بوابة الوفد:
2025-03-10@22:22:38 GMT

عندما تحتفى الجمعية التاريخية بالقيمة

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

على الرغم من رحيله منذ نحو سبع سنوات، منحت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، برئاسة المؤرخ والعميد السابق لكلية آداب جامعة القاهرة الاستاذ الدكتور «أحمد الشربينى»، صلاح عيسى عمرا جديدا، وأحيت سيرته بعمل يليق بالجمعية، ذلك الصرح العظيم، الذى يكدح ويقاوم، للحفاظ على ذاكرة الأمة، من رياح التعرية العاصفة التى تعمل بكل أدواتها لمحوها، بعد تشويهها.

وقبل يومين أقامت الجمعية ندوة تحت عنوان «صلاح عيسى بين التاريخ والصحافة والأدب والسياسة شارك فيها نخبة رفيعة من كبار الكتاب والمؤرخين والمثقفين والصحفيين والباحثين والنقاد، ممن قرأوا كتبه وتأملوا كتاباته، وعملوا معه، ودرسوا مشواره النضالى والثقافى والبحثى، الحافل بالتنوع والانجاز. أما المناسبة فهى تدشين افتتاح مكتبة صلاح عيسى بمقر الجمعية.
ولاستقبال الجمعية المصرية لمكتبة «صلاح عيسى» قصة تستحق أن تروى، لما تنطوى عليه من دلالات ودروس. قبل أكثر من عام قادتنى قدماى إلى سور الأزبكية والأماكن المحيطة به من باعة الكتب القديمة، كانت تلك عادة اكتسبتها من صلاح عيسى، أن أذهب إلى السور من حين لآخر لتفقد الجديد الذى يحويه. وجدت حجما هائلا من الكتب المرصوصة بحرص ونظام فى ركن قصى متسع تختلف من حيث ما يحويه من جدة وشكل، عن غيرها من الكتب، وحين سألت، قال لى البائع إنها مكتبة لأحد الأدباء الذين فارقوا الحياة قبل فترة وجيزة، فأصابنى ما قاله البائع بذعر وذهول.
ولحكمة قد لا نعرفها، تلعب الصدفة، التى هى خير من ألف ميعاد، فى بعض الأحيان، دورا لا يستهان به فى مصائر الناس، وهو ما حدث بالفعل. فقد عدت من تلك الجولة بهمٍّ عظيم. هل يمكن فى حالة عدم وجودى، أن يلقى مصير مكتبة صلاح عيسى التى تحوى أكثر من عشرة آلاف كتاب بعضها من الكتب النادرة، نفس مصير مكتبة الأديب الراحل، وترمى هكذا على الأرصفة؟ لم أكن قد فكرت بعد فى مصير تلك المكتبة، لكن تلك الصدفة التى قادتنى لسور الأزبكية، هى ما فرضت على بدء التفكير بعمق، فى البحث عن مكان آمن يتيح كتبها أمام من يحتاجها من القراء والدارسين والمؤرخين. وكانت النصيحة التى أسداها لى الصديق الدكتور «صابر عرب» المؤرخ ووزير الثقافة الأسبق هى الحل الأنسب والأوفق: إهداء المكتبة للجمعية المصرية للدراسات التاريخية.
وخلال أقل من عام، وبجهد مكثف من الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ومن فريق العمل الشاب من الباحثين والمعيدين والمدرسين بكلية الآداب قسم تاريخ، تم نقل المكتبة إلى مقرها الجديد، فى الجمعية المصرية، بعد أن قام هذا الفريق خلال عشرة أيام فقط، بجهد علمى رائع فضلا عما اتسم به هذا الجهد من شغف ومحبة، لتنسيق الكتب وتصنيفها وتغليفها، لتنقل محتويات المكتبة بيسر وطرق آمنة، إلى الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بمدينة نصر.
وقبل يومين تم افتتاح المكتبة التى تحمل اسم «صلاح عيسى» بعد تصنيفها فى مقر الجمعية، على هامش الندوة التى أقيمت للاحتفاء بتلك المناسبة، وتضمنت بجانب ذلك توزيع كتيب أنيق، بديع الشكل والاخراج، ينطوى على مؤلفات صلاح عيسى، وموجز لسيرته الذاتية. وما كان لهذه الندوة أن تأتى بهذا القدر من الاتقان والنجاح، لولا الجهد المكثف على مدار أكثر من أسبوعين الذى قامت به الدكتورة «ناصرة عبدالمتجلى»، وفريق العاملين معها فى الجمعية، لتكشف الندوة عن جوانب أخرى من مواهبها الهائلة، غير كتابة التاريخ. فضلا عن جهدها الشاق طوال عام لنقل المكتبة، وتصويرها لفيلم قصير لكل الخطوات التى اتخذت، لكى ترسو المكتبة بين ضفاف الجمعية وفى ظل رعايتها.
وكانت الموافقة السريعة من قبل العالم الجليل الدكتور «أحمد الشربينى» على أن تستقبل الجمعية التاريخية المكتبة، ومن ثم الاحتفاء بها وبصاحبها، قد أعادت لى الثقة، بأن فى مصر عقولا ومؤسسات ما زال فى وسعها أن تعلى من قيم الناس والأشياء وتمنحهم ما يستحقونه من تقدير، ناهيك عن أن تواصل دورها فى مناخ غير مواتٍ فى الحفاظ على هوية مصر، وصونها من جحافل التفاهة والجهل، ومن أعاصير غامضة ترمى لتشويه التاريخ والجغرافيا وحتى اللغة، بترويج بضاعة فاسدة، بات كسادها حتميا بجهود مثل تلك العقول والمؤسسات، وفى ظل وجودها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مكتبة صلاح عيسى على فكرة أمينة النقاش المصریة للدراسات التاریخیة الجمعیة المصریة صلاح عیسى

