لماذا كُتبت “لا إله إلا الله” على دينار إنجليزي قبل ألف عام؟
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
#سواليف
لتاريخ #الإسلام مع الغرب الأوروبي جذور قديمة وعميقة، بدأها #المسلمون حين حطوا رحالهم في #القارة_الأوروبية بشرقيها وغربيها على السواء، في الشرق من خلال المواجهة مع البيزنطيين في القرون الأولى، وفي الغرب حين نجحوا في #فتح_الأندلس والتوغل شمالا والاقتراب من العاصمة الفرنسية باريس لولا معركة بلاط الشهداء التي أوقفت هذا المد.
وقد أثبت شكيب أرسلان في كتابه “تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط” أن وجود المسلمين في غرب أوروبا لم يقتصر على إسبانيا والبرتغال وفرنسا فقط، بل تعداها إلى سويسرا وإيطاليا في القرون الأولى من عمر الإسلام، وبهذا عرفت #أوروبا مبكرا هذا الدين وأنصاره، وكان من الطبيعي أن تتأثر بهذا التيار الحضاري الجديد الذي يكتسح العالم.
ولم تكن علاقات الإسلام بالغرب علاقة حروب ومقارعة سيوف بسيوف، أو مطاردة فقط، بل كانت العلاقات بينهما أيضا سياسية واقتصادية تجارية ودبلوماسية، ونظرا إلى النهضة الإسلامية الكبرى في العصرين الأموي والعباسي، وازدهار العلوم والمعارف، والرفاه التجاري والاقتصادي، فقد أصبحت الحضارة الإسلامية هي النموذج الذي تتطلع إليه شعوب الأرض بمن فيهم الغربيون والروس.
مقالات ذات صلةوهذا ما يؤكده المؤرخ ويل ديورانت في موسوعته “قصة الحضارة” حين يقول: “لقد ظل الإسلام خمسة قرون من عام 700 إلى عام 1200 يتزعم العالم كله في القوة، والنظام، وبسطة الملك، وجميع الطباع والأخلاق، وفي ارتفاع مستوى الحياة، وفي التشريع الإنساني الرحيم، والتسامح الديني، والآداب، والبحث العلمي، والعلوم، والطب، والفلسفة”. ولا شك أن هذا الازدهار الأخلاقي والديني والعلمي قد جعله أسوة للعالمين، يتطلعون إليه، ويسعون لتقليده والسير على خطاه.
أوفّا ريكس وعصره
وهذا ما نراه في كثير من الأدلة حتى يومنا هذا، ففي منتصف القرن التاسع عشر، اكتُشف دينار ذهبي سُكّ في #بريطانيا يحمل على جانبيه عبارات التوحيد والإيمان بالله وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. ورغم أن تاريخ سكّ الدينار المكتشف في روما يعود إلى ما قبل ذلك بقرون من الزمان، فإنه لم يحقق شهرة واسعة إلا بعد صدور التقرير الذي أعدَّه الباحث في علم المسكوكات أدريان لو نجبيرير، وأرسله إلى جمعية هواة جمع المسكوكات في بريطانيا عام 1841.
وإذا نظرنا إلى هذا التقرير فسنجدُ أن تاريخ ضرب هذا الدينار يعودُ إلى عصر الملك الإنجليزي أوفّا رِكس (OFFA REX)، الذي عاش في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي، أي قبل حوالي 1200 عام. كان أوفا ركس أحد أبرز الملوك الأنجلوساكسون الذين وحّدوا إمارات الجزيرة البريطانية المتنازعة تحت مملكة مِرسيا بعد صراعات وحروب دامت طويلًا، ويُعدّ من أعظم ملوك تلك الحقبة فقد تولى الحكم قرابة أربعين سنة، فكان أحد المؤسسين الكبار لتوحيد الجزيرة البريطانية، ويأتي السؤال الأبرز: لماذا سكّ أوفا هذا #الدينار_الذهبي بعبارات الإسلام؟ ولماذا وُجد في روما تحديدا؟!
