الاتحاد الأوروبي: العقوبات الأمريكية على الجنائية الدولية تهديد للعدالة في أوكرانيا
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
حذّرت المفوضية الأوروبية من أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية قد يعرّض التحقيقات الجارية بشأن جرائم الحرب في أوكرانيا للخطر، مؤكدة دعمها الكامل لاستقلال المحكمة وحيادها.
منذ آذار/ مارس 2022، تحقق الجنائية الدولية في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، حيث أصدرت مذكرات اعتقال بحق ستة مسؤولين كبار في الكرملين، بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تتهمه المحكمة بإصدار أوامر بترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا بشكل غير قانوني.
وأشارت المفوضية إلى أن وضع مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية تحت طائلة العقوبات قد يعوق تحقيقاتهم، من خلال تقييد سفرهم حول العالم وصعوبة الوصول إلى الموارد المالية اللازمة لمتابعة عملهم.
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية: "المحكمة الجنائية الدولية تضمن المساءلة عن الجرائم الدولية وتمنح الضحايا صوتًا في جميع أنحاء العالم. يجب أن تتمكن من مواصلة عملها بحرية في مكافحة الإفلات من العقاب".
كما عبّر متحدث باسم المفوضية عن "أسفه" للقرار التنفيذي الذي أصدره ترامب، معتبرًا أنه يهدد عمل المحكمة الجنائية الدولية وقد يؤثر بشكل خطير على التحقيقات الجارية، لا سيما في أوكرانيا، مما يعرقل الجهود المبذولة لضمان العدالة على الصعيد الدولي.
وأضاف المتحدث أن الاتحاد الأوروبي سيراقب عن كثب "التداعيات المحتملة" لهذا القرار، مع إمكانية اتخاذ خطوات إضافية لمواجهته.
إدانات أوروبية لقرار ترامبأعرب أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، عن إدانته الشديدة للعقوبات التي فرضها ترامب، معتبرًا أنها تقوض استقلال المحكمة الجنائية الدولية وتضعف نظام العدالة الجنائية الدولي.
وقال كوستا، خلال لقائه في بروكسل مع رئيسة المحكمة الجنائية الدولية توموكو أكاني، إن المحكمة تلعب دورًا محوريًا في تحقيق العدالة لضحايا بعض أبشع الجرائم في العالم.
بدوره، أعرب وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب، التي تحتضن بلاده مقر المحكمة في لاهاي، عن "أسفه العميق" للعقوبات الأمريكية، محذرًا من أنها تهدد الجهود الدولية لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب.
وجاء في الأمر التنفيذي الذي وقّعه ترامب اتهام المحكمة الجنائية الدولية بالقيام "بإجراءات غير شرعية ولا أساس لها تستهدف أمريكا وحليفتها إسرائيل"، معتبراً أن هذه التحقيقات تمثل "سابقة خطيرة"، في إشارة إلى تحقيق المحكمة في جرائم حرب محتملة في قطاع غزة.
وكانت الجنائية الدولية قد أصدرت العام الماضي مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، إضافة إلى القائد العسكري لحركة حماس محمد ضيف، الذي تأكد مقتله لاحقًا.
وترى المحكمة أن نتنياهو وغالانت مسؤولان عن ارتكاب جرائم حرب تشمل استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، وجرائم ضد الإنسانية مثل القتل والاضطهاد خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
المحكمة الجنائية الدولية تدعو إلى الوحدةيسمح الأمر التنفيذي الذي وقّعه ترامب بتجميد أصول مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية وحظر سفرهم، إضافة إلى فرض عقوبات على أقاربهم إذا كانوا يعملون في تحقيقات تتعلق بالولايات المتحدة أو مواطنيها أو حلفائها.
ووصف البيت الأبيض تحقيقات المحكمة بأنها "تجاوزات تهدد الأمن القومي والسياسة الخارجية لأمريكا"، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى شكر ترامب على موقفه، معتبرًا أنه يحمي سيادة بلاده وجنودها.
يذكر أن الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا طرفين في نظام روما الأساسي الذي تقوم عليه المحكمة الجنائية الدولية، كما أن روسيا والصين والهند لم توقع عليه أيضًا. في المقابل، انضمت أوكرانيا إلى المحكمة في وقت سابق من هذا العام، مما سمح لها بمتابعة القضايا ضد المسؤولين الروس.
ورغم ذلك، تفتقر الجنائية الدولية إلى آليات إنفاذ قراراتها، وتعتمد بشكل أساسي على تعاون الدول الموقعة على نظامها الأساسي، وهو ما يجعل مدى تنفيذ مذكرات الاعتقال مسألة خاضعة للسياسة الدولية أكثر من القانون الدولي.
وفي ظل الضغوط المتزايدة، أصدرت المحكمة بيانًا دعت فيه الدول الأعضاء إلى الاصطفاف خلفها في مواجهة محاولات تقويضها، مؤكدة أنها ستظل تدافع عن العدالة وتعمل بلا كلل لمحاسبة مرتكبي الجرائم حول العالم.
وتأتي هذه العقوبات الأمريكية في أعقاب زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض، حيث أعلن ترامب عن خطة لإعادة إعمار غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو ما اعتبره الفلسطينيون خطة تهدف إلى الاستيلاء على القطاع وتشريد سكانه، مما أدى إلى موجة إدانة دولية واسعة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يفرض عقوبات على الجنائية الدولية ويتهمها باستهداف إسرائيل والولايات المتحدة مراقبون: خطة ترامب بشأن غزة قد تزعزع استقرار الشرق الأوسط وأوروبا أيضا كيف تفاعلت الدول الأوروبية مع مقترح ترامب بشأن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"؟ دونالد ترامبإسرائيلروسياالمفوضية الأوروبيةبنيامين نتنياهوالمحكمة الجنائية الدوليةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب أزمة إنسانية قطاع غزة أبحاث طبية جمهورية السودان ضحايا دونالد ترامب أزمة إنسانية قطاع غزة أبحاث طبية جمهورية السودان ضحايا دونالد ترامب إسرائيل روسيا المفوضية الأوروبية بنيامين نتنياهو المحكمة الجنائية الدولية دونالد ترامب أزمة إنسانية قطاع غزة أبحاث طبية جمهورية السودان ضحايا طوفان الأقصى الصحة إسرائيل الأمم المتحدة تكنولوجيا إيطاليا المحکمة الجنائیة الدولیة فی أوکرانیا یعرض الآنNext عقوبات على
إقرأ أيضاً:
“الغرف التجارية” تصدر بيانا بشأن العقوبات الأمريكية على بعض رجال الأعمال في اليمن
الثورة نت/..
استنكر الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية اليمنية، التصنيفات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية تجاه رجال الأعمال اليمنيين، وآخرها فرض عقوبات على رئيس الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة علي محمد الهادي.
وأكد الاتحاد في بيان، أن تلك التصنيفات والعقوبات تتنافى مع حقيقة أن رجال الأعمال اليمنين محايدون عن الحرب والصراعات وملتزمون بالإعلان الصادر بتاريخ 31 مارس 2016م بشأن حيادية القطاع الخاص عن الحرب والصراعات في اليمن.
وأشار إلى ما قامت به وزارة الخزانة الأمريكية، من فرض عقوبات على رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة بتهم منافية للحقائق والواقع ولا يوجد أي دليل عليها كون علي الهادي تم تعيينه بناءً على قانون الغرف التجارية واتحادها العام رقم (28) لسنة 2003م؛ نظراً لانتهاء الفترة القانونية لمجلس الإدارة السابق.
ولفت البيان إلى أن علي الهادي كان معيناً في الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة مستشاراً لمجلس الإدارة بموجب قرار مجلس الإدارة بالمحضر رقم (2) لسنة 2019م والموقع عليه من رئيس مجلس الإدارة حينها حسن الكبوس.
وبين أن ما قام به الهادي من زيارات خارج اليمن هي لأغراض اقتصادية بحتة لدعم الاقتصاد اليمني وتمويل السوق المحلي رفعاً لمعاناة الشعب اليمني، ومنها زيارته لموسكو والتي كانت بغرض تأمين السوق المحلي من القمح، ولم يكن لها أي غرض سياسي، ولم يلتق فيها بأي مسئول روسي مطلقا.. مشيرا إلى أن علي الهادي رجل أعمال متخصص في تموين السوق اليمني بالسلع الغذائية الأساسية التي تلبي الاحتياجات المعيشية من الغذاء اليومي.
وأشار الاتحاد إلى التداعيات السلبية لتلك التصنيفات على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن وما تسببه من آثار على حركة الواردات السلعية الغذائية والأساسية خصوصا وأن 90 بالمائة من احتياجات الغذاء والدواء والكساء تأتي من الواردات من مختلف الدول.. موضحا أن علي الهادي يعد مورّدا أساسيا لتلك الاحتياجات الغذائية وعلى رأسها القمح والدقيق والسكر والأرز.
وأهاب الاتحاد العام للغرف التجارية، بالإدارة الأمريكية إعادة النظر في التصنيفات والعقوبات على الشعب اليمني والشخصيات اليمنية الاقتصادية، كون هذه التصنيفات سيكون لها نتائج كارثية على الشعب اليمني.. مطالبا الخزانة الأمريكية بإزالة اسم علي محمد الهادي من قائمة العقوبات.