إيران أم سياسات نتنياهو.. ما السبب وراء تصعيد المقاومة الفلسطينية في الضفة؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي إن تصاعد وتيرة عمليات المقاومة مؤخرا يؤكد أننا أمام صعود لن يتوقف لانتفاضة الشعب الفلسطيني التي بدأت منذ عام 2015، حيث كانت لحظة تحول حيث أدرك الشعب أنه لا مناص من القتال والمواجهة مع الاحتلال.
واعتبر اتهام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإيران بالوقوف وراء تلك العمليات استمرارًا لسياسة قديمة ينتهجها الاحتلال بالبحث عن دولة لتحميلها مسؤولية فشله في إيقاف المقاومة، حيث كان يتهم في السابق الاتحاد السوفياتي، ثم مصر في عهد جمال عبد الناصر، ثم سوريا وبعدها العراق وأخيرا إيران، و"ربما لاحقا أذربيجان"، على حد تعبيره.
حديث البرغوثي جاء ضمن الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/8/21) لإعلان قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل منطقة عسكرية مغلقة، بعد مقتل مستوطنة إسرائيلية وإصابة آخر في إطلاق نار لم يُعرف منفذه، قرب مجمع مستوطنات "كريات أربع" بالخليل في الضفة الغربية.
وقد جاءت هذه العملية بعد يومين من مقتل مستوطنَين إسرائيليَين في عملية ببلدة حوارة في الضفة، لم يتمكن الاحتلال من العثور على منفذها حتى الآن، في وقت اتهم فيه نتنياهو إيران ومن سماهم أتباعها بالوقوف وراء "الهجوم الإرهابي الأخير" في الخليل، حسب وصفه.
وتساءلت حلقة ما وراء الخبر عن دلالة تطوّر عمليات المقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية في ضوء ما شهدته الضفة من زيادة وتيرة العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية، وكذلك دلالة فشل سياسة القبضة الأمنية التي تتبناها حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية بما تضمنته من عمليات توغل واقتحام للمدن والمخيمات.
جوهر المشكلةوفي حديثه لما وراء الخبر، يرى البرغوثي أن الإسرائيليين يهربون من جوهر المشكلة، وهو الاحتلال والقمع، لافتا إلى سقوط نحو 209 شهداء، منهم 38 طفلا منذ مطلع العام، دون أي محاسبة، في وقت تشهد فيه مدينة الخليل حاليا حصارا خانقا يمس حياة 800 ألف فلسطيني.
وأضاف أن الفلسطينيين يتعرضون لاستيطان إجرامي ومس للكرامة وإذلال واضح على 650 حاجزا، كما يقطع الاحتلال عنهم الماء ويتعرضون لأسوء نظام تمييز عنصري، وهو ما لا يمكن مواجهته إلا بالمقاومة سواء حظيت تلك المقاومة بدعم دول أو لم تحظ بذلك الدعم.
واتهم الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الولايات المتحدة وإداراتها المتعاقبة بالمسؤولية عما يجري، لعدم قيامها بكبح إجرام إسرائيل وحكومتها المتطرفة التي لا ينبغي وصف ما تقوم به بالفشل السياسي فحسب، وإنما يجب اعتبارها مجرمة.
الموقف الأميركي يراه بريت بروين -مدير التعاون الدولي السابق في البيت الأبيض خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما- يتمثل في المراقبة بقلق، لكنه لم يستبعد أن يدفع استمرار التصعيد الإسرائيلي إدارة الرئيس جو بايدن إلى تدخل فعال يضع حد لهذا التصعيد، حسب رأيه.
ويضيف في حديثه لما وراء الخبر، أن هذه التطورات تأتي في وقت أحرق فيه نتنياهو الكثير من جسور التواصل مع دوائر القرار بواشنطن، رغم إعطاء الولايات المتحدة إسرائيل مجالا واسعا للتحرك، الذي يرى أنه لم يعد متاحا كما في السابق، على حد تقديره.
