لماذا تستميت قوات الدعم السريع في الدفاع عن جسر سوبا؟
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
الخرطوم- تتصاعد المواجهات بعد نحو 22 شهرا من اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم، في جنوب وشرق ووسط العاصمة، في حين تستميت القوات في التمسك بجسر سوبا الذي يربط الخرطوم مع شرق النيل حتى لا تحاصر وتعزل عن بعضها بين مدن الولاية.
وأطلق الجيش في 26 سبتمبر/أيلول الماضي عملية عسكرية واسعة في مدن ولاية الخرطوم الثلاث عبر جسور النيل الأبيض والفتيحاب والحلفايا نحو أهداف قوات الدعم السريع وسيطر على مواقع مهمة بوسط الخرطوم، في تحول بارز.
وتربط 10 جسور رئيسية بين مدن العاصمة السودانية الثلاثة -الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري- على النيلين الأزرق والأبيض ونهر النيل.
وترتبط الخرطوم مع شرق النيل بجسري سوبا والمنشية التي تسيطر عليهما قوات الدعم السريع، كما ترتبط مع الخرطوم بحري بجسور النيل الأزرق والقوات المسلحة "كوبر"، و"المك نمر".
ويفصل الخرطوم عن أم درمان جسور النيل الأبيض والفتيحاب وجبل أولياء، في حين ترتبط الخرطوم بحري مع أم درمان بجسري الحلفايا وشمبات.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قتالا ضاريا منذ 3 أيام للسيطرة على جسر سوبا الإستراتيجي الذي يربط غرب مدينة الخرطوم بشرقها.
إعلانويوم الثلاثاء، قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان خلال زيارته منطقة ود أبو صالح في شرق النيل إن الجيش اقترب من بسط السيطرة على جسر سوبا.
عرض جسر سويا يبلغ 27 مترا بـ3 مسارات في كل اتجاه (مواقع التواصل) أين يقع جسر سوبا؟ ومتى تم تشييده؟يقع جسر سوبا على النيل الأزرق جنوبي العاصمة الخرطوم، يربط بين منطقتي سوبا "شرق وغرب"، وبين الخرطوم وشرق النيل ويبلغ طول الجسم الخرساني للجسر 571 مترا، بينما يبلغ عرضه 27 مترا بـ3 مسارات في كل اتجاه.
وبدأت عمليات إنشاء الجسر في ديسمبر/كانون الأول 2012 وتم تشغيله في يوليو/تموز 2017، وبلغت كلفة إنشائه 40 مليون دولار.
وتمتد مداخل الجسر من الناحية الغربية لمسافة 3450 مترا لتلتقي مع شارع ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، ومداخله من الناحية الشرقية تمتد مسافة 2300 متر لتلتقي مع شارع العيلفون المؤدي لجسر حنتوب من الناحية الشرقية لولاية الجزيرة.
يمثل الجسر جزءا من الطريق الدائري الذي يربط ولاية الخرطوم ببعضها، ضمن خطة الولاية في طريق ربط الطرق القومية والدائرية في الولاية. حيث تعبره حافلات الركاب والشاحنات من ميناء بورتسودان إلى العاصمة.
بعد سلسلة انتصارات حققها في الخرطوم الكبرى وولاية الجزيرة.. الجيش السوداني يخوض قتالا ضاريا مع قوات الدعم السريع للسيطرة على جسر سوبا الإستراتيجي الذي يربط غرب مدينة الخرطوم بشرقها
للاطلاع على المزيد: https://t.co/iy9IR9y3F3 pic.twitter.com/W1nkSfSMO1
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) February 6, 2025
ما الأهمية العسكرية لجسر سوبا؟يرى الخبير العسكري والأمني سالم عبد الله أن الجسور مواقع إستراتيجية مهمة في المعركة، فهي تسمح بخطوط الاتصال والإمداد عبر النيل الأزرق والنيل الأبيض والنيل الرئيسي بين مدن الخرطوم الثلاث، وأن السيطرة على الجسر يمكن أن تعني الكثير للأطراف المتقاتلة.
إعلانوفي حديث للجزيرة نت يوضح الخبير أن الجسر يعدّ إستراتيجيا بالنسبة لقوات الدعم السريع، إذ يربطها من شرق النيل بالخرطوم، ويمكّنها من الحركة والمناورة والإمداد في هذه المنطقة، وتعني سيطرة الجيش على الجسر إحكام الطوق بشكل كبير على القوات.
ماذا يعني فقد الدعم السريع للجسر؟
يعتقد مصدر عسكري، في تصريح للجزيرة نت، أن مستقبل الحرب في العاصمة يعتمد إلى حد كبير على المعارك الجارية، وإذا تمكن الجيش من إعادة السيطرة على جسر سوبا، واعتبرها -مسألة وقت- سيكون قد حرم الدعم السريع من ممر مهم بين شرق النيل الأزرق وغربه، وسيغير ذلك مسار الحرب.
وحسب المصدر العسكري -الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته- فإن السيطرة على الجسر ستعزل الدعم السريع في جيوب محاصرة، مما يمنع عنها أي إمداد.
ويكشف المصدر ذاته أن قوات الدعم السريع في منطقة سوبا محاصرة، من الجنوب، من قوات الدعم الزاحفة من شرق ولاية الجزيرة ومنطقة العيلفون، وشمالا من الجيش الذي وصل إلى منطقة مرابيع الشريف، وشرقا النيل الأزرق، ولم يعد أمامها إلا الموت أو الهرب غربا إلى الخرطوم ومنها إلى جبل أولياء نحو غرب السودان.
