أظهرت دراسة جديدة نُشرت في المجلة الدولية للصحة القطبية أن حمامات الساونا ليست مجرد وسيلة للاسترخاء، بل يمكن أن تساهم بشكل كبير في تعزيز صحتك العامة. 

ووفقًا لهذه الدراسة، يحقق الأشخاص الذين يمارسون الاستحمام في الساونا بانتظام مجموعة من الفوائد الصحية الملموسة، بما في ذلك زيادة مستويات الطاقة والسعادة، تحسن نوعية النوم، وتقليل مستويات القلق والاكتئاب، فضلاً عن انخفاض ملحوظ في تشخيصات ارتفاع ضغط الدم.

تستند هذه النتائج إلى دراسة شملت العديد من المشاركين الذين أبلغوا عن تحسن ملحوظ في صحتهم العامة، لا سيما في الجوانب العقلية والبدنية. وأوضح الباحثون أن الحرارة الناتجة عن الساونا تعمل على توسع الأوعية الدموية، مما يشابه التأثيرات الفسيولوجية التي تحدث عند ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، الأمر الذي يسهم في تحسين مرونة الأوعية الدموية وتنظيم ضغط الدم. كما أن التعرض للحرارة يُحفز إطلاق الإندورفين، وهو ما يقلل من الإحساس بالألم ويعزز المزاج بشكل عام.

إلى جانب الفوائد الفسيولوجية، يساهم الجانب الاجتماعي في استخدام الساونا في تعزيز الفوائد النفسية، حيث أظهرت الدراسات أن غالبية المشاركين في هذه الأنشطة يفعلونها برفقة آخرين، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويزيد من مشاعر الراحة النفسية.

ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أنه على الرغم من هذه الفوائد المثيرة، فإن الدراسة لم تتمكن من إثبات العلاقة السببية بين الساونا والصحة الجيدة بشكل قاطع. قد يكون الأشخاص الذين يذهبون إلى الساونا أكثر عرضة للحفاظ على نمط حياة صحي بشكل عام، بما في ذلك ممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي متوازن. لذا يظل من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد العلاقة الدقيقة بين الساونا وفوائدها الصحية.

فيما يتعلق بممارستها بشكل منتظم، يوصي الخبراء بالاستمتاع بحمامات الساونا ضمن روتين العناية الشخصية، بشرط أن يتم ذلك بالتوازي مع تبني نمط حياة صحي متكامل، يشمل التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم.

من الواضح أن حمامات الساونا لا تقتصر فقط على توفير لحظات من الراحة الجسدية، بل يمكن أن تكون أداة فعالة لتحسين صحتك الجسدية والعقلية، فما رأيك في دمجها في روتينك اليومي لتعزيز رفاهيتك العامة؟

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الساونا توسع الأوعية الدموية القلق والاكتئاب زيادة مستويات الطاقة توسع الأوعية ممارسة التمارين الرياضية اتباع نظام غذائي

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف كيف يستجيب الجسم لفترات الصيام الطويلة

الجديد برس|

كشفت دراسة حديثة أن الصيام لفترات طويلة يؤدي إلى تغيرات جزيئية كبيرة ومنظمة في أعضاء متعددة بالجسم، ما يسلط الضوء على فوائد صحية تتجاوز مجرد فقدان الوزن.

وأجرى الباحثون من معهد أبحاث الرعاية الصحية الدقيقة بجامعة كوين ماري في لندن (PHURI) والمدرسة النرويجية لعلوم الرياضة دراسة لاستكشاف الفوائد الصحية المحتملة للصيام، مع التركيز على الآليات الجزيئية الكامنة وراء هذه الفوائد.

وقد توصلت الدراسة إلى نتائج تعتبر أساسا لأبحاث مستقبلية يمكن أن تؤدي إلى تطوير علاجات تعتمد على فهم الآليات الجزيئية للصيام.

وخلال الصيام، يغير الجسم مصدر الطاقة الذي يعتمد عليه، حيث يتحول من استخدام السعرات الحرارية المستهلكة إلى استخدام الدهون المخزنة في الجسم. ومع ذلك، لا يعرف سوى القليل عن كيفية استجابة الجسم لفترات الصيام الطويلة وتأثيراتها الصحية، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

وقد وفرت التقنيات الحديثة، التي تسمح للباحثين بقياس آلاف البروتينات في الدم، فرصة لدراسة التكيفات الجزيئية للصيام بتفصيل دقيق.

