فضل ليلة النصف من شعبان.. نفحات كثيرة في هذا الشهر المبارك
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
ورد في فضل ليلة النصف من شعبان، مجموعة من الأحاديث ، بعضها مقبول وبعضها ضعيف, غير أن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال, ولذلك يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها.
ليلة النصف من شعبانوفي شهر شعبان، ليلة عظيمة هى ليلة النصف من شعبان , عظَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- شأنها فقال: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " [ابن ماجه وابن حبان].
وفي شعبان تم تحويل القبلة, وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية, كان تحويل القبلة في البداية من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية ، وهي تقوية إيمان المؤمنين وتنقية نفوسهم من شوائب الجاهلية ، كما قال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ).
فقد كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه، ولأن هدف الإسلام هو تعبيد الناس لله وتنقية قلوبهم من التعلق بغير الله , فقد اختار لهم التوجه إلى المسجد الأقصى ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم من رواسب الجاهلية, وليظهر من يتبع الرسول اتباعًا صادقًا عن اقتناع وتسليم, ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية.
وبعد أن استتب الأمر لدولة الإسلام في المدينة, صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام, وهذا التحويل ليس تقليلاً من شأن المسجد الأقصى , بل هو ربط لقلوب المسلمين بحقيقة الإسلام, فقد رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصًا لله, وليكون قبلة للإسلام والمسلمين, وليؤكد أن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام. قال تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ).
تحويل القبلةوقد أكد تحويل القبلة الرابطة الوثيقة بين المسجدين، فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها مسافة زمانية، فإن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية, الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات, إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق. قال تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ).
وعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، فهو يعود إلى أصل القبلة، كما قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ). فهي دائرة بدأت بآدم مرورًا بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام, ولكنها اكتملت بالرسول الخاتم، فقد أخره الله ليقدمه، فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال.
وقد كرم الله نبيه في ليلة النصف من شعبان بأن طيب خاطره بتحويل القبلة، والاستجابة لهوى رسول الله، قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).
وجاء تحويل القبلة أيضًا لتقر عين الرسول، فقلبه معلقًا بمكة, يمتلئ شوقًا وحنينًا إليها, إذ هي أحب البلاد إليه. وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة التي شرفت بمقامه الشريف. فخرج من بين ظهرانيهم ووقف على مشارف مكة المكرمة قائلا: "والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" (رواه الترمذي).
وبعد أن استقر بالمدينة المنورة, ظل متعلقًا بمكة المكرمة ، فأرضاه الله عز وجل بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام.، فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة, ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإسلام شعبان القبلة تحويل القبلة ليلة النصف من شعبان فضل ليلة النصف من شعبان فضائل الأعمال المزيد لیلة النصف من شعبان المسجد الأقصى المسجد الحرام تحویل القبلة إلى المسجد قال تعالى
إقرأ أيضاً:
اغتنم نفحات شعبان.. فرصة لمحاسبة النفس وزيادة الطاعات
حثّت الشريعة الإسلامية على محاسبة النفس وزيادة العبادات، خاصة في مواسم الطاعات، التي تكون فرصة عظيمة للتقرب إلى الله وتجديد العهد معه. ومن بين هذه المواسم المباركة، يأتي شهر شعبان الذي يحظى بمكانة خاصة، حيث تُرفع فيه الأعمال إلى الله، ويعدّ تهيئةً روحيةً لاستقبال شهر رمضان.
فضل شهر شعبان وأهمية إحيائه بالعباداتيعتبر شعبان شهر التهيئة والاستعداد الروحي، حيث كان النبي ﷺ يُكثر فيه من الصيام والعبادات، فقد ورد عنه أنه كان يصوم أغلب أيامه، وقال في الحديث الشريف: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم" (رواه النسائي).
لذا، يُستحب للمسلم في هذا الشهر الإكثار من الأعمال الصالحة، مثل:
الصيام: اقتداءً بسنة النبي ﷺ.الذكر والاستغفار: لما له من أثر في تزكية النفس.قراءة القرآن: لزيادة القرب من الله.إصلاح القلوب والتسامح: لأن المغفرة تشمل المتصالحين، وتُحجب عن أهل العداوة.محاسبة النفس.. خطوة نحو رمضانيمثل شهر شعبان فرصة لمراجعة النفس، وتصحيح المسار، والاستعداد لشهر رمضان بروحٍ نقيةٍ وعزيمة قوية. فكما أن المزارع يهيئ أرضه قبل موسم الحصاد، فإن المسلم يستعد لاستقبال رمضان بزيادة الطاعات في شعبان.
الأدعية المستحبة في شهر شعبان، حيث يُستحب الإكثار من الدعاء والاستغفار، وتهيئة النفس لاستقبال شهر رمضان:
أدعية مأثورة ومستحبة في شهر شعباناللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان، واجعلنا فيه من المقبولين.
اللهم اغفر لي وارحمني، وتجاوز عن سيئاتي، واكتبني من عبادك الصالحين التائبين، وأعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم إني أسألك العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار.
اللهم اجعل هذا الشهر شهر خير وبركة، واغفر لنا فيه ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا.
اللهم اجعلنا من عبادك الذين يستعدون لرمضان بالطاعات، ويسابقون إلى الخيرات، ويتطهرون من الذنوب والخطايا.
اللهم اجعل أعمالنا في هذا الشهر خالصة لوجهك الكريم، وارزقنا فيه التوفيق لما تحب وترضى.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، واستر عيوبنا، وتقبل أعمالنا، وأصلح قلوبنا، وبلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين.
اللهم اجعلنا من أهل ليلة النصف من شعبان الذين تشملهم مغفرتك ورحمتك، وتكتب لهم السعادة في الدنيا والآخرة.
اللهم وفقنا لاغتنام أوقات هذا الشهر المبارك، واهدنا إلى ما تحب وترضى، وأعنا على طاعتك واجتناب معصيتك.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ووفقنا لصيام وقيام رمضان إيمانًا واحتسابًا، وبلغنا ليلته المباركة وأعتق رقابنا من النار.
أفضل الأذكار في شهر شعبانسبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.