مدى صحة حديث سلمان في خطبة النبي في آخر يوم من شعبان
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
حديث سلمان.. أوضحت دار الإفتاء المصرية، مدى صحة حديث سلمان في خطبة النبي في آخر يوم من شعبان، وهو أن سيدنا سلمان رضي الله عنه قَالَ:
"خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ، وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ».
وقالت الإفتاء إن هذا الحديث أخرجه الأئمة: ابن خُزَيْمة في "صحيحه" وبوَّب له بقوله: "باب فضائل شهر رمضان إنْ صح الخبر"، وابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان"، والبيهقي في "شعب الإيمان" و"فضائل الأوقات" و"الدعوات الكبير"، وابن شاهين في "فضائل رمضان"، والأصبهاني في "الترغيب"، وابن حِبَّان في "الثواب"، والدَّيْلَمي في "مسنده"، وابن بشكوال في "الذيل على جزء بقي بن مخلد من أحاديث الحوض"، والحافظ ابن عساكر في جزء "أحاديث شهر رمضان في فضل صيامه وقيامه".
وأضافت أن الحديث جاء في الترغيب في فضائل الأعمال، وقد ورد في روايات وطرق أخرى غيره، وضعَّفه عدد من أئمة الجرح والتعديل؛ قيل: لاختلاطه في آخر عمره، وأنه لا يحفظ؛ قال الإمام ابن حجر العسقلاني في "إتحاف المهرة" (5/ 560، ط. الملك فهد): [مداره على علي بن زيد، وهو ضعيف] اهـ.
وقال الإمام أبو جعفر العُقَيلي المكي [ت: 322هـ] في "الضعفاء الكبير" (3/ 229، ط. دار المكتبة العلمية): [حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول: علي بن زيد بن جُدعان بصري ضعيف] اهـ.
وأوضحت الإفتاء أنه مع كون هذا الحديث ضعيفًا إلا أن جميع المعاني والأقوال الواردة فيه صحيحة ثابتة بنصوص روايات وشواهد أخرى، منها:
- ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّة مَعي» متفق عليه.
وما جاء عن زيد بن خالد الجُهَني رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» رواه الترمذي، وابن ماجه في "سننيهما"، وأحمد في "المسند".
- وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أنه قال: دَخَلَ رَمَضَانُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ» أخرجه ابن ماجه في "سننه".
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَوَّلُ شَهْرِ رَمَضَانَ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ» رواه ابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان".
حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال وشروط ذلك
وعلى الرغم من أن المعاني الواردة في الحديث صحيحة وثابتة بنصوص السنة المطهرة، إلا أن هذا الحديث لا يجوز العمل به؛ لما قرره العلماء من المحدِّثين والفقهاء من أن الحديث الضعيف يُعمل به في فضائل الأعمال.
قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 8، ط. دار الفكر): [قال العلماءُ من المحدِّثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويُستحبُّ العمل في الفضائل وفضائل الأعمال بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعًا] اهـ.
وقال أيضًا في "التقريب والتيسير" (ص: 48، ط. دار الكتاب العربي): [ويجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع من الضعيف والعمل به من غير بيان ضعفه في غير صفات الله تعالى والأحكام؛ كالحلال والحرام وغيرهما، وذلك كالقصص، وفضائل الأعمال، والمواعظ، وغيرها مما لا تعلق له بالعقائد والأحكام، والله أعلم] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء دار الافتاء المصرية خطبة النبي شعبان حديث سلمان صلى الله علیه وآله وسلم فضائل الأعمال رضی الله عنه حدیث سلمان ه وآله أنه قال
إقرأ أيضاً:
صحة حديث نزول الله إلى سماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان من أهم الليالي في السنة الهجرية، يتسابق المسلمون فيها للعبادة والتقرب إلى الله، إذ ورد في الأحاديث النبوية الشريفة العديد من الفضائل المتعلقة بهذه الليلة المباركة، أبرزها نزول الله- عز وجل- إلى سماء الدنيا في تلك الليلة، وهو ما ورد في حديث شريف رواه عدد من الصحابة.
صحة حديث نزول الله إلى سماء الدنيا في ليلة النصف من شعبانوتوضح «الوطن» في التقرير التالي صحة حديث نزول الله إلى سماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان، وفقًا لما أوضحته دار الإفتاء المصرية، استنادًا إلى الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن فضل هذه الليلة.
وفيما يخص صحة حديث نزول الله إلى سماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان، نشرت دار الإفتاء المصرية، الحديث النبوي عن نزول الله تعالى في ليلة النصف من شعبان، وفقًا للحديث الشريف الذي رواه ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي قال فيه: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».
ويوضح هذا الحديث أنّ الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان في وقت غروب الشمس، ليمن على عباده بمغفرته ورحمته، مع وعد بالاستجابة لكل من يتوجه بالدعاء أو يستغفر أو يطلب الرزق.
وحول ما أُثير من تساؤلات حول صحة حديث نزول الله إلى سماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الحديث، على الرغم من وجود بعض الآراء التي تنتقده بسبب بعض تفاصيله، يُعتبر من الأحاديث الصحيحة والتي يمكن الاستناد إليها، مؤكدة أن له سند قوي ويعزز بعضه بعضًا بفضل تعدد طرقه ورواته، وهو ما يجعله مقبولًا في جملته.
ليلة النصف من شعبانولفتت «الإفتاء» إلى عدد من الأحاديث الأخرى، التي وردت في ليلة النصف من شعبان، ومنها حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، الذي قالت فيه: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ»، وهذا الحديث يذكر عفو الله ورحمته التي تشمل أعدادًا لا تُعد ولا تحصى من المؤمنين.
فضل ليلة النصف من شعبانوهناك حديث آخر رواه الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، في ليلة النصف من شعبان، إذ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟».
صحة نزول الله إلى سماء الدنيا في ليلة النصف من شعبانوفي ضوء ما ورد من الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن فضل ليلة النصف من شعبان، فإن نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا في هذه الليلة يعتبر من السنن الثابتة التي ثبتت صحتها بالأدلة النبوية، وتحث المسلم على العبادة والدعاء والتوبة، ووفقا لفتوى دار الإفتاء المصرية.
ويستحب للمسلمين أن يحرصوا على القيام بالصلاة وصيام اليوم الذي يلي ليلة النصف من شعبان، وأن يستغلوا هذه الليلة في التوبة والرجوع إلى الله، فالله يغفر لمن يستغفر ويرزق من يطلب.