وفاة مغني روسي مناهض للحرب بعد سقوطه من النافذة
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
فبراير 7, 2025آخر تحديث: فبراير 7, 2025
المستقلة/- توفي مغني روسي وصف فلاديمير بوتين بأنه “أحمق” وزعم أنه تبرع للجيش الأوكراني بعد سقوطه من نافذة شقته في الطابق العاشر، وفقًا للتقارير.
قالت وسائل إعلام روسية يوم الخميس إن فاديم سترويكين سقط أثناء عمليات تفتيش الشرطة بشأن صلاته المزعومة بأوكرانيا.
وقالوا إنه يواجه عقوبة تصل إلى 20 عامًا في السجن إذا اتهم وأدين بدعم منظمة إرهابية لدعمه المزعوم للجيش الأوكراني.
ويقال إن سترويكين دخل مطبخه للحصول على كوب من الماء قبل أن يتم العثور عليه ميتًا على الأرض بالخارج.
لم يكن الموسيقي البالغ من العمر 59 عامًا منخرطًا في السياسة ولكنه تحدث علنًا عن الحرب في أوكرانيا، ونشر بانتظام على موقع VK.
كتب في مارس 2022: “أعلن هذا الأحمق [بوتين] الحرب على شعبه وكذلك على دولة شقيقة. لا أتمنى وفاته؛ أريد أن أراه يُحاكم ويُسجن”.
في أعقاب وفاة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني في مستعمرة جزائية في القطب الشمالي في فبراير/شباط من العام الماضي، كتب سترويكين: “أوغاد”.
وتقوم لجنة التحقيق الروسية بفحص ظروف وفاة سترويكين. وهو ينضم إلى قائمة طويلة من الروس الذين سقطوا إلى حتفهم في ظروف غير عادية أو في حوادث أخرى يكتنفها الغموض على مدى العقدين الماضيين.
وأدين أشخاص بانتظام بتهمة “تشويه سمعة الجيش الروسي” في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي منذ غزو موسكو لأوكرانيا في عام 2022، لكن السلطات الروسية كثفت حملتها ضد المعارضة في الأشهر الأخيرة.
في الأسبوع الماضي، توفي عقيد روسي كبير بعد سقوطه من ارتفاع 50 قدمًا من نافذة، بينما يقاتل العقيد أليكسي زوبكوف، وهو موظف في لجنة التحقيق الروسية، من أجل حياته بعد سقوط مماثل.
كان أحد أكثر الحوادث شهرة هو سقوط رافيل ماجانوف، رئيس شركة لوك أويل، ثاني أكبر شركة نفط في روسيا، من نافذة في الطابق السادس في مستشفى خاص يُعرف باسم عيادة الكرملين في عام 2022.
في عام 2023، عُثر على مارينا يانكينا، وهي مسؤولة حربية بارزة ورئيسة قسم الدعم المالي للمنطقة العسكرية الغربية بوزارة الدفاع الروسية، ميتة بعد سقوطها من نافذة في الطابق السادس عشر في سانت بطرسبرغ.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: من نافذة
إقرأ أيضاً:
إلى الحرابلة في مأزق لا للحرب: المستقبل يُبنى في الحاضر
وسط النزاع الدامي الذي يعيشه السودان، اختارت مجموعة من القوى السياسية والمجتمعية تبني موقف "لا للحرب"، وعرفت باسم "الحرابلة". ورغم أن هذا الموقف يبدو مبدئياً وشجاعاً، إلا أنه يواجه تحديات حقيقية، لا سيما في ظل التعقيد العسكري والسياسي الحالي. فرفض الحرب وحده لا يكفي، بل يتطلب تقديم بدائل عملية مقنعة تمهد لمستقبل أكثر استقراراً وعدالة.
