سلط تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على وضع الفيفا ورئيسها جياني إنفانتينو في ظل التوترات السياسية والاقتصادية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك قبل استضافة كأس العالم 2026.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن دونالد ترامب وقف  في الليلة التي سبقت أداءه اليمين الدستورية لفترة رئاسته الثانية في تجمع صاخب وأرسل تحية خاصة إلى محامٍ سويسري يبلغ من العمر 54 سنة في المدرجات، وأشار إليه ببساطة باسم جياني وقد أراد ترامب أن يعبّر عن امتنانه له.

 

وكان جياني المعني هو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، الذي من المقرر أن يقدم لترامب الصيف المقبل أكبر حدث رياضي على هذا الكوكب عندما تستضيف الولايات المتحدة كأس العالم بالاشتراك مع المكسيك وكندا.

وقال إنفانتينو في تلك الليلة في منشور لمتابعيه البالغ عددهم 2.7 مليون متابع على إنستغرام: "هذا هو الفيفا يحظى بأقصى درجات احترامه. أن يذكره الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية في تجمّع النصر، وفي خطاب النصر، هذا أمر فريد من نوعه، إنه أمر جميل". 



وأشارت الصحيفة إلى أن ما غاب عن إنفانتينو حينها هو أنه سيجد نفسه بعد أسبوعين في موقف سيء للغاية، فهو والفيفا عالقان الآن في خضم أزمة دبلوماسية لا يبدو أن أحدًا قادر على التنبؤ بنتائجها، فخلال الأسبوع الماضي، هدد ترامب كلا جاري الولايات المتحدة -المشاركين في استضافة كأس العالم- بحرب تجارية شاملة، قبل أقل من 500 يوم من المباراة الافتتاحية للبطولة في مكسيكو سيتي.

وبينت الصحيفة، انه لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن تؤثر إجراءات ترامب على حدث متعدد البلدان يتطلب تنسيقاً لوجستيًا وسلاسة على المعابر الحدودية، لكن التوتر يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى ما قد يكون أكبر كأس عالم على الإطلاق.

وتابعت، أن "إنفانتينو ليس غريبًا على التكتيكات الجريئة والمزاجية أحيانًا لرؤساء الدول الذين يسميهم أصدقاءه: فقد أمضى ما يقارب عقدًا من الزمن في التودد إلى بعض أقوى الرجال في العالم".

وبالنسبة لمسؤول كرة القدم الذي قضى معظم حياته المهنية يعمل في الظل، فإن إنفانتينو يستمتع بالتقرب من أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكل ذلك باسم تطوير كرة القدم العالمية.

وأوضحت الصحيفة أن إنفانتينو نجح في تحقيق نجاح كبير فيما يتعلق بالفيفا، فعلى مدار فتراته الثلاث التي تعود إلى سنة 2016، شهدت المنظمة تضاعف إيرادتها السنوية إلى أكثر من 11 مليار دولار، كما أنه أشرف على تنظيم بطولتي كأس العالم في روسيا وقطر اللتين حظيتا بشعبية كبيرة، وكأس العالم للسيدات في فرنسا وأستراليا ونيوزيلندا، وقاد أيضًا عملية منح حقوق استضافة كأس العالم 2034 إلى المملكة العربية السعودية.

وبينت، أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة من شبكة تحالفات إنفانتينو الحالية هو أن يكون في هذا المنصب أصلاً، فقد كان يُنظر إلى إنفانتينو على أنه موظف يتنقل بأريحية في بيروقراطية الاتحاد واجتماعات اللجان التي لا تنتهي، وكانت أكبر مسؤولياته أمام الجمهور هي إدارة قرعة البطولات الكبرى، مثل دوري أبطال أوروبا.



وقالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، إن إنفانتينو كان انتهازيًا أيضًا. فعندما كشفت وزارة العدل الأمريكية عن فضيحة فساد ضخمة في قمة كرة القدم العالمية في ربيع سنة 2015، أطاحت موجة من لوائح الاتهام والإيقافات والاستقالات بجيل من المسؤولين التنفيذيين، بمن فيهم رئيس الفيفا لفترة طويلة سيب بلاتر ووريثه الأسطورة الفرنسي ميشيل بلاتيني.

