فى ظل التصريحات المثيرة للجدل التى أدلى بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن مستقبل قطاع غزة، والتى استفزت الدول العربية، خرج حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ليدين هذه التصريحات ويؤكد حقوق الفلسطينيين. خلال مداخلته مع قناة CNN، تحدث زكى عن المخاطر الناتجة عن هذه التصريحات، مشددًا على أن غزة ليست مجرد قطعة أرض، بل هى وطن وهوية للشعب الفلسطينى.

تعكس مواقف زكى التزام الجامعة العربية بدعم الحقوق الفلسطينية فى مواجهة السياسات الإسرائيلية والأمريكية، وتبرز الحاجة إلى تعاون دولى عادل لحل القضية الفلسطينية.
استنكر حسام زكى تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى ذكر فيها أنه سيتم تسليم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة عند انتهاء القتال. واعتبر زكى أن مثل هذه التصريحات تعكس استمرارية للخطة الإسرائيلية التى بدأت منذ الثامن من أكتوبر، والتى تهدف إلى إجبار سكان غزة على مغادرة القطاع.
وقال «زكى»: «هذه التصريحات يجب أن تؤخذ على محمل الجد». موضحًا أن الخطة الإسرائيلية تسعى إلى تحويل غزة إلى منطقة قاحلة من خلال إجبار السكان على الخروج بالقوة أو دفعهم للخروج طواعية، وهو أمر غير مقبول تمامًا.
وأشار «زكى» إلى أن إسرائيل لا تمتلك الحق القانونى فى التصرف فى الأراضى الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه ليست أرضًا إسرائيلية، بل هى أرض محتلة. وأوضح أن الشعور السائد فى الدول العربية، بما فى ذلك مصر والأردن، هو رفض ساحق لمثل هذه الأفكار.
وفيما يتعلق برفض مصر لفكرة مغادرة الفلسطينيين غزة أثناء إعادة بنائها، قال زكى: «إن مصر والأردن دولتان ذواتا سيادة وقد حددتا موقفيهما بشكل واضح». وأكد أن تحسين الوضع فى غزة يتطلب بقاء الفلسطينيين فى أرضهم، وليس العكس.
وشدد «زكى» على أن المخطط الذى اعلنه ترامب غير قابل للتنفيذ، قائلًا: «غزة ليست مجرد قطعة أرض يمكن تداولها كما نريد. تحسين الوضع فى غزة يتطلب وجودًا، وأوضح زكى أن إسرائيل ليس لها الحق القانونى فى التنازل عن هذه الأراضى لأى شخص أو دولة أخرى.
وعن استخدام ترامب لنفوذه للضغط على الدول العربية، أشار «زكى» إلى أن الدول العربية أبدت رغبتها فى المساهمة فى إعادة دعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه مسئولية دولية وليست فقط عربية. وأضاف: « ينبغى ألا تتحمل الدول العربية وحدها هذه المسئولية وانه من الضرورى أن تسهم جميع الدول، وليس فقط الدول العربية، فى دعم القضية الفلسطينية.
وأكد «زكى» أن الشعور السائد فى العواصم العربية هو «رفض ساحق لمثل هذه الأفكار». مشيرًا إلى أهمية إجراء محادثات مع المسئولين الأمريكيين، وقال: «إذا كان الهدف هو تحقيق السلام واستعادة الاستقرار فى المنطقة، فالطريق الذى يطرحه ترامب هو الطريق الخطأ». واعتبر أن الحل الأمثل هو اتباع «حل الدولتين»، محذرًا من أن أى محاولة لتحقيق أهداف أخرى غير السلام لن تحظى بتأييد الدول العربية.
يأتى هذا التصريح فى وقت حرج، حيث تواصل الأوضاع الإنسانية فى غزة التدهور، ما يستدعى تضافر الجهود العربية والدولية لدعم حقوق الفلسطينيين وضمان بقائهم فى وطنهم. إن موقف حسام زكى يسلط الضوء على موقف الجامعة العربية الثابت فى دعم القضية الفلسطينية ويؤكد أهمية التضامن العربى والدولى فى مواجهة التحديات التى تواجه الشعب الفلسطينى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دعم حقوق الفلسطينيين دعم القضية الفلسطينية موقف الجامعة العربية الشعب الفلسطينى قطاع غزة تصريحات الرئيس الأمريكي الجامعة العربية القضیة الفلسطینیة هذه التصریحات الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

بعد القمة العربية..التعاون الإسلامي تتبنى الخطة المصرية لإعمار غزة

قال وزيرا خارجية مصر والسودان، اليوم السبت، إنّ منظمة التعاون الإسلامي تبنّت في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في جدّة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، لمواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بعد الاجتماع: "بالتأكيد إنه أمر شديد الإيجابية، أن يتبنّى الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الخطة المصرية، التي أصبحت الآن خطة عربية إسلامية". وأضاف أن "الخطوة المقبلة تتمثّل في أن تكون الخطة خطة دوليّة، من خلال تبنّي الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية مثل اليابان، وروسيا، والصين وغيرها للخطة، هذا ما سنسعى إليه، ونحن لدينا تواصل مع كل الأطراف بما في ذلك الطرف الأمريكي".

