نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن وجود علاقات بين "حزب الله" ومؤسسة "هند رجب"، وهي منظمة غير حكومية مقرها في بلجيكا، وتركز على ملاحقة جنود إسرائيليين مُتّهمين بارتكاب جرائم حرب.   وينقل التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" عن مصدر إسرائيلي قوله إن هناك أكثر من 1000 قضية ضدّ جنود إسرائيليين في مختلف أنحاء العالم، معتبراً أن هذه العملية ضخمة وتتطلب مجموعة كاملة من المحللين والمحامين وغيرها من العاملين والفاعلين، وأضاف: "بعبارة أخرى، فإن هذا الأمر يتطلب الكثير من المال وربما وجدنا بعض مصادره".

  وبحسب "جيروزاليم بوست"، فإن مؤسس منظمة "هند رجب" هو دياب أبو جهجه، وهو مواطن لبناني له تاريخٌ في إنكار "الهولوكوست" ودعم الإرهاب، كما أنه تلقى تدريباتٍ من "حزب الله" خلال نشأته واعترف بأنه كذب على سلطات الهجرة البلجيكية لتسهيل الحصول على اللجوء.   التقرير يقول إنَّ معلومات جديدة مُستقاة من مسؤولين كبار سابقين في المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية بالإضافة إلى نظام جديد لمعرفة العميل (KYC) تم تطويره في إسرائيل لمكافحة تمويل الإرهاب  (CFT)، أظهرت أن علاقات "هند رجب"  مع حزب الله أعمق بكثير مما كان يعتقد في البداية وتشمل شبكة معقدة من الجهات والشركات التابعة لحزب الله في 4 قارات.   وكشفت المعلومات الجديدة المتاحة، بحسب الصحيفة، "تاريخ أبو جهجه كجزء من شبكة معقدة من الشركات التابعة لحزب الله وعائلات الممولين والمستشارين القانونيين، وكثير منهم تم تصنيفهم من قبل الولايات المتحدة بسبب علاقاتهم مع التنظيم التابع لإيران، ومن بينهم قاسم تاج الدين، وهو ممول لحزب؛ وسالم سليم، وهو محام مسجل للعديد من الشركات التي تم تصنيفها كجزء من الشبكة المالية لحزب الله".   وأظهرت تسريبات أن أبو جهجه مدرج على قائمة حظر الطيران الأميركية، وهو ما يشير إلى أن السلطات الأميركية تعتبره مرتبطاً ارتباطاً قوياً بنشاط "حزب الله".   كذلك، بيّنت المعلومات الجديدة المتاحة وجود صلة بين أبو جهجه وسالم سليم، وهو شخصية بارزة في مجموعة الاستشارات القانونية لحزب الله، وهو المحامي المسجل لما لا يقل عن 24 شركة لبنانية، وكثير منها إما مصنفة على أنها مرتبطة بحزب الله من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (OFAC) أو خاضعة لسيطرة أفراد خاضعين لعقوبات بسبب علاقاتهم مع حزب الله.   وبالإضافة إلى عمله مع المنظمات التابعة لحزب الله، فإن سليم هو أيضاً محامي مسجل لشركة مقرها لبنان يملكها أبو جهجه، بالإضافة إلى والده وشقيقيه، واسمها "Sales Force" .   ووفقاً للمصدر، فإن شقيقة سليم، زينة، تقيم في كينشاسا، الكونغو، وهي مركز للعديد من الشركات التي يقودها ممول حزب الله المدرج على قائمة العقوبات قاسم تاج الدين، وتعمل في إحدى شركات تاج الدين هناك.
وأضاف المصدر أن هذا يسلط الضوء بشكل أكبر على العلاقة بين ممول حزب الله المحدد والمحامي الذي يمثل العديد من شركات حزب الله المحددة، وفق ما تقول "جيروزاليم بوست".   وتمر علاقات أبو جهجه بمزيد من الترابط عبر العائلة، فشقيقه زياد، وهو مالك آخر لشركة "Sales Force"، عمل في الماضي في شركة مقرها بلجيكا تدعى Soafrimex (نشطت في الفترة من 1989 إلى 2018)، والتي اتُهمت بالاتجار في الماس الدموي وتمويل حزب الله ومنظمة أبو جهجه الأقدم، الرابطة العربية الأوروبية (نشطت في الفترة من 2001 إلى 2006).   وكانت شركة Soafrimex مملوكة لتاج الدين، وهو رجل أعمال لبناني تم تعيينه من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية لتسهيل الشبكة المالية لحزب الله من خلال مجموعة من الشركات في لبنان وأفريقيا، وخاصة في الكونغو.   