من هدي القرآن الكريم: إذا لم ننطلق في مواجهة الباطل فسنساق جنوداً لأمريكا في مواجهة الحق
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
حسين بدر الدين الحوثي
سنظل دائماً نئن ونتوجع من الأحداث ولا نهتدي لحل, ولا نعرف من الذي وراء ذلك، إذا لم نعد إلى دراسة أسباب الأشياء من أولها, نعود إلى دراسة الأسباب الأولى للأحداث حتى نعرف ما إذا كان هناك في واقعنا شيء من هذه الأسباب متوفر, شيء من هذه الحالة التي أدت إلى تلك النتائج السيئة تعيش عليها الأمة، فإذا ما وجدنا أنفسنا نعيش نفس الشعور، نعيش نفس الحالة فاعرف بأنك إنما ستكون مثل أهل العراق، مثل أهل الشام الذين ظلوا دائماً يتوجعون، مثل هذه الأمة من أولها إلى حاضرها, تتوجع من الأحداث، تتوجع من الكوارث، وتئن وتصرخ ولا ترى مخرجاً, ولا تعرف حلاً.
وحتى نعرف, وحتى يعرف كل واحد منا أنه يعيش نفسية الشخص الذي أغمض عينيه يوم صعد أبو بكر على كرسي الخلافة، وأنك تعيش نفسية ذلك العراقي الذي كان يسمع علياً يتحدث بمسجد الكوفة، وتحمل نفسية ذلك العراقي يوم خرج الحسين متجهاً إلى الكوفة، ويوم دخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة، حتى تعرف أنك لا تختلف عن أولئك، إذا ما وجدت نفسك أمام أي قضية, أمام أي حدث، تجد هناك من يذكرك بمسؤوليتك، ويذكرك بخطورة عواقب تلك الأحداث يذكرك بعقوبة تفريطك ثم لا تهتم، فإنك من قد تجد نفسك في يوم من الأيام ليس فقط ضحية لتفريطك، بل تجد نفسك في موقف أسوء من ذلك الموقف، تجد نفسك في صف الباطل تقف في وجه الحق، تساق إلى مواقف الباطل.
وهذا لم يكن فقط ما حصل للعراقيين وحدهم في التاريخ، لقد حصل للكثير من البشر على امتداد التاريخ, تاريخ هذه الأمة، كم من الأشخاص ممن هم يُحسبون على جانب الحق، ممن سمعوا توجيهات الحق, وسمعوا صوت الحق ودعوا إلى الحق ففرطوا فرأوا أنفسهم يساقون إلى ميادين نصر الباطل!.
نحن – أعتقد – إذا لم ننطلق في مواجهة الباطل، في هذا الزمن فإننا من سنرى أنفسنا نساق جنوداً لأمريكا في ميادين الباطل في مواجهة الحق. لا يجوز بحال إذا كنا نحن من نلوم أولئك، أي واحد منا يلوم أهل الكوفة أليس كذلك؟ يلوم أهل العراق، يلوم ذلك المجتمع الذي لم يصغ لتوجيهات الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بعد أن ولى علياً, يلوم أهل المدينة، يلوم أهل البصرة، يلوم أهل الشام، يلوم.
إذا كنا فقط إنما نلوم الآخرين، ولا نعرف على ماذا نلومهم، أنت تلومهم لأنهم قتلوا الحسين, أليس كذلك؟ فعلاً يلامون على أنهم قتلوا الحسين, لكن ما الذي جرّهم إلى أن يقتلوا الحسين؟.
أنت تعيش النفسية، تعيش الحالة التي جرتهم إلى أن يخرجوا ليواجهوا الحسين، فَلُمْ أنت نفسك, ولمُهم أنت على تفريطهم يوم كانوا يسمعون علياً، واحذر أنت أن تكون ممن يفرط وهو يتكرر عليك هدي علي، وهدي القرآن الكريم الذي هو فوق كل هدي.
أوليس القرآن الكريم حياً بين أظهرنا؟ أولسنا نقرأه؟ أولسنا نحاول أن نعرض الأحداث على القرآن الكريم لنستلهم من خلال القرآن ما هو الموقف المطلوب منا؟ بل لنحصل من خلال القرآن على وعي وبصيرة نفهم من خلالها ما يدور حولنا؟ فمن يُعرض، من يُفرط، من لا يهتم، من لا يبالي إنه يعيش نفسية من يلومهم قبل ألف سنة وأكثر من ألف سنة.
بل أرى أن اللوم علينا أشد.. لماذا؟ عادة الناس إذا تحدث معهم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحذرهم من عواقب الأمور، الكثير من الناس هو يكون من أولئك الذين يريدون أن ينظروا إلى الأشياء متجسدة أمامهم حتى يصدقوا، وحتى يستشعروا الخطورة، وحتى يهتموا, أو يكون لهم موقف, يريدون كما قال بنو إسرائيل: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}(الأعراف: من الآية138) بعد أن خرجوا من البحر، بعد تلك الآية العظيمة، الآية الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى.