إذا رجعنا إلى تاريخ بريطانيا بين منتصف القرن الرابع الميلادي ومنتصف القرن السادس الميلادي، فسنجد أن البلاد شهدت أولى الغزوات الجيرمانية، حيث يُشار إلى الجيرمانيين بالأنجلوساكسون أو الساكسون، وهم مجموعة تضم الساكسون والإنجليز والجوت القادمين من الدنمارك وجزيرة جوتلاند (التي تقع في السويد اليوم) وألمانيا؛ إذ قامت هذه الجماعات بالهجوم على الجزيرة البريطانية دون مواجهة قوية من السكان الأصليين، الذين فروا أمام الغزاة الأقوياء واستقروا في مناطق ويلز الجنوبية، لتصبح موطنا لهم.
ولكن وبسرعة لافتة بدأ صراع قوي بين قادة هذه المجموعات، واستطاع كل منهم تأسيس مملكة خاصة؛ مما أدى إلى ظهور سبع ممالك في الجزيرة، هي: ويسكس وساسكس وإسيكس وإيست أنغليا ومِرسيا ونورثَمبريا وكينت. وفي نهاية المطاف هيمنت على تلك الممالك وتزعمتها جميعا مملكة مِرسيا بعد حروب وصراعات عنيفة، وذلك بفضل قوة وبأس ملكها أوفا ركس الذي حكم بين عامي 757 و796م، واستطاع أن يحوز ألقاب ملك إنجلترا وملك كل بلاد الإنجليز وملك مِرسيا العظيم.
ومن اللافت أن أوفا لم يستطع تحقيق هذا الإنجاز المذهل بتوحيد الجزيرة تحت سلطته إلا بفضل قوته العسكرية، التي استندت إلى موارد مالية قوية مستمدة من التجارة والثروات، وقد نُقل عنه قوله: “أي ملك يسعى لتحسين مستوى معيشة شعبه وتحقيق أمجاده، ينبغي له دعم التجارة وتشجيعها”.
وهي الإستراتيجية التي تعكس اهتمام أوفا بالتجارة وتركيزه على الاقتصاد ورغبته في بناء علاقات دبلوماسية وتجارية مع القوى الأوروبية المحيطة به، وكذلك مع العالم الإسلامي الذي كان في ذروة حضارته وقوته العسكرية تحت حكم الخلفاء العباسيين الأوائل.
وكما سنجد في الموسوعة البريطانية فإن الملك أوفا كان حريصا على إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية مع أقوى الممالك الأوروبية في ذلك الوقت، مثل مملكة الفرنجة (فرنسا) والإمبراطورية الرومانية المقدسة بقيادة الملك شارلمان، ولهذا السبب عمل أوفا على تحديث العملات المعدنية الفضية والذهبية للإنجليز لتسهيل التجارة بين إنجلترا وجيرانها، إضافة إلى العالم الإسلامي الذي كان له وجود قوي في أوروبا نتيجة انتصارات المسلمين في الأندلس وجنوب فرنسا.
دينار أوفّا ريكس والجدل الكبير
ومع ذلك، كان أوفا مترددا في الاعتراف بسلطة الكنيسة الكاثوليكية في روما، التي كان يدعمها أقوى أباطرة أوروبا وقتئذ شارلمان، حيث كان يعد نفسه الحامي لها والخادم لأهدافها وأفكارها في آن واحد؛ وبسبب ذلك قرر شارلمان معاقبة أوفا على تردده وعدم اعترافه بالكنيسة الكاثوليكية، وذلك بمنع التجار الإنجليز من دخول فرنسا؛ مما اضطر أوفا إلى قبول النفوذ البابوي وزيادة سلطته على الكنيسة الإنجليزية.
وبحسب المؤرخ مصطفى الكناني في كتابه “عصر أوفا ملك إنجلترا” فقد لاحظ المؤرخون أن العملات التي تم سكها في بداية فترة حكم أوفا كانت تحمل شارة الصليب المسيحي وصورة الملك، لكن الوضع تغير في نهاية عهده، حيث اختفت علامة الصليب وصورة الملك، وظهر الدينار الذهبي الذي نقش عليه عبارة التوحيد والإسلام مؤرخا بعام 157هـ/ 774م.
فعلى وجه الدينار، سنجدُ في الهامش “محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله”، وفي المركز نُقشت “لا إله إلا الله وحده لا شريك له”، أما في الظهر فتظهر في الهامش “بسم الله ضُرب هذا الدينار سنة سبع وخمسين ومئة”، وفي المركز “محمد رسول الله مع اسم الملك OFFA REX””.
وقد عُرض هذا الدينار لأول مرة في صالة بيع في روما، ومن المحتمل أنه كان جزءا من هدية أو جزية سنوية للبابا أدريان الأول، حيث تعهد أوفا بإرسال 365 قطعة ذهبية سنويا، وهذا النمط من النقش والضرب كان يشبه إلى حد كبير الدينار العباسي المعاصر له في عصر الخليفة أبي جعفر المنصور.
وقد تباينت تفسيرات المؤرخين والباحثين حول الأسباب التي دفعت الملك أوفَّا إلى سكِّ هذه العملة؛ إذ أشار فريق منهم إلى أن هيمنة الدينار في العالم الإسلامي، من المشرق إلى المغرب، بما في ذلك الأندلس وجنوب فرنسا خلال عصر عبد الرحمن الداخل الأموي وأحفاده، جعلت القوى اللاتينية والأوروبية تسعى لاتباع هذا النموذج وسك دينار يحمل طابعا إسلاميا.
يدعم هذا الرأي أن شارلمان، ملك الإمبراطورية الرومانية المقدسة ومركزها فرنسا، كان من أوائل من بادر بتقوية العلاقات مع العباسيين في عصر الخليفة هارون الرشيد، حيث كانا يتبادلان الهدايا الثمينة. ومن هنا، سعى أوفَّا رِكس، ملك إنجلترا، للحصول على بعض من هذه المزايا من خلال تعزيز العلاقات مع أقوى الإمبراطوريات في ذلك الوقت عبر سك هذه العملة، بهدف تنشيط التجارة معه ومع المسلمين، وفتح الطريق لقبولها في العالم الإسلامي الذي كان يرفض قبول العملات التي تحمل صور الصلبان، وهذا الرأي كان من بين أبرز ما طرحه المؤرخ البريطاني بلنت.
ووفقا للدراسة التي أعدها الباحثان جير باخاراش وشريف أنور بعنوان “هيبة العُملات الإسلامية، تقليد إنجليزي من القرن الثامن للدينار الإسلامي”، فإن المفتاح لفهم قرار الملك أوفا بتقليد دينار الخليفة العباسي المنصور يتمثل في مفهوم “التقليد المرموق”؛ وسنلاحظ أن العُملات الذهبية الإسلامية ظهرت فجأة واستُخدم المصطلح الإسلامي “Mancus” وهي الكلمة العربية “مَنقوش” في أجزاء من شمال إيطاليا وأحيانا في أماكن أخرى، مثل إنجلترا الأنجلوساكسونية والإمبراطورية الكارولنجية.
واستنادا إلى المصادر التي تعود إلى العصور الوسطى، فقد ظهر مصطلح “Mancus” أكثر من 100 مرة في القرنين الثامن والتاسع في الوثائق اللاتينية بإيطاليا، بما في ذلك البندقية وروما وميلانو، وكل هذا يُظهِر أن العُملات الذهبية العربية كانت معروفة في إيطاليا، وأنها استُخدمت في أنواع معينة من المعاملات.
وقد وفرت هذه العُملات أو الدنانير الذهبية التي سارت على النمط الإسلامي معيارا معترَفا به للقيمة، وكانت من نوع العملات الاحتياطية التي يحتفظ بها الأفراد الأثرياء بأعداد قليلة نسبيا، وكانت مألوفة بما يكفي لتوفير معيار معترف به، يُردَع من يخل به بعقوبة صارمة.
لهذا السبب كانت العملة الذهبية الأكثر شهرة في عالم البحر الأبيض المتوسط الأوسط في أواخر القرن الثامن هي الدينار الإسلامي أو “المانكوس” كما كان يُعرف باللاتينية، ومن ثم سار الجميع على نمطها، وأصبحت جزءا من المعاملات الرسمية الدولية، وهو الأمر الذي جعل أوفا يسير على نمط الدينار الإسلامي في إرسال ما يجب عليه من هدية سنوية للبابوية في روما.
هل أسلم أوفا ريكس؟
ولكن على الرغم من ذلك، فإن لدينا تفسيرات أخرى، إذ إن اكتشاف هذا الدينار في روما وعدم اكتشافه في بريطانيا دفع بعض المؤرخين إلى تفسيره بأنه نوع من النكاية في الباباوية، فقد كان ملك مِرسيا والجزيرة البريطانية يدفع جزية سنوية قدرها 364 دينارا ذهبيا. ويستند هذا التفسير إلى الخلافات التاريخية المعروفة بين أوفَّا ورجال الكنيسة الإنجليزية من جانب والبابا في روما، إضافة إلى نزاعاته مع شارلمان من جانب آخر، حيث كان أوفَّا يعامله معاملة النِّدّ.