وفي عام 2017، وجه المدعي العام الأميركي لمنطقة كولومبيا إلى تاج الدين تهمة الاحتيال والتآمر وغسل الأموال وانتهاك لوائح العقوبات العالمية لمكافحة الإرهاب، وقد أقر تاج الدين بالذنب بعد اعتقاله من قبل الإنتربول في المغرب.   وفي عام 2020، قالت السلطات الأميركية إن تاج الدين تم ترحيله من الولايات المتحدة إلى لبنان عند محاولته دخول البلاد.   وكان شقيق تاج الدين حسين، الذي أدرجته أيضاً هيئة مراقبة الأصول الأجنبية لمساهمته في الشبكة المالية لحزب الله، يملك شركة أغذية في البرازيل تدعى Zaimex (نشطت بين عامي 2008 و2013)، وكان شقيق أبو جهجه زياد مساهماً بارزاً فيها.   وذكرت موظفة سابقة في شركة "زايمكس" على حسابها على موقع "لينكد إن" أن "زايمكس تعاونت مع العديد من الشركات التي صنفتها الولايات المتحدة لتمويل حزب الله". وبما أن زايمكس كانت نشطة حتى بعد تصنيف تاج الدين وشركاته في عام 2010، فهذا يعني أن الشركة البرازيلية انتهكت العقوبات من خلال العمل مع شبكة تمويل حزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر، بحسب "جيروزاليم بوست".   ويملك زياد أبو جهجه أيضاً شركة عقارية في جمهورية التشيك تدعى أندروميدا، ونشاطها الوحيد الموثق هو شحنتان بحريتان كبيرتان غير مبررتين من السكر تزن أكثر من 45 ألف كيلوغرام من كولومبيا.   ووفقاً للمصدر، فإن "هذا الأمر جدير بالملاحظة بشكل خاص لأن كولومبيا تشتهر بأنها مركز لتهريب المخدرات التي يشتهر حزب الله بتورطه فيها"، وفق ما زعمت الصحيفة الإسرائيلية.   وبالمثل، فإنَّ أحد الشركاء البارزين لدياب أبو جهجه هو كريم حسون، الذي يقودُ مؤسسة هند رجب وانضم أيضاً إلى أبو جهجه في قيادة الرابطة العربية الأوروبية ومنظمة غير حكومية أخرى تسمى حركة 30 مارس، وهي المنظمة الأم لـ"هند رجب".   ووفقاً لتسريبات عام 2019، تم وضع حسون أيضاً على قائمة حظر الطيران الأميركية، مما يسلط الضوء بشكل أكبر على وجهة نظر السلطات الأميركية بشأن علاقاته وأنشطته المحتملة.   وتبين أن حسون وأبو جهجه يمتلكان شركة تدعى  Bellezza BV، والتي تم تسجيلها في عام 2020، ويقع عنوانها فيما يبدو أنه منزل حسون في ويليبروك، بلجيكا.   وأفادت الشركة في تسجيلها الرسمي بمجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك تقديم الطعام، وتشغيل الفنادق وبيوت الضيافة، وشراء وبيع العقارات، والوساطة التجارية. ولكن لم يتم العثور على أي نشاط ملموس حقيقي، ولم يتم تسجيل أي حضور على الإنترنت. ووفقاً للمصدر، فإن هذا قد يشير إلى نشاط غير نزيه ومريب، خاصة مع الأخذ في الاعتبار تاريخ وجهود كل من حسون وأبو جهجه المشتركة.   وتشير المعلومات الجديدة إلى أن دياب أبو جهجه كان يتعاون مع جهات قريبة من الشبكة المرتبطة بممولي حزب الله ومستشاريه القانونيين وشركاته المملوكة، كما تقول "جيروزاليم بوست".   وفي السياق، قال المصدر: "لقد أظهر جميع الأشخاص المذكورين عدة مرات دعمهم لحزب الله وهجمات السابع من أكتوبر وحتى احتجاز المزيد من الرهائن. مع هذا، يُظهر قادة مؤسسة حقوق الإنسان روابط واضحة مع الإيديولوجيات المتطرفة والشبكات التابعة للإرهاب والأنشطة المالية غير المشروعة المحتملة. وعلى الرغم من محاولتها تصوير نفسها على أنها مناصرة قانونية، فإن المؤسسة ومؤسسيها يتماشون مع الجهود الأوسع لدعم حزب الله اقتصادياً ومعنوياً".
  المصدر: ترجمة "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جیروزالیم بوست من الشرکات لحزب الله تاج الدین حزب الله هند رجب من قبل فی عام

