عين ليبيا:
2025-03-16@04:37:24 GMT

عندما يتفق العرب على «ظل الحمار» تحل مشكلاتهم

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

في القرن التاسع عشر حدث أن سائحا من إحدى مقاطعات الدولة العثمانية البعيدة عن لبنان وصل إلى بيروت عبر البحر، وكان يرغب بزيارة القدس، فاستأجر من “مكاري” حماراً ليمتطيه في رحلته، وسافر برفقة المكاري (المكاري بلغة بلاد الشام هو الذي يقتني الحمير للنقل والإيجار).

عند الظهر ترجل السائح عن ظهر الحمار ليتغدى هو صاحب الحمار، وكانا قد وصلا إلى إحدى القرى الساحلية قرب صيدا، وإذ لم يجد مكاناً ظليلاً فأراد أن يجلس في ظل الحمار فمنعه المكاري وقال: “أنا أجّرت الحمار، لكنني لم أؤجر ظله، بل احتفظت به لنفسي”.

قال السائح: “ولكن ظلّ الحمار هو من توابعه، ولا يمكن فصله عنه، ويحق لي أن أتمتع به”، واحتدم الجدال بين الرجلين وتطوّر إلى مشاحنة وشجار.

فهرع عدد من رجال القرية وفصلوا بين الرجلين، وعندما علموا أن موضوع الخلاف بينهما هو “ظلّ الحمار”، تنطّح أحدهم فقال: “أنا أقول إن ظل الحمار هو حق من حقوق مستأجر الحمار”.

فانبرى له رجل من الجانب الآخر وقال: “لا بل إن الظل لصاحب الحمار”.

فأيّد بعض الحاضرين رأي الرجل الأول، وتحمس آخرون لرأي الثاني، وبدأ النقاش وحمي الجدال، وما لبث أن تطور الى مشاتمة وشجار واقتتال بين رجال القرية.

عندئذ امتطى السائح الحمار وانصرف برفقة المكاري، فيما بقي أهل القرية يتقاتلون حول قضية “ظل الحمار”.

هذا الواقع اللبناني الذي يُؤرخه الكاتب الراحل سلام الراسي في أحد كتبه عن التراث الشعبي، وهو في واقع الحال لا يزال مستمرا إلى اليوم، فإذا كانت مجازر العام 1860 وقعت بسبب أشكال بين أطفال من طائفتين مختلفتين، وتطورت إلى حرب طائفية، فلا يمكن استغراب اليوم كيف لا يزال أطراف الطبقة السياسية اللبنانية لم يتفقوا على انتخاب رئيس للجمهورية، وإبقاء غالبية المؤسسات الرسمية شاغرة، بل الأغرب من ذلك أن حادثة “ظل الحمار” يمكن إسقاطها على غالبية الدول العربية التي وقعت في فخ عدم الاتفاق على مشروع دولة، ما تسبب بحروب أهلية مستعرة إلى اليوم، فيما تحولت شعوبها وقودا للمتصارعين على فتات، وليس من أجل مصلحة بلادهم.

لهذا ليس اللبنانيون وحدهم المهزومون، بل إذا أجلت النظر في هذه الأمة لرأيتها كلها ترفع رايات الفشل، وبالتالي فإن فيروسه استحكم بنخبها من المحيط إلى الخليج، وبالتالي فإن ما يعيشه لبنان اليوم، وما مر به من أحداث وحروب طوال الخمسة عقود الماضية، والمستمرة حتى الساعة، وربما إلى المستقبل البعيد، ينطبق على العرب أجمعين، الذين سيشربون من الكأس ذاتها، لأنهم لم يدركوا أن الدولة ليست في زعامة فلان، أو شخصية علتان، بل في المجتمع ككل، وتعاونه، وأي خروج عن هذه القاعدة تعني الفوضى.

نحن أمة لا نتعلم من الدروس الماضي، ولا تجارب الآخرين، لهذا لم يتعلم اللبناني من استمرار الفراغ في مؤسسات الدولة، ولا تعلمت الشعوب العربية معنى العمل بروح المجتمع كله، والتعاون بين أفراده، لأن الفرد تربى على الأنانية، فكل منا، كعرب، يتصور أن نظافة الشارع ليست من واجباته، لهذا يرمي أوساخه فيه ويحرص على نظافة منزله فقط، فيما إذا زار أي دولة غير عربية، أول ما يتغنى به الشوارع النظيفة، وجودتها.

