الرياح تمزق خيام نازحين في غزة
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
سرايا - العراء وحده، كان مأوى آلاف النازحين في قطاع غزة، الذين تقطعت بهم السبل وقذفتهم في الهواء لليلة ثانية، بعد أن مزقت عواتي الرياح خيامهم وأجبرتهم على السهر في ظلمة ليل حالك وبرد نخر عظامهم.
فالخيام التي بناها النازحون هربًا من الحرب وجحيمها خذلتهم بعدما تمزقت من عوامل التعرية في الصيف، وبعد أن أعادوا ترميمها خانتهم الرياح الشتوية واقتلعتها من جذورها، وتركتهم يواجهون برد ليال الشتاء بأجساد شبه عارية تسترها بعض الملابس الخفيفة التي لا تقي من البرد.
يقول الفلسطيني محمد صافي: "لم ينم أطفالي ليلتهم وهم يصرخون ويبكون من شدة البرد الذي نهش أجسادهم بعد اقتحام الشتاء خيامنا التي طارت من الرياح التي هبت ولم تتوقف منذ عدة أيام".
ويضيف "لقد تفاجأت رغم الأخذ بالأسباب تثبيت الخيمة بشكل جيد، أنها طارت وأصبحنا نلتحف السماء ونفترش الأرض المبللة بمياه المطر، الممزوجة بمياه الصرف الصحي التي تملأ الطرقات، ولا أحد يستجيب لنداء حناجرنا التي بحت وهي تستغيث".
بينما يقول الفلسطيني فضل العباسي "لقد سهرت طوال ليلتين لأصلح الخيمة كلما تمزق منها شيء بسبب الرياح التي تضربها من كل جانب.. طوال الليل لم أشعر بأطرافي التي تيبست من شدة البرد".
وتابع "كلي أمل أن تفتح المعابر وأن يتم إدخال البيوت المتنقلة لأحصل على أحدها لأعيش فيه، منتظرًا بعين الأمل القريب أن يتم الإعمار ويبنى بيتي الذي دمرته آلة الحرب الإسرائيلية التي طالت جميع مناحي الحياة الغزية لمدة زادت عن 470 يومًا متتالية".
فيما يقول الفلسطيني علام عبد الله: "لأول مرة في حياتي أقف عاجزًا أمام أي أمر يواجهني ولم أستطع حله، فقد وقفت أمام بقايا الخيمة المقتلعة من الرياح، ولم أتمكن من إعادة إصلاحها من شدة الرياح التي تلقيها يمنة ويسرة ولم تعد تستقر في مكانها لأتمكن من تثبيتها".
ويضيف "لقد سكنت الدموع عيني وأنا أنظر لزوجتي وأطفالي ووالدي، ولم أعد قادرًا على حمايتهم من برد الليالي القارسة التي اقتلعت خيمتي وأسكنتني العراء لليلتين متتاليتين".
أما خالد مطر فيقول "أجبرتني لحظات العيش في العراء بعد اقتلاع وتمزق الخيمة من الرياح، على الذهاب إلى بيت أحد أقاربي لقضاء هذه الأيام شديدة البرد عندهم.. انتظر بفارغ الصبر أن يتوقف هذا المنخفض لأتمكن من إعادة إصلاح وتركيب الخيمة من جديد حتى لا أكون عالة على الآخرين".
وأردف "لقد سئمنا الحياة وأرهقتنا أيام وليالي الحرب، أصبحنا نخشى الليل وظلمته لما فيه من مآسٍ وسهر بعد أن كان ملاذًا للراحة والطمأنينة، فنحن لم نعد نقوى على حماية أنفسنا وأطفالنا".
يشار إلى أن قطاع غزة يواجه وضعًا إنسانيًا وصحيًا كارثيًا بفعل الحرب وحرمان الفلسطينيين من الحصول على أدنى متطلبات حياتهم الإنسانية اليومية.
وتشير مصادر فلسطينية وأممية إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة باتوا بلا مأوى ولم تعد خيامهم المهترئة تحميهم من برد وأمطار الشتاء.
وطالبت مؤسسات حقوقية محلية ودولية بالضغط على إسرائيل وإجبارها على فتح المعابر والسماح بدخول الخيام والبيوت المتنقلة، لإيواء من أصبحوا بالعراء وتنهش أجسادهم الرطوبة والبرد والأمراض.
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 07-02-2025 09:09 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
أسامة سرايا: الشرق الأوسط أولوية لترامب.. والضغوط العربية قد تسرّع حل القضية الفلسطينية
أكد الكاتب الصحفي أسامة سرايا، رئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجب أن يُؤخذ على محمل الجد، لكن ليس بالضرورة أن تُؤخذ تصريحاته بنفس الجدية.
وأوضح "سرايا" خلال لقاء خاص مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء اليوم الثلاثاء، أن سياسة ترامب قائمة على الصفقات المتبادلة، مما يجعل هناك فرصًا ومخاطر في آنٍ واحد.
وأضاف أن هناك فرصة سانحة إذا مارست الدول العربية، وعلى رأسها مصر، السعودية، الإمارات، وتركيا، بجانب إيران، ضغوطًا متواصلة لتحقيق اتفاق واضح ومحدد، يمكن أن يدفع الأطراف نحو حل نهائي.
وكشف أن هناك جناحًا داخل إسرائيل بدأ ينمو وقد يكون شريكًا في الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإحداث اختراق سياسي، من خلال صفقة تفضي إلى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والاعتراف الرسمي بإسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية، مؤكدًا أن هذه المرحلة تتطلب تحركًا عربيًا جادًا ومستمرًا للوصول إلى حل دائم.