لمقرر الصادر عن الدورة ال20 الاستثنائية لمجلس وزراء الخارجية لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني والدعوات إلى تهجيره من أرضه بشأن استئناف عضوية الجمهورية العربية السورية في المنظمةhttps://t.co/i7KLU2iuW8 pic.twitter.com/NTWi4opOys

— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) March 8, 2025

وأكد نظيره السوداني علي يوسف الشريف أن "هناك اتفاقاً تاماً بين كل الدول المشاركة على تبني الخطة العربية".

وأثار ترامب صدمة وغضباً عندما اقترح في الشهر الماضي سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وإعادة بنائه وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، بعد ترحيل سكانه وعددهم 2.4 مليون، خاصةً إلى مصر والأردن، دون خطة لإعادتهم.

وتبنّى القادة العرب في قمة طارئة في القاهرة، الثلاثاء الماضي، خطة طرحتها مصر لإعادة إعمار غزة تتضمن عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع. لكنّ وزارة الخارجية الأمريكية قالت أول أمس الخميس، إن الخطة المصرية لغزة "لا تلبّي تطلّعات" ترامب.

القرار الصادر عن الدورة ال20 الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومخططات الضم والتهجير من أرضه، مقر الأمانة العامة للمنظمة، جدة، المملكة العربية السعودية، الجمعة، 7 مارس 2025https://t.co/vY7ysOOi88 pic.twitter.com/hEqS5cNYK9

— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) March 8, 2025

وفي جدة على ساحل البحر الأحمر، أكّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، في كلمته الافتتاحية "دعم الخطة العربية".

وأعلن طه "دعم خطة إعادة الإعمار لقطاع غزة التي اعتمدتها القمة العربية، مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء في أرضه، لما تشكله من رؤية مشتركة وواقعية تستوجب من الجميع حشد الدعم المالي والسياسي اللازمين لتنفيذها، في إطار مسار سياسي واقتصادي متكامل لتحقيق رؤية حل الدولتين"، بحسب بيان صحافي لمكتبه.

وحذر طه من "خطورة الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين".

ومن جهته، دعا رئيس وزراء ووزير خارجية فلسطين محمد مصطفى "الأشقاء لتكثيف الجهود لحشد الدعم الدولي والضغط الدبلوماسي والسياسي والقانوني والاقتصادي على دولة الاحتلال". ولم يصدر بيان نهائي عن الاجتماع بعد.

القرار الصادر عن الدورة ال20 الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومخططات الضم والتهجير من أرضه، مقر الأمانة العامة للمنظمة، جدة، المملكة العربية السعودية، الجمعة، 7 مارس 2025. للمزيد:… pic.twitter.com/FnyXwUeNIf

— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) March 8, 2025 فترة حاسمة

وقال محللون إن منظمة التعاون الإسلامي، مستعدة لدعم الخطة العربية على نطاق واسع، بدل اقتراح ترامب القاضي بالسيطرة على غزة.

وقالت دبلوماسية باكستانية في الاجتماع إنّ "الهدف الرئيسي للاجتماع هو تبني الخطة العربية". وتابعت "إنها فترة حاسمة، والعالم الإسلامي في حاجة إلى أن يظهر متّحداً قدر الإمكان لمواجهة الخطة الأمريكية".

ويُتوقّع أن تعطي القمة التي تجمع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الـ 57، زخماً للخطة العربية التي "تحتاج مصر إلى دعم واسع النطاق لها"، حسب الخبيرة في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة، رابحة سيف علام.

وقالت إنّ "القمة تهدف لبناء تحالف موسع يرفض التهجير"، مضيفة أن الدعم الواسع أمر بالغ الأهمية للترويج لمثل هذا الحل أمام "الأمريكيين والمجتمع الدولي". ووَحدت خطة ترامب الدول العربية في شكل نادر، إذ استضافت السعودية أيضاً زعماء عرباً قبل أسبوعين لمناقشة البدائل.

وأشار عمر كريم، الخبير في السياسة الخارجية السعودية في جامعة برمنغهام البريطانية، إلى أنّ اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة، سيؤكد الدور السعودي ويعبر بشكل أكبر عن الوحدة داخل العالم الإسلامي. وأضاف "ستكون الدول الإسلامية الأكبر مثل إندونيسيا، وتركيا وإيران حاضرة هناك، وتأييدها سيضيف مزيداً من  الزخم إلى الخطة العربية".

وأعلن القادة العرب في القاهرة إنشاء صندوق ائتمان لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة المدمر، وحضوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه لتسريع العملية.

مقالات مشابهة

  • خبير: أهم مخرجات القمة العربية الطارئة رفض أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية
  • أربع دول أوروبية تعلن دعمها للخطة العربية لإعادة إعمار غزة ورفض خطط التهجير
  • 4 دول أوروبية: ندعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة
  • الحشد العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية
  • أستاذ علوم سياسية: مجموعة من الدول سارعت لتأييد القضية الفلسطينية لإعادة إعمار غزة
  • إدانات ودعوات.. الجامعة العربية تحدد موقفها من دماء الساحل السوري
  • دعم فرنسي وألماني وإيطالي وبريطاني للخطة العربية لإعادة إعمار غزة
  • بعد القمة العربية..التعاون الإسلامي تتبنى الخطة المصرية لإعمار غزة
  • وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي يبحثون الخطة العربية بشأن غزة في جدة  
  • ألمانيا تدعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها