دراسة جديدة تحذر: اضطراب مستوى الكوليسترول يزيد خطر الإصابة بالخرف
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
أظهرت دراسة حديثة ارتباطًا مثيرًا بين تقلبات مستويات الكوليسترول في الدم وزيادة خطر الإصابة بالخرف، ما يفتح المجال لفهم أعمق للعوامل المؤثرة في تطور هذه الحالة.
وفي دراسة شملت ما يقارب من 10 آلاف شخص من كبار السن، تبين أن المشاركين الذين شهدوا تقلبات ملحوظة في مستويات الكوليسترول كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف مقارنة بأقرانهم الذين كانت مستويات كوليسترولهم أكثر استقرارًا.
تم نشر نتائج البحث في مجلة Neurology الشهر الماضي، وهي المجلة الطبية المرموقة التي تصدر عن الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب.
وتبرز الدراسة، التي أجريت تحت إشراف الدكتورة جوان رايان، رئيسة وحدة أبحاث الطب النفسي العصبي البيولوجي والخرف في جامعة موناش الأسترالية، الأهمية المتزايدة للخرف في سياق الصحة العامة، لا سيما مع ارتفاع أعداد المصابين بسبب الشيخوخة السكانية.
وأوضحت رايان في تصريحاتها أن "العدد المتزايد للأشخاص الذين تم تشخيصهم بالخرف يمثل تحديًا صحيًا كبيرًا، ما يجعل إيجاد استراتيجيات للوقاية أو تأخير ظهور الأعراض أمرًا بالغ الأهمية". وأضافت أن هذه الدراسة تُعد خطوة مهمة نحو تحديد عوامل الخطر التي قد تسهم في تطور المرض.
الكوليسترول والخرف: الرابط المستمرتشير الأبحاث السابقة إلى أن ارتفاع مستويات الكوليسترول، خاصة "الكوليسترول الضار" (LDL)، في منتصف العمر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف في المستقبل. ومع ذلك، لم يُثبت بعد أن الكوليسترول في كبار السن يمثل عاملاً حاسمًا في تطور الخرف، ما دفع العلماء إلى التوجه لدراسة التغيرات الزمنية في مستويات الكوليسترول، بدلًا من الاعتماد على القراءات الثابتة في فترة معينة.
شارك في الدراسة أكثر من 9,800 شخص من أستراليا والولايات المتحدة، تراوحت أعمارهم بين 65 عامًا فما فوق، وجميعهم لم يعانوا من مشاكل في الذاكرة في بداية الدراسة. طُلب من المشاركين إجراء فحوصات كوليسترول سنويًا لمدة خمس سنوات، إضافة إلى اختبارات إدراكية دورية. ومع مرور الوقت، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات وفقًا لمدى تقلبات مستويات كوليسترولهم.
نتائج الدراسة: تقلبات الكوليسترول وزيادة الخطرأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين شهدوا أكبر تقلبات في مستويات الكوليسترول كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 60% مقارنة بأولئك الذين كانت مستويات كوليسترولهم أكثر استقرارًا. وعلاوة على ذلك، لوحظ أن هؤلاء الأفراد كانوا أيضًا أكثر عرضة للإصابة بضعف إدراكي دون أن يصلوا إلى مرحلة الخرف التام.
وفيما يتعلق بالتفسير العلمي لهذه النتائج، أكد الباحثون أن التقلبات في مستويات الكوليسترول قد تؤثر على الصحة الإدراكية بطرق معقدة. وقال الطبيب لوك كيم، أخصائي أمراض الشيخوخة في عيادة كليفلاند: "نحن نعلم أن مستويات الكوليسترول الضار ترتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية، ولكن هذه العلاقة بين تقلبات الكوليسترول وخطر الخرف تعد مفهوماً جديداً."
هل تقلبات الكوليسترول تساهم في الخرف؟رغم أن الرابط بين تغيرات الكوليسترول والخرف لا يزال غامضًا، يعتقد بعض الخبراء أن الالتهاب المزمن قد يكون أحد العوامل المساهمة. فقد أظهرت الدراسات أن الالتهاب يمكن أن يغير من كيفية تعامل الجسم مع الدهون، ما قد يساهم في تطور مشاكل التفكير والذاكرة مع التقدم في العمر.
من ناحية أخرى، تطرقت الدكتورة رايان إلى فرضية أخرى، مفادها أن تقلبات الكوليسترول قد تكون مؤشرًا مبكرًا على الخرف، مع تراجع قدرة الجسم على الحفاظ على التوازن الداخلي للأنظمة الحيوية. كما اقترحت أن هذه التغيرات قد تؤدي إلى تدمير الأوعية الدموية في الدماغ، ما يساهم في تفاقم الأعراض الإدراكية.
لحاجة إلى المزيد من الأبحاث
رغم النتائج المثيرة، يعترف الباحثون بأن هناك حاجة ماسة لإجراء المزيد من الدراسات لتوضيح العلاقة بين تقلبات الكوليسترول والخرف بشكل أكثر دقة. وأوضح الفريق البحثي أنهم يواصلون متابعة المشاركين وتحليل كيفية تأثير عوامل أخرى، مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية، على العلاقة بين الكوليسترول وصحة الدماغ.
وأضاف كيم: "من المهم أن نواصل استكشاف تأثير تقلبات المؤشرات الحيوية الأخرى، مثل ضغط الدم أو مستويات السكر في الدم، على صحة الدماغ."
وفي الختام، شددت الدكتورة رايان على أهمية المزيد من الدراسات المتعمقة لتوسيع الفهم حول هذه العلاقة المعقدة، قائلة: "كلما زادت الأدلة المتاحة، كلما تمكنّا من تطوير استراتيجيات أكثر فاعلية للوقاية من الخرف."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكوليسترول النظام الغذاء تطور الخرف صحة الدم الشيخوخة ظهور الأعراض مرض الكوليسترول فی مستویات الکولیسترول فی تطور
إقرأ أيضاً:
دراسة: 11٪ فقط من الفرنسيين يتمتعون بصحة قلبية مثالية
كشفت دراسة حديثة أجرتها وكالة الصحة العامة الفرنسية أن 11٪ فقط من سكان فرنسا يتمتعون بصحة قلبية وعائية مثالية. وتسلط هذه النتائج الضوء على تفاوتات كبيرة داخل المجتمع، حيث تنخفض النسبة إلى 4٪ بين الأشخاص الحاصلين على تعليم ثانوي، بينما ترتفع إلى 21٪ بين ذوي التعليم العالي.
وأوضحت الدكتورة كارولين سيمال، المديرة العامة لوكالة الصحة العامة، أن هذه الدراسة تؤكد العبء الكبير الذي تمثله أمراض القلب والأوعية الدموية والدماغية على النظام الصحي في فرنسا.
ووفقًا للإحصاءات، كانت هذه الأمراض من الأسباب الرئيسية للوفاة في البلاد خلال عام 2022.
كما أشارت سيمال إلى أن هناك جانبين مثيرين للقلق: استمرار التفاوتات الصحية بشكل واضح، والتدهور السريع في صحة النساء. فقد تبنّت الفئة الأخيرة أكثر فأكثر سلوكيات غير صحية بشكل، مثل التدخين، الذي كان أكثر شيوعًا بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45 و64 عامًا.
دراسة حكومية تكشف: واحد فقط من كل تسعة أشخاص في فرنسا يتمتع بصحة قلب مثالية.بالإضافة إلى ذلك، تميل النساء إلى نمط حياةأكثر خمولًا، حيث لا تلتزم 47٪ منهن بتوصيات ممارسة النشاط البدني، مقارنة بـ 29٪ من الرجال. كما أظهرت الدراسة أنهن أقل عرضة لدخول العناية المركزة، لكنهن يعانين من مضاعفات أشد، مع ارتفاع معدل الوفيات المبكرة لديهن.
وتم حساب الصحة القلبية وفقًا لمقياس "الحياة البسيطة 7" الذي طورته جمعية القلب الأمريكية، والذي يعتمد على سبعة عوامل أساسية: التدخين، مؤشر كتلة الجسم، النشاط البدني، النظام الغذائي، مستوى الكوليسترول، ضغط الدم، ومستوى السكرفي الدم. ومؤخرًا، أضيف عامل النوم ليصبح العنصر الثامن في التقييم.
Relatedكم تبلغ حصة أوروبا؟ ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري لدى الأطفال عالميا.."ما يزال العبء كبيرا"دراسة: لا فائدة تُذكر من استعمال دواء السكري الشبيه بأوزمبيك في علاج مرض باركنسوندراسة: مبالغة في تقدير حجم الحساسية على الأدوية المخفضة للكوليسترولوللتقليل من مخاطر أمراض القلب، يوصي الخبراء بممارسة التمارين الرياضية لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا (أو 75 دقيقة إذا كانت التمارين مكثفة)، واتباع نظام غذائي صحي، وتجنب التدخين، بالإضافة إلى مراقبة مستويات الكوليسترول والسكر في الدم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بحث جديد: الاضطرابات النسائية قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب واحدة تكفي لتجنب الوفاة بأمراض القلب.. دراسة تكشف فوائد تناول البيض لدى كبار السن لا تحارب السمنة فقط.. أدوية إنقاص الوزن قد تحدّ من مخاطر الإصابة بفشل القلب سكتة قلبيةالحقوق الاجتماعيةمرضىتنمية اقتصاديةدراسةأمراض القلب