عين ليبيا:
2025-01-23@04:02:33 GMT

عندما يتفق العرب على «ظل الحمار» تحل مشكلاتهم

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

في القرن التاسع عشر حدث أن سائحا من إحدى مقاطعات الدولة العثمانية البعيدة عن لبنان وصل إلى بيروت عبر البحر، وكان يرغب بزيارة القدس، فاستأجر من “مكاري” حماراً ليمتطيه في رحلته، وسافر برفقة المكاري (المكاري بلغة بلاد الشام هو الذي يقتني الحمير للنقل والإيجار).

عند الظهر ترجل السائح عن ظهر الحمار ليتغدى هو صاحب الحمار، وكانا قد وصلا إلى إحدى القرى الساحلية قرب صيدا، وإذ لم يجد مكاناً ظليلاً فأراد أن يجلس في ظل الحمار فمنعه المكاري وقال: “أنا أجّرت الحمار، لكنني لم أؤجر ظله، بل احتفظت به لنفسي”.

قال السائح: “ولكن ظلّ الحمار هو من توابعه، ولا يمكن فصله عنه، ويحق لي أن أتمتع به”، واحتدم الجدال بين الرجلين وتطوّر إلى مشاحنة وشجار.

فهرع عدد من رجال القرية وفصلوا بين الرجلين، وعندما علموا أن موضوع الخلاف بينهما هو “ظلّ الحمار”، تنطّح أحدهم فقال: “أنا أقول إن ظل الحمار هو حق من حقوق مستأجر الحمار”.

فانبرى له رجل من الجانب الآخر وقال: “لا بل إن الظل لصاحب الحمار”.

فأيّد بعض الحاضرين رأي الرجل الأول، وتحمس آخرون لرأي الثاني، وبدأ النقاش وحمي الجدال، وما لبث أن تطور الى مشاتمة وشجار واقتتال بين رجال القرية.

عندئذ امتطى السائح الحمار وانصرف برفقة المكاري، فيما بقي أهل القرية يتقاتلون حول قضية “ظل الحمار”.

هذا الواقع اللبناني الذي يُؤرخه الكاتب الراحل سلام الراسي في أحد كتبه عن التراث الشعبي، وهو في واقع الحال لا يزال مستمرا إلى اليوم، فإذا كانت مجازر العام 1860 وقعت بسبب أشكال بين أطفال من طائفتين مختلفتين، وتطورت إلى حرب طائفية، فلا يمكن استغراب اليوم كيف لا يزال أطراف الطبقة السياسية اللبنانية لم يتفقوا على انتخاب رئيس للجمهورية، وإبقاء غالبية المؤسسات الرسمية شاغرة، بل الأغرب من ذلك أن حادثة “ظل الحمار” يمكن إسقاطها على غالبية الدول العربية التي وقعت في فخ عدم الاتفاق على مشروع دولة، ما تسبب بحروب أهلية مستعرة إلى اليوم، فيما تحولت شعوبها وقودا للمتصارعين على فتات، وليس من أجل مصلحة بلادهم.

لهذا ليس اللبنانيون وحدهم المهزومون، بل إذا أجلت النظر في هذه الأمة لرأيتها كلها ترفع رايات الفشل، وبالتالي فإن فيروسه استحكم بنخبها من المحيط إلى الخليج، وبالتالي فإن ما يعيشه لبنان اليوم، وما مر به من أحداث وحروب طوال الخمسة عقود الماضية، والمستمرة حتى الساعة، وربما إلى المستقبل البعيد، ينطبق على العرب أجمعين، الذين سيشربون من الكأس ذاتها، لأنهم لم يدركوا أن الدولة ليست في زعامة فلان، أو شخصية علتان، بل في المجتمع ككل، وتعاونه، وأي خروج عن هذه القاعدة تعني الفوضى.

نحن أمة لا نتعلم من الدروس الماضي، ولا تجارب الآخرين، لهذا لم يتعلم اللبناني من استمرار الفراغ في مؤسسات الدولة، ولا تعلمت الشعوب العربية معنى العمل بروح المجتمع كله، والتعاون بين أفراده، لأن الفرد تربى على الأنانية، فكل منا، كعرب، يتصور أن نظافة الشارع ليست من واجباته، لهذا يرمي أوساخه فيه ويحرص على نظافة منزله فقط، فيما إذا زار أي دولة غير عربية، أول ما يتغنى به الشوارع النظيفة، وجودتها.