واستشعر إنفانتينو اللحظة المناسبة، فتقدم إلى الأمام، وفي شباط/فبراير سنة 2016، انتُخب رئيسًا للفيفا بعد وعود بإصلاحات جديدة للمنظمة. كان إنفانتينو يدرك أنه بحاجة إلى وضع الفيفا كضحية لفضيحة الفساد، وليس كجاني، وهذا من شأنه أن يسمح للمنظمة باستعادة الملايين من الأموال المسروقة وإرضاء وزارة العدل. 

وسرعان ما أوضح مدى جاذبية لقب الفيفا بالنسبة له، فقد كان يسافر باستمرار، ونظّم مباريات استعراضية مع نجوم سابقين وارتدى الزي الرسمي ليلعب إلى جانب دييغو مارادونا، كان سلفه بلاتر يأمل سرًا أن يحصل يومًا ما على جائزة نوبل للسلام لاستخدامه كرة القدم كقوة موحدة، أما الآن فقد ارتدى إنفانتينو عباءة الدبلوماسي الجوّال حول العالم.

وأشار تقرير "وول ستريت جورنال"، إلى أن المشكلة تكمن في أن الصداقات التي يصنعها غالباً ما تضعه في مواقف حساسة؛ فقد افتتح بطولة كأس العالم 2018 بالجلوس في المباراة الافتتاحية في موسكو بين بوتين والأمير محمد بن سلمان، وأنهى البطولة بإغداق المديح على البلد المضيف ورئيسه. ومنذ ذلك الحين، اضطر الفيفا إلى فرض عقوبات على روسيا بسبب غزو أوكرانيا، ودعا إنفانتينو بوتين دون جدوى إلى الدخول في محادثات سلام.

وختمت الصحيفة بأن إنفانتينو يستقر حاليًا في الولايات المتحدة؛ حيث وجد حليفًا قويًا في البيت الأبيض، وقد لاحظ المشجعون أن نسخة طبق الأصل من كأس العالم موضوعة الآن خلف مكتب الرئيس في المكتب البيضاوي. وفي تموز/يوليو من السنة القادمة، سيسلم ترامب شخصيًا النسخة الحقيقية المصنوعة من الذهب عيار 18 قيراطًا إلى قائد الفريق الفائز في المباراة النهائية في نيوجيرسي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الفيفا ترامب كرة القدم كندا الفيفا كرة القدم ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة کأس العالم کرة القدم

إقرأ أيضاً:

لماذا قد يخسر ترامب الحرب التجارية ضد الصين؟.. محلل يجيب

تحليل بقلم أليسون مورو من شبكة CNN

(CNN) --  صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، من وتيرة حربه التجارية لعزل الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.

وكان ترامب أعلن تعليق التعريفات الجمركية الجديدة لمدة 90 يومًا بعد أن هزت حربه التجارية الاقتصاد العالمي، وفي الوقت نفسه، أعلن أنه رفع معدلات التعريفات الجمركية على الصين إلى 125%، في تصعيد للإجراءات الانتقامية المتبادلة بين الجانبين.

وذكر ترامب: "بناءً على عدم احترام الصين للأسواق العالمية، أرفع بالتالي الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على الصين إلى 125%، بفعالية فورية، وفي مرحلة ما، نأمل في المستقبل القريب، أن تدرك الصين أن أيام الاحتيال على الولايات المتحدة، ودول أخرى، لم تعد مستدامة أو مقبولة". 

مقالات مشابهة

  • لماذا قد يخسر ترامب الحرب التجارية ضد الصين؟.. محلل يجيب
  • الحوثيون وضعوا واشنطن في مأزق استراتيجي
  • استمرار الرسوم الجمركية.. ترامب يشعل الحرب التجارية مع الصين
  • "جنون الحرب التجارية".. ترامب يرفع التعريفات على الصين إلى 125%
  • بالصور.. انطلاق ندوة “الفيفا” حول الاحتراف بالجزائر
  • الحرب الجمركية تهزّ عالم «كرة القدم».. ما تأثيراتها المحتملة؟
  • الحرب التجارية والاقتصاد الأمريكي
  • “الفيفا” تُنظم ندوة حول الاحتراف بالجزائر
  • هكذا تؤثر رسوم ترامب الجمركية على كرة القدم
  • سيناريوهات الحرب التجارية بعد رسوم «ترامب» الجمركية