أصدرت مصلحة الشهر العقاري والتوثيق مؤخرًا تعليمات جديدة تهدف إلى تنظيم إجراءات تسجيل العقارات في مصر، حيث أصبح الأمر يتطلب تقديم العقد العرفي، المعروف بالعقد الابتدائي، كشرط أساسي لإتمام عملية التسجيل. 

وبحسب الشهر العقاري، هذا الإجراء يعكس توجهًا نحو تعزيز الشفافية القانونية وتقليل النزاعات العقارية.

تعديلات الشهر العقاري الجديدة 

في السابق، كان يُسمح للحائز بتقديم إقرار رسمي يؤكد فيه فقدانه للعقد العرفي، مع تحمل المسؤولية القانونية. إلا أن التعديلات الجديدة ألغت هذا الخيار، ما يجعل تقديم العقد العرفي مطلبًا إلزاميًا. 

هذه الخطوة تهدف إلى ضمان صحة الملكيات وتقليل فرص النزاعات القضائية بين الأطراف المختلفة.

تتضمن التعليمات الجديدة عدة شروط تتعلق بالشهود الذين يشهدون على إقامة الحائز في الشقة. يجب أن يكون عنوان إقامتهم مثبتًا في بطاقة الرقم القومي الخاصة بهم، مما يضمن صحة المعلومات المقدمة ويقلل من الشكوك حول هويات الشهود. 

تستند هذه التعديلات إلى نصوص قانون تنظيم الشهر العقاري المعدل، حيث تنص المادة 10 مكررًا من القانون 114 لسنة 1946 على أن الوقائع التي من شأنها إنشاء حق من الحقوق العينية العقارية يجب أن تشهر بطريق التسجيل. ويشمل هذا التسجيل الحيازة المكسبة للملكية لمدة لا تقل عن خمس سنوات، إذا كانت بحسن نية.

تسعى هذه الإجراءات إلى تحسين الوضع العقاري في البلاد من خلال التركيز على الجوانب القانونية والإدارية التي تكفل حقوق الملكية للمواطنين.

شروط تسجيل العقارات 

تتطلب المادة 22 من قانون تنظيم الشهر العقاري أن تتضمن الطلبات المقدمة لتسجيل العقارات بيانات دقيقة حول كل طرف مشترك في العملية، بالإضافة إلى خريطة رسمية تعبر عن موقع العقار. 

كما يشير القانون بوضوح إلى أنه لا يمكن قبول طلب التسجيل إلا إذا كان مستوفيًا لكافة البيانات والمستندات المحددة.

تشدد الإجراءات أيضا على ضرورة إجراء المعاينة القانونية للتأكد من وضع اليد على العقار ومدى استكمال الشروط القانونية. يجب أن يُحرر محضر بهذه المعاينة ويحتوي على تفاصيل دقيقة حول العقار وأوصافه ومشتملاته، ويتضمن أيضًا أقوال مقدم الطلب والشهود.

تم التأكيد كذلك على ضرورة الالتزام بجميع الضوابط القانونية المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية. ينبغي أن يُظهر المحضر معلومات واضحة ومفصلة عن العقار محل الطلب، مع توثيق كافة البيانات اللازمة للتحقق من صحة الإجراءات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تسجيل العقارات المزيد الشهر العقاری

إقرأ أيضاً:

عائلة الباشا المقدسية حافظت على كنيس يهودي فكانت المكافأة طردها من منزلها

قد تكون قضية إخلاء عائلة الباشا الفلسطينية، من عقارها في البلدة القديمة بالقدس لصالح المستوطنين واحدة من أغرب وأكثر القصص إيلاما. ورغم أن المعارك القضائية مع المستوطنين بدأت في شهر أبريل/نيسان 2018 فإن لهذا العقار حكاية ممتدة مع اليهود منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

محامي عائلة الباشا نائل راشد روى للجزيرة نت تفاصيل قضية العقار، الذي يقع على تقاطع بين شارعي الواد والبرقوق في القدس العتيقة، والتي وصفها بالشائكة، منذ تسلمَها عام 2020.

