الثورة نت:
2025-02-08@02:01:39 GMT

(ترامب) و (غزة) و( الغاز)..!

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

(ترامب) و (غزة) و( الغاز)..!

هي ليست دعوة أخلاقية مجبولة بدوافع إنسانية، ولكنها دعوة غطرسة استعمارية حافلة بمفردات تحقير وازدراء لحلفاء أمريكا في المنطقة، وهي إهانة للأنظمة المطبعة، كما هي تحقير لكل المنظومة العربية _الإسلامية، وهي كذلك للمجتمع الدولي وللقانون الدولي، ولكل القيم التي تنظم العلاقات بين الأمم..

ترامب لم يكن يقصد فعليا نقل سكان غزة، بقدر ما كان قصده إفراغ القطاع من المقاومة من ( حماس والجهاد) وكل فصيل فلسطيني مسلح في غزة والضفة وفي كل فلسطين.

.

دعوة ( ترامب) لترحيل سكان قطاع غزة هي دعوة ضغط ومساومة الهدف من ورائها هو ترحيل قيادة المقاومة من القطاع وتفكيك فصائل المقاومة وتجريدها من السلاح، والحال ذاته ينطبق على الضفة وعلى كل الجغرافية الفلسطينية التي يجب أن تكون خالية من أي مظاهر مسلحة، ومن ثم البدء في السير على طريق (حل الدولتين) الذي يقوم وفق المنظور الأمريكي _الصهيوني _الغربي _بموافقة بعض الأطراف العربية، والذي يتلخص في إقامة دولة فلسطينية مجزأة الحدود ومنزوعة السلاح والسيادة..؟!

هذا الطرح سبق أن طرحته واشنطن في عهد ( ترامب) الأول وفي عهد ( بايدن) ويحاول ( ترامب) في عهده الثاني أن يطبق هذا المخطط على خلفية دعوته للتهجير التي هي دعوة مساومة وضغط، الغاية منها إحداث صدمة في الوعي الجمعي الفلسطيني، صدمة تؤدي إلى إعطاء أنظمة المنطقة شرعية ومبرراً للضغط على المقاومة الفلسطينية ووضعها أمام خيارات صعبة تبدأ بقطاع ما بعد الحرب من غير (حماس والجهاد) ومن كل أشكال المقاومة سواء المقاومة المسلحة أو المقاومة كفكرة وقناعة ورأي وثقافة..!

باختصار قطاع غزة من غير المقاومة ومنزوع السلاح يعني خضوعه لإدارة مدنية موالية للاحتلال، إدارة وفق المخطط الصهيوني الأمريكي تتشكل من أنظمة عربية وأوروبية وبرعاية أمريكية، من شأنها أن تعيد بناء القطاع المدمر على شكل (ريفيرا)، لتكون غزة (ريفيرا) المتوسط، على أن تتحمل الدول العربية تكاليف إعادة إعمار القطاع وفق المخطط الأمريكي _الصهيوني المعد سلفا، من خلال التدمير الممنهج الذي قام به جيش الاحتلال الذي كان حريصا على التدمير بطريقة تسهل إعادة البناء، بعد إزالة الركام وتطبيق مخطط يليق بجعل القطاع منطقة سياحية تدار من قبل (برج ترامب) وصندوقي ( أبوظبي) و (السعودية)، على أن تتم إعادة الإعمار أيضا برعاية وإشراف واشنطن حصريا وبما يمكن أمريكا من بسط سيادتها على القطاع بطريقة تمكنها من إحكام السيطرة على شواطئ القطاع حيث أكبر مخزون من (الغاز) تحتضنه جغرافية القطاع  العربي الفلسطيني من ناحية ومن الأخرى المضي أمريكياً قدما في إنجاز قطار الهند _ دبي _حيفاء _غزة..!

هذا الخط الذي تحاول واشنطن من خلاله قطع_ طريق الحرير الصيني _ الذي انطلق منذ سنوات في سياق صراع جيوسياسي عالمي.

