أكدت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من بيروت، الجمعة، معارضة بلادها مشاركة «حزب الله» في الحكومة اللبنانية، بعد «هزيمته» عسكرياً من جانب إسرائيل، مشددة على أن عهد الحزب في «ترهيب» اللبنانيين «انتهى».
وكانت اورتاغوس باشرت لقاءاتها اللبنانية امس باجتماع مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ، وستلتقي اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري ووئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس المكلف نواف سلام، وافادت معلومات ان بري سيرد امامها على اي موقف اميركي بما يناسب وسيشرح لها تفاصيل الانتهاكات لإتفاق وقف اطلاق النار، وأن مهمة الاميركي فقط هي إلزام الاحتلال الاسرائيلي بوقف الانتهاكات والانسحاب من القرى التي يحتلها.


كما انتقلت اورتاغوس بعد ظهر امس الى الجنوب برفقة رئيس لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر وضباط من الجيش اللبناني، بهدف الاطلاع على الوضع الميداني وانتشار الجيش في الجنوب.
وكانت نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط وبعد لقائها الأول مع الرئيس جوزف عون، خرجت لتعلن سعادتها بأن تكون زيارتها الأولى خارج الولايات المتحدة بعد تسلمها مهامها "هي للبنان وممتنة للرئيس عون والحكومة وهناك عدد كبير من الجالية اللبنانية في أميركا"، مضيفة: "نقلت للرئيس عون أنّني لم أرَ هذه الحماسة بشأن مستقبل لبنان من قبل وهذا مهم لأنّ "حزب الله" انهزم من قبل حليفتنا إسرائيل" التي وجّهت اليها الشكر على ذلك. وشدّدت على أنّ تمّت هزيمة حزب الله عسكريًّا، قائلة: "انتهى عهد ترهيبه في لبنان والعالم. "حزب الله" لن يكون طرفاً في الحكومة اللبنانية". وتابعت: "سنتأكد من أنّ إيران لن تصل إلى السلاح النووي ولن تتسبّب في عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة".
 ولعلّ اللافت أن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أصدر لاحقاً بياناً جاء فيه أن "بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به".
 وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية "أن لدينا ثقة كاملة في قدرة سلطات لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل اللبنانيين". وأضافت "نأمل أن يجد نواف سلام وسيلة لحلّ المأزق".
 
وكتبت" نداء الوطن": ما قبل مجيء المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس ليس كما قبله، ليس حكومياً فقط إذ ستكون هناك ارتدادات على مستويات سياسية عدة. لقد أجمع المراقبون على هذا التوصيف، وافترقوا في تقدير أبعاده. وتقول أوساط سياسية بارزة في هذا المضمار لـ"نداء الوطن" إن تفويت فرصة ولادة الحكومة الخميس ورفض رئيس مجلس النواب نبيه بري الاسم الشيعي الخامس، يمكن استلحاقه قبل أن تقوى الزوبعة السياسية التي أثارتها أورتاغوس.
ان الخطاب العالي النبرة للموفدة الأميركية من بعبدا بعد لقائها رئيس الجمهورية جوزاف عون، "لم يعكر جو تأليف الحكومة، لأن أورتاغوس قالت خلال اجتماعها مع عون إنها ترفض توزير حزبيين من "حزب الله"، في حين أن الأميركيين يعرفون جيداً الأسماء الشيعية الأربعة المطروحة، وهناك من يعمل معهم في الجامعة الأميركية لذلك لم يضعوا "فيتو" على أي اسم لأنهم يدققون في السير الذاتية وسلوك وارتباطات كل شخص".