عن هذا العقار قال المحامي إن كنيسا يهوديا يطلق عليه اسم "تراث حاييم" كان يشغل الطابق العلوي في القسم الغربي من العقار قبل عام 1948، وهو مؤجر اليوم لجمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية.

وكان الجزء الشرقي من العقار يملكه في مطلع القرن الماضي يهودي كان غارقا في الديون، فعُرض جزء من عقاره في المزاد العلني واشتراه آنذاك المقدسي جودت عبد الغني الباشا، وتم توثيق هذه الملكية في المحاكم والطابو في الأربعينيات.

عائلة الباشا اشترت العقار قبل أكثر من قرن بوثائق رسمية (الجزيرة) ملاحقة المؤتمن

سكنت عائلة الباشا العقار وأجّرت بعض مرافقه لعائلات مقدسية أخرى، ومع اندلاع حرب عام 1948 أخلى اليهود الكنيس وكتبوا بروتوكولا أمنّوا بموجبه جودت الباشا على مفاتيحه، وطلبوا منه الحفاظ عليه وعلى الكتب الدينية الموجودة بداخله حتى يعودوا إليه.

إعلان

حرس الباشا مكان العبادة اليهودي وفقا للمحامي، وبعد عودة اليهود إلى الكنيس بدأت الجمعيات الاستيطانية تنبش في الماضي، وعرفت أن ملكيات أخرى تعود لليهود في العقار بالإضافة إلى الكنيس وادّعوا أن القسم الشرقي من المبنى تعود ملكيته لهم، ويطالبون العائلة والعائلات المستأجرة بإخلاء الطوابق الثلاثة فيه.

ووفقا للمحامي فإن الدعوى قدمتها دائرة "القيّم العام"، وهي إحدى الدوائر التابعة لوزارة العدل الإسرائيلية، وتدير الأملاك التي يدّعي اليهود أنهم كانوا يملكونها في فترتي الانتداب البريطاني والحكم الأردني.

"قُدّمت الدعوى ضد 13 فردا من عائلة الباشا بالإضافة لبعض المستأجرين، ويخدم فيها القيّم العام -كجهة رسمية- المستوطنين، فهو يعمل في القضية كمدّع، لكنه يقول إن ملكيتها تعود لوقف بنبنيستي اليهودي" يضيف راشد.

وأشار المحامي الموّكل بالدفاع عن العائلة إلى أنهم خلال المسار القانوني الممتد منذ 7 أعوام لم يدّعوا شيئا عن الكنيس واعترفوا بوجوده التاريخي، إلا أنهم يثبتون أمام المحكمة أن جودت الباشا اشترى جزءا من العقار من يهودي، يدّعي اليهود الآن أنه كان يعود لحاخام يُدعى "يتسحاك ڤينوچراد".

قوات الاحتلال تقاضي 13 مقدسيا يسكنون عقار عائلة الباشا (الجزيرة) أين المعضلة؟

وحول المسار القانوني للقضية -الذي وصل قبل أيام إلى إصدار محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس قرارا لصالح المستوطنين- أفاد راشد أنه بمجرد رفع الدعوى ضد العائلة "قدمنا للمحكمة ادعاءات أولية أثبتنا فيها أننا نملك شيئا في العقار ولسنا متعدين عليه، وبالتالي تم التعامل مع الملف كملف عادي تُسمع فيه الإثباتات والشهادات".

وبالإضافة للإثباتات قدم المحامي أدلة على أن عائلة الباشا تسكن في العقار وتستخدمه منذ أكثر من 70 عاما، وبالتالي حتى لو كان لليهود حق في العقار فقد سقط بالتقادم.

إعلان

لكن واجه هذا المحامي معضلتين الأولى أن الذي رفع الدعوى ضد العائلات دائرة رسمية في الدولة وهي "القيّم العام"، وتنظر المحاكم لكل ورقة يقدمها على أنها مثبتة ومضمونة، وعلى المحامي أن يثبت عكسها، وهنا تكمن خطورة أن "المستوطنين تسللوا من خلال جسم يتبع للدولة وأخذوا امتيازا فأوراقهم تعتبر مقبولة".

