مقدمات التخلف
الأمم تنهار عندما ينهار ما تقوم عليه، فتعود لاحتلال مكان يتناسب مع وضعها الجديد، لأن انهيار ما تقوم عليه كالشيوعية في الاتحاد السوفييتي وتحييد الإسلام وتشويهه في بلاد المسلمين، وربما النظام الرأسمالي في وقت ليس بالبعيد، يجعل الدول المسماة باسمه تعوّم فتأخذ مكانها بقيمتها الحقيقية، لذا وجدنا روسيا تأخذ دورا وظيفيا لضمان الأسلحة النووية آمنة؛ وإن كان بوتين يريد أن يراوغ لعله يخرج من هذا الدور إلى حلم الاتحاد السوفييتي كعظمة، ولكن فشل الشيوعية يجعله يتمسك بالنموذج القيصري الذي لم يك يملك مقومات المتانة الكافية، وما ساعده على الاستمرار هو سعة المساحة فكانت تحتمل الإخفاقات الموضعية كمشاكسة القوزاق وكانوا من المغول في أوكرانيا ويفشل غزاتها بسياسة الأرض المحروقة.
الحكم الإسلامي مر بمراحل متعددة ووفق زمنها كانت تتطور، فالشورى استمرت في عهد الراشدين، لتتحول إلى ملكية باسم الخلافة، لكن محاولة تبرير الحكم الملكي كانت مؤذية للشريعة لأنها جعلت الفقهاء يقرون وينظرون لحكم التغلب في سبيل المحافظة على الحكم داخل قريش، ثم انفلت الأمر ليتحول بضرورة استحصال البيعة للمتغلب، فالبيعة الضمنية في عصرنا لذي الشوكة والمتغلب فكانت متاحة للمغامرين من العسكر أو من له شوكة وقدرة على التغلب.
الحكم الإسلامي مر بمراحل متعددة ووفق زمنها كانت تتطور، فالشورى استمرت في عهد الراشدين، لتتحول إلى ملكية باسم الخلافة، لكن محاولة تبرير الحكم الملكي كانت مؤذية للشريعة لأنها جعلت الفقهاء يقرون وينظرون لحكم التغلب في سبيل المحافظة على الحكم
دخول الفلسفات الشرقية واليونانية أوجد اضطرابا في الفهم والتفسير، غالبا هذا يحصل عندما يحاول المفكرون الإجابة عن أسئلة ليس متاحا علمها عندهم، أو أنها أصلا مجابة لكن حصل فيها التباس مثل معنى الروح والقلب والفؤاد، أو محاولة رأب الفجوة بين العقل البشري المحدود في الزمكان من خلال ما ظن أنها إجابات فلسفية كنظرية الفيض، وهي نظرية وثنية ونوع من الخزعبلات كما قيل إن الأرض مسطحة وأنها مركز الكون، ونحن نرى اليوم أنها نقطة لا تكاد ترى في سعة السماء الأولى وليس الكون كله.
معالم التخلف:
اختلاف هواة المعرفة وتقليعة الفكر الفلسفي ورغبة الإضافة والإبداع وبعقلية المعلم الذي يعرف الحقيقة كانت أفكار بسيطة تحول الناس إلى فرق متناحرة، والأدهى هو التكفير وكان اجتهاداتهم هي اجتهادات إلهية وعلى مسألة لا تخصهم أصلا كموقع الإنسان من الجنة والنار يصبحون فرقا، أو أن الإنسان مخير أم مسير وهو سؤال وهمي خرافي لا وجود له، وإنما أتى مع مفرزات الفلسفات التي انتقلت كمعارف، بينما هذا الأمر ليس سؤالا في الإسلام بحكم توضيح الإسلام للماهيات في الخلق.
منظومة تنمية التخلف:
هذه المنظومة انتقلت إلى التفسير ورغم أننا نسمع عبارات من تمنطق أو تفلسف تزندق إلا هذه الناس تعرف القلب بغير التعريف القرآني وتعرف العقل كاسم وليس فعلا كما وردت في القرآن وهكذا بقية المصطلحات الفلسفية، والتيه مستمر بالتطور والتأقلم ليزداد التخلف بعمل منظومة.
ما جرى في نهاية العهد الأموي والعصر الأول العباسي مهد بشدة إلى منظومة تنمية التخلف الفكري، فشكل الجهاز المعرفي الحاد والعادات والتقاليد والسلوكيات والانفصال عن الواقع والانفصال عن الدولة وتشوه المعاني وسيادة الظلم والاستبداد، وهو أكثرها خطورة وتأسيس للتشوه في القيمة البشرية ومعاني العدل والإحساس بالمسؤولية العامة، فالأمة ليست إلا أناسا يحكمون وتزود السلاطين بالضرائب وليست ذات أهلية ليؤخذ رأيها، وأن الحاكم هو من يعرف أين المصلحة، ومن مسيرة الخلاف الذي بدأت عنده الأمة تشظى في صفّين والطف، إلى مسيرة المحافظة على القرشية إلى ضرورة طاعة السلطان الظالم نزلت الأحاديث الموضوعة والروايات والعبر التي تدعو للاستلام والاستكانة وتغير معنى الصبر إلى الاستسلام الاستكانة، إلى أن وصلنا اليوم إلى أمة غثاء كقطيع من الأيل تفترس صغيرتها ويقف القطيع يراقب سنورا يأكل أحدها بكل بلادة منتظرا دوره، بل تطور الأمر إلى هجاء المظلوم والتشفي به، أو المشاركة في إسقاطه ليكون فريسة سهلة ووصلنا اليوم إلى المشاركة في تمزيقه ليسهل مضغه وتجويع دول ومقاطعات بقرار أجنبي ننفذه بكل عناية ودقة، وإن وجد الرسول وقومه من يمزق وثيقة المقاطعة من قريش فلا أحد اليوم يتحرك وإنما نرى أمورا تثير العجب من التشوه الفكري ومن أناس يعدون دعاة للإسلام. وهذا كله في منظومة تنمية التخلف من جراء الجهاز المعرفي الذي يزداد تشوهه بإعادة التغذية للتخلف لمنظومة الحياة العامة ليصبح الحق باطلا والباطل حقا والمنكر معروفا والمعروف منكرا والناس عدوة لأملها.
ضرورة ملحة
، لا بد أن نفرق ما بين هو نص وبين الاجتهاد البشري وإصلاح الجهاز المعرفي لقيادة الواقع والارتقاء به
من الضرورة بمكان إحداث اليقظة وأن تتجه الدول للنهضة بتغيير الجهاز المعرفي للناس والعامة وأن يرفع عنهم ما هم فيه اليوم وتنقية الفكر من عوالق التاريخ البشرية الطائفية، مثلا استحضار عوامل الاختلاف وإهمال العبرة بتقديس الرموز التي استبدلت الآلهة بها. اليوم الكل يتكلم الكل يريد أن يثبت أنه صواب لا مجال للتفكير والمراجعة، لهذا نحن أمة غثاء، والغثاء هو النفايات التي تحملها السيول فما عندنا هو نفايات كل شيء، من الدين نأخذ أعقد الأمور مما أبدع في تعقيده مجتهدو العصور لغير عصرنا، ولا يتناسب مع أدائنا والعالم من حولنا فأضحى كلاما للمجالس لأنه لا يطبق ولا واقع له ولا من يعلمه يربطه بسلوكه، فترى ناصحا ينصحك وهو يتصرف التصرف المشين فضاعت القدوة والكلمات. والنخبة تأخذ من العلم المظهر وإبراز المعرفة والغلبة وهي ليست معنية بدقة أو فهم، إلا الانتصار بالجدل والكلام بلا هدف؛ كذلك نأخذ من التاريخ الاختلافات كما نلاحظ الانقسامات التي تحولت من السياسة لتؤصل في الشريعة وتشظيها لطوائف متناحرة وكأنها أديان متعددة، فلا هي تتعامل مع بعضها كما يتعامل المسلمون مع أهل الذمة بالحفظ ولا هم يتجاوزن الخلافات ويجردوها من الشرع لتكون أحزابا سياسية تتطور مع الزمن.
