عين ليبيا:
2025-04-26@00:08:19 GMT

عندما يتفق العرب على «ظل الحمار» تحل مشكلاتهم

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

في القرن التاسع عشر حدث أن سائحا من إحدى مقاطعات الدولة العثمانية البعيدة عن لبنان وصل إلى بيروت عبر البحر، وكان يرغب بزيارة القدس، فاستأجر من “مكاري” حماراً ليمتطيه في رحلته، وسافر برفقة المكاري (المكاري بلغة بلاد الشام هو الذي يقتني الحمير للنقل والإيجار).

عند الظهر ترجل السائح عن ظهر الحمار ليتغدى هو صاحب الحمار، وكانا قد وصلا إلى إحدى القرى الساحلية قرب صيدا، وإذ لم يجد مكاناً ظليلاً فأراد أن يجلس في ظل الحمار فمنعه المكاري وقال: “أنا أجّرت الحمار، لكنني لم أؤجر ظله، بل احتفظت به لنفسي”.

قال السائح: “ولكن ظلّ الحمار هو من توابعه، ولا يمكن فصله عنه، ويحق لي أن أتمتع به”، واحتدم الجدال بين الرجلين وتطوّر إلى مشاحنة وشجار.

فهرع عدد من رجال القرية وفصلوا بين الرجلين، وعندما علموا أن موضوع الخلاف بينهما هو “ظلّ الحمار”، تنطّح أحدهم فقال: “أنا أقول إن ظل الحمار هو حق من حقوق مستأجر الحمار”.

فانبرى له رجل من الجانب الآخر وقال: “لا بل إن الظل لصاحب الحمار”.

فأيّد بعض الحاضرين رأي الرجل الأول، وتحمس آخرون لرأي الثاني، وبدأ النقاش وحمي الجدال، وما لبث أن تطور الى مشاتمة وشجار واقتتال بين رجال القرية.

عندئذ امتطى السائح الحمار وانصرف برفقة المكاري، فيما بقي أهل القرية يتقاتلون حول قضية “ظل الحمار”.

هذا الواقع اللبناني الذي يُؤرخه الكاتب الراحل سلام الراسي في أحد كتبه عن التراث الشعبي، وهو في واقع الحال لا يزال مستمرا إلى اليوم، فإذا كانت مجازر العام 1860 وقعت بسبب أشكال بين أطفال من طائفتين مختلفتين، وتطورت إلى حرب طائفية، فلا يمكن استغراب اليوم كيف لا يزال أطراف الطبقة السياسية اللبنانية لم يتفقوا على انتخاب رئيس للجمهورية، وإبقاء غالبية المؤسسات الرسمية شاغرة، بل الأغرب من ذلك أن حادثة “ظل الحمار” يمكن إسقاطها على غالبية الدول العربية التي وقعت في فخ عدم الاتفاق على مشروع دولة، ما تسبب بحروب أهلية مستعرة إلى اليوم، فيما تحولت شعوبها وقودا للمتصارعين على فتات، وليس من أجل مصلحة بلادهم.

لهذا ليس اللبنانيون وحدهم المهزومون، بل إذا أجلت النظر في هذه الأمة لرأيتها كلها ترفع رايات الفشل، وبالتالي فإن فيروسه استحكم بنخبها من المحيط إلى الخليج، وبالتالي فإن ما يعيشه لبنان اليوم، وما مر به من أحداث وحروب طوال الخمسة عقود الماضية، والمستمرة حتى الساعة، وربما إلى المستقبل البعيد، ينطبق على العرب أجمعين، الذين سيشربون من الكأس ذاتها، لأنهم لم يدركوا أن الدولة ليست في زعامة فلان، أو شخصية علتان، بل في المجتمع ككل، وتعاونه، وأي خروج عن هذه القاعدة تعني الفوضى.

نحن أمة لا نتعلم من الدروس الماضي، ولا تجارب الآخرين، لهذا لم يتعلم اللبناني من استمرار الفراغ في مؤسسات الدولة، ولا تعلمت الشعوب العربية معنى العمل بروح المجتمع كله، والتعاون بين أفراده، لأن الفرد تربى على الأنانية، فكل منا، كعرب، يتصور أن نظافة الشارع ليست من واجباته، لهذا يرمي أوساخه فيه ويحرص على نظافة منزله فقط، فيما إذا زار أي دولة غير عربية، أول ما يتغنى به الشوارع النظيفة، وجودتها.