إقرأ أيضاً:

خامنئي يعيين نعيم قاسم ممثلا رسميا له في لبنان

أصدر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قراراً بتعيين نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، ممثلاً له في لبنان، وفقاً لما أعلنته وكالة أنباء "تسنيم". وكان هذا المنصب يشغله سابقاً الزعيم السابق لحزب الله، حسن نصرالله.

يُذكر أن نعيم قاسم تم تعيينه أميناً عاماً لحزب الله بعد عقود قضاها نائباً لنصرالله، وكان من بين مؤسسي الحزب، على الرغم من أنه لم يكن من الأسماء المتوقعة لتولي هذا المنصب.

وقد قلصت اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي لعدد من القيادات البارزة في الحزب، بما في ذلك هاشم صفي الدين، ابن خالة نصرالله، الذي كان مرشحاً محتملاً لخلافته، من الخيارات المتاحة لقيادة الحزب.

في 27 أيلول/ سبتمبر 2024، نفّذ الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثّفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن اغتيال حسن نصر الله. وفي 3 تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه، شنّ الاحتلال غارات أخرى أدّت إلى مقتل رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين.

ويذكر أنه في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى" على مستوطنات غلاف غزة.

في المقابل، بدأ حزب الله اللبناني سلسلة من عمليات القصف المستمرة من جنوب لبنان نحو الجبهة الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، معلنًا أنها جبهة إسناد لقطاع غزة.


من هو نعيم قاسم؟
ونعيم قاسم، البالغ من العمر 71 عاماً، يجيد اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وهو حاصل على دراسات عليا في الكيمياء، بالإضافة إلى دراساته الدينية تحت إشراف كبار علماء الشيعة في لبنان.

كما عمل لسنوات كمدرس لمادة الكيمياء، حيث وصفه أحد طلابه، بأنه كان هادئ الطباع ويُدرّس الكيمياء باللغة الفرنسية في ثانوية حمانا شرق بيروت.

إلى جانب ذلك، تولى قاسم مهام إدارة الملف الحكومي في لبنان، حيث كان يشرف على عمل وزراء ونواب الحزب، بالإضافة إلى متابعته لملف البلديات والنقابات، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية لنفوذ حزب الله في المؤسسات الرسمية اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • هل تم أسرُ عناصر لـحزب الله في سوريا؟
  • إعلام القاهرة يتهم صحيفة إسرائيلية بتهديد السيسي
  • جماعة إسرائيلية متطرفة تحرض ضد داعمي فلسطين وتدعو ترامب لترحيلهم
  • الرئيس اللبناني يطالب إسرائيل بالانسحاب والمبعوثة الأميركية: لا مكان لحزب الله بالحكومة
  • خامنئي يعيّن نعيم قاسم ممثلا رسميا له في لبنان
  • خامنئي يعيين نعيم قاسم ممثلا رسميا له في لبنان
  • جيش الاحتلال يهاجم أهدافا لـ حزب الله
  • نجل نصر الله: والدي توقع استشهاده وهكذا ودّع أمي (شاهد)
  • صحيفة إسرائيلية: ممثل يهودي يشبه أفعال إسرائيل بجرائم النازية