عين ليبيا:
2024-08-11@04:05:42 GMT

عندما يتفق العرب على «ظل الحمار» تحل مشكلاتهم

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

في القرن التاسع عشر حدث أن سائحا من إحدى مقاطعات الدولة العثمانية البعيدة عن لبنان وصل إلى بيروت عبر البحر، وكان يرغب بزيارة القدس، فاستأجر من “مكاري” حماراً ليمتطيه في رحلته، وسافر برفقة المكاري (المكاري بلغة بلاد الشام هو الذي يقتني الحمير للنقل والإيجار).

عند الظهر ترجل السائح عن ظهر الحمار ليتغدى هو صاحب الحمار، وكانا قد وصلا إلى إحدى القرى الساحلية قرب صيدا، وإذ لم يجد مكاناً ظليلاً فأراد أن يجلس في ظل الحمار فمنعه المكاري وقال: “أنا أجّرت الحمار، لكنني لم أؤجر ظله، بل احتفظت به لنفسي”.

قال السائح: “ولكن ظلّ الحمار هو من توابعه، ولا يمكن فصله عنه، ويحق لي أن أتمتع به”، واحتدم الجدال بين الرجلين وتطوّر إلى مشاحنة وشجار.

فهرع عدد من رجال القرية وفصلوا بين الرجلين، وعندما علموا أن موضوع الخلاف بينهما هو “ظلّ الحمار”، تنطّح أحدهم فقال: “أنا أقول إن ظل الحمار هو حق من حقوق مستأجر الحمار”.

فانبرى له رجل من الجانب الآخر وقال: “لا بل إن الظل لصاحب الحمار”.

فأيّد بعض الحاضرين رأي الرجل الأول، وتحمس آخرون لرأي الثاني، وبدأ النقاش وحمي الجدال، وما لبث أن تطور الى مشاتمة وشجار واقتتال بين رجال القرية.

عندئذ امتطى السائح الحمار وانصرف برفقة المكاري، فيما بقي أهل القرية يتقاتلون حول قضية “ظل الحمار”.

هذا الواقع اللبناني الذي يُؤرخه الكاتب الراحل سلام الراسي في أحد كتبه عن التراث الشعبي، وهو في واقع الحال لا يزال مستمرا إلى اليوم، فإذا كانت مجازر العام 1860 وقعت بسبب أشكال بين أطفال من طائفتين مختلفتين، وتطورت إلى حرب طائفية، فلا يمكن استغراب اليوم كيف لا يزال أطراف الطبقة السياسية اللبنانية لم يتفقوا على انتخاب رئيس للجمهورية، وإبقاء غالبية المؤسسات الرسمية شاغرة، بل الأغرب من ذلك أن حادثة “ظل الحمار” يمكن إسقاطها على غالبية الدول العربية التي وقعت في فخ عدم الاتفاق على مشروع دولة، ما تسبب بحروب أهلية مستعرة إلى اليوم، فيما تحولت شعوبها وقودا للمتصارعين على فتات، وليس من أجل مصلحة بلادهم.

لهذا ليس اللبنانيون وحدهم المهزومون، بل إذا أجلت النظر في هذه الأمة لرأيتها كلها ترفع رايات الفشل، وبالتالي فإن فيروسه استحكم بنخبها من المحيط إلى الخليج، وبالتالي فإن ما يعيشه لبنان اليوم، وما مر به من أحداث وحروب طوال الخمسة عقود الماضية، والمستمرة حتى الساعة، وربما إلى المستقبل البعيد، ينطبق على العرب أجمعين، الذين سيشربون من الكأس ذاتها، لأنهم لم يدركوا أن الدولة ليست في زعامة فلان، أو شخصية علتان، بل في المجتمع ككل، وتعاونه، وأي خروج عن هذه القاعدة تعني الفوضى.

نحن أمة لا نتعلم من الدروس الماضي، ولا تجارب الآخرين، لهذا لم يتعلم اللبناني من استمرار الفراغ في مؤسسات الدولة، ولا تعلمت الشعوب العربية معنى العمل بروح المجتمع كله، والتعاون بين أفراده، لأن الفرد تربى على الأنانية، فكل منا، كعرب، يتصور أن نظافة الشارع ليست من واجباته، لهذا يرمي أوساخه فيه ويحرص على نظافة منزله فقط، فيما إذا زار أي دولة غير عربية، أول ما يتغنى به الشوارع النظيفة، وجودتها.