وكما يذكر مصطفى الكناني في كتابه السابق تُظهر مواقف البابوية والكنيسة الرومانية المعادية لتلك العبارات بعد عصر أوفَّا، خلال فترة الحروب الصليبية، أنها لم تكن لتقبل من أتباعها، ومنهم أوفَّا، دفع الجزية السنوية بعملة تحمل عبارات إسلامية واضحة كهذا الدينار. فعلى سبيل المثال، قام الأمراء الصليبيون في طرابلس وصيدا بسك عملات تحمل اسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الهجري، لكن مندوب البابا المرافق لحملة لويس التاسع الصليبية رفض قبول تلك العملات، وهو ما يجعل من غير المحتمل أن تقبل البابوية في روما، في أوج قوتها، عملة قادمة من إنجلترا جزيةً من ملك مسيحي تحمل هذه العبارات، إلا إذا كان ذلك الملك يعتنق دينًا آخر.
يتشابه نمط سك دينار أوفَّا الذهبي، الذي يحمل عبارات التوحيد، بشكل كبير مع الدينار العباسي البغدادي، وليس الدينار المغربي أو الأندلسي؛ وهذا يشير إلى أن أوفَّا كانت له علاقات وثيقة مع السلطات العباسية، وأنه أتاح للتجار المسلمين دخول بريطانيا في القرن الثامن الميلادي لتبادل السلع وفقًا للعلاقات التجارية المتبادلة بين الطرفين.
ويؤكد روري نيسميث أستاذ المسكوكات الأنجلوساكسونية في جامعة كامبردج وجود عملات إسلامية مكتشفة في بريطانيا الأنجلوساكسونية، وذلك في دراسته “العملات الإسلامية من إنجلترا في العصور الوسطى المبكرة”، حيث توجد اليوم 173 عُملة معدنية فضية وذهبية إسلامية في مجموعات مختلفة تعود إلى ما قبل عام 1100م، وهي دليل على وجود علاقات إسلامية إنجليزية تجارية واقتصادية كانت قوية وراسخة.
ولعل هذا هو ما جعل الدكتور مصطفى الكناني يرى أن الدينار الذهبي الذي قرر أوفا إرساله إلى البابوية في روما خاصة، والذي يحمل كلمة التوحيد، يُعدّ دليلا واضحًا على اعتناق هذا الملك للإسلام من خلال التجار المسلمين الذين تم فتح أبواب بريطانيا أمامهم.
يقول الكناني: “إن التجار المسلمين لم يكونوا مجرد رجال أعمال، بل كانوا أيضا دعاة للإسلام، على دراية كاملة بالأمور الفقهية وأصول الدعوة والشريعة. ولما اتسموا به من حسن خلق وسلوك قويم واستقامة وأمانة، كانوا نموذجًا حقيقيًّا يُمثل المسلم المثالي. وبالتالي، فإن من الممكن وجود نوع من التواصل المباشر بين بعض هؤلاء التجار الكبار وأوفَّا، حيث ناقشوا معه مفهوم عبارات التوحيد الإسلامية المنقوشة على الدنانير العباسية بعد أن أثارت اهتمامه”.
ويبدو أن هذه النقاشات تطورت إلى دعوة الملك أوفَّا إلى الإسلام، حيث جرى الحديث في مختلف القضايا المتعلقة بالمسيحية، تماما كما نجح المسلمون المهاجرون إلى الحبشة، بقيادة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، في دعوة النجاشي، ملك الحبشة المسيحي، إلى الإسلام من قبل. ومن المحتمل أن هؤلاء التجار قد حققوا أيضًا نجاحًا مشابهًا مع الملك أوفَّا، وربما يكون قد اعتنق الإسلام بمفرده أو مع أسرته وكبار مساعديه في البداية، ثم أعلن ذلك رسميًّا وقرر سكّ هذه العملة التي أرسل بعضها جزيةً إلى البابوية في روما كما كان يفعل سابقا. ويُعدّ -كما يذكر الكناني- اختفاء الوثائق من عصر الملك أوفَّا دليلًا على ذلك، رغم وجود وثائق من فترات سابقة ولاحقة من ملوك بريطانيا.
