عربي21:
2025-04-17@08:03:13 GMT

الحلم الإمبراطوري

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

لم يسبق للعالم أن وصل إلى ذروة الفوضى كما يحصل اليوم، وهذا منذ نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، التي انفجرت على إثرها الأزمة الاقتصادية العالمية في أمريكا، ثم انفجار الحرب العالمية الثانية في أوروبا.

الدواعي والمسبّبات، اليوم، هي نفسها بالأمس: توسّع الاستعمار وتمدّده، مع استدعاء حروب بريطانيا العظمى في العهد الفيكتوري والتجارة المركانتيلية والاكتشافات بالقوة في العالم، من أجل مستعمرات أكبر وموارد أقوى، في ظل تنامي الرأسمال التجاري، حتى قبل ظهور الرأسمال الصناعي والزراعي ثم الرأسمال المالي.



وصول الرأسمالية إلى ذروتها، كما كان يرى “ماركس”، من أن “الإمبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية”، نقلها من مرحلة “الاستعمار الجديد”، إلى العودة والتقهقر نحو “الاستعمار القديم – الجديد”.. استعمار هجين، يستعمل فيه كل الأدوات من أجل غاية واحدة هو توسيع نفوذه وفضاءات ربحه بلا حدود.

ما يحصل منذ بداية القرن الـ21 مع سقوط جدار برلين، من تغوّل جديد للغرب الرأسمالي بزعامة أمريكا، عبر آلية التوسّع شرقا وفي كل اتجاه، بحثا عن تقويض مصالح فضاءات سياسية أخرى منافسة ومنها الصين وروسيا، وهذا عبر آلية “الناتو”، مدعّمة بأدوات أخرى “ناعمة”، وأخرى “نائمة” في شكل “ثورات ملوّنة”، ثم ما يحصل اليوم، هي نتيجة حتمية لمآل انهيار المنظومة العالمية القديمة الموروثة عن مرحلة ما بعد 1945، وهي تشي بعواقب أقلّ ما يقال عنها إنها غير سلمية وفوضوية، من شأنها أن تزعزع بنية العالم برمته.
هيبتها ومكانتها وموقعها على الجغرافيا السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، باتت على المحك
الولايات المتحدة، المنتشية منذ نحو جيل من تربّعها على رأس العالم كقوة اقتصادية وعسكرية وسياسية ومالية مهيمنة، بلا منافس، تشعر اليوم أن هيبتها ومكانتها وموقعها على الجغرافيا السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، باتت على المحك أمام تطوّر هائل في ديناميكيات اقتصادية جديدة في الصين بالأساس، مع نمو مضطرد لتكتلات اقتصادية جديدة قد تسبّب لها صداعا اقتصاديا قد يقوّض قدراتها المالية وعملتها، تسعى الآن مع ترمب، إلى انتهاج سياسة الهجوم بدل الدفاع.

إعلان ترمب عبر مختلف حملاته الانتخابية قبل حتى عهدته الأولى، أنه “سيعيد لأمريكا عظمتها”، يؤكد أن تلك العظمة باتت على المحك، إلا أن مزاجه، وطبعه، كمرقّي عقاري تجاري و”لاعب شو” سابق في برامج استعراض القوة والعنف، تغلَّب على تطبّعه السياسي، مع دخول “المال إلى السياسة” من الباب المباشر، حوّل الآلة الرأسمالية في أمريكا إلى رأس حربة لاستعادة تاريخ “العهد الفيكتوري” من أجل الهيمنة التجارية على كل البحار والمحيطات والأراضي السّاحلية للكرة الأرضية، وإذكاء عنصرية الإنسان “الأشقر”، تجاه الكل، حتى الأبيض، وتفوّق هذا العنصر على باقي الكائنات، لاسيما أولئك “أشباه البشر” في غزّة وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط بشكل خاص.

مرحلة الجنون السياسي غير المنضبط، من شأنها أن تلغي القانون الدولي والدخول في صراعات مع المؤسسات الدولية القائمة، وقد بدأت، فعلا، مع التمدّد الصهيوني في المنطقة، مدعّوما بهذه القوة التي تريد أن تهيمن على منظومة عالمية كانت هي من أنشأتها ونظّمتها وقنّنت مؤسساتها بعد “عصبة الأمم”: هي اليوم ترى فيها نهاية تاريخها، ونهاية عصر وجيل، ولابد من فك الارتباط بها كمنظومة تشريع وضبط عالمية، أو الهيمنة على قرارها وتوجيهها بحسب أهوائها ومصالحها. إنها تعمل، حتى ضد حلفاء الأمس، في الغرب الأوروبي، وتدفعه إلى الاستقواء بها لا منافستها، رغم أن هذا لم يكن حاصلا من نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ كانت أوروبا مجرد “مشروع مارشال” في جيب  “مارشال”، وتريد اليوم أن تشتري بمال الغير أراض لا يملكها من يريد بيعها.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الصين الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين روسيا ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عاجل- مدبولي: قناة السويس ستظل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية رغم التحديات.. أبرز تصريحات رئيس الوزراء اليوم

قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إنّ هناك جهودا مستمرة تبذلها الدولة المصرية على مختلف الأصعدة، للخروج من عنق الزجاجة لآفاق أرحب من التطوير والتحديث والتنمية بقناة السويس والمنطقة الاقتصادية المحيطة بها، بما يشكل الضمان الحقيقي لريادة القناة، وتعظيم دورها ومكانتها العلمية مهما تصاعدت حدة التحديات المحيطة.

احتفالية هيئة قناة السويس بيوم التفوق 

وأضاف خلال احتفالية هيئة قناة السويس بيوم التفوق بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نقلته قناة «إكسترا نيوز»: «سعيد بتواجدي في هيئة قناة السويس بالتزامن مع احتفالها بيوم التفوق وأفخر بأن يكون تاريخ وحاضر القناة دائما ملهما ومضيئا حتى في أشد وأصعب الأوقات، وأجدها فرصة لتوجيه تحية شكر واعتزاز وتقدير لجهود كل العاملين بالهيئة، متعهدا بتقديم مختلف أوجه الدعم اللازم لتظل قناة السويس شريان للخير والرخاء للعالم أجمع وأمانة تتوراثها الأجيال المصرية جيلا بعد جيل».
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، احتفالية هيئة قناة السويس بيوم التفوُّق، على ضفاف قناة السويس الجديدة بالإسماعيلية، وذلك بحضور عدد من الوزراء، والمُحافظين، ورئيس هيئة قناة السويس، وقائد الجيش الثاني الميداني، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدي مصر وجامعة الدول العربية، وعددٍ من السادة سفراء دول الاتحاد الأوروبي ومُمثلي البعثات الدبلوماسية، والأمين العام لغرفة الملاحة الدولية ICS، ومسئولي الجهات المعنية وقيادات هيئة قناة السويس، ولفيف من رؤساء ومُمثلي التوكيلات الملاحية العالمية.

إنجازات شهدها المجرى الملاحي لقناة السويس

وألقى رئيس الوزراء كلمة استهلها، بالترحيب بالحضور في هذه البقعة الطيبة من أرض مصر على ضفاف قناة السويس الجديدة، التي التقت عندها مياه البحر الأحمر بالبحر المتوسط لأول مرة منذ عشرة أعوام في أغسطس ٢٠١٥ لتكون شريانًا حيويًا جديدًا يربط الشرق بالغرب ويُحقق الاستدامة لسلاسل الإمداد العالمية، وإيذانًا لفكر جديد ومتطور في إدارة أحد أهم الممرات الملاحية في العالم إن لم يكن أهمها على الإطلاق.

وأضاف رئيس الوزراء، أنه مُنذ هذا التاريخ شَهِدت هيئة قناة السويس جُهودًا مُستمرةً لا تتوقف، مُحققةً طفرةً في مشروعات تطوير المجرى الملاحي بالقناة بتعميق مناطق الانتظار في مدخلي القناة الشمالي والجنوبي، وإنشاء جراجات للطوارئ، وشمعات رباط عملاقة لربط السفن، ثم المشروع الأضخم بتطوير القطاع الجنوبي للقناة، والذي لم يشهد أي تطوير منذ عام ١٩٩٠، نتيجةً للصعوبات والتحديات المُرتبطة بطبيعة التربة الصخرية شديدة الصلابة في تلك المنطقة.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه على الرغم من التحديات المُختلفة التي واجهتها ولا تزال تواجهها قناة السويس، فإن الدعم المُستمر والمُتواصل من فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتوافر القدرات والإمكانات البشرية والفنية لدى الهيئة العريقة، كان الدافع الرئيسي لنجاح الهيئة في اجتياز المواقف الصعبة وتخطي الأزمات المتتالية.

وتابع قائلًا: نُعاني اليوم من أزمة أمنية غير مسبوقة في منطقة البحر الأحمر، التي كان لها بالغ الأثر في تراجع مُعدلات الملاحة بالقناة وتراجع الإيرادات المُحققة، رغم أن مُسببات الأزمة لا ترتبط بالأساس بقناة السويس، وهو ما يُشكل عبئًا على مصالح الدولة المصرية باعتبار القناة أحد أهم مصادر النقد الأجنبي.

التداعيات السياسية والاقتصادية على قناة السويس

وفي ذات السياق، أوضح رئيس الوزراء أن الدولة المصرية أبدت مُنذ اليومِ الأول للأزمة تَفهمًا للتداعيات السياسية والاقتصادية، ولم تنخرط في اتِّخاذ أيَّة إجراءاتٍ تتعارضُ مع دورها الإقليميِّ، بل على العكس، عَملت على اتخاذ خطواتٍ فعالة نحو حل جُذور ومُسببات الأزمة سياسيًا، وتعويض الآثار الاقتصادية السلبية الناجمة عنها باتخاذ خطوات فعلية نحو تعزيز الاستثمارات، وتوطين الصناعات الثقيلة، ومُواكبة التوجه العالمي للطاقة النظيفة والمُتجددة، وتنمية أنشطة الجذب السياحي وغيرها من الأنشطة التي تتضمنها خطة الدولة المصرية، وفي القلب منها قناة السويس والمنطقة الاقتصادية للقناة.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي حديثه قائلًا: ومن هذا المنطلق، فإننا نشهدُ اليوم بالفعل تحولًا جِذريًا في أنشطة وخدمات قناة السويس وحجم شراكاتها وانفتاحها على العالم، لتتحول من هيئة ملاحية مَعْنية بالأساس بإدارة المِرفق الملاحي لقناة السويس إلى هيئة مُتعددة الأنشطة والخدمات البحرية واللوجيستية المُختلفة.

وأضاف رئيس الوزراء أن قناة السويس بدأت في استحداث خدماتٍ جديدةٍ والتَّوسع بها، كخدمات صيانة وإصلاح السفن بترسانات الهيئة، وخدمات الإسعاف البحري وتبديل الأطقم البحرية، وأيضًا خدمة جمع وإزالة المُخلفات من السفن العابرة للقناة بطريقة آمنةً ومُستدامةً، تتناسب مع جهود الهيئة للتحول الأخضر بحلول عام 2030.

وقال: كُنتُ شَاهدًا على بدء توقيع اتفاق التعاون المُشترك بين هيئة قناة السويس وشركة "آنتيبوليوشن" اليونانية لتقديم خدمة الجمع الآمن لمُخلفات السفن العابرة للقناة، واليوم نشهد ثِمّار تلك الجُهود بتواجد تلك الخدمة والإعلان عنها وتقديمها بأيادٍ مصرية وبتقنيات مُتطورة صديقة للبيئة.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي حديثه قائلًا: وتُجسد هذه الشراكة نَجاحًا تتجلي مَعهُ جُهود الدولة المصرية بالتوسع في جذب الاستثمارات الأجنبية وعقد شراكات مع الشركات العالمية الكبرى، وهي دعوة جادة نتمنى من خلال سفراء دول الاتحاد الأوروبي وشركاء النجاح من الجهات المعنية بصناعة النقل البحري والخدمات البحرية واللوجيستية استثمارها، لتكون قناة السويس والمنطقة الاقتصادية للقناة مِنَصة عالمية للخدمات البحرية واللوجيستية.
خلال كلمته، أوضح رئيس الوزراء أن قناة السويس تعمل بشكلٍ مُتوازٍ على تَعزيز الشراكات الوطنية لتوطين صناعة بناء الوحدات البحرية واليخوت السياحية من خلال مصنع مصر للقاطرات، وشركة قناة السويس للقوارب الحديثة ضمن المنطقة الحرة بسفاجا، بالشراكة مع شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، أن هذه جُهود مُستمرة على مُختلف الأصعدة للخروج من عُنق الزجاجة لآفاقٍ أرحب من التطوير والتحديث والتنمية بقناة السويس والمنطقة الاقتصادية المُحيطة بها، بما يُشكل الضمانة الحقيقية لريادة القناة وتعظيم دورها ومكانتها العالمية مهما تصاعدت حِدّة التحديات المُحيطة.

وفي ختام كلمته، قال رئيس الوزراء: إنني سَعيدٌ بِتواجدي في هيئة قناة السويس بالتزامنِ مع احتفالها "بيوم التفوُّق"، وأفخرُ بأن يكون تاريخ وحاضر القناة دائمًا مُلهمًا ومُضيئًا حتى في أشدِّ وأصعبِ الأوقات، وأجدها فُرصة لتوجيه تحية شُكر واعتزازٍ وتقديرٍ لجهود كل العاملين بالهيئة، مُتعهدًا بتقديم مُختلف أوجه الدعم اللازم لتظل القناة شريانًا للخير والرخاء للعالم أجمع، وأمانةً تتوارثها الأجيالُ المصريةُ جيلًا بعد جيلٍ.

مقالات مشابهة

  • عاجل- مدبولي: قناة السويس ستظل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية رغم التحديات.. أبرز تصريحات رئيس الوزراء اليوم
  • صحيفة روسية: “القدرات العسكرية اليمنية باتت لغزًا استخباراتيًا محيرًا”
  • استقرار أسعار النفط العالمية اليوم الأربعاء 16 إبريل 2025
  • نصف نهائي كأس الجزائر.. “الصفراء” لمواصلة الحلم و”سوسطارة” لإنقاذ الموسم
  • عواصف الغبار تجتاح دولا عربية.. لم باتت أشد مما مضى؟ وهل ستزيد؟
  • الأونروا تصرخ: مخازننا باتت فارغة
  • اليوم.. "اقتصادية النواب" تُراجع معدلات أداء الحكومة خلال الربع الأول من عام 2024-2025
  • تفسير حلم الامتحان في المنام.. ما علاقته بالنجاح والتحديات؟
  • استقرار عاطفي أم توتر في العلاقات؟.. تفسير حلم الزواج لابن سيرين
  • موسكو تلوح بمراجعة وقف استهداف منشآت الطاقة.. التزام أوكرانيا على المحك ومحادثات محتملة مع واشنطن