وصار مصير قوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل كاملة، التي تجري فيها عمليات نشطة ووصل الجيش إلى عمقها، مرتبطا بجسر سوبا. لأن جسر المنشية الذي يربط الخرطوم مع شرق النيل أيضا يمكن تحييده في أي وقت بعدما اقترب الجيش من الوصول إلى مدخله الشرقي، ويمكن السيطرة عليه بالنيران في أي وقت.
ويرى المتحدث ذاته أن عدم انسحاب قوات الدعم السريع يعني انتحارها، لأنه ليس أمامها أي منفذ أو معبر للإمداد أو الحركة والمناورة، بحسبه.
كيف تنظر قوات الدعم السريع لتقدم الجيش نحو جسر سوبا وشرق النيل؟بلهجة حادة نفي رئيس دائرة التوجيه والخدمات بقوات الدعم السريع، حسن الترابي، المعلومات عن تراجع قواته في ولاية الخرطوم، معتبرا أن هذه الأنباء ليست سوى إشاعات يروج لها إعلام "العدو والفلول" بهدف تضليل الرأي العام.
إعلانوفي مؤتمر صحفي تم بثه عبر منصات موالية، أكد حسن الترابي الخميس أن "الحقيقة الواضحة هي أن قواتنا تمكنت من صد هجمات العدو في جميع المحاور بشكل كامل وقواتنا متماسكة وقوية، وتواصل التقدم في كل المواقع".
ويقول مسؤول في المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع للجزيرة نت أنهم لا يزالون متمسكين بكافة المواقع الحاكمة والمهمة في الخرطوم وستكون المواجهات حولها عملية "كسر عظم" سواء في جسر سوبا أو غيره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع فی ولایة الجزیرة النیل الأزرق السیطرة على الذی یربط شرق النیل
إقرأ أيضاً:
قتال ضار للسيطرة على جسر إستراتيجي في الخرطوم
يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قتالا ضاريا للسيطرة على جسر سوبا الإستراتيجي الذي يربط غرب مدينة الخرطوم بشرقها.
وقال مصدر مطلع في الجيش السوداني للجزيرة إن الجيش شن أمس الأربعاء غارات على قوات الدعم السريع في المدخل الشرقي لجسر سوبا.
وأكد المصدر أن الجيش والقوات المساندة له يتمركزان حاليا في منطقة الشيخ مصطفى الفادني التي تبعد نحو 20 كيلومترا شرق الجسر.
من جهته، قال مصدر مطلع في قوات درع السودان المساندة للجيش إن قواتهم تخوض معارك على مقربة من جسر سوبا من الناحية الجنوبية.
وأضاف المصدر أن 3 من منتسبي قوات درع السودان قتلوا خلال المعارك.
وكان مراسل الجزيرة نقل أول أمس الثلاثاء عن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن الجيش اقترب من بسط السيطرة على جسر سوبا.
ويعدّ الجسر إستراتيجيا بالنسبة لقوات الدعم السريع إذ يربطها من شرق النيل بالخرطوم، ويمكّنها من الحركة والمناورة في هذه المنطقة، وتعني سيطرة الجيش على الجسر إحكام الطوق بشكل كبير على قوات الدعم السريع داخل الخرطوم.
وتأتي هذه المعارك بهذا المحور بعد سلسلة من الانتصارات حققها الجيش في الخرطوم الكبرى وولاية الجزيرة.
مشاهد من تقدم قوات منطقة الشجرة العسكرية " سلاح المدرعات" وتطهيرها لمناطق الرميلة والمنطقة الصناعية الخرطوم ودار سك العملة، من فلول مرتزقة الدعم السريع#السودان #السودان_ينتصر pic.twitter.com/zxc6mcGQDL
— Sudan News (@Sudan_tweet) February 5, 2025
إعلان معركة الخرطومفي غضون ذلك، أعلن الجيش السوداني أمس الأربعاء أنه أحرز تقدما كبيرا في الخرطوم وسيطر على حي الرميلة ومقر الإمدادات الطبية ودار صك العملة غربي المدينة.
وقالت مصادر ميدانية إن قوات سلاح المدرعات التابعة للقوات المسلحة أصبحت بذلك على مقربة من شارع الغابة المؤدي إلى وسط الخرطوم، حيث تتمركز قوات الدعم السريع.
في المقابل، قال عمران سليمان مستشار قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إن قواتهم مستعدة لما سماها معركة الخرطوم.
وأضاف سليمان أن "مدينة الخرطوم ستكون مقبرة للغزاة والمأجورين"، معتبرا أن الحرب في السودان شارفت على نهايتها.
وقبل نحو أسبوعين، تمكن الجيش من فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات الدعم السريع على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة ومعسكر سلاح الإشارة بعد معارك وسط الخرطوم بحري.
وأقرّ قائد الدعم السريع الأسبوع الماضي بتعرض قواته لانتكاسات في الخرطوم، واعتبر أنها قادرة على طرد الجيش من العاصمة مرة أخرى.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان صراعا مسلحا أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 14 مليونا، حسب بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن عدد الضحايا أكبر بكثير مما أُعلن عنه.