قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، إن العلاقة بين الدين والحياة هي علاقة تكامل وانسجام، وليست تضادًا أو تنافرًا، مؤكدًا أن الدين جاء ليكون منهجًا للحياة، ينظمها ويزدهر بها الإنسان، وليس ليعزل المسلم عن الدنيا أو يمنعه من تحقيق النجاح والتقدم.

الإسلام يدعو إلى العمل والإتقان

وأكد جمعة أن الإسلام لم يدعُ يومًا إلى الكسل أو الانعزال عن الحياة، بل حث على الإتقان في العمل، مستشهدًا بقول الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}، موضحًا أن التمسك بالدين يزيد الإنسان قوةً وإصرارًا على تحقيق حياة كريمة مليئة بالخير والسعادة.

وأشار إلى أن المسلمين الأوائل كانوا نموذجًا للحضارة والرقي، فقد تمسكوا بتعاليم الإسلام، فأصبحوا قادة العلم والمعرفة في مختلف المجالات، مما يثبت أن الدين لا يتعارض مع التطور والنجاح، بل يدفع الإنسان نحو التفوق في حياته.

الجمال في الإسلام.. مظهر وأخلاق

وأوضح جمعة أن الإسلام دعا إلى النظافة والجمال في المظهر والسلوك، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، وحينما سُئل النبي ﷺ عن حب الإنسان للملابس الجيدة والأناقة، قال: «إن الله جميل يحب الجمال».

وأضاف أن الجمال لا يقتصر على الشكل الخارجي فقط، بل يمتد إلى جمال الأخلاق والتعامل مع الناس، فالمسلم الحقيقي هو الذي يجمع بين حسن المظهر ونقاء القلب وحسن المعاملة.

فهم خاطئ للزهد والتعلق بالدنيا

وحذر الدكتور علي جمعة من الفهم الخاطئ لبعض النصوص الدينية التي يفسرها البعض على أنها دعوة للزهد السلبي والانقطاع عن الدنيا، مشيرًا إلى حديث النبي ﷺ: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها..."، والذي يوضح أن حب الدنيا المفرط على حساب المبادئ والقيم يؤدي إلى ضعف الأمة.

وأوضح أن المقصود من ذلك ليس رفض الدنيا تمامًا، بل عدم جعلها غايةً نهائيةً تدفع الإنسان إلى الحرام أو تفسد قلبه، مؤكدًا أن الإسلام يوازن بين الدنيا والآخرة، ويوجه المسلم للاستفادة من الدنيا دون التعلق بها بشكل يُبعده عن طريق الله.

الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا

وختم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن الدين ليس عائقًا أمام التقدم والازدهار، بل هو الأساس لحياة متكاملة تجمع بين العبادة والعمل، بين الروح والمادة، داعيًا المسلمين إلى أن يجعلوا الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم، بحيث يستفيدون من خيراتها دون أن تصبح هدفهم الأول والأخير.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة الدنيا الدين والحياة

إقرأ أيضاً:

«أم الدنيا».. مصر تواصل دعم غزة بشاحنات المساعدات

تواصل مصر في تسيير قوافل المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح البري، في إطار الجوهود المصرية الحثيثة لدعم الأشقاء في قطاع غزة.

وشهدت الساعات الماضية دخول دفعات جديدة من شاحنات الإغاثة التي تحمل مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية، في إطار الجهود المصرية المتواصلة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.

ويأتي هذا الدعم في ظل توجيهات القيادة المصرية بضرورة استمرار تدفق المساعدات، حيث تلعب مصر دورًا محوريًا في تنسيق عمليات الإغاثة، بالتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها داخل القطاع.

وتعد هذه الجهود امتدادًا للمواقف المصرية الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، حيث تعمل مصر على توفير كافة التسهيلات اللازمة لعبور المساعدات، إلى جانب دورها السياسي والدبلوماسي المستمر لتهدئة الأوضاع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري: يجب اتحاد الدول العربية لإجهاض المخطط الصهيوني في المنطقة

أستاذ علوم سياسية لـ «الأسبوع»: مصر حائط الصد المنيع ضد تصفية القضية الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • باحثة بالأزهر: الإسلام لا يدعو إلى بناء دولة دينية بل مدنية حديثة
  • باحثة بمرصد الأزهر: الإسلام لا يدعو إلى بناء دولة دينية بل مدنية حديثة
  • بالفيديو.. باحثة بمرصد الأزهر: الإسلام لا يدعو إلى بناء دولة دينية بل مدنية حديثة
  • «أم الدنيا».. مصر تواصل دعم غزة بشاحنات المساعدات
  • سر في الدين.. يسهل عليك العبادة والإلتزام بها
  • غدًا تلتقى الأحبة
  • علي جمعة: ليلة النصف من شعبان عظيمة وتحويل القبلة حدث تاريخي في الإسلام
  • إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق .. علي جمعة يوضح
  • علي جمعة: نور الإيمان هداية في الدنيا وفوز بالآخرة