وهم مؤمنون بالله، لكنهم ما زالوا يريدون أن يروا إلهاً متجسداً أمامهم، حتى قالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}(البقرة: من الآية55) ألم يقولوا هكذا؟ {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}هذه الروحية: [لن نصدقك حتى نرى الأحداث ماثلة] هذا هو الغباء، هذا هو الخطأ، هذه هي الأمية الحقيقية، هذه هي الجهالة، هذه الروحية هي التي تؤدي إلى ضرب الأمة في كل عصر.
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة دروس من وحي عاشوراء
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ 23 /3 /2002م
اليمن – صعدة
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: القرآن الکریم فی مواجهة
إقرأ أيضاً:
سنضم غزة لأمريكا.. تصريحات مثيرة للجدل لمستشار ترامب عن التهجير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف جابريل صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل ملف القضية الفلسطينية بنظر الرئيس الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين إلى الدول العربية خاصةً مصر والأردن.
وقال الدكتور جابريل صوما، خلال مداخلة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى اليلد»: "إن غزة مهمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأن سكانها مليون و700 ألف شخص، ولا يمكن العيش فيها في الفترة الحالية، لأنها تفتقر إلى المياه والمنازل والطعام والشراب وكافة مقومات الحياة"
وأضاف صوما: "أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينظر إلى غزة بأنها أجمل مناطق العالم، ويمكن أن تكون منطقة عالمية، ولكن لن يحدث ذلك الآن في حالة عدم الاستقرار، لذلك طلب الرئيس الأمريكي من الدول العربية أن يستقبلوا أهل غزة خاصةً مصر والأردن".
وتابع : "بما أن غزة مدمرة فإن الرئيس ترامب يريد أن يخرج سكانها حتى تهدأ الأوضاع وبعد ذلك يعودوا إليها، والأمر متروك لأهل غزة، وعلى الدول العربية أن تساهم في إعادة إعمار غزة، وأعتقد أن الدول العربية يجب أن تبدأ في المشاورات بإعادة الإعمار".
وأشار إلى ان غزة كانت مُدججة بالسلاح وكان بها 30 ألف مسلح متواجد فيها لذلك واجهت إسرائيل هذا الآمر، معلقًا: "ترامب يعتبر غزة من أجمل مدن العالم ويريد ضمها للولايات المتحدة، ولا يمكن إعمار غزة في الوقت الحالي لأن سكان غزة الحاليين يريدون أن يعودوا إلى منازلهم".
وواصل قائلًا: "أنا كنت متواجد سنة 2019 وكنت من العاملين على صفقة القرن، وكان هناك اهتمام شديد من قبل الرئيس ترامب، واعتقد أنه ينوي بناء غزة، ولكن أهل غزة موجودين يجب حل مشاكلهم من مياه وكهرباء ومنازل وغيره، وهذا الأمر ليس بمنتهى السهولة".
وذكر: "مسألة حل الدولتين غير متوفرة في الوقت الحالي، وترامب يدرس هذا جيدًا وهو مهتم جدًا بإعمار غزة من أي وقت آخر، ونريد من سكان غزة أن يتجهوا إلى الدول العربية وخاصةً مصر والأردن، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي يريد ضم غزة إلى الولايات المتحدة، معتقدًا أنه إذا تطلب الأمر سيستعمل قوى عسكرية لذلك".
وتابع مستشار الرئيس الأمريكي: "عندما كان ترامب مرشحًا قبل 8 سنوات كان دائمًا بيتكلم عن غزة بأنها أجمل دول العالم ومنذ 8 سنوات كان يتطلع إلى ذلك ومازال يقول ذلك، إذا استطاع ضم غزة سيفعل ذلك".
وصرح: "ترامب يريد حل لمشلكة سكان غزة إنهم مليون و700 ألف شخص وبناء خيم في المنطقة لا يحل الأمر ومن الضروري على مصر والأردن استقبال سكانها لإعادة إعمارها والرئيس الأمريكي يريد ضمها للولايات المتحدة".
واختتم: "ولا أعتقد أن الرئيس الأمريكي يستعمل قوى عسكرية وقتل مليون و700 ألف شخص، وأعتقد أن الرئيس السيسي يمكنه التفاوض مع الرئيس ترامب بشأن هذا وكذلك ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، والرئيس ترامب كان لا يريد ضمها، ولكن ما غير وجهة نظره بسبب الجماعات المسلحة التي قتلت الإسرائيليين، ومن ثم يرى أن غزة مدمرة بالكامل ولا يمكن العيش فيها، ويريد أن يجعل الدول العربية تستقبل سكان غزة والبقية يذهبون إلى دول أخرى".