حلم رؤية الكواكب في المنام لابن سيرين.. منصب مهم أم كارثة؟
  • تفسير رؤيا «البكاء» في المنام لابن سيرين.. .خير أم شر؟
  • السبت القادم ..مناقشة رواية "هزيمة الحلم الاول" لعمرو بدر بنقابة الصحفيين
  • دبي تحتضن الابتكارات العالمية خلال اليوم الثاني من عالم الذكاء الاصطناعي