اللبناني نموذج للعربي الآخر، لهذا لا يمكن الخروج من المأزق اللبناني إلا بعودة العرب إلى المفكر العربي التاريخي عبد الرحمن بن خلدون، والتمعن بما قاله عن خراب الدول، ولأننا نقرأ مقدمته، ولا نعمل بها سنظل نختلف على “ظل الحماظر”.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

تحت شعار «العطاء مستمر».. وزيرة التضامن تشهد احتفالية اليوم العربي لكبار السن

تحت رعاية رئيس الجمهورية، شهدت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب احتفالية اليوم العربي لكبار السن تحت شعار " العطاء مستمر" واليوم العالمي للتطوع، وذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، والأستاذ أسامة بن صالح العلوي وزير التنمية الاجتماعية العرب رئيس الدورة الـ44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، والسفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية العرب، والأستاذ عقيل محمد عقيل رئيس اللجنة التنسيقية العليا للاتحاد العربي للتطوع، والمستشارة أمل عمار رئيس المجلس القومي للمرأة، والسفيرة نبيلة مكرم المدير التنفيذي ورئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والدكتور عادل العدوي وزير الصحة الأسبق، والنائب الدكتور طارق رضوان رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، ولفيف من الشخصيات العامة.

وشهدت وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، والسادة الحضور فيلما تسجيليا عن جهود الهلال الأحمر المصري الإغاثية في قطاع غزة، وكذلك فيلما عن دور صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، بالإضافة إلى عرض فيلم تسجيلي عن الخدمات التي تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي لكبار السن، كما تم استعراض أنشطة وزارة الشباب والرياضة.

واستهلت وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب كلمتها بالترحيب بالحضور في جمهورية مصر العربية، وبأسامة بن صالح العلوي وزير التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين الذي حرص على المشاركة في هذا الحدث الذي يتم تنظيمه تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، تحت عنوان " العطاء مستمر"، في إطار إعلان عام 2024 عاما لكبار السن وإصدار قانون رعاية حقوق المسنين.

وأكدت الدكتورة مايا مرسي أن كبار السن هم الجذور الراسخة التي تمدّنا بالحكمة، والأيدي التي ساهمت في بناء الوطن، وهم ليسوا مجرد أعمارٍ مضت، بل قلوب تنبض بالتجارب، وعقول تحمل كنوز الماضي وأمل المستقبل، حيث تعاملت القيادة السياسية في مصر مع رعاية كبار السن كأولوية وطنية وإنسانية، وقد أطلق السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سبتمبر 2021 والتي وردت حقوق المسنين بها ضمن المحور الثالث تحت عنوان تعزيز حقوق الإنسان للمرأة، والطفل، وذوي الإعاقة، والشباب، وكبار السن، وأعلن عام ٢٠٢٤ عاما لتكريم كبار السن وتفضل سيادته برعايته الكريمة لهذا العام.

وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أنه من خلال جهود وزارة التضامن الاجتماعي، تسير مصر بخطى ثابتة نحو تمكين كبارنا، من خلال الحماية الاجتماعية، والدعم النفسي، والدمج المجتمعي، للتأكيد على أن العطاء لا عمر له، وأن الكرامة تظل حقًا محفوظًا لكل مواطن في هذا الوطن، مشيرة إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي تقدم دعما لكبار السن، حيث يبلغ عدد المستفيدين من برنامج "كرامة" 546 ألف مسن ومسنة بقيمة دعم سنوي: 3.36 مليار جنيه مصري، كما تقدم الوزارة خصم ٥٠٪ على مواصلات النقل العام لمن بلغوا 65 عامًا، وإعفاء كامل لمن بلغوا 70 عامًا، وتشرف الوزارة على 175 داراً للمسنين تقدم خدمات اجتماعية وصحية وترفيهية، كما هناك 191 نادي مسنين يخدم 56، 000 عضو وعضوة، و 28 مركز علاج طبيعي يوفر خدمات تأهيلية، وتعمل الوزارة على دمج كبار السن في المجتمع كنسيج لا ينفصل عن مصرنا جميعا.