خلاصة القول، لا بد أن نفرق ما بين هو نص وبين الاجتهاد البشري وإصلاح الجهاز المعرفي لقيادة الواقع والارتقاء به.. إن حال الأمة محزن والكل مسؤول في استعادة ذاته لأنه مهم في الحياة مهما كان علمه أو حرفته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات التخلف العقل الإنسان تطور تطور اسلام إنسان عقل تخلف مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تطبيع التعليم وتكريس التخلف والرجعية
طاهر محمد الجنيد
احتل الإنجليز فلسطين واستقدموا اليهود ووطّنوهم هناك، فقامت الثورات عليهم فسحبوا السلاح غير الشرعي واعتقلوا الخارجين على القانون؛ ثم تعاون الإنجليز مع العصابات الصهيونية فطردوا السكان المسلمين من قراهم واستولوا عليها؛ واليوم يكمل صهاينة العرب والغرب التمكين للمشروع الإجرامي بسعيهم للقضاء على المقاومة وتهجير أهل فلسطين وتغيير الحقائق في كل المجالات، ووصل الحال إلى تغيير المناهج وخاصة آيات القرآن الكريم والاحاديث النبوية التي تتحدث عن الإجرام الصهيوني الصليبي؛ الله سبحانه وتعالى يقول لنا ((ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل والله اعلم بأعدائكم)) لكن الأنظمة المتصهينة تقول إنها لا تعترف بقول الله سبحانه وتعالى ولا بقول رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فحذفوا الآيات والاحاديث تنفيذا لأوامر الحلف الإجرامي مع انهم يعلمون ان 95% من مناهج التعليم اليهودي والنصراني تكرس العنصرية وتزرع الكراهية ضد العرب والمسلمين .
بعد تحطيم قوى الشرك والوثنية واليهودية والنصرانية في الجزيرة العربية تدثر كثير من منافقي اليهود والأعراب والنصارى بلباس الإسلام ودسوا كثيراً من الأحاديث والأخبار، لكن المنهج العلمي كشف معظم تلك المرويات الكاذبة؛ واستمروا في إثارة الخلافات المذهبية والطائفية في كل الأحداث الداخلية والخارجية التي تعرضت لها الأمتان العربية والإسلامية.
وحينما فشلت فرنسا في السيطرة على أرض الكنانة استغلت العملاء والخونة وأطلقوا حملة تطوير التعليم (تطبيع مناهج التعليم) بدأوا بجامعة الأزهر وأشاعوا أن الإسلام سبب التخلف والهدف ليس التطوير، بل غرس المفاهيم الإفسادية وتفكيك أواصر المجتمعات الإسلامية وتجذير التخلف والاختلاف والفرقة والشتات وإثارة الاختلافات العرقية والمذهبية والطائفية والدينية وغيرها.
علمانية كيان الاحتلال تُدرس المناهج الدينية اليهودية التي توجب قتل وإبادة المسلمين وغيرهم، وحكام المسلمين المؤمنين يفرضون تدريس مناهج تكرّس الظلم والطغيان وتدعو إلى مسالمة المجرمين وتجريم المسلمين والقضاء عليهم، لأن إملاءات اليهود والنصارى أوجبت ذلك عليهم.
إحدى الناشطات اليهوديات تحدثت عن مناهج اليهود فقالت (اليهودية والصهيونية علمتنا أن إسرائيل وطننا الوحيد وأن الفلسطينيين أعداؤنا الذين يجب التخلص منهم؛ تعلمنها في مناهجنا التعليمية منذ صغرنا حتى كبرنا، لكني رأيت الحقيقة التي يخفونها عنا أن المشروع الصهيوني لا يدمر الفلسطينيين فحسب، بل انه سيدمر اليهود؛ جيشنا يقاتل بلا رحمة، بلا قوانين، بلا أخلاق وبلا حدود، لأن الصهيونية لا تريد السلام، تريد الحرب لأنها تستفيد منها؛ الفلسطينيون لا يشكلون خطرا علينا؛ الخطر علينا من الصهيونية التي تقودنا إلى الهاوية).