اللبناني نموذج للعربي الآخر، لهذا لا يمكن الخروج من المأزق اللبناني إلا بعودة العرب إلى المفكر العربي التاريخي عبد الرحمن بن خلدون، والتمعن بما قاله عن خراب الدول، ولأننا نقرأ مقدمته، ولا نعمل بها سنظل نختلف على “ظل الحماظر”.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

هل يمكن للفول السوداني علاج حساسية الفول السوداني؟

ي دراسة رائدة هي الأولى من نوعها، وجد الباحثون أن تناول كميات ضئيلة من الفول السوداني يمكن أن يُخفف من حساسية الفول السوداني لدى البالغين  بل ويغير حياتهم.

علاج الحساسية… بمسبب الحساسية؟

نعم، هذا ما حدث فعلًا في تجربة سريرية حديثة أجراها باحثون من كلية كينجز كوليدج لندن ومؤسسة "جايز وسانت توماس" التابعة لـ NHS. أُجريت الدراسة على 21 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، شُخّصوا سريريًا بحساسية الفول السوداني. 

وخلال التجربة، خضع المشاركون للعلاج باستخدام ما يُعرف بـ "العلاج المناعي الفموي"، حيث تناولوا كميات صغيرة جدًا من دقيق الفول السوداني تحت إشراف طبي صارم.

نتائج مذهلة ومبشّرة

بعد أشهر من تناول جرعات متزايدة تدريجيًا، تمكّن 67% من المشاركين من تناول ما يعادل خمس حبات فول سوداني دون أي رد فعل تحسسي. وأصبحوا قادرين على تضمين الفول السوداني أو منتجاته في نظامهم الغذائي اليومي دون خوف.

وقد صرّح البروفيسور ستيفن تيل، المشرف على الدراسة:

"شهدنا ارتفاع متوسط القدرة على تحمل الفول السوداني بمقدار 100 ضعف.. الخطوة التالية ستكون التوسّع في التجارب وتحديد مَن هم البالغون الأكثر استفادة من هذا العلاج.

أثر نفسي وتحسّن في جودة الحياة

بعيدًا عن النتائج البيولوجية، لاحظ الباحثون تحسنًا كبيرًا في الحالة النفسية للمشاركين. فالخوف الدائم من التعرض العرضي للفول السوداني، خاصةً في المطاعم أو السفر، تراجع بشكل ملحوظ.

تقول هانا هانتر، أخصائية التغذية المشاركة في الدراسة: أخبرنا المشاركون أن العلاج غيّر حياتهم، وأزال عنهم الخوف من الأكل، ومنحهم حرية كانت مفقودة منذ سنوات.

تجربة شخصية مؤثرة

كريس، البالغ من العمر 28 عامًا، كان أحد المشاركين: “كنت أرتعب من الفول السوداني طوال حياتي.. بدأت بملعقة زبادي ممزوجة بدقيق الفول السوداني، وبحلول نهاية التجربة، كنت أتناول أربع حبات كاملة كل صباح. الآن، لم يعد هذا الخوف جزءًا من حياتي”.

هذه الدراسة تحمل بارقة أمل حقيقية للبالغين الذين ما دام ظنوا أن حساسية الفول السوداني مصير لا مفرّ منه ومع أن العلاج ما زال تحت التجربة ويتطلب إشرافًا طبيًا صارمًا، إلا أن نتائجه تشير إلى بداية عهد جديد في التعامل مع الحساسية الغذائية  لا بالتجنّب، بل بالتدرّب على التحمّل.

مقالات مشابهة

  • هل يمكن للفول السوداني علاج حساسية الفول السوداني؟
  • الرئيس الروسي يلتقي المبعوث الأمريكي.. هلى يتفق الطرفان على تسوية أوكرانيا؟
  • منظمات دولية تحذر: أمراض يمكن الوقاية منها تهدد الملايين
  • الدفاع السورية: حزب الله اللبناني استهدف موقعاً في حمص بـ 5 قذائف
  • عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم
  • اللواء الفايز يتفقّد “قوة الأمن والحماية” بالعلا والمراكز التابعة لها
  • اللواء الفايز يتفقّد القوة الخاصة للأمن والحماية بمحافظة العلا والمراكز التابعة لها
  • كلوب: المدربون سيدخلون السجن اليوم لو طبقوا تدريباتنا القديمة
  • عن تسليم سلاح حزب الله... السفير الإيراني: نلتزم بما يتفق عليه اللبنانيون
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يتفق مع سموتريتش في تجويع أهالي غزة