ولا يُستغرب من التجار المسلمين القيام بهذا الدور، إذ قاموا بذلك بنجاح في بلدان وجزر جنوب شرق آسيا والمحيط الهندي، فضلًا عن مناطق شرق وغرب ووسط أفريقيا. وتفيد كتب الجغرافيا الإسلامية بأن المسلمين كانوا على دراية بالجزر البريطانية، إذ أشار الجغرافي الشهير الإدريسي في موسوعته “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق” إلى جزيرة إنقلطارة، وذكر أهم مدنها في ذلك الوقت، بما في ذلك لندن التي أطلق عليها اسم لندرس، على نهر نطنزة، المعروف اليوم بنهر التيمز، ولا شك أن معرفة الإدريسي بجغرافية بريطانيا، ومعلوماته عن المسافات بين المدن وطبائع أهلها، كانت نتاج خبرة المسلمين الذين سبقوه عبر القرون الخمسة الأولى من عمر الإسلام، إضافة إلى اللجنة العلمية التي أنشأها لهذا الغرض.
ومهما كانت تفسيرات المؤرخين لوجود عبارة التوحيد على دينار ذهبي بريطاني قبل 1200 عام كما رأينا بين مؤيد لتقليد المنقوش الإسلامي لقوته ومعياريته ووجوده في مناطق مختلفة من القارة الأوروبية بما فيها إيطاليا، وبين مرجح لإسلام الملك أوفّا، وأنه لم يكن يُتصور أن يرسل ملك أوروبي مسيحي جزية سنوية مقررة إلى البابا في روما وهي تحمل عبارة التوحيد إلا إذا كان مسلما بالفعل.
مهما كانت تلك التفسيرات فإن قصة هذا الدينار سواء أكان أوفا مسلما أم مقلدا للدينار الإسلامي؛ تؤكد بلا شك قوة الدولة الإسلامية على الساحة العالمية في عصرها العباسي، خاصة في زمن أبي جعفر المنصور والهادي والمهدي والرشيد والمأمون، وسنجد في القرن التالي بعض ملوك روسيا يستنجدون بالخلفاء العباسيين لإمدادهم بالدعاة والأطباء والخبراء، وهو ما يتجلى في رحلة ابن فضلان التي تناولناها من قبل.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الإسلام المسلمون القارة الأوروبية فتح الأندلس أوروبا بريطانيا الجزیرة البریطانیة العالم الإسلامی القرن الثامن هذا الدینار هذه الع کان أوف فی روما فی ذلک ا کانت بما فی
إقرأ أيضاً:
“اقتحام سفارة إسرائيل في القاهرة”.. لماذا تعرض تل أبيب مسلسلا عن ثورة 25 يناير 2011؟
#سواليف
أثار #مسلسل ” #التحرير ” الإسرائيلي الجديد الذي يسرد أحداث #اقتحام #السفارة_الإسرائيلية بالقاهرة في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 ضجة كبيرة بالشارع الإسرائيلي.
والمسلسل الذي يحمل اسم باللغة العربية “التحرير”، ونشر في الإعلام العبري تحت عنوان ” #فوضى في #مصر “، يكشف أحداث واقعية صادمة وقعت داخل في السفارة الإسرائيلية بمصر عام 2011.
ويسرد المسلسل الدرامي الإسرائيلي الجديد والذي يبث حاليا على قناة YES الإسرائيلية، أن أحدث المسلسل المثير للجدل وقعت بعد أشهر قليلة من اندلاع ثورة ” #الربيع_العربي ” في #مصر حيث خرجت حشود من المتظاهرين في ميدان التحرير متجهين للتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية.
مقالات ذات صلة اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يغلقون مقرات “أونروا” احتجاجاً على تجاهل مطالبهم 2025/02/05وتبدأ أحداث القصة في عام 2011، في إحدى الأمسيات الباريسية اللطيفة حيث يقضي زوجان شابان شهر العسل في المدينة الأكثر رومانسية في العالم، وعند مغادرة الفندق، اقترب رجال الشرطة من الرجل وألقوا القبض عليه، وتبين أنه مطلوب من قبل الإنتربول، ويوجد طلب تسليم ضده مقدم من الحكومة المصرية، وهو متهم بارتكاب جريمة قتل أثناء عمله حارساً أمنياً في السفارة الإسرائيلية في مصر.
