سنوات مرت على رحيل الشهيد صالح بن علي الصماد-سلام الله ورضوانه عليه-

ولا يزال حبه يملأ الدنيا شذى ووطنية.. لا تزال صورته في العيون ومكانته في القلوب وعبقرية وجوده تملأ الأفئدة ولا يزال صوته يدوي في الأسماع.

لم يكن (الصماد) رجل دولة ولا رئيسا عاديا في عيون التاريخ بل كان ملهما وصاحب رسالة لأمة بأسرها وليس للشعب اليمني فحسب، بل وجماهير غفيرة من بلدان إسلامية وعربية عشقته وأحبت جسارته ووطنيته.

(الصماد) كان علامة فارقة وظاهرة غير متكررة بين نهج الحرية وآدمية المواطن وعهد الاستعباد العصري ومجتمع يتجه إلى الخنوع والخضوع.

(الصماد) جعل اليمني يفاخر بوطنه، فكان عهده عهد السيادة الوطنية واجه (الصماد) المؤامرات بجسارة كما حارب الظلم والاستبداد والتآمر الدولي الرخيص المتمثل بدول العدوان الخارجي.

اشتهر الصماد بإنسانيته الرائدة مع البسطاء ومع اليمنيين، وقد كان كلام الصماد في خطبه من القلب فيدخل القلوب ويحتل العقل! ورغم مرور سنوات على رحيله إلا أن نهر الحب للصماد سلسبيلا متدفقا دافقا فصورته حاضرة في الوجدان والعقل اليمني، فهو كان ولا يزال رمزا عصيا على الغياب رغم المؤامرات- التي تحدق باليمن والعدوان الغاشم لم يتوان، بل أسس نهجا وفكرا لأمة يمنية كاملة

ومن ثورة الواحد والعشرين المجيدة تفجرت العديد من ينابيع الوطنية والولاء لهذا الوطن المعطاء.

لقد كان الصماد صاحب رسالة اضاءت وانارت للدنيا سبل الحرية والكرامة والعزة، أسس لبناء دولة حقيقية خالية من الفساد ومستقلة تماما عن تبعية دول التحالف والاحتلال الممنهج من العدوان بدا بتأسيس دولة لها كيانها وخصوصياتها ورشدها وكمالها في ظل القيادة الراشدة لإعلام التقوى بقيادة قائد الثورة السيد/عبدالملك بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وكانت بداية انطلاق كقوة عظمى في وجه الاستعلاء ودول الاستعمار وأثرى الصماد الحياة وغذى شرايين اليمنيين بالوطنية والانتماء والحب والانتماء والعشق لتراب الوطن وذرات رماله والخوف عليه، فكان الجميع يعزف معزوفة الحب والانتماء والوطنية والإخلاص وخرج اليمني من قممه يزرع ويصنع ويبدع ويعلم العالم عظمة الإنسان اليمني صاحب الحضارة.

لقد تمثلت في عهد الصماد رفعة وعظمة القيم فساد الوئام بين الجميع وما أحسب الا ان الأرض أيضا عزفت مع المواطنين الحب والعطاء!!!

كان (الصماد) نبض عقله.. وقلبه الإنسان البسيط ومتطلبات. حياته من: سكن تعليم صحة عمل ..فلا يطوله زيف أو تطرف.

وخلال، فترة حكمه.. لبلاد (الموكا) كما كان يسميها المستشرقون) ورغم الحصار من قبل دول العدوان عاش المواطن اليمني العادي في مظلة الرعاية الاجتماعية والأمن والسلام البيتي والبيئي فأوجد اليه للتنظيم في السكن والتعليم والعمل والخدمات الصحية لخدمة المواطن ورعايته وهو صاحب فكرة برنامج (يد تحمي ويد تبني).

أقام الصماد صرح الحرية والانتماء بحبه الدافق للإنسانية والحرية ولليمن نبضه وعين وجوده فحقق الكثير وبدأ بالإصلاح الزراعي واتجه للإصلاح الداخلي للمؤسسات والذي أصبح شاهدا على عظمة فكره ونضجه وحسه الوطني. ورؤيته الثاقبة لمستقبل الوطن..

وهو بحق نور وضياء وضاء وبطل العدالة كما اطلق عليه الكثير ممن عرفوا قدره؛ ودوره!

سلام على الصماد يوم ولد ويوم رحل عن دنيانا  ويوم يبعثه الله حيا!!

ولعل ما نشهده اليوم من تطور عسكري وبناء مؤسساتي إنما تأتي بلورة لأهداف ثورة الـ21 من سبتمبر المجيد واستكمالا لما بدأه المشروع الصمادي .. ها هي ثماره اليوم يانعة، وبالتالي فإن رئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة الرئيس/مهدي المشاط، أراه قد عقد العزم على استكمال البناء التنموي والمؤسسي وإقامة الدولة اليمنية بخطوات ثابتة!!

 

 

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الحرية و التغيير الديمقراطي و رؤية للحوار

توصلت القوى السياسية المنضوية في تحالف "الحرية و التغيير الكتلة الديمقراطية، إلي رؤية جديدة للحل السياسي معروضة للحوار الوطني، و قد أطلقت عليها "رؤية سياسية شاملة لتحقيق السلام و التحول الديمقراطي" تحت شعار " نحو سودان يسع الجميع" في البدء الورقة تعتبر نقلة سياسية جيدة، من مرحلة الحرب و المناكفات السياسية إلي تقديم أراء تتعلق بقضيايا "التعمير و المصالحات الوطنية و السلام و تهيئة البيئة للحوار السوداني ال فيهسوداني لا يقصي أحدا" و أيضا الرؤية تضمنت العديد من عناوين العمل وفقا لتراتيب مراحلية..
تقول الرؤية في ديباجتها (في ظل الأزمات المتلاحقة التي تواجه السودان تبرز الحاجة إلي رؤية وطنية شاملة تسعى لمعالجة جذور الأزمة و فتح أفاق جديدة نحو بناء سودان موحد، مستقر، و مزدهر).. في هذا السياق أن التحالف قدم هذه الرؤية.. و تضيف أن هذه الرؤية تعتبر ( مشروع وطني يمهد لاصطفاف وطني جديد يعلي قيم التسامح و يقوم على مباديء الشمول و التوافق، بعيدا عن االإقصاء و التهميش، مع تعزيز قيم الوحدة الوطنية و السيادة و الاستقلال) أن الديباجة مقبولة و لكن كما يقال أن الشيطان يكمن في التفاصيل..
الرؤية تضمنت عدة عناوين: و كل عنوان عليه حمولات كبيرة تحتاج لوحدها حوارات متأنية دون فرض أي امتياز لكتل على الآخرين، خاصة أن الحرب جعلت السودان كله يعاني من التهميش. و كل ولايات السودان تحتاج إلي إعادة تعمير، و الحرب قد فرضت واقعا جديدا، و بالضرورة سوف تفرض معادلات سياسية جديدة، و أيضا رموز سياسية جديدة، تتجاوز تلك الرموز التي قد فشلت في مرحلة ما بعد ثورة ديسمبر حتى إندلاع الحرب، التي سوف تخرج الساحة السياسية، أولها الميليشيا و كل الذين كانوا وراء إشعال الحرب و الذين كانوا مشاركين في المؤامرة.. صحيح أنها إشكالية سوف ينظر فيها القضاء لكن لابد أن توضع في الأجندة... القضية المهمة أيضا أن الرؤية بنت مشروعها على فئة ضيقة جدا هي القوى السياسية إذا كانت في تحالف الكتلة الديمقراطية أو خارجها، و استبعدت القطاع الجماهيري العريض الذي شكل أكبر سندا للقوات المسلحة و القوى العسكرية المساندة لها في حرب الكرامة.. أن أية معادلة سياسية تحاول أن تخرج القطاع الجماهير العريض من المعادلة السياسية محكوم عليها بالفشل، لأنها تؤسس على مصالح فئة ضيقة، هي نفسها التي أفشلت الفترة الانتقالية السابقة. و هي فئة لا تنظر للعملية السياسية إلا من خلال حظوظها في التعينات الدستورية..
أن الأبواب العناوين التي حملتها الرؤية تتمحور في " المباديء العامة فيها ثمانية بنود .. و الأهداف أربعة بنود منها إنهاء الحرب و الاتفاق على الفترة الانتقالية و ضمان تحقيق الأمن و الاستقرار – و هناك المرتكزات و تتضمن التوافق الوطني و الحوار السوداني السوداني و تكوين الفترة الانتقالية – و تتضمن محاور الأزمة إنهاء الحرب و النظر في المحور السياسي " ثم تتحدث الورقة عن القضايا التي يشملها الحوار الوطني و هي 25 قضية.. ثم تنتقل الرؤية إلي نظام الحكم خلال الفترة الانتقالية.. و قسمتها إلي فترتين الأولى للتأسيس و الثانية للإنتقال.. و هي تذكرني بمصطلح " تصفير العداد " الذي كان الهدف منه محاولة تمديد الفترة الانتقالية دون أن تكون محددة بزمن معروف، بل كانت تريدها القوى التي كانت تحكم في الفترة الانتقالية مفتوحة.. الآن ابتكروا عنوانا بديلا لمصطلح " تصفير العدد" أن تكون الفترة الانتقالية فترتين الأولى للتأسيس و الثانية للانتقال.. و من هي القوى التي يقع عليها عبء تشكيل الحكومة؟ هي القوى السياسية التي كانت مشاركة في الفترة الانتقالية السابقة، و القوى مناط بها تحديد زمن الفترتين " التأسيس و الانتقال" هي نفس القوى السياسية المشار إليها وهي أيضا التي يجب أن تختار المجلس التشريعي .. كل ذلك دون أية انتخابات تشارك فيها الجماهير.. الغريب في الأمر أن القيادات السياسية لا تريد أن تتعلم من التجارب السابقة رغم قساوة الحرب و ما لحق بالمواطنين فيها لا تنظر للمشهد إلا من خلال مصالح ضيقة جدا..
احتفظت الورقة بذات التقسيمات السابقة لأجهزة الحكم " المجلس السيادي و مجلس الوزراء و المجلس التشريعي الذي لم يرى النور و السلطة القضائية السياسية.. ثم تحدثت الورق على المهام التي يجب أن تنجز و هي السياسة الخارجية و العدالة الانتقالية و الإصلاح القانوني و الاقصاد و التعليم و الإعلام و غيرها من العناوين التي ليس عليها خلاف.. و يصبح الخلاف من هي الجهة النوط بها أنجاز كل هذه الأشياء و متى تشير الورقة أن تنجز في "الفترة الانتقالية" رغم أن سياسة الدولة تحتاج أن يبت فيها من قبل قوى شرعية تم اختيارها من قبل الشعب و وثق فيها..
المسألة المهمة: و التي يجب أن نتحدث فيها بالصراح و الوضوح؛ أن قيادات الحركات ما تزال متأثرة بالسياسة التي كانت تتبعها الإنقاذ، أن تفاوض الحركة و تقدم لقيادتها وظائف ثم تنشق فئة و تأتي لكي تتفاوض مرة أخرى لكي تنمح أيضا وظائف أخرى عن طريق استخدام البندقية.. هذا السلوك أصبح معيب جدا لأنه يقدم عناصر لا تملك الكفاءة المطلوبة.. فقط أنها حاملة للسلاح.. فهي يجب أن تفكر بعقلانية و تخاذ القضية بعيدا عن هذه السياسة.. ملاحظة في مؤتمر جوبا أن الحركات قد رفضت تماما مشاركة الأحزاب و تفاوضت مع قيادات من مجلس السيادة تابعة لذات الإقليم.. يجب الآن الخروج من هذه العباءة و نلبس جميعا العباءة الوطنية دون أمتيازات مسبقة.. مادام الوطن كله في حاجة إلي إعادة التعمير.. و يجب علينا أن ننطلق من الشرعية الدستورية التي تشارك فيها الجماهير و ليست فئة ضيقة هي التي تحدد لنا المسار السياسي.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • المشروع القرآني.. صوتُ الحرية في زمنِ الطغيان
  • 183 أسيراً فلسطينياً على أعتاب الحرية
  • حالة الطقس غدا السبت.. أمطار وشبورة وظاهرة جوية تزيد الإحساس بالبرودة
  • طوفان العودة.. علامة فارقة في التاريخ
  • الحرية و التغيير الديمقراطي و رؤية للحوار
  • 10 أسباب تجعل مول كليوباترا علامة فارقة في الاستدامة البيئية
  • خطبة الجمعة القادمة: دعوة لنبذ الإثم الباطن وظاهرة العنف ضد المرأة
  • بالفيديو.. خبير سياسات دولية: مصر تسير بالاتجاه الصحيح في دعم القضية الفلسطينية
  • بدرية أحمد وفاطمة الحوسني يتصالحان بعد خلافات طويلة .. فيديو