المعضلة الثانية هي أن المحكمة الإسرائيلية العليا أصدرت قبل نحو عام قرارا بإخلاء عائلة "دويك" من حي بطن الهوى في سلوان، ينص على أن الأراضي التي تعود ملكيتها ليهودي أو تدار بواسطة القيّم العام هي أراض عامة، والأرض العامة لا يسري عليها قانون التقادم مثل الأرض الخاصة، "وهنا سقط ادعائي بالتقادم بقرار العليا هذا" يضيف راشد.

وفضلًا عن ذلك وصف هذا المحامي القرار الصادر عن محكمة الصلح بـ "التافه والضعيف ومن الممكن الاستئناف عليه للمحكمتين المركزية والعليا، لأن إثبات حق اليهود في العقار صعب وفيه ثغرات قانونية".

أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، يوم أمس، قرارا بإخلاء عائلة الباشا المقدسية من منزلها الأثري الكائن في طريق الواد بالبلدة القديمة، بهدف ضمه إلى كنيس يهودي، مع إمهالها مدة معينة للاستئناف على القرار.

بُني العقار السكني قبل عام 1930 -أي قبل الاحتلال-، ويتكون من 3 طوابق،… pic.twitter.com/IvYWi9pYyD

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) March 5, 2025

فرصة قانونية

وسيعتمد هذا المحامي عند تقديم الاستئناف على أكثر من ثغرة أولها الإشارة إلى الأخطاء التي تضمنها قرار محكمة الصلح بعد استماعها للإثباتات، وثانيها موضوع قانونية تقديم دعاوى من قبل مستوطنين باسم القيّم العام، وثالثها تقديم دعوى لنقض عقود البيع الموجودة بين القيّم العام ووقف "بنبنيستي" والتي تمت المصادقة عليها في المحكمة المركزية.

"سأبطل هذه المصادقة لأنه بإمكان أي شخص بيع عقار لآخر وتصديقه بالمحكمة لكن الشخص الثالث الذي يدعي ملكيته في العقار وهو الباشا لم يكن مشمولا في الصفقة ولم يعلم عنها".

إعلان

توجهت الجزيرة نت لأبناء عائلة الباشا لكنهم فضلوا عدم الحديث لوسائل الإعلام وحصر التصريحات على لسان محاميهم نائل راشد، لكن المسن المقدسي عبد المجيد الباشا (72 عاما) تحدث بكلمات قليلة قائلا إنه ولد في هذا العقار وإن عائلته الممتدة تعيش فيه منذ عام 1930 بعد شرائه.

وعند سؤاله عمّا يعنيه له هذا العقار أجاب "هذا موطني ولا شيء أغلى منه على قلبي.. أذكر في طفولتي أن كتيبة للجيش الأردني كان مقرها بجوار منزلنا القريب من المسجد الأقصى".

مقالات مشابهة

  • طرد المستأجر.. حالات ينظمها القانون للمالك؟
  • «برتڤيل» للتطوير العقاري تستقبل وفداً من مدينة مصدر
  • ماذا حدث لأصحاب السبت بعد مخالفة أمر الله؟.. إسلام النواوي يشرح
  • السيطرة على حريق بعقار سكنى فى حى الزهور ببورسعيد دون إصابات
  • تراجع قيمة التداول العقاري في عمان بنسبة 10.8% بنهاية يناير 2025
  • عائلة الباشا المقدسية حافظت على كنيس يهودي فكانت المكافأة طردها من منزلها
  • تحذيرات مشددة بإزالة العقارات غير القانونية..3 حالات يحظر التصالح فيها بمخالفات البناء
  • ‎تحديد سعر البيع الرسمي للخام العربي لشهر أبريل 2025
  • مكافأة نهاية الخدمة والمعاش.. ماذا ينتظر القطاع الخاص في قانون العمل الجديد؟
  • أسعار العقارات في بريطانيا تهبط بنسبة طفيفة الشهر الماضي