اللبناني نموذج للعربي الآخر، لهذا لا يمكن الخروج من المأزق اللبناني إلا بعودة العرب إلى المفكر العربي التاريخي عبد الرحمن بن خلدون، والتمعن بما قاله عن خراب الدول، ولأننا نقرأ مقدمته، ولا نعمل بها سنظل نختلف على “ظل الحماظر”.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

دراسة توضح.. عمر النساء أطول من عمر الرجال لهذا السبب

توجد العديد من الدراسات الطبية والأبحاث التي تستهدف إجراء مقارنات بين الرجال والنساء في الكثير من المجالات، حيث وجدت دراسة العديد من التباين في عمر الرجال والنساء، بالإضافة إلى دور الهرمونات في التأثير على طول العمر، لذلك سنستعرض خلال السطور التالية أهم ما خلصت إليه تلك الدراسة الطبية.

عمر النساء مقارنة بالرجال

أوضحت عدد من الدراسات أن عمر النساء أطول من عمر الرجال، مُرجِعة ذلك إلى العادات الصحية والعوامل البيولوجية التي لها دورًا فعالًا في إيجاد هذا الفرق بين الرجال والنساء.

ذكر موقع (gazeta.ru ) حديث للدكتورة ماريا دوبينسكايا، أخصائية أمراض القلب، والتي أشارت خلاله إلى أن الفرق بين عمر الرجل والمرأة يبدأ منذ المراحل الأولى من الحياة، حيث يكون الذكور أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الصحية منذ الولادة، بينما يتمتع النساء بجسم أكثر استقرارًا.

الهرمونات 

تلعب الهرمونات لدى النساء دورًا هامًا في إطالة العمر لديهم، حيث يمنح هرمون الإستروجين لدى المرأة ميزة عمرية أطول، إذ يعمل الإستروجين على تقليل فرص الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية، لذلك فهو يحمي القلب والأوعية الدموية.

على الجانب الآخر يرتبط هرمون التستوستيرون لدى الرجال بتعرض الفرد لاحتمالات الإصابة في الحوادث والتعرض للمخاطر القاتلة، حيث يرتبط التستوستيرون بميل الفرد أكبر للسلوكيات الخطرة.

الضغط النفسي

أشارت الأبحاث إلى أن الدماغ الذكري يتدهور بشكل أسرع نتيجة تأثر الرجال بالضغوطات النفسية، بينما النساء يتمتعون بدماغ أنثوي يشيخ بمعدل أبطأ مما يحمي السيدات من تدهور الإدراك عند التقدم في السن، حيث يحافظ الدماغ لدى الأنثى على امتصاص الأكسجين والجلوكوز بشكل جيد كما يحافظ على عملية التمثيل الغذائي، مما يعزز من صحة الدماغ ويحميها من التدهور.

عادات صحية خاطئة تؤثر على العمر

يتبع الرجال العديد من العادات الصحية الخاطئة التي تزيد من الفجوة العمرية بين الرجال والسيدات ومنها:

إهمال الرجل للفحوصات الطبية، مما يؤدي إلى اكتشاف الأمراض بشكل متأخر نتيجة تأخر التشخيص.يتعرض الرجل للإجهاد البدني الشديد نتيجة لظروف عمله.يتعرض الرجل لعوامل بيئية ضارة أثناء تواجده في محل عمله مما يعرضه لخطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي.التدخين وشرب الكحوليات يعمل على تقصير متوسط العمر لدى الرجال.قلة النوم.عدم اتباع نظام غذائي صحي.

مقالات مشابهة

  • دراسة توضح.. عمر النساء أطول من عمر الرجال لهذا السبب
  • كيف يمكن لكيان سياسي الفوز بالانتخابات؟
  • القوات البحرية المشتركة تضبط أكثر من 400 كيلوغرام من المخدرات في بحر العرب
  • برج الحوت| حظك اليوم الجمعة 14 مارس 2025.. الوضع المالي جيد
  • الزمالك يتفق مع عمر جابر على تجديد عقده
  • هات “الجِفت” يا خليل
  • وزير النقل يتفقّد سير أعمال الخطط التشغيلية في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز
  • أسدٌ وصقرٌ ورتبة
  • اجتماع عربي أمريكي بالدوحة لبحث خطة مصر لإعمار غزة
  • أسماء واشتقاقات الشهور العربيَّة القمريَّة عند العرب