الغضب الشعبي وانتهاكات الدعم السريع
يواجه الحرابلة معضلة كبرى تتعلق بالغضب الشعبي المتصاعد بسبب الانتهاكات الوحشية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مختلف المناطق، وكذلك قام الجيش والمليشيات المتحالفة معه بجرائم وهي أيضاً مدانة، إلا أن جرائم مليشيا الدعم السريع كانت ممنهجة ومتكررة وكبيرة العدد بحيث أصبح من الاستحالة حصرها، وبعضها في مناطق ليس فيها تواجد حتى لنقطة شرطة، هذه الجرائم دفعت الآلاف من المدنيين للاستنفار وحمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم واستعادة منازلهم وأراضيهم، ما يجعل دعوات وقف الحرب تبدو منفصلة عن واقع الضحايا ومعاناتهم. فكيف يمكن للحرابلة إقناع المتضررين بموقفهم دون أن يظهروا بمظهر الحياد البارد؟
معضلة السلطة الصفرية
الحرب الدائرة في السودان قائمة على معادلة صفرية، حيث يسعى كل طرف لإلغاء الآخر عسكرياً أو سياسياً تحت ذرائع مختلفة كاذبة، سواء كانت هدم دولة ٥٦ والقضاء على الكيزان وجلب الديمقراطية او حرب كرامة. في ظل هذه المعضلة، يصبح الحديث عن السلام دون تفكيك هذه المعادلة مجرد ترف سياسي. فكيف يخطط الحرابلة للتعامل مع هذا الواقع؟ وهل لديهم رؤية واضحة تضمن عدم تكرار تجارب الفشل السابقة التي بنيت على تقاسم السلطة مع العسكريين دون مساءلة ومحاسبة على الإنتهاكات؟. وفي خطاب رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب دعا للقاء يجمع البرهان وحميدتي وهو ما يوحي بتفصيل دور سياسي لهم بعد الحرب ويقول المثل "من جرب المجرب حاقت به الندامة"
التدخلات الخارجية والموقف الانتقائي
لا يمكن فهم الحرب في السودان دون النظر إلى التدخلات الخارجية التي تغذيها. وبينما يركز البعض على الدعم الذي يتلقاه الجيش، يتم تجاهل الدعم الإماراتي الواسع لمليشيا الدعم السريع. هذا الانتقائية في الطرح تضعف مصداقية تيار "لا للحرب"، فهل يملكون الجرأة على رفض جميع أشكال التدخل الخارجي بوضوح؟. كذلك دعا حمدوك في خطابه بتاريخ ٤ مارس حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب لتشكيل قوة أفريقية و/أو دولية لحفظ السلام، وهذا أمر يبدو بعيد المنال في ظل تقليص الولايات المتحدة دورها الخارجي في أفريقيا وبالتالي دعم قوات حفظ السلام وهي الممول الأكبر لها. كما أن اعتقال ياسر عرمان في كينيا وإطلاق سراحه في تحليلي يبدو بايعاز من كفيل الدعم السريع لكينيا لتوجيه رسالة ل"صمود" لرفضهم مساندة حكومة مليشيا الدعم السريع، أكثر من تنفيذ مذكرة إعتقال حمراء للانتربول والشواهد كثيرة.
الانقسامات الداخلية وخطر التفكك
مع تصاعد الخلافات داخل تيار "لا للحرب"، بدأت بعض مكوناته تدعم مشاريع سياسية مرتبطة بمليشيا الدعم السريع، بل وظهرت كيانات موالية له في مناطق سيطرته. هذا التوجه يثير تساؤلات حول ما إذا كان التيار لا يزال معارضاً للحرب، أم أصبح غطاءاً سياسياً لمشاريع إعادة تشكيل السودان وفق أمر واقع جديد؟. وهل كان هذا الإنحياز للمليشيا يؤثر على مواقف تقدم قبل إنقسامها وتسبب في تضارب رسائلها الإعلامية للسودانيين؟
الضعف الإعلامي وغياب الرسالة الموحدة
تعاني قوى "لا للحرب" من ضعف إعلامي واضح، إذ تفتقر إلى خطاب موحد ومؤثر يصل إلى الشارع السوداني. عليهم تقديم رؤية تخاطب مخاوف المواطن البسيط. فهل يدركون أن مجرد رفع شعار "السلام" دون ربطه بحلول واقعية ويعالج تفكير المواطن البسيط لن يكسبهم تأييد الشارع؟.
غياب الشفافية وإرث المرحلة الانتقالية
كثير من قادة هذا التيار كانوا جزءاً من المشهد السياسي بعد سقوط البشير، ولم يلبوا تطلعات الشارع حينها. هذا الإرث السياسي يضعف الثقة في خطابهم الحالي، لا سيما في ظل غياب بيانات واضحة منهم في كثير من المواقف أثناء الحرب، بل وتضاربها أحياناً. كذلك لم يوضحوا جهودهم وخططهم لوقف الحرب للشارع السوداني.
"لا للحرب" وحدها لا تكفي
في ظل هذه التحديات، يظل السؤال مفتوحاً كيف يمكن تحقيق السلام دون معالجة الغضب الشعبي الناجم عن الانتهاكات؟ وهل لديهم تصور عملي لنزع سلاح المليشيات مع الطرفين التي باتت أمراً واقعاً؟ إذا كانوا يرفضون التدخلات الخارجية، فلماذا يتجاهلون دعم الإمارات للدعم السريع وهي خطر عليهم أيضاً حيث ترفض وتعيق أي تحول ديمقراطي؟ وأخيراً، إذا انتهت الحرب بسيطرة الطرفين كل على جزء من البلاد، فما هو موقفهم من المستقبل، أم أن "لا للحرب" مجرد شعار لا يتجاوز هذه المرحلة؟
mkaawadalla@yahoo.com
محمد خالد