اليهودية والصهيونية تخدمان بعضهما البعض وهما اليوم تستفيدان من الصليبية المسيحية في تجمع واحد تحت راية المشروع الاستعماري (استعادة أرض الميعاد وتخليص الأرض المقدسة من المسلمين «الكفار» لتأمين عودة المسيح المخلص)، يحتكمون إلى الديمقراطية والنظام العلماني والعلمانيون هم الفائزون في الاستحقاقات الانتخابية، لكنهم لا يخرجون عن تعاليم التوراة والانجيل؛ وكل المؤسسات الرسمية وغيرها أيضا ملتزمة بتطبيق تلك التعاليم؛ بعكس ذلك حكام وملوك وأمراء العالمين العربي والإسلامي، الدساتير في بلدانهم تنص على الإسلام لكنهم يطبقون الديكتاتورية ويفرضون العلمانية ويحاربون تعاليم الإسلام ويعودون إلى الوثنية والجاهلية.
الحلف الصهيوني الصليبي يستند إلى كتبه المُحرفة والمكذوبة على الله ويطبقون تعاليمها لإبادة المسلمين، فمثلا سفر التثنية الإصحاح العشرون ينص على: (حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح؛ فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك؛ فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا فحاصرها؛ وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب ذكورها بحد السيف؛ وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك)، الإمارات والسعودية طبعتا في كل شيء ومصر والمغرب لا تقلان عن غيرهما من الأنظمة، مما يؤكد أن خدمة مشروع الحلف الصهيوني الصليبي قديمة جدا وليست وليدة اللحظة.
أما تعاليم التوراة فيما يخص الأمم التي تسكن في الأراضي المقدسة “فلسطين وما جاورها” فيجب إبادتها وتطهير الأرض منها وهو ما ينص عليه الإصحاح السابق (أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما)، وهذا يعني ممارسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وكل تعاليم التوراة تأمر بإبادة كل من على الأراضي المقدسة، وفعلا فقد أصدر المجرم الجديد “يسرائيل كاتس” تحذيرا نهائيا لأهل غزة لمغادرة منازلهم أو مواجهة المحو التام، وهو ما يعد حكما بالإعدام لأكثر من مليوني إنسان .
في تعاليم التوراة أوامر ونصوص واضحة توجب القتل والإبادة للعرب والمسلمين وغيرهم للتذكير فقط:
-الأول: الأمم البعيدة من يستسلم ويقبل الصلح يستعبد ويسخر لخدمة اليهود.
-الثاني: من يقاوم ولا يستسلم، جميع الذكور تتم إبادتهم ويتم اقتسام الأطفال والنساء وكل ما في تلك المدن غنيمة حرب.
-الثالث: من يسكنون الأراضي المقدسة (الحثيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين) وغيرهم فتتم إبادتهم جميعا (لا تستبق منها نسمة)، التوراة المحرفة تتحدث عن إسرائيل مع الأمم في زمانه وقد اندثرت من الوجود، لكنهم يريدون اليوم السيطرة على فلسطين تحت هذه المزاعم الكاذبة والمحرفة؛ الصليبيون أعلنوا “الحرب المقدسة” لاستعادة بيت المقدس وفلسطين أكثر من عشر مرات والتوراة بين أيدي اليهود لم يحتجوا عليهم ولم يثيروا تلك الوعود .
الرئيس الإسرائيلي حينما سُئل عن التطبيع مقابل حل الدولتين وحدود 1967م، لم يعترف بذلك؛ بل اعتبر ذلك شأن العرب، أما هو فيريد ضمان الأمن والسلام وتوقيع الاتفاقيات الإبراهيمية؛ وسبق منه التوقيع على الصواريخ والقنابل المحرمة التي يقصفون بها غزة.
الاستعمار الصهيوني الصليبي هو أبشع وأقذر إجرام على وجه الأرض وفلسطين ليست الأولى التي استولى عليها، فقد استولى على الجزائر ودمرها والعراق وأفغانستان وليبيا ومصر وكل أقطار الأمة العربية والإسلامية عانت من جرائمه؛ قد يكون الاختلاف بينهم في استخدام نوع السلاح الذي تتم به الجريمة فقط، فمثلا وزير التراث اليهودي “عميحاي الياهو” صرح باستخدام السلاح النووي لمحو قطاع غزة من الوجود حتى لو قتل الرهائن معهم ولولا وجود الرهائن لما تردد الإجرام في ذلك، لأنهم يريدون الخلاص سريعا (أحد الخيارات إسقاط قنبلة ذرية على قطاع غزة؛ الحرب لها أثمان لا ينبغي إدخال أي مساعدات إلى غزة أو وقف اطلاق النار)، هذا الاندفاع الهستيري يؤكد أهمية المقاومة وما حققته من إنجازات في مواجهة الإجرام الصهيوامريكي الصليبي، رغم كل تلك المجازر والجرائم التي تعرض لها قطاع غزة ولبنان باستخدام كل الأسلحة المتطورة التي يصنعها الحلف واليهود معا، صمود يعد من قبيل المستحيل ؛وحينما سُئل أحد ضباط الكيان المحتل عن مواجهة المقاومة؟ أجاب: نقضي عليهم في الصباح لكنهم يعودون في المساء.
الإجرام الصهيوني الصليبي يريد أن يحسم المعركة سريعا مستندا إلى دعم صهاينة العرب والغرب معا، لكنه يواجه مقاومة مؤمنة بالله ومعتمدة عليه؛ استخدم كل الوسائل والأسلحة والجواسيس والخونة والعملاء وآخر شيء توصل إليه إلقاء المنشورات التي تتضمن آيات القرآن الكريم((ولنبلونكم بشيء من الجوع والخوف ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)) وختمها بالإنذار (سيتم تهجيركم شئتم أم أبيتم، لن تنفعكم دولكم العربية، فهي تمدنا بالمال والنفط والسلاح)، وهي معلومات ليست جديدة على المقاومة، إلا من حيث عدم ذكر الجنود الذين يقاتلون معهم، فمثلا المغرب أرسلت اكثر من خمسة آلاف مجرم.
معظم قادة الكيان المحتل- سلطة ومعارضة -يريدون إبادة غزة وتهجير سكانها، لأنها تمثل العائق الوحيد أمام تنفيذ حل الدولتين، وهنا تؤكد نائبة الكنيست اليهودي “نتالي غوتليب” على واجب الجيش في مواصلة القصف على غزة بما فيها المناطق الآمنة التي يحتمي فيها المدنيون وفقا لما يكذبون به على العالم “لا يجب الشفقة عليهم وإجبار الجيش على الدخول البري”.
الإجرام الصهيوني الصليبي يستطيع هزيمة الجيوش والأنظمة العربية ويستطيع أن يفرض التطبيع عليها والحصول على دعمها وتأييدها، لكنه لا يستطيع هزيمة المقاومة أو الانتصار عليها حتى لو استخدم كل العملاء والخونة الذين زرعهم وأوصلهم إلى قيادة الأنظمة العربية والإسلامية ويراهن عليهم الإجرام -حسب تصريح واعتراف رئيسة وزراء الكيان جولدا مائير، التي قالت (سيتفاجأ العرب ذات يوم أننا قد أوصلنا أبناء إسرائيل إلى حكم بلادهم)، المعركة اليوم متسارعة، الإجرام يريد أن يبيد الشعب الفلسطيني والخونة يريدون أن يمكنوا له في كل شؤون بلدانهم وإذا كانوا يعتمدون على الإجرام والإمكانيات التي استولوا عليها فان الشعوب سيأتي يوم وتقوم بواجبها ولن تتخلف سنة الله أبدا حتى وان تأخرت((ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار)) .