تقصير واشنطنويرى بروين أن الفشل السياسي لإسرائيل أتاح مساحة لصعود المتطرفين من الجانبين، مقرا بأن واشنطن كانت مقصرة في التعامل مع ما يحدث من انتهاكات بحق الأراضي الفلسطينية، في ظل إقدام حكومة نتنياهو على مقاربات أكثر خطورة في كيفية تعاملها مع الجوانب الأمنية، حيث لم يواجه ذلك حتى بالتنديد الكافي.
بدوره، يرى الباحث والمحلل السياسي الإسرائيلي غولان برهوم أن ما يحدث من تصاعد لعمليات المقاومة غير متعلق بالاحتلال ولا بما يراه البعض من تطرف في أداء حكومة الاحتلال، وإنما هو محاولات لزعزعة الاستقرار من قبل إيران التي لا تقبل بوجود دولة إسرائيل، حسب تعبيره.
ويعتبر برهوم في حديثه لما وراء الخبر، أن إيران هي عنصر مركزي في إنتاج هذه العميات، مضيفا أنها تريد استمرار التطرف ضد المواطنين الإسرائيليين، زاعما بأنها "عدو مشترك" للعرب وإسرائيل، وفق رأيه.
وبرر المحلل الإسرائيلي ما يقوم به الاحتلال من قتل لفلسطينيين وهدم لمنازلهم بأنه رد فعل يستهدف المخربين، نافيا أن يكون بناء بيوت أو مستوطنات على ما زعم بأنها "أراضي أجدادهم" مخالف للقانون الدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ما وراء الخبر
إقرأ أيضاً:
حماس: كمائن المقاومة في طولكرم تؤكد إصرارها على تدفيع الاحتلال ثمن جرائمه
طولكرم - صفا
أشاد القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد، بالتصدي البطولي لاقتحامات الاحتلال لمدينة طولكرم ومخيماتها، وبسالة مقاومتها وعلى رأسها "كتائب القسام" في المواجهة والاشتباك بكل بطولة وثبات.
وقال شديد في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الخميس، إن إبداع مقاومة طولكرم في عمليات التصدي وتنفيذ الكمائن وإيقاع الجرحى والقتلى في صفوف الاحتلال، يؤكد إصرار شعبنا وإرادة مقاومته في تدفيع الاحتلال ثمن جرائمه ومجازره في الضفة وغزة.
وشدد على أن الاقتحامات وجرائم الاحتلال ومجازر التدمير المتواصلة في طولكرم، لن تفت في عضد المقاومة، ولن تفلح في كسر إرادة شعبنا في احتضان المقاومة وإسنادها في كل مدن ومخيمات وقرى الضفة.
وأكد أن اقتحامات الاحتلال في طولكرم والاجتياحات لمناطق الضفة وما يرتكبه فيها من جرائم قتل واعتقالات وهدم، هو مواصلة لإبادته الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة.
ودعا شديد كل شباب الضفة إلى مواجهة الاحتلال ومقاومته بكل السبل، وتدفيعه الثمن ورفع كلفة وجوده على أرضنا، والانتقام للجرائم المتواصلة في غزة والضفة وبحق الأسرى والمسرى.
وواصلت كتائب القسام رفقة فصائل المقاومة التصدي لاقتحام قوات الاحتلال لطولكرم بالاشتباكات وتفجير العبوات الناسفة.
وقالت كتائب القسام كتيبة طولكرم، إنّ مقاتليها أوقعت قوة مشاة صهيونية في كمين محكم في محور المربعة بمخيم طولكرم وأمطروها بوابل كثيف من الرصاص والعبوات الناسفة.
وأعلنت كتائب القسام كتيبة طولكرم، أن مقاتليها برفقة إخوانهم من كافة التشكيلات العسكرية في مخيم طولكرم يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في أكثر من محور وفجروا العبوات الناسفة المعدة مسبقاً، محققين إصابات وقتلى مباشرة في العدو الصهيوني بشكل مؤكد.
وشرعت قوات الاحتلال بعملياتِ تجريفٍ على الشارع الرئيسي لمخيم نور شمس بطولكرم، كما دمرت محلًا تجارية خلال العدوان المتواصل على المخيم.
وانطلقت دعوات واسعة في الضفة الغربية للتصدي لقوات الاحتلال ومستوطنيه بكل السبل المتاحة لردعهم عن جرائمهم.