المسألة أن الموقف الأميركي، لا يحجب أن ما قالته أورتاغوس على الطريقة "الترامبية"، قاله مراراً سلفها آموس هوكستين ولكن بدبلوماسية. ومن أخذ عليها خاتم نجمة داوود، لا يجب أن ينسى أن هوكستين كان ضابطاً بالجيش الإسرائيلي. في كل حال عندما نقول إننا في مرحلة جديدة أثمرت انتخاب عون وتكليف سلام، فهذه المرحلة كانت الولايات المتحدة وكل المجتمع الدولي في صلبها. وهذه المرحلة جاءت بعدما اختل ميزان القوى إلى درجة أن "حزب الله" وافق صاغراً على اتفاق وقف النار الذي رعته واشنطن. لذا تبدو مواقف أورتاغوس انعكاساً ولو "فظاً" للوضع الجديد الذي نشأ بعدما ورَّط "حزب الله" كل لبنان في تداعياته.
وكتبت" اللواء": كادت تصريحات نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الاوسط مورغان اورتاغوس من قصر بعبدا، ان تتسبب بأزمة سياسية داخلية، لا تضغط فقط على تأليف الحكومة بل ايضا على الوضع السياسي اللبناني، وتعمق مأزقه وتداعياته، لولا الاستدراك العاجل من قصر بعبدا، حيث، اكدت الرئاسة الأولى، بأنها غير معنية مما صدر عن اورتاغوس من بعبدا، وهو تعبير عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنية به.
وكتبت" الديار": نسف كلام المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس كل الاجواء التفاؤلية، التي سادت البلاد عشية انتخاب الرئيس جوزاف عون وخطاب القسم وتكليف نواف سلام، بعد ان تجاوزت بتصريحها كل السقوف من على منبر القصر الجمهوري، وتأكيدها على معادلة «غالب ومغلوب» ونهاية حزب الله وعدم مشاركته بالحكومة.
وقد خلّف تصريح المندوبة الاميركية حالة من القلق والخوف بين اللبنانيين، وموجة من الاستياء بدعوتها الى عزل الطائفة الشيعية، واستدعى هذا الكلام ردا من المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، واعتبار ما صدر عن نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط من بعبدا، يعبر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنية.
واعتبرت مصادر معارضة لتصريح المندوبة الاميركية، ان كلامها من على أبواب القصر الجمهوري، مخالف لكل الاعراف الديبلوماسية باشادتها «باسرائيل» لانه قضى على حزب الله، دون اي احترام للدولة اللبنانية وسيادتها والمسؤولين اللبنانيين، وهذا يتطلب ردا رسميا عنيفا على هذا الكلام، الذي يأخذ البلد الى مشكل كبير جدا، كون كلام المندوبة الاميركية غير مسبوق في الحياة السياسية والديبلوماسية، ولم يسبق في تاريخ لبنان ان وصل التدخل العلني الى هذا المستوى، من مخالفة لكافة البروتوكولات واللياقات الديبلوماسية في العلاقات بين الدول.
واكدت المصادر ان اتاغورس اهانت شريحة واسعة من الشعب اللبناني، الذي تضرر بسبب العدوان «الاسرائيلي» ومجازره بحق الإنسانية، كما حاولت فرض شروطها على لبنان، رغم أنها موظفة اميركية، واطلقت كلاما مهينا بحق جهة لبنانية ممثلة في البرلمان، ومكون اساسي من المجتمع اللبناني، واعتباره انه هزم على ايدي «اسرائيل». وتتهم المصادر واشنطن انها ما زالت تحاول أن تفرض «ديبلوماسية السيقان» كما حصل ايام عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، وتذكر المصادر بايام الرئيس اميل لحود وكيف اقفل الخط الهاتفي بوجه مادلين اولبرايت وزيرة خارجية اميركا السابقة، عندما حاولت التدخل بالشؤون اللبنانية.