وتابع الباحثون 12 متطوعا أصحاء شاركوا في صيام لمدة سبعة أيام يعتمد على الماء فقط. وتم مراقبة المتطوعين يوميا لتسجيل التغيرات في مستويات نحو 3000 بروتين في دمائهم قبل الصيام وأثنائه وبعده. ومن خلال تحديد البروتينات المشاركة في استجابة الجسم، تمكن الباحثون من التنبؤ بالنتائج الصحية المحتملة للصيام الطويل باستخدام المعلومات الجينية من دراسات واسعة النطاق.

وكما هو متوقع، لاحظ الباحثون تحول الجسم من استخدام الجلوكوز إلى استخدام الدهون المخزنة خلال اليومين أو الثلاثة أيام الأولى من الصيام. وفقد المتطوعون في المتوسط 5.7 كغ من كتلة الدهون والعضلات. وبعد ثلاثة أيام من تناول الطعام بعد الصيام، استعاد المتطوعون كتلة العضلات المفقودة تقريبا بالكامل، بينما استمر فقدان الدهون.

وللمرة الأولى، لاحظ الباحثون حدوث تغيرات مميزة في مستويات البروتينات بعد نحو ثلاثة أيام من الصيام، ما يشير إلى استجابة كاملة للجسم للحرمان من السعرات الحرارية. بشكل عام، تغير ثلث البروتينات التي تم قياسها بشكل كبير خلال الصيام في جميع الأعضاء الرئيسية. وكانت هذه التغيرات متسقة بين المتطوعين، ولكنها أظهرت علامات مميزة للصيام تتجاوز فقدان الوزن، مثل التغيرات في البروتينات التي تشكل الهيكل الداعم للخلايا العصبية في الدماغ.

وقالت الدكتورة كلوديا لانغنبرغ، مديرة معهد أبحاث الرعاية الصحية الدقيقة بجامعة كوين ماري: “لأول مرة، نستطيع أن نرى ما يحدث على المستوى الجزيئي في جميع أنحاء الجسم أثناء الصيام. والصيام، عند ممارسته بأمان، هو تدخل فعال لفقدان الوزن. وتدعي الحميات الشائعة التي تتضمن الصيام، مثل الصيام المتقطع، أن لها فوائد صحية تتجاوز فقدان الوزن. وتقدم نتائجنا دليلا على هذه الفوائد، ولكنها كانت مرئية فقط بعد ثلاثة أيام من الحرمان الكامل من السعرات الحرارية، أي في وقت لاحق مما كنا نعتقد سابقا”.

وأضاف الدكتور مايك بيتزنر، رئيس قسم البيانات الصحية في المعهد والمشارك في قيادة مجموعة الطب الحاسوبي في معهد برلين للصحة: “توفر نتائجنا أساسا لفهم سبب استخدام الصيام لعلاج بعض الحالات. بينما قد يكون الصيام مفيدا لعلاج بعض الأمراض، فإنه غالبا ما لا يكون خيارا متاحا للمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية. ونأمل أن تساعد هذه النتائج في تطوير علاجات بديلة يمكن للمرضى اتباعها”.

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف علاقة الكوابيس بالخرف المبكر
  • الصحة العالمية: الإشتباكات في سوريا تؤثر بشكل مباشر على صحة الناس
  • دراسة تكشف العلاقة بين أعراض انقطاع الطمث وصحة الدماغ
  • هآرتس تكشف عدد الأسرى الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • دراسة تكشف مخاطر التوتر المزمن على النساء
  • هل تعاني من إدمان الهاتف المحمول؟.. دراسة تكشف عادة خطيرة
  • دراسة حديثة تكشف مفاجأة بشأن انهيار الحضارات القديمة.. ماذا حدث؟
  • دراسة تكشف كيف يستجيب الجسم لفترات الصيام الطويلة
  • دراسة حديثة تكشف عن الدور الخفي للدماغ في زيادة الوزن
  • دراسة تكشف مخاطر الإفراط في تناول الزبدة على الصحة.. موت مبكر