دعوة ترامب يمكن القول إنها دعوة (باطل) يراد بها (باطل) وهي دعوة جاءت بعد فشل مسارات السلام في المنطقة وفشل اتفاق (أوسلو) وأيضا فشل (الربيع العربي) في تحقيق رؤية أمريكا وبعده فشل (صفقة القرن) التي أطلقها ترامب نفسه في ولايته الأولى، ثم جاءت ( طوفان الأقصى) التي بددت أحلام الصهاينة في تعزيز اتفاقية (إبراهام)، ورغم مرور 15 شهرا من حرب إبادة وتدمير وقتل مروع بحق سكان قطاع غزة الذي لم يبق فيه العدو حجرا ولا شجراً، بشراكة أمريكية ومساعدة أوروبية وتواطؤ عربي إسلامي، حرب غير مسبوقة أظهر الكيان وجهه القبيح للعالم، الأمر الذي قلب الوعي الجمعي لشعوب العالم بمن فيها شعوب الدول الحليفة للكيان التي آمنت بحقيقة الكيان الإجرامية وبعدالة القضية الفلسطينية، بعد كل هذه التداعيات التي دفعت المنظمات قاطبة لإدانة الكيان ورعاته وفي المقدمة أمريكا، لتنتهي الحرب دون أن يحقق العدوان أيا من أهدافه ليضطر مجبراً على مفاوضات المقاومة لاسترجاع أسراه وكانت نهاية العدوان بمثابة انتصاراً استثنائي ومدوٍ للمقاومة، رغم ما رافقت المعركة من خسائر طالت محور المقاومة في لبنان وسوريا واليمن، وإيران، غير أن تراجيديا المعركة أظهرت العدو بحالة من قبح لم يكن واضحا لشعوب وأنظمة العالم، ولم يكن أمام أمريكا من طريقة إلا تلك التي عبر عنها (ترامب) الذي جاءت دعوته وبهذا السفور الوقح حافلة بالرسائل والرغبات المراد الوصول إليها، منها وضع أنظمة المنطقة أمام مسؤوليتها، بطريقة كمن يقول لهذه الأنظمة (تفضلوا حلوا الأزمة إن كانت دعوتي لا ترضيكم)، كما هي محاولة لتلميع وجه العدو وتبييض صفحته دوليا بعد الجرائم التي ارتكبها بالقطاع وبحق سكانه، وقد تزامنت الدعوة مع سلسلة إجراءات اتخذتها إدارة ترامب ومنها التغطية على تجاوز العدو في سوريا ولبنان وإطلاق يدها في الضفة، وتوعدها لليمن وتصعيدها ضد إيران، وتسويق الأكاذيب عن دول المنطقة، ليذهب ترامب بعيدا في خطاب الغطرسة الذي اتخذ منه وسيلة لترهيب العرب والفلسطينيين، رابطا كل أحداث العالم بجغرافية غزة وهو يدرك أن كل طروحاته عصية على التحقق إلا ما يتصل بسلاح المقاومة ومغادرتها القطاع وتجريدها في الضفة، من خلال دفع العرب والسلطة وبعض أصوات النشاز الفلسطيني والعربي والإسلامي إلى تحميل المقاومة وزر الأحداث، وتحويل انتصارها الأسطوري إلى هزيمة وجودية وترسيخ دعوة المقاومة التخلي عن سلاحها مقابل العيش الرغيد والآمن في كنف رعاية دولية، وبما أن التهجير دعوة مستحيلة التحقق غير أنها كافية لتطويق رقبة المقاومة على ضوء ما حدث في سوريا ولبنان وما ينتظر حسب المخطط إيران واليمن، وبالتالي قد لا  يكون هناك مجال للمقاومة غير رعاة الحوار بينها وبين العدو والأمريكان وهم الأقرب للعدو والأمريكان منهم للمقاومة، وهذا ما يهدف إليه ترامب من دعوته التي غايتها تصفية المقاومة وتجريدها من أسلحتها وتسليم القطاع للسلطة التي بدورها تمثل أمريكا والعدو أكثر ما تمثل الشعب العربي الفلسطيني.

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

"الريفيرا" .. عودة لاحتلال صهيوني-أمريكي

لم يكن المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجرد إعلان عن خطة "إعادة إعمار" قطاع غزة، بل كان بمثابة كشفٍ واضح عن مشروع استعماري جديد، يحمل في طياته نوايا خبيثة لفرض احتلال صهيوني-أمريكي على القطاع، ضمن مخطط استراتيجي يهدف إلى إعادة غزة إلى السيطرة الإسرائيلية، ولكن بأسلوب تدريجي يخفي جوهره العسكري والاستيطاني خلف شعارات التنمية والإعمار.

على مدار العقود الماضية، فشلت إسرائيل في فرض سيطرتها الكاملة على غزة، رغم الحصار الخانق والاعتداءات المتكررة. اليوم، يبدو أن المخطط الجديد يسعى إلى إعادة القطاع إلى السيطرة الإسرائيلية، لكن عبر بوابة أمريكية، حيث تتولى الولايات المتحدة إدارة غزة أمنيًا واقتصاديًا، تمهيدًا لإعادة تسليمها إلى الاحتلال الإسرائيلي مستقبليًا، بعد تصفية المقاومة الفلسطينية وتهجير السكان.

و تعتمد ملامح الاحتلال الصهيوني-الأمريكي المشترك

على تمهيد الأرض أمام عودة الاحتلال الإسرائيلي

عندما يطرح ترامب فكرة السيطرة الأمريكية على غزة تحت ذريعة إعادة الإعمار، فهو لا يفعل ذلك من أجل الفلسطينيين، بل لإقامة إدارة انتقالية تقضي على المقاومة الفلسطينية، وتفرغ غزة من سكانها تدريجيًا، مما يجعل عودة الاحتلال الإسرائيلي إليها أكثر سهولة، وبتكلفة أقل.

فالوجود أمريكي لضمان الهيمنة الإسرائيلية

وفق الخطة، ستتولى الولايات المتحدة "حراسة غزة"، وهو تعبير يخفي نية إنشاء قواعد عسكرية أمريكية على الأرض، والتي ستكون في الحقيقة منصات لحماية المصالح الإسرائيلية. هذه القواعد ستكون بمثابة القوة التي تمهد الطريق أمام إسرائيل للعودة والسيطرة المباشرة على القطاع دون أي مقاومة.

مع الوضع فى الاعتبار، تصفية المقاومة الفلسطينية لصالح إسرائيل

في كل الاحتلالات الاستعمارية، يكون القضاء على المقاومة المسلحة والمدنية أولوية قصوى. ترامب يتحدث عن "إزالة البنية التحتية العسكرية" في غزة، وهو ما يعني نزع سلاح المقاومة بالكامل، وجعل القطاع خاضعًا لإرادة إسرائيل وأمريكا. بمجرد تصفية المقاومة، ستجد إسرائيل أن الظروف باتت مهيأة لفرض سيطرتها المباشرة دون أي تهديد أمني.

الخطة تتضمن تهجير السكان الفلسطينيين إلى دول مجاورة"الاردن و مصر"، وهو ما يعكس نية مشتركة بين واشنطن وتل أبيب لإنهاء أي وجود فلسطيني مؤثر في غزة. إذا نجحت هذه المرحلة، فستصبح غزة مجرد أرض فارغة، يسهل على إسرائيل استيطانها أو استخدامها لأغراض تخدم مشروعها الاستعماري الأكبر.

الولايات المتحدة لا تسعى للبقاء في غزة للأبد، بل ترغب في إدارتها لفترة كافية لتنفيذ أجندتها، ثم تسليم القطاع إلى إسرائيل تحت ذريعة أن "الإدارة الأمريكية المؤقتة انتهت"، وأنه "لا يوجد بديل سوى تسليم القطاع إلى سلطة مستقرة"، والتي ستكون إسرائيل بطبيعة الحال.

هذا المشروع يأتي استكمالًا لـ"صفقة القرن"، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض حلول أمريكية-إسرائيلية على الأرض، بعيدًا عن أي توافق فلسطيني.

و هنا إسرائيل ستستعيد غزة دون تكلفة عسكرية كبيرة، بعد أن تمهّد لها أمريكا الطريق.

كما سيتم القضاء على أي مقاومة فلسطينية، مما يجعل إسرائيل تسيطر بسهولة على القطاع.

و يأتى  تهجير سكان غزة، ليقلل من أي مطالبات مستقبلية بحقوق فلسطينية في الأرض.
المتابعون لهذا الامر و المحللون يرون انه احتلال بغطاء دولي،
عندما تكون أمريكا في الواجهة، سيُنظر إلى الاحتلال على أنه "إدارة دولية مؤقتة"، مما يجعل مقاومته أكثر صعوبة سياسيًا ودبلوماسيًا.

وهنا سيتضح لنا ان تأهيل غزة ما هو إلا لتكون   مستوطنة إسرائيلية مستقبليًا
إذا تم تهجير سكان غزة، فإن الاحتلال الإسرائيلي المستقبلي لن يكون بحاجة إلى مواجهة معارضة شعبية، مما يسهل تنفيذ مخططات الاستيطان أو الاستخدامات العسكرية.


ما يُطرَح اليوم ليس مشروع إعادة إعمار، بل خطة احتلال تدريجي تُنفَّذ على مراحل، حيث تبدأ بالسيطرة الأمريكية، وتنتهي بعودة الاحتلال الإسرائيلي في الوقت المناسب. الهدف النهائي هو إزالة غزة من المعادلة الفلسطينية، وجعلها تحت سيطرة إسرائيل، ولكن بأسلوب جديد يجمع بين الهيمنة العسكرية واللعبة السياسية.

...الاختبار الصعب ...

المجتمع الدولي، والدول العربية، والفصائل الفلسطينية، أمام اختبار حقيقي: إما مواجهة هذا المخطط مبكرًا، أو ترك غزة تسقط تحت استعمار جديد لا يقل خطورة عن الاحتلال الإسرائيلي المباشر.

مقالات مشابهة

  • ترامب يتجاهل الإدانات العالمية ويؤكد استيلاء أمريكا على قطاع غزة الايام المقبلة
  • حين تكشف أمريكا عن وجهها الاستعماري وتستبدل بـ"مبادئ القانون" "شريعة الغاب"
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
  • ســـرقــة الأوطــان.. حين تكشف أمريكا عن وجهها الاستعماري وتستبدل "مبادئ القانون" بـ"منطق القوة"
  • احتلال جديد: أمريكا في غزة
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • "الريفيرا" .. عودة لاحتلال صهيوني-أمريكي
  • ترامب في إعلان صادم: أمريكا تريد السيطرة على قطاع غزة