وكتبت" البناء": استقطب الكلام الاستفزازي الذي أطلقته مورغان ارتوغاس نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة المكلفة بالإشراف على لجنة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، بالتساؤل عن جدّية ما قالته عن الانسحاب الإسرائيلي في موعد 18 شباط، بعدما تصرّفت كأنها مستوطنة إسرائيلية تغرد على وسائل التواصل الاجتماعي، وليست مبعوثة رئيس دولة عظمى معنية بمراعاة أدبيات السلوك الدبلوماسي لراعي اتفاق وقف النار بين أطراف في حالة عداء يفترض أنّها وسيط نزيه بينهم، فجاهرت بشكر عدو لبنان من المنبر اللبنانيّ لأنه قتل آلاف اللبنانيين ودمّر آلاف الوحدات السكنية متسبباً بتهجير عشرات آلاف اللبنانيين، مسقطة أي فرصة للثقة بدورها كحَكَم مفترض في آليات تطبيق وقف إطلاق النار، و»كمل النقل بالزعرور» كما يقول المثل اللبناني عندما تحدّثت عن الحكومة اللبنانية فحدّدت مَن يجب ومَن لا يجب أن يكون فيها، متجاهلة أنها تتحدّث من منبر رئيس دولة صديقة لبلدها ورئيس يعتبر صديقاً لأميركا فأساءت إليه وإلى مهابته، وقللت أدباً واحتراماً في التعامل معه، ما استدعى تبرؤ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من كلامها بعد موجة غضب شعبيّ وسياسيّ أعقبت تصريحات مورغان و»جرصتها» بحق إدارتها ورئيسها دونالد ترامب الذي سبق وأبدى شكوكاً بكفاءتها، فأصدرت بعبدا توضيحاً تقول فيه إن كلام مورغان يعبّر عنها ولا يعني رئاسة الجمهورية ولا يمثلها، بينما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي رفضه لكل ما صدر عن مورغان ونيّته الردّ عليها أن كرّرت مثله خلال زيارتها له اليوم.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ما صدر عن من بعبدا حزب الله

إقرأ أيضاً:

ما هو أبعد من قدرة الحكومة على معالجة دلفة مزراب

أبدأ من حيث أنهيت مقالة الأمس. هي خطوة صغيرة لا أكثر ولا أقل. لا تحتاج إلى ميزانية ضخمة وفضفاضة، بل إلى التعامل مع الواقع اليومي لجميع اللبنانيين من دون استثناء أو تمييز بقليل من التواضع في التطلعات المستقبلية والبعيدة المدى. فالذين علقوا لساعات على طرقات لبنان أمس الأول لا ينتمون إلى فئة لبنانية دون أخرى. هم جميعهم لبنانيون ينتمون بالهوية إلى وطن اسمه لبنان بغض النظر إلى أي طائفة ينتمون، وتحت أي حزب ينضوون، وفي أي منطقة يعيشون. ما وحدّ اللبنانيين في هذا المشهد الجامع والمقيت، الذي لم يميز شارعًا عن آخر، لغة واحدة لم تخلُ من الشتائم، وقد نزلت على رؤوس المسؤولين كالمطر "الطالع من الأرض أكثر من النازل من السماء".
فقبل أن تبدأ الحكومة بمعالجة القضايا الكبيرة عليها أن تبدأ بخطوات صغيرة. ومن شأن تحقيق بعض الإنجازات الصغيرة أن تترك لدى المواطنين انطباعًا بأن من يقدر على تذليل العقبات الصغيرة الحجم والكبيرة المفعول يستطيع أن يحقق في الأمور الكبيرة ما لم يتحقّق في السابق. قد تكون هذه الطريقة انطلاقة جيدة لحكومة "الإصلاح والإنقاذ". وعلى رغم ما في النصف الأول من هذا الشعار ما يذكّر اللبنانيين بحقبة لم تنزل على قلوبهم لا بردًا ولا سلامًا، فإن ما يؤمل من هذه الحكومة، التي يسمعنا رئيسها من حين إلى آخر كلامًا يذكّرنا بكلام آخر كالكلام الذي سمعناه عن "عنب حلب"، الكثير من الخطوات الصغيرة، على طريقة زياد الرحباني، الذي لا بدّ من أن يصل الذي يقفز من عامود إلى آخر في نهاية المطاف إلى شركة الكهرباء.
صحيح أن المواطن اللبناني، الذي علق أمس الأول في زحمة خانقة على طرقات الأشرفية كما على طرقات الشياح والغبيري والمزرعة والبربير وفرن الشباك، يريد أن يرى الجنوب محررًا من المغتصب الإسرائيلي، الذي لا يزال يهدّد لبنان بسيادته وأمنه. وصحيح أنه يريد ألا يرى سلاحًا إلاّ في يد القوى الشرعية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وجمارك وشرطة بلدية. وصحيح أنه يريد أن يُعاد إعمار ما هدّمته إسرائيل في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وكلفة هذا الاعمار، بحسب تقديرات البنك الدولي 11 مليار دولار. وصحيح أيضًا أنه يريد استعادة أمواله المنهوبة، وهو الذي لم يعرف كيف نُهبت وكيف تبخّرت بين ليلة وضحاها. وصحيح أيضًا وأيضًا أنه يريد أن يعود لبنان من جديد "سويسرا الشرق"، ويكون مقصدًا للسياح العرب والأجانب، وأن يعود إلى لعب دوره الريادي كهمزة وصل بين الشرق والغرب.
صحيح أن اللبناني يريد كل هذا. ولكنه يريد قبل كل هذا ألا يعود فيعلق في زحمة كتلك التي علق بها أمس الأول كلما "دلف المزراب". ومن يتحمّل مسؤولية هذا الوضع الرديء؟ هل يتحمّله وزير الأشغال العامة الجديد، وهو الذي لم يكد يطّلع على ما في وزارته من ملفات عالقة، ومن بينها ملف الطرقات وما يقع عليها من حوادث كارثية بسبب ما لحقها من اهمال متوارث؟ أم يتحمّلها الوزير السلف، او الوزراء الذين أتوا قبله؟
وما يُقال عن حال الطرقات يمكن أن يُقال عن أي وزارة خدماتية لها ارتباط مباشر بحياة الناس اليومية، كوزارة الطاقة، المستنزفة طاقتها بعدما تعاقب عليها وزراء من لون سياسي واحد في آخر خمس عشرة سنة على التوالي، يوم وُعد اللبنانيون بأن الكهرباء ستأتي 24 ساعة على 24، ولكن هذا الوعد بقي "وعدًا كمونيًا". وكما هي الحال مع كهرباء فاتورتها هي من أغلى الفواتير في العالم كله، مع أنها كأغنية السيدة فيروز "تعا ولا تجي"، هي حال المياه "المقطوعة يا أفندي".
ومن وزارة الطاقة تقودنا الخطوات إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، فوزارة الاتصالات، ووزارات الزراعة والصناعة والعمل والبيئة والمهجرين والشباب والرياضة والسياحة والتجارة والاقتصاد، ناهيك عمّا في وزارات التي تُسمّى "سيادية"، وبالأخص في وزارتي المالية والعدلية والخارجية، من محاصصات وتنفيعات.  فالوضع هو هو  في كل زاوية من زوايا كل وزارة، حيث تعبق منها رائحة الفساد المستشري بقوة، وحيث مصلحة الأفراد تعلو على مصلحة الجماعة.
كان يُقال لنا في صف "الماتيماتيك" إنه علينا أن نبدأ بحلّ المسائل السهلة قبل الانتقال إلى حلّ ما هو أصعب. هي نصيحة كانت في محّلها. وقد تصلح لأن تكون في محّلها أيضًا في وضعية حكومة "الإصلاح والإنقاذ"، التي كبّرت حجرها منذ اللحظة، الذي قال فيها رئيسها إنه آتٍ ليطوي صفحة قديمة ولكي يفتح صفحة جديدة.
لكن هذه الصفحة الجديدة لن تُفتح ما دام في الدار أكثر من "زائر" يمتد وجوده من الحدود الجنوبية إلى الحدود الشمالية والشرقية، مع ما يدور خلف هذه الحدود من أحداث سيكون لها التأثير السلبي على وضعية لبنان ووحدته وأمنه ومستقبله (للبحث صلة).  
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • كيف سيتمكن لبنان من عزل نفسه عن الحرائق؟
  • حزب الله: لا اتفاق سري مع إسرائيل وعلى الاحتلال الانسحاب من جنوب لبنان
  • سلاح حزب الله وصل إلى طريق مسدود.. والضغوط الدولية ستزداد
  • الحزب لن يتدخل
  • تحدّيات المرحلة المقبلة أمام الحكومة
  • رئيس الوزراء الإسرائيلى يشكر ترامب لدعمه “الجريء” لإسرائيل
  • ما هو أبعد من قدرة الحكومة على معالجة دلفة مزراب
  • حماس تثمن مهلة الحوثيين لإسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة
  • رئيس الوزراء اللبناني: مشروع الحكومة استعادة المؤسسات وتحقيق التنمية المستدامة
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها