ترانيم منظومة بألحان كنسية.. أقباط الأقصر يحتفلون بعيد العذراء
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
احتفل أقباط مركز إسنا جنوب محافظة الأقصر، مساء اليوم الاثنين، بالليلة الختامية لصوم السيدة العذراء مريم، بكنيستها بشارع الكنيسة بإسنا، مقر المطرانية، والذى استمر لمدة 15 يومًا، بتقديم النذور وإشعال الشموع أمام الأيقونة بالإضافة إلى نحـر الذبائـح، بمناسبة ذكرى إعلان صعود جسدها الطاهر إلى السماء، وسط إجراءات أمنية مشددة .
وترأس كهنة إيبارشية إسنا، مراسم احتفالات الليلة الختامية، بصلوات رفع بخور عشية والنهضة الروحية والتسبحة، بمشاركة خورس الشمامسة وجمع غفير من الشعب القبطي.
وشهد الاحتفال طواف الشمامسة أرجاء الكنيسة، حاملين الشموع والصلبان التي تعلوها صور العذراء مريم ومن خلفهم الآباء الكهنة حاملين أيقونة السيدة العذراء، وسط أصوات التراتيل والتماجيد المطوبة للعذراء مريم، وسط فرحة من شعب الكنيسة الذي تهافت لأخذ البركة من أيقونة العذراء مريم.
وفي هذا الصدد يوضح القمص متاؤس القمص زخاري وكيل مطرانية إسنا وأرمنت،أن الأقباط يحتفلون بصوم السيدة العذراء مريم في هذه الفترة من كل عام، إحياءً لذكراها، وينتهي الصوم مع الاحتفال الكبير بعيد السيدة العذراء، وتشهد كنيسة العذراء في مدينة إسنا حضوراً كبيرا من جانب الأقباط والمحبين الذين يتوافدون على الكنيسة في هذه الأيام المقدسة.
وأضاف وكيل مطرانية إسنا وأرمنت، أن صوم السيدة العذراء مريم له قصة حقيقية حدثت لجسد السيدة العذراء مريم بعد وفاتها، حيث إن جسد السيدة مريم يشاء الله أنه لا يظل في الأرض لحكمة منه، وتكريماً للسيدة العذراء، فأرسل الملائكة وأخذوا جسد السيدة مريم بالكفن وصعدوا به إلى السماء، وموجود في مكان مخفي لا يعلمه إلا الله، وهذا مثل ما حدث مع جسد النبي إيليا وغيرهم، وما حدث أن توما أحد تلاميذ السيد المسيح كان موجودا خارج أورشاليم وعندما كان يمشي في الصحراء وجد الملائكة يأخذون جسد السيدة العذراء مريم ويصعدون به إلى السماء، وعندما نادى عليها قال له أحد الملائكة «تعالى وخذ البركة من جسد السيدة العذراء مريم، وذهب وأخذ البركة وتمسك في شريط الكفن حتى أخذه معه إلى الأرض، وهو موجود في إحدى الكنائس التي سميت باسمه».
وأوضح القمص متاؤس القمص زخاري، أن توما عندما عاد إلى فلسطين وأبلغه باقي التلاميذ أن العذراء ماتت وتم دفنها، فسألهم عن مكان دفنها وذهبوا إلى القبر فلم يجدوها، فحكى لهم ما شاهده من الملائكة وصعودهم إلى السماء وهم يحملون جسد السيدة العذراء، فصاموا الـ15 يوما هذه حتى يروا جسد السيدة مريم وهو صاعد إلى السماء، وبعد انتهاء الصوم رأوا جسد السيدة مريم والملائكة تصعد به إلى السماء.
وقال القس هارون صموئيل كاهن كنيسة العذراء مريم بإسنا، أن كل الأديان تكرم السيدة العذراء مريم، وكل الكتب السماوية تحدثت عن العذراء مريم، كما سميت سورة باسمها في القرآن، فالكل يقدر العذراء مريم، وهي من جمعت الأديان السماوية، لذلك تقوم الطوائف الكنسية جميعها بصيام هذه الأيام تكريم للسيدة العذراء مريم، كما أن هناك بعض الطوائف تصوم في أوقات مختلفة، منهم من يصوم من بداية شهر أغسطس.
وأشار القس هارون صموئيل، إلى أن هناك العديد من التقاليد التي تميز صوم السيدة العذراء عن باقي الأصوام، حيث يقوم الأقباط بعمل تسابيح وترانيم يومية منظومة بألحان كنسية خاصة لصوم السيدة العذراء مريم، كما يتم عمل نهضات يومية طوال فترة الصوم، وهي موعظة تلقى كل يوم، وهناك صلوات كل يوم طوال فترة الصوم، كما يتم عمل دورة للصليب بوضع الشموع على صورة السيدة العذراء مريم.
وفي نفس السياق، كثفت مديرية أمن الأقصر بقيادة اللواء حسن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية مدير أمن الأقصر، واللواء محمد الصاوي حكمدار المديرية، واللواء كرم العيادي مساعد مدير أمن الأقصر لفرقة الجنوب بإسنا وأرمنت، من تواجد قوات الشرطة وخبراء المفرقعات بمحيط الكنائس والأديرة، خلال تشديد إجراءات التفتيش للوافدين إليها وتفعيل البوابات الإلكترونية، وتواجد قادة الكشافة ومسئولي الأمن الإداري بالكنائس للتعرف على الوافدين من المناطق المجاورة لها أو من خارجها لمساعدة رجال الأمن خلال عملية التفتيش، وذلك في إطار خطة تأمين الكنائس خلال فترة الاحتفال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأقصر إسنا عيد العذراء السیدة العذراء مریم إلى السماء
إقرأ أيضاً:
وحدة الكنيسة بين الواقع والمرتجى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"وحدة الكنيسة" امنية يتكلم عنها كل المسيحيون وهدف يعملون لأجله.
ولكن ماذا يعنون بالوحدة؟
هل للجميع نفس الفهم لهذا الهدف الأسمى عند المسيحيين؟
لقد تكلم السيد المسيح عن الوحدة بين المسيحيين والتضامن بين بعضهم البعض اكثر من مرة، ولكن هل فهمنا فعلا ما كان يقصد، وهل ننهج انطلاقا من فهمنا لهذه الوحدة؟
مع توسع المسيحية وانتشارها عالميا، نجد ان اشكال الايمان والشكر والليتورجيا تتوسع تدريجيا ملغية أي امل في ان تكون المسيحية موحدة مؤسسيا كما يتخيلها الكثيرون.
ولكن الحل ليس هناك. الوحدة المؤسسية شبه مستحيلة وقد لا تكون هي الوسيلة الناجعة لتحقيق ما نسميه جميعا "الوحدة المسيحية".
لقد اعتمد جزء كبير من المسيحيين حول العالم خيارا رديفا للوحدة المؤسسية المنشودة، أي انضواء جميع مسيحيي الأرض في مؤسسة واحدة، ان اختاروا الوحدة الروحية والوحدة في النهج والخدمة، انطلاقا من سيرة السيد المتجسد وتعاليمه، وهذا الخيار يسمى المسكونية، او العمل المسيحي المشترك.
ان تكونوا موحدين في الروحية والاهداف والمنهج في التعامل مع بني البشر الذين من اجلهم تجسد الرب، فهذا هو جوهر اية وحدة منشودة. ما الضير في ان يكون المسيحيون موزعون على مؤسسات مختلفة وشديدة التنوع، على قدر الحضارات والثقافات التي حلت بها المسيحية، وان يعملوا انطلاقا من مبادئ وقيم موحدة تجاه الناس؟ عند انتفاء إمكانية الدمج الكامل للمسيحيين في بوتقة واحدة، هل نقف متفرجين ننتظر ان تأتي وحدة ما من العدم؟ الا نستطيع ان نعمل معا، ان نصلي ونتأمل ونخدم انطلاقا من قناعة اننا واحد في المسيح وواحد في توجيه الناس نحو الرسالة الخلاصية وتخفيف اوجاعهم؟
الوقوف امام هدف بعيد المنال، صعب التحقيق، لا يجعل الأمور أفضل، لذلك لا بد من خيارات مرحلية تعطي مفاعيل وحدوية تجترحها قدرات المؤمنين الإبداعية وتعطي مفاعيل ذات منفعة للجنس البشري.
في هذا السياق التاريخي، وفي هذا الاتجاه البراغماتي، نشأت الحركة المسكونية وهيئات التنسيق الكنسية في العالم، التي منها مجالس الكنائس.
لقد وعى المسيحيون أهمية الحوار والتنسيق بين بعضهم البعض، فساروا في هذا الاتجاه قدما وارسوا لجان حوار وهيئات تنسيق في شتى المجالات، وقد اثبت هذا التدبير فعاليته على جميع الصعد اذ اصبحوا ينهجون كشخص واحد في المجالات التي يقومون فيها بأعمال مشتركة، اكان في مجال اللاهوت او التنمية او البيئة او الشباب او المرأة او اللاجئين، واللائحة قد تطول.
اما اليوم، في زمن القرية الكونية وثورة المعلومات والثورة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن الاعلام يقوم بدور أساسي وحيوي في دفع الوحدة المسيحية قدما، اذ عبره يجري تعميم قيم وتطلعات وتوجهات وحدوية قدما مما يؤدي الى انشاء روحية عامة مشتركة بين المجموعات المسيحية في العالم، حتى ولو تباعدت على صعد ثقافاتها الأولية وحتى لاهوتها.
لقد أحدثت وسائل وتقنيات التواصل نقلة نوعية في العلاقات بين الكنائس في العالم، اذ رفعت من الشعور بالقضايا المشتركة كما رفعت نسبة التآزر بين المسيحيين، افرادا ومؤسسات، وهذا ليس بمستغرب اذ يقوم الاعلام بدور التنشئة الاجتماعية للبشرية برمتها، متخطيا دور العائلة والمدرسة بذلك.
ان يكون المسيحيون حالة إعلامية متقدمة، فإن ذلك يعني انهم يشكلون حالة معرفية وروحية متقدمة، ويتعاملون مع الناس بمنطق الكيان الواحد، الموحد في تطلعاته ولو كان متنوعا في تركيبته.
يعول المسيحيون كثيرا على الاعلام، أولا من اجل إيصال الرسالة الخلاصية الى الناس، وثانيا من اجل شد أزر المسيحيين وجعلهم يشعرون انهم واحد في مواجهة الاخطار المحدقة بإنسان زمن الحداثة.