يمن مونيتور/ خاص

خلص مركز أبحاث يمني، إلى أن روسيا تعتمد بشكل متزايد على دعم الحوثيين في اليمن لاستهداف المصالح الغربية عند المضائق البحرية الإستراتيجية، بهدف تشتيت انتباه حلف الناتو عن أوكرانيا، وإلحاق خسائر اقتصادية بالغرب.

وقال مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، إنه رغم محاولات الكرملين الحفاظ على توازن دبلوماسي مع الأطراف اليمنية، كـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” ودول الخليج، إلَّا أنَّ تعاونه الخفي مع الحوثيين يُنذر بتحوُّله إلى طرفٍ منحاز، ما يُهدِّد علاقته بالرياض، خاصَّة مع توقُّعات بتراجع التعاون السعودي في “أوبك+”، أو إبرامها اتِّفاقية دفاعية مع واشنطن.

المركز أفاد في تحليل له، إلى أنَّ موسكو استغلَّت أزمة البحر الأحمر لطرح مزايا طرقها اللوجستية البديلة، مثل ممرُّ “شمال- جنوب” مع إيران، والطريق الأوراسي البرِّي مع الصين، وكذلك طريق بحر الشمال الروسي.

كما تستخدم موسكو الحوثيين لتهديد أمن الممرَّات المائية، ما يضرُّ بمصالح الولايات المتَّحدة ومكانتها، فضلًا عن أنَّها رأت في الحوثيين ورقة مساومة مربحة ضدَّ السعودية، التي لها تأثير كبير على أسعار الطاقة.

وأشار إلى أن إستراتيجية روسيا تحولت مِن التركيز على الأيديولوجيا إلى توظيف تحالفات هشَّة مع ميليشيات طائفية، في محاولة لتعويض تراجع نفوذها العالمي، عبر تصدير الفوضى واستغلال الصراعات لتحقيق مكاسب آنية، ما يُعمِّق التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة والعالم.

وحسب المركز، فإن هجمات الحوثيين على السفن الدولية في البحر الأحمر، واستهدافهم المصالح الإسرائيلية، شكلت أحد أبرز التطوُّرات المـُفاجئة في حرب الشرق الأوسط، خلال العام الماضي؛ وحظيت بتأييد روسي لافت. هذا التحوُّل جاء بعدما كشفت المواجهات عجز التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتَّحدة الأمريكية، عن وقف هجمات الحوثيين، ما وفَّر لموسكو ذريعة لاتِّهام واشنطن بتأجيج التصعيد الإقليمي، بينما استغلَّت هي الوضع لتعزيز نفوذها الجيوسياسي بالمنطقة.

لم تكتف موسكو بالدعم السياسي، بل حوَّلت الأزمة إلى ورقة ضغط اقتصادية، حيث ساهمت هجمات الحوثيين في تعطيل الممرَّات البحرية الإستراتيجية، ممَّا حال دون انخفاض أسعار النفط العالمية بشكل كبير، وهو ما يخدم المصالح الروسية في ظلِّ العقوبات الغربية المفروضة عليها. وهكذا، حوَّلت روسيا أزمة البحر الأحمر إلى منصَّة لتعريض ضعف الهيمنة الأمريكية، واختبار قدرة الغرب على حماية مصالحه في نقاط الاشتباك الدولية.

ويرى الفيلسوف الروسي، “ألكسندر دوغين” ، أنَّ هجمات الحوثيين في اليمن ليست مجرَّد عمليَّات عسكرية محدودة، بل هي جزء مِن صراع جيوسياسي أوسع لتحرير المنطقة مِن الهيمنة الغربية، وفرض نموذج “سيادة الأطراف” ضدَّ مركزية القطب الأمريكي.

ويُبرز “دوغين”، في تحليله، أنَّ استمرار الحوثيين في استنزاف الاقتصادات الغربية عبر تعطيل الممرَّات البحرية، وتكبيدها خسائر عسكرية، خاصَّة في أنظمة الدفاع الصاروخي، وتشويه هيبتها الدولية، ما يمنحهم قيمة إستراتيجية كشريك غير تقليدي لروسيا في معركة إعادة تشكيل النظام العالمي.

وبعد تصعيد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، أطلق الفيلسوف والسياسي الروسي، “ألكسندر دوغين”، تصريحًا لافتًا وصف فيه تصرُّفات الغرب بأنَّها “تجاوزت كلَّ الخطوط الحمراء”، داعيًا روسيا إلى ردٍّ إستراتيجي عبر تسليح خصوم الولايات المتَّحدة في الشرق الأوسط. وتضمَّنت دعوته الصريحة ضرورة “تزويد حزب الله والحوثيين بأسلحة متطوِّرة، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية”، مُعتبرًا أنَّ المواجهة مع الغرب دخلت مرحلة حرجة تتطلَّب إجراءات غير تقليدية.

المركز أشار إلى إن تعميق موسكو لعلاقتها بالحوثيين يأتي في سياق إستراتيجية مواجهة الخسائر الإقليمية، في ظلِّ التراجع الجيوسياسي لروسيا وإيران بعد سقوط نظام الأسد، كجزء مِن إستراتيجية مشتركة مع طهران لتعويض خسائرهما عبر خلق نقاط توتُّر جديدة تُربك الخصوم وتُعيد ترسيم أوراق النفوذ. ويُشير هذا التحرُّك إلى تحوُّل في أدوات موسكو مِن الدعم السياسي إلى الدعم العسكري الفعَّال، كردٍّ على تآكل نفوذهما التقليدي في الشرق الأوسط.

وحول موقع روسيا، .. من الحياد إلى الانحياز، أوضح المركز، أنه بات من الصعب على الكرملين الحفاظ على سردية “الحياد” في الصراع اليمني، بعدما كشفت تقارير دولية عن دور روسي مُتزايد في دعم الحوثيين عسكريًّا وتقنيًّا، خاصَّة مع تصاعد هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وإسرائيل. ويبدو أنَّ هذا التحوُّل جاء نتيجة لتعميق الشراكة الإستراتيجية مع إيران، التي شهدت ذروتها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، في 2022م، حيث تحوَّلت طهران إلى شريك رئيس في إمداد موسكو بالطائرات المسيَّرة والصواريخ.

المركز أفاد، أن التعاون العسكري بين موسكو وطهران أصبح أداة لتعزيز نفوذهما المشترك، عبر استخدام إيران كقناة لنقل الأسلحة الروسية إلى الحوثيين.

وتسعى روسيا، بحسب المركز، مِن خلال تقاربها مع الحوثيين، إلى تعزيز نفوذها الإستراتيجي في مواجهة السعودية، وكسب تأثير على الحوثيين، ما قد يُغيِّر مجريات الصراع في حال قرَّروا تهديد السعودية مرَّة أخرى. في الوقت نفسه، تواصل الرياض وواشنطن مناقشاتهما حول معاهدة دفاع محتملة، قد تُوقَّع مع عودة “ترمب” إلى البيت الأبيض. هذه الديناميكيَّات قد تؤدِّي إلى تقليص نفوذ موسكو في منطقة الخليج، ما يبرز أهميَّة التحوُّلات الجيوسياسية في المنطقة. في الوقت نفسه يبدو أنَّ موسكو فضَّلت تبنِّي نهج الغموض في علاقاتها مع الحوثيين.

روسيا تصر على التفاوض مع الحوثيين بدلاً من قصفهم

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحوثيون السعودية اليمن دراسة روسيا هجمات الحوثیین البحر الأحمر الحوثیین فی مع الحوثیین

إقرأ أيضاً:

تشغيل سيارة المركز التكنولوجي المتنقل لخدمة سكان جنوب الغردقة

أعلن اللواء أحمد مهدي، رئيس حي جنوب الغردقة، صباح اليوم الثلاثاء، عن بدء تشغيل سيارة المركز التكنولوجي المتنقل بجوار مقر الحي، في خطوة تهدف إلى تقديم خدمات "الشباك الواحد" للمواطنين وتوسيع نطاق الوصول للخدمات الحكومية داخل الأحياء، بما يتماشى مع توجه الدولة نحو التحول الرقمي وميكنة الخدمات.

محافظ البحر الأحمر يستقبل السفير التايلاندي لبحث سبل التعاون السياحي بين البلدينوكيل تعليم البحر الأحمر يتفقد مدارس الغردقة لمتابعة سير العملية التعليميةتفعيل ملف المشاركة المجتمعية بوحدة صحة الأسرة بأحياء البحر الأحمر لتعزيز التواصل مع المواطنين

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة متكاملة لتيسير الإجراءات على المواطنين، حيث تقدم السيارة المتنقلة باقة متنوعة من الخدمات، أبرزها تقديم الطلبات، الاستعلام عن الموقف القانوني للرخص والمستندات، استخراج شهادات البيانات، تقديم طلبات التصالح، تجديد رخص التشغيل، قيد اتحاد شاغلين، وتجديد رخص المصاعد، دون الحاجة للتوجه إلى مقر الحي.

وأوضح رئيس الحي أن تشغيل السيارة المتنقلة يستهدف التيسير على المواطنين وأصحاب الأنشطة التجارية، وتخفيف العبء عن المراكز التكنولوجية الثابتة، من خلال توفير وسيلة مرنة تقدم الخدمات الحكومية في أماكن مختلفة داخل نطاق الحي. وأشار إلى أن السيارة شهدت منذ تشغيلها إقبالًا ملحوظًا، واستقبلت عددًا من المعاملات من المواطنين.

ودعا مهدي المواطنين إلى إرسال مقترحاتهم حول المواقع الأكثر احتياجًا لخدمات السيارة المتنقلة، عبر الرسائل أو التعليقات على الصفحة الرسمية للحي، لضمان وصول الخدمات إلى أكبر عدد من المواطنين وتحقيق التغطية الشاملة داخل جنوب الغردقة.

وتضم السيارة فريق عمل متخصصًا من موظفي الشباك الموحد، مزودًا بخزانة إلكترونية للدفع باستخدام بطاقات الفيزا، إلى جانب ماكينة نداء آلي لتنظيم الدور، بما يضمن تقديم الخدمات بانسيابية وسرعة. كما تشمل خدماتها إجراءات التراخيص الخاصة بالمحال، الإشغالات، الإعلانات، الهدم، البناء، التعليات، الترميم، التعديل، وتوصيل المرافق.

ويُعد هذا الإجراء ترجمة عملية لسياسة الدولة في تسهيل الإجراءات الحكومية وتقديم خدمات فعالة تراعي احتياجات المواطنين وتدعم خطوات التحول الرقمي وتطوير الأداء الإداري.

مقالات مشابهة

  • مسؤول في البنتاغون يكشف تفاصيل الضربات ضد الحوثيين
  • لافروف: روسيا تحاول إيقاظ الغرب في الكفاح ضد محاولات إعادة كتابة التاريخ
  • مسؤول أمريكي: “الحوثيون” لا يزالون يحتفظون بقدراتهم لشن هجماتٍ في البحر الأحمر
  • مباحثات يمنية أمريكية حول جهود إنهاء حصار الحوثيين واستعادة حرية الملاحة
  • موسكو تعلن استعادة كورسك وزيلينسكي يعلن اعتقال صينيين يقاتلان مع روسيا
  • إعلام يمني: 22 غارة أمريكية استهدفت صنعاء ومحافظتي مأرب والحديدة
  • تشغيل سيارة المركز التكنولوجي المتنقل لخدمة سكان جنوب الغردقة
  • مصرع قيادي حوثي بارز في غارة أميركية
  • «القوة المميتة».. ماذا وراء حملة ترامب الجوية ضد الحوثيين في اليمن؟
  • قائد مهمة "أسبيدس" في البحر الأحمر: لسنا هنا لمحاربة الحوثيين ولا ندعم الهجمات على الأراضي اليمنية (ترجمة خاصة)