اللبناني نموذج للعربي الآخر، لهذا لا يمكن الخروج من المأزق اللبناني إلا بعودة العرب إلى المفكر العربي التاريخي عبد الرحمن بن خلدون، والتمعن بما قاله عن خراب الدول، ولأننا نقرأ مقدمته، ولا نعمل بها سنظل نختلف على “ظل الحماظر”.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

حظك اليوم الجمعة| العاطفة تسيطر على أصحاب الأبراج الترابية

يعرف أصحاب الأبراج الترابية بالثبات والاستقرار، وأهم ما يميزهم الإخلاص في الحب والاتقان في العمل، كما يتميزون بالعناد والصبر الشديد ويستحقون كل ثقة ويتميزون بالشهامة والاستقامة، يعطون الكثير من الاهتمام للأحداث والذكريات، تميل الأبراج الترابية إلى التواجد ضمن العلاقات العاطفية طويلة الأمد والملتزمة. 

 

تضم هذه المجموعة 3 أبراج، برج الثور والذي يبدأ من 21 أبريل إلى 21 مايو، أما عن برج العذراء فيبدأ من  أغسطس إلى 22 سبتمبر، أما عن برج الجدي والذي يقع في المرتبة العاشرة في دائرة الأبراج من 22 ديسمبر إلى 19 يناير.

 الأبراج الترابيةتوقعات الأبراج الترابية اليوم الجمعة 

توقعات برج الثور اليوم الجمعة 9 أغسطس 

يمكن للحلم العاطفي المكثف أن يحركك بقوة لدرجة أنك تستيقظ بإحساس غريب بأن الحلم كان حقيقيًا، وأن الجهود المبذولة للتغلب على العقبات والتقدم في الأعمال التجارية يمكن أن تؤتي ثمارها أخيرًا، يمكنك أن تتجول في حالة ذهول وتسأل نفسك عما إذا كان هذا قد حدث بالفعل لذلك حقق أقصى استفادة منه، ولا تخف من إظهار مشاعرك.

 

توقعات برج العذراء اليوم الجمعة 9 أغسطس 

يمكن أن تكون التقاليد الاجتماعية القديمة جزءًا قويًا من يومنا هذا يا برج العذراء، وحدث عاطفي يتعلق بعائلتك، ربما التخطيط لحفل زفاف أو حدث مهم آخر، يمكن أن يجعلك تشعر بالتأثر بشكل خاص في خضم الأحداث المزدحمة، من المحتمل أن تحافظ على رقابة مشددة على أي تعبير عن المشاعر، قد تكون مواكبة المظاهر أكثر أهمية بالنسبة لك من المعتاد اليوم افعل ذلك، ولكن كن على طبيعتك أيضًا.

 الأبراج الترابية

توقعات برج الجدي اليوم الجمعة 9 أغسطس 

تخاطرك وحدسك في أعلى مستوياتهما اليوم يا برج الجدي ومن المفترض أن تجد أن الاستماع إلى أفكار الآخرين ومشاعرهم أسهل من المعتاد، قد تكون فكرة جيدة أن تتحكم في ردود أفعالك، لا تخبر الآخرين بما تلتقطه إلا إذا كنت متأكدًا من أنهم يريدون المعرفة، وخيالك وقدراتك الإبداعية تعمل أيضًا على مستوى عالٍ جدًا والاستفادة القصوى منهم.

 

مقالات مشابهة

  • اعلام بريطاني: رئيس الوزراء يُلغي إجازته لهذا السبب
  • حزب طالباني:الإتفاق على تدوير منصب محافظ كركوك بين العرب والكرد
  • لبنان تدين بأشد العبارات جريمة الاحتلال بـ مدرسة التابعين
  • قطع المياه عن عدة مناطق في أسوان والجيزة للصيانة اليوم.. الأماكن المواعيد
  • التعاون يتفق مع باهبري
  • حظك اليوم الجمعة| العاطفة تسيطر على أصحاب الأبراج الترابية
  • حفلة العار
  • مقرر لجنة أولويات الاستثمار: على الحكومة الاهتمام بشؤون المستثمرين وحل مشكلاتهم
  • الشيعة والمقاومة الإسلامية.. وتشغيبات لا تنتهي!!
  • المكاري في مناظرة الشباب يتناظرون لبناء السلام: القانون يعطي مساحة حرية للاعلام وستؤخذ خطوات لموضوع خطاب الكراهية