وكان ميدان التحرير في القاهرة، محورًا رئيسيًا للثورة المصرية عام 2011، والتي أدت إلى الإطاحة بالرئيس الراحل حسني مبارك بعد ما يقرب من 30 عامًا في السلطة.
وقال موقع nessziona الإخباري الإسرائيلي، إن الربيع العربي كان يمكن أن يشكل لحظة فاصلة في نضال شعوب المنطقة من أجل الحرية والعدالة، ولكن نتائجه كانت معقدة. وفي حين نجحت تونس نسبيا في الحفاظ على إنجازاتها الديمقراطية، فإن العديد من البلدان الأخرى شهدت تدهورا إلى وضع أكثر خطورة مما كان عليه قبل الثورات.
ويحكي المسلسل أنه بعد اندلاع الثورة في مصر تجمعت الحشود في ميدان التحرير، وحدث حادث أمني على الحدود المصرية الإسرائيلية أدى لمقتل جنديين مصريين على يد القوات الإسرائيلية، مما دفع حشدا غاضبا للتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية، وإجلاء الدبلوماسيين والموظفين وعائلاتهم على عجل، ولكن يتم إصدار أوامر لعدد من حراس الأمن في السفارة الإسرائيلية في مصر بالبقاء حتى لا يتركوا السفارة ويجدوا أنفسهم محاصرين هناك، مع عدم وجود إمكانية للهروب وفرصة ضئيلة للنجاة.
ويعتبر ضابط أمن السفارة روي بارزاني (شون سوفتي) مسؤولاً إلى حد ما عن وضعهم لأنه لم يطلب من رؤسائه إجلاء حراس الأمن أيضاً، فيما يعتقد نائبه وصديقه الحميم تال شيمتوف (مود شفايتزر) أن الطريقة التي يدير بها جهاز المخابرات الإسرائيلي الحدث ستؤدي بهم إلى الخراب وتتحدى سلطته.
كما يكشف المسلسل أن كبار المسؤولين الذين يديرون هذا الحدث المثير للأعصاب على الجانبين الإسرائيلي والمصري منشغلون أيضًا بالنزاعات الداخلية وصراعات القوة، وهي لمحة خلف كواليس آليات صنع القرار في لحظة أزمة دبلوماسية وأمنية قد تنتهي بشكل مأساوي.
وقال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية واللغة العبرية بجامعة عين شمس المصرية ، إن إنتاج التلفزيون الإسرائيلي لمسلسل درامي عن أحداث السفارة يثير علامات استفهام كثيرة من ناحية التوقيت والدلالات.
وأضاف عبود: “فمن ناحية التوقيت يشهد الإعلام الإسرائيلي منذ فترة لهجة هجومية متصاعدة ضد مصر برعاية أحزاب اليمين المتطرف، ويشهد تصدير مخاوف للداخل الإسرائيلي من تعاظم قوة الجيش المصري، ومن التوجهات السياسية في القاهرة التي تتعارض مع الاطماع التوسعية الإسرائيلية في المنطقة”.
واستطرد أستاذ الشؤون العبرية قائلا: “لا شك أن موقف الدولة المصرية الرافض للتهجير ولاحتلال قطاع غزة ولتصفية القضية الفلسطينية يغضب دعاة التطرف في إسرائيل”.
أشار عبود إلى أن المسلسل يحاول فرض السردية الإسرائيلية على أحداث السفارة، حيث يقدم الإسرائيليين في صورة الضحية والمصريين في صورة المعتدي، متجاهلًا حقيقة أن الأحداث اشتعلت على خلفية استشهاد خمسة جنود مصريين على الحدود بنيران إسرائيلية، مما أثار غضبًا شعبيا واسعا في مصر.
وأضاف: “اللافت أن التلفزيون الإسرائيلي يعرض العمل بالتزامن مع ذكرى 25 يناير، ويطلق على المسلسل اسمًا عربيًا هو ‘التحرير’، وينشر تقارير إخبارية عنه تحت عنوان ‘فوضى في مصر’. هذه إشارات مغرضة وزائفة اعتاد الإعلام الإسرائيلي ترويجها عن القاهرة من حين لآخر، بهدف الإساءة إليها والضغط عليها، ومحاولة محاصرة دورها في دعم القضية الفلسطينية”.