كما أطلقت الوزارة مبادرات الحياة أمل والعمر الذهبي، والمشاركة في برنامج العباقرة، وأداء مناسك العمرة، والمصايف، وتنظيم مسابقات رياضية وفنية وثقافية، كما أطلقت الوزارة مشروع رفيق المسن لتوفير الرعاية المنزلية، مع تدريب الشباب على تقديم الدعم اللازم وبهدف تعزيز الرعاية المجتمعية.

وأشارت الدكتورة مايا مرسي إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية تؤكد على حرصها من خلال رئاستها للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب على تنفيذ الاستراتيجية العربية لكبار السن التي أقرتها القمة العربية في الجمهورية التونسية عام 2019 والتي تهدف بشكل عام أنه بحلول عام 2029 يجب أن يعيش كبار السن من الجنسين برفاه في محيط دامج ويتمتعوا بكامل حقوقهم في خدمات جيدة في المجالين الاجتماعي والصحي وبحقهم في المشاركة الكاملة من دون أي شكل من أشكال الإقصاء أو التمييز.

وكذلك تحرص وزارة التضامن الاجتماعي على تنفيذ الاستراتيجية العربية للعمل التطوعي والتي أقرتها أيضا القمة العربية حيث تهتم مصر بتبادل الخبرات في هذا المجال، وقد لعب الهلال الأحمر المصري دورا كبيرا في تقديم الدعم الاجتماعي والإنساني للأشقاء في غزة وكل الدول العربية التي تحتاج للدعم والمساندة خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها العديد من الدول في المنطقة.

ووجهت الدكتورة مايا مرسي تحية خاصة للهلال الأحمر المصري على الدور الذي يؤديه في شمال سيناء، قائلة:" أشعر بالفخر ونحن نقوم بتعبئة المواد الغذائية والإغاثية لأهالينا في قطاع غزة وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتكثيف جهود المساعدات، حيث يقف أكثر من 1500 متطوع من الهلال الأحمر في شمال سيناء يقدمون كافة الخدمات الإغاثية والدعم النفسي ولم يتوقف هذا الجهد منذ اندلاع الأزمة، كما وقفنا خلال الزيارة الأخيرة لشمال سيناء بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان على جهود إدخال الهلال الأحمر المصري المساعدات الإغاثية الإنسانية لقطاع غزة".

وأوضحت أنه في ضوء توجيهات الرئيس السيسي، تم توجيه عدد من قوافل المساعدات لأهلنا في قطاع غزة، وتسهيل وصول المساعدات من الأشقاء في الدول العربية التي تم تجهيزها والعمل عليها من قبل الهلال الأحمر المصري من المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية.

وأعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي عن اتفاقها والتأكيد على المقترح الذي تقدمت به السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة بشأن عقد اجتماع مشترك بين مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب لتنفيذ الاستراتيجية العربية للعمل التطوعي بالتعاون مع الشركاء في هذا المجال، والتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة وبصفته رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، وكذلك التنسيق مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب لتنظيم الفعاليات المشتركة في هذا المجال الهام.

وتوجهت وزيرة التضامن الاجتماعي في ختام كلمتها مجدداً بالشكر لأسامة بن صالح العلوي وزير التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين لحرصه على المشاركة في هذه الاحتفالية، وكذلك الشكر لجميع السادة الحضور.

مقالات مشابهة

  • الحمار.. الحيوان الذي تخطى سعره التوقعات !
  • حسام الغمري: لا يمكن فصل المال عن صانعي إعلام الإخوان
  • مذيعة أمريكية: العرب بأمان طالما المملكة بخير
  • محافظ القليوبية يعقد لقاء المواطنين الأسبوعي لحل مشكلاتهم
  • النصر يتفق مع سعد الشهري ليكون مستشارًا فنيًا لكرة القدم
  • مليطان يتفق مع ثابت على افتتاح مستشفيات بمدينة الإسكندرية المصرية لمعاجلة المرضى الليبيين
  • عبدالمنعم سعيد: ترامب أعد جيدًا لهذا اليوم و العالم في حالة صدمة من جرأة الخطاب
  • لغة الجسد..عندما تتحدث الحركات بصمت هل يمكن للجسد أن يكشف أسرار النفس؟تفاصيل
  • تحت شعار «العطاء مستمر».. وزيرة التضامن تشهد احتفالية اليوم العربي لكبار السن
  • المكاري: على الإعلاميين الجدد استكمال مسيرة الرعيل السابق