إقرأ أيضاً:

مايا مرسى: أفضل قراءة الكتب في مجالات السياسة والقضايا الاجتماعية

في لقاء خاص مع بودكاست "بداية جديدة"، المذاع عبر قناة الحياة ، تحدثت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن مسيرتها المهنية والتحديات التي واجهتها، مشيرة إلى أن طبيعة مسؤولياتها تتطلب تنقلًا مستمرًا وحضور اجتماعات مكثفة، مما يجعل من الصعب تحقيق التوازن بين العمل والحياة العائلية، إلا أنها تحرص دائمًا على تحقيق هذا التوازن بقدر الإمكان.

جامعة المنصورة أول جامعة حكومية في مصر تحصل على شهادة الأيزو 26000 للمسؤولية المجتمعيةدور المرأة في ثورة 1919.. كيف كسرت المصريات الحواجزقوة المرأة المصرية وقدرتها على الاعتماد على نفسها

وأعربت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن مشاعرها تجاه مصر، قائلة: "أتمنى أن تظل مصر آمنة ومستقرة، فهو حلم لا يصبح واقعًا إلا بالتخطيط والعمل الجاد." 

كما أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، على قوة المرأة المصرية وقدرتها على الاعتماد على نفسها، مشددة على أهمية دعمها وتشجيعها لتحقيق النجاح.

من جانب آخر، كشفت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن شغفها بالقراءة، موضحة أنها تفضل قراءة الكتب في مجالات السياسة، الاقتصاد، والقضايا الاجتماعية. 

وأعربت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن إعجابها بأعمال الكاتبة ريم بسيوني، خاصة رواية "أولاد الناس"، مشيرة إلى حبها لرواية “قواعد العشق الأربعون”، والقراءة تشكل جزءًا أساسيًا من هويتي وتساعدني في تطوير رؤيتي العملية والشخصية.
 

مقالات مشابهة

  • دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى العاشر من رمضان.. صور
  • الصاعقة المصرية| درع لا تنكسر وسيف يُهاب.. قائد قوات الصاعقة: جاهزون لتنفيذ أي مهمة لحماية الوطن.. اللواء أركان حرب محمد أبو الفتوح جاب الله: أبطالنا رجال المهام المستحيلة فى كل الميادين
  • وكيل تعليم أسوان يؤكد على عمق العلاقات التاريخية الأزلية التى تربط شعبي وادى النيل مصر والسودان
  • مايا مرسى: أفضل قراءة الكتب في مجالات السياسة والقضايا الاجتماعية
  • «التكافل الاجتماعي في رمضان».. ندوة ثقافية بدار الكتب بطنطا
  • رئيس جامعة المنوفية يعقد لجنتي المكتبة المركزية والمكتبات "أون لاين"
  • ميكا ريتشاردز: محمد صلاح كان يحلم باللعب لليفربول منذ أيام فيورنتينا
  • الجمعية المصرية للتأمين التعاوني تستعرض تجربتها في تدريب العاملين أمام وفد ماليزي
  • موراتا أغلى لاعب إسباني بالقيمة الإجمالية للانتقالات
  • محمد الشماع: لست مؤرخًا وما زلت أسير على خطى أستاذي صلاح عيسى