صحيفة الاتحاد:
2025-05-02@13:33:26 GMT

د. نزار قبيلات يكتب: صناعة المجاز

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

الكتابة جِهاز، كما يقول النّاقد العالمي الكبير «رولان بارت»، أحد أهم علماء النّقد والأدب اللّامعين في أواخر العِقد الماضي، والكتابة الأدبية وبهذا التوصيف بذلٌ وتكلّف، أنتج لاحقاً ذلك الجَمال الأدبي، الذي يتلقفه القرّاء، دون أن يَفطنوا لتلك المكابدة، ولذلك الاستعصاء الذي عانَى منه كثيراً الكاتب، شاعراً كان أم ناثراً، هذا إذا ما علمنا أن من الأدباء أنفسهم من يرفض هذا الرأي المُجحف للكتابة الأدبية، ويحتفظ بسرّها لنفسه، فبعض هؤلاء وببساطة يربطون المقدرة الاستثنائية في الكتابة الإبداعية بقدرة الكاتب الفردية، وبمهارته الفطرية الخاصة، وبتلك الموهبة التي حُرِمَ منها الآخرون، بيد أن الإمعان في كيفية إنتاج الإبداع الأدبي، يدحض ذلك الرأي، ويُظهر لنا أنّ ثمة مراحل مرّ بها هذا الإبداع بصرف النّظر عن النّوع الأدبي المنشور، فلغة الأدب ولكيلا تكون طبيعية، يلزمها الكثير من التّحسين والقولبة وإعادة الرّصف، فهي -أي لغة الأدب- لغة صناعية بطبيعة الحال، وهي لغة مبتكرة وليست طبيعية يومية، إذ أساسها مفردات من اللّغة الطبيعية كم هي ألفاظها أيضاً، غير أن الأديب قام بابتداع دلالاتٍ غير عادية أو قُل مجازية، حينَ قارب بين تلك الألفاظ والكلمات ذات الدلالة الأحادية، فربطها بذلك الرابط المجازي السحري، فأوجد علاقات معنوية على سبيل المثال بين النّافذة بوصفها دال والحنين بوصفه مدلول، وبين الباب والغياب، ليتجلّى في النّص وبعد هذه المرحلة الأولية من الربط غير المنطقي مستويان من المعنى: أحدهما ظاهر والآخر خفي.


إلا أن الأدهى والأمرّ في الموضوع هو أن المَعنى الخَفي هذا محكومٌ بفهم المتلقي أو القارئ وبطريقته في التأويل، فقد تتوالد معانٍ عديدة عند القارئ، معانٍ لم يقلها الأديب، ولم يُشر إليها أيضاً نصّه الأدبي، إذ عملية التأويل والقراءة هذه تحكمها اعتباراتٌ مرجعية خاصة بثقافة المتلقي نفسه وبسياق التلقي، الذي يأخذ القرّاء إلى معانٍ ليست في النّص، لكنها حاضرة وقت القراءة وقد يكون (ترند) الأسبوع ذا أثرٍ على عملية القراءة والتلقي برمّتها، فقد يحيل كل معاني النصوص القديمة المستخرجة ويؤولها لصالحه عند قراءة النص من الجديد، وهو ما يعني أن الكتابة الأدبية صناعة للمجاز، وأن المعاني قد تظهر في أي وقت، لكن العسير في الأمر هو كيف يطوّع هذا المجاز.
أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة "محمد بن زايد للعلوم الإنسانية" تنظم ملتقى التراث للحرف الإماراتية نهيان بن مبارك: حريصون على تعزيز هويتنا الوطنية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: نزار قبيلات الكتابة الأدبية جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: الوادى الجديد "والحرمان" !!{3}


 

نعم حرمان نصف مساحة "مصر" من إهتمام قيادة البلاد وحكومتها وسياسييها !!كان شيىء مثير للوطنيين الفاهمين والواعين لأمور أو شئون وطنهم، ورغم كل ما ناديت به ومعى زملاء أخرين سواء فى ساحات الحزب الوطنى (المنحل) والذى أصبح هو المسيطر على شئون الحكم وإدارة البلاد، موارد، ومصادر، وسلطات، وإعلام، وغيره من أدوات الإدارة فى البلاد، أو محاولات فى الإعلام صحافة وتليفزيون وإذاعة، ومحاولات لجذب الإنتباه لرئيس الدولة شخصيًا فى إجتماعات كانت تضمنًا مع سيادته!! 
ألا أن اقصى ما إستطعنا الحصول عليه أن يضىء إسم الوادى الجديد على خريطة الأجواء فى (حالة الطقس) على شاشة التليفزيون المصرى !!
وبإصطحاب كتاب وأدباء ومسئولين فى المجتمع المدنى لزيارة الوادى، وخاصة فى عهد ولاية صديقى المرحوم الاستاذ الدكتور "فاروق التلاوى" محافظًا للوادى 1983-1993 م وإنشاء مشغل "الباشندى" للمنتجات الحرفية بجهود شبه فردية ونشاط وجهد الأهالى وإيمانهم بالمشروع ووقوفهم على قلب رجل واحد لكى ينمو المشروع ويكبر ويجذب الإنتباه إليه سواء من سفراء لدول أجنبية فى القاهرة مثل "كندا وفرنسا" وإستحواذهم على كل ما ينتج يدويًا لديهم، كل تلك الحوافز والتشجيع المستمر جعل من هذه الواحة أهم مركز حرفى فى "مصر" يصدر منتجات يدوية لصالح أهل الواحة، فإنشيىء مدرسة لتعليم الحرف فى القرية وإنتشرت المعرفة حولها.
وإصطحابى أيضًا المرحومة الاستاذة الدكتورة "نعمات احمد فؤاد" (ربنا يديم عليها الصحة) وزيارات لكل واحات "مصر" والمكوث بالأيام والأسابيع وسطهم وكذلك إصطحاب الفنان المبدع والمسئول بعد ذلك كوزير للثقافة "فاروق حسنى" وحبه الشديد للبيئة فى الواحات وإهتمامه بعناصر الفن والتلقائية(الناييف)بما ينتجوه من منتجات يدوية، ثم الأثار التى اهُمْلتْ فى المنطقة ووصل عددها أكثر من تسعون أثر رومانى، وفرعونى وقبطى وإسلامى حيث (مقابر البجوات) (وهيبس) (والمذوقه) (ودوش)(والقصر الأيوبى) وغيرهم فكان إهتمامه (كدولة) وهو وزير بهذه الأثار، فأنقذ "معبد هيبس" من الإنهيار من المياه الجوفية، وكان أيضًا لرجال الأعمال الذين أرادوا ان يضيفوا لهذه الجهود فكان ذهاب الدكتور "ابراهيم كامل أبو العيون" وكان يشغل عضو الأمانة العامة بالحزب الوطنى (المنحل) وأيضًا بعض الشركات الإستثمارية الكبرى فأنشيىء اكبر فندقين عاملين حتى اليوم (ولآول مرة) فى واحة الخارجة وواحة الداخلة بإسم (الرواد) وترتب على ذلك وصول سياحة دورية من الأقصر إلى هناك، حيث أمكننا تسيير الخط الجوى بين "القاهرة والداخلة" مرة فى الأسبوع "والقاهرة والخارجة" مرة أخرى فى الأسبوع مرورًا بالأقصر، وللأسف اليوم توقفت رحلات "مصر للطيران" عن الوصول إلى (نصف مصر) الذى عرفه المصريون !! للأسف الشديد لا توجد وسيلة للوصول للوادى الجديد بطول 1200 كيلومتر، سوى السيارات، وياويل من يستخدمها !!
وإستطعنا أن نلفت الأنظار إلى بعض المستثمرين لكى ينشئوا بعض المشروعات فى الخارجة والداخلة وكلها تدور حول السياحة، أو فى تعبئة المياه الجوفية حيث هناك بئر(موط3) يستخرج مياه ساخنة بدرجة فوق الخمسون درجة وتقول روشته وضعها الألمان بأنها (تشفى من 13 مرض) ولها زائريها وروادها بغرض الإستشفاء.
كما أن هناك بحيرة ضخمة نشأت من مياه الأبار المتدفقة لكى تعالجها وفود من نقابة المهندسين بقيادة النقيب "طارق النبراوى" بالتعاون مع اللواء "محمود عشماوى" المحافظ السابق النشط فى الوادى الجديد اليوم لكى يعيد إستخدام تلك المياه كمزارع سمكية كانت فيما سبق تستخدم فى ذلك النشاط "الزراعى السمكى".
واليوم وبعد أن إتخذ الرئيس "عبد الفتاح السيسى" قرارة بإستكمال خط "جمال عبد الناصر" فى وادينا الجديد، ما هى الرؤى ؟ 
للحديث بقية........

مقالات مشابهة

  • نزار قباني.. “شاعر الحب والثورة” الذي سكن القلوب وبقيت كلماته خالدة (تقرير)
  • د.حماد عبدالله يكتب: الوادى الجديد "والحرمان" !!{3}
  • جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2025 لـ الشعبة الأدبية والعلمية
  • نزار بركة في عيد الشغل : الحكومة حريصة على إصلاح التقاعد بالتوافق مع النقابات
  • الصحافة السودانية في المنتدى الأدبي السوداني بأستراليا
  • مؤتمر الغربية الأدبي يناقش تأثير الإعلام على الهوية الثقافية
  • الرموز الأدبية ودورها في أدب المقاومة.. مناقشات مؤتمر أدباء القناة وسيناء بدورته الـ 25
  • ثقافة الغربية تكرم اسم الدكتور نبيل فاروق في مؤتمر اليوم الواحد الأدبي
  • انطلاق فعاليات مؤتمر اليوم الواحد الأدبي بالغربية تحت شعار «الإبداع الأدبي بين الخيال والهوية»
  • "الشعر النبطي" مسك ختام مهرجان الخليل الأدبي بجامعة السلطان قابوس