الصماد.. علامة فارقة وظاهرة غير متكررة بين نهج الحرية وآدمية المواطن !
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
سنوات مرت على رحيل الشهيد صالح بن علي الصماد-سلام الله ورضوانه عليه-
ولا يزال حبه يملأ الدنيا شذى ووطنية.. لا تزال صورته في العيون ومكانته في القلوب وعبقرية وجوده تملأ الأفئدة ولا يزال صوته يدوي في الأسماع.
لم يكن (الصماد) رجل دولة ولا رئيسا عاديا في عيون التاريخ بل كان ملهما وصاحب رسالة لأمة بأسرها وليس للشعب اليمني فحسب، بل وجماهير غفيرة من بلدان إسلامية وعربية عشقته وأحبت جسارته ووطنيته.
(الصماد) كان علامة فارقة وظاهرة غير متكررة بين نهج الحرية وآدمية المواطن وعهد الاستعباد العصري ومجتمع يتجه إلى الخنوع والخضوع.
(الصماد) جعل اليمني يفاخر بوطنه، فكان عهده عهد السيادة الوطنية واجه (الصماد) المؤامرات بجسارة كما حارب الظلم والاستبداد والتآمر الدولي الرخيص المتمثل بدول العدوان الخارجي.
اشتهر الصماد بإنسانيته الرائدة مع البسطاء ومع اليمنيين، وقد كان كلام الصماد في خطبه من القلب فيدخل القلوب ويحتل العقل! ورغم مرور سنوات على رحيله إلا أن نهر الحب للصماد سلسبيلا متدفقا دافقا فصورته حاضرة في الوجدان والعقل اليمني، فهو كان ولا يزال رمزا عصيا على الغياب رغم المؤامرات- التي تحدق باليمن والعدوان الغاشم لم يتوان، بل أسس نهجا وفكرا لأمة يمنية كاملة
ومن ثورة الواحد والعشرين المجيدة تفجرت العديد من ينابيع الوطنية والولاء لهذا الوطن المعطاء.
لقد كان الصماد صاحب رسالة اضاءت وانارت للدنيا سبل الحرية والكرامة والعزة، أسس لبناء دولة حقيقية خالية من الفساد ومستقلة تماما عن تبعية دول التحالف والاحتلال الممنهج من العدوان بدا بتأسيس دولة لها كيانها وخصوصياتها ورشدها وكمالها في ظل القيادة الراشدة لإعلام التقوى بقيادة قائد الثورة السيد/عبدالملك بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وكانت بداية انطلاق كقوة عظمى في وجه الاستعلاء ودول الاستعمار وأثرى الصماد الحياة وغذى شرايين اليمنيين بالوطنية والانتماء والحب والانتماء والعشق لتراب الوطن وذرات رماله والخوف عليه، فكان الجميع يعزف معزوفة الحب والانتماء والوطنية والإخلاص وخرج اليمني من قممه يزرع ويصنع ويبدع ويعلم العالم عظمة الإنسان اليمني صاحب الحضارة.
لقد تمثلت في عهد الصماد رفعة وعظمة القيم فساد الوئام بين الجميع وما أحسب الا ان الأرض أيضا عزفت مع المواطنين الحب والعطاء!!!
كان (الصماد) نبض عقله.. وقلبه الإنسان البسيط ومتطلبات. حياته من: سكن تعليم صحة عمل ..فلا يطوله زيف أو تطرف.
وخلال، فترة حكمه.. لبلاد (الموكا) كما كان يسميها المستشرقون) ورغم الحصار من قبل دول العدوان عاش المواطن اليمني العادي في مظلة الرعاية الاجتماعية والأمن والسلام البيتي والبيئي فأوجد اليه للتنظيم في السكن والتعليم والعمل والخدمات الصحية لخدمة المواطن ورعايته وهو صاحب فكرة برنامج (يد تحمي ويد تبني).
أقام الصماد صرح الحرية والانتماء بحبه الدافق للإنسانية والحرية ولليمن نبضه وعين وجوده فحقق الكثير وبدأ بالإصلاح الزراعي واتجه للإصلاح الداخلي للمؤسسات والذي أصبح شاهدا على عظمة فكره ونضجه وحسه الوطني. ورؤيته الثاقبة لمستقبل الوطن..
وهو بحق نور وضياء وضاء وبطل العدالة كما اطلق عليه الكثير ممن عرفوا قدره؛ ودوره!
سلام على الصماد يوم ولد ويوم رحل عن دنيانا ويوم يبعثه الله حيا!!
ولعل ما نشهده اليوم من تطور عسكري وبناء مؤسساتي إنما تأتي بلورة لأهداف ثورة الـ21 من سبتمبر المجيد واستكمالا لما بدأه المشروع الصمادي .. ها هي ثماره اليوم يانعة، وبالتالي فإن رئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة الرئيس/مهدي المشاط، أراه قد عقد العزم على استكمال البناء التنموي والمؤسسي وإقامة الدولة اليمنية بخطوات ثابتة!!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟
التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.
لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟
وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.
في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.
وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟
عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟
في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟
zoolsaay@yahoo.com