تقرير/ عبدالله الشريف

تشهد سجون مليشيا الإخوان الموالية لتحالف العدوان في مدينة مأرب تزايدا ملحوظا في حالات الوفاة للمعتقلين والمختطفين نتيجة ما يتعرضون له من انتهاكات وتعذيب ومعاناة وحرمان، وهي جرائم قد لا تكون موجودة في أسوأ سجون العالم.

فخلال اليومين الماضيين تم الإعلان عن وفاة معتقلين اثنين في حادثتين منفصلتين خلال أقل من 24 ساعة هما الشاعر راشد الحطام، من أبناء قيفة بمحافظة البيضاء، والشاب ماجد مبارك العامري الجهمي من أبناء قبيلة جهم في مديرية صرواح، واللتان لقيتا استنكارا واسعا وإدانات شعبية وحقوقية، وسلطتا الضوء على ما يتعرض له السجناء من تعذيب يؤدي إلى وفاة الكثير منهم.

وتشير إحصائيات محلية إلى أن حالات الوفاة في تلك السجون جراء التعذيب تقدر بالعشرات، إلى جانب ما يسببه من إعاقات دائمة، موضحة أن جثث بعض الضحايا لاتزال محتجزة في ثلاجات مستشفيات مدينة مأرب.

وبحسب إفادات ناجين من جحيم سجون الإخوان في مأرب فإن صنوفا من التعذيب التي يصعب وصفها بل وقد لا يتخيل الإنسان أن تصدر من بشر يمارسها السجانون بحق المعتقلين، فمن حرمانهم من الأكل والشرب إلى التعذيب والتعليق بالأيدي والأرجل وبتر الأطراف أحياناً بحق السجناء الرافضين لامتهان كرامتهم وإنسانيتهم والذين ينتهي الحال بالكثير منهم إلى الوفاة.

وبعد أن كان عدد السجون في مدينة مأرب لا يتجاوز سجنين قبل العدوان، تشرف قيادات في الجهاز الأمني لحزب الإصلاح، على أكثر من 20 سجناً داخل المدينة ومديرية الوادي وتديرها بوحشية لا نظير لها لترهيب السجناء وتمارس أقسى أنواع التعذيب بحقهم بعد إصدار فتاوى بتكفيرهم.

ومن ضمن جرائم تعذيب السجناء وقتلهم داخل السجن قضية السجين حسن عبدالله زايد الشريف من أبناء مأرب المدينة الذي تم اعتقاله لأشهر والإعلان عن وفاته، وكذا الملازم ضيف الله هرشل المرادي أحد أبناء قبيلة مراد، والطفل طارق سعد المحورن وهو أحد النازحين من مديرية مدغل إلى الوادي، ونايف الحسيني المرادي من قبيلة الصعاترة مراد، والشاب بشير حسين عيلوق من أبناء مديرية الجوبة، والعميد خالد محمد الأمير الحوشبي وابنته صفاء من محافظة لحج، وجميعها شواهد حية على حجم الإجرام بحق المعتقلين في سجون مأرب.

ووفقا لإفادات معتقلين سابقين خرجوا من سجن الأمن السياسي سيء الصيت بمدينة مأرب فإن من يشرفون على السجون ويتولون التحقيق مع السجناء هم عناصر تتبع حزب الإصلاح وتدين بالولاء لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وترفض سلطة العرادة ومسؤولو الملف الأمني بمأرب السماح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بزيارة السجون والاطلاع على أوضاع السجناء ومعاناتهم، كما يتم إخفاء مصيرهم عن ذويهم وعدم السماح لأهاليهم بزيارتهم والاطلاع على أحوالهم وهو إجراء مخالف لكل مواثيق حقوق الإنسان والقوانين الدولية والإنسانية.

في حين تغض المنظمات الدولية والحقوقية الطرف عن ممارسات وانتهاكات مرتزقة العدوان بحق السجناء والمعتقلين، وهو ما يشير إلى دعم سعودي أمريكي لجرائم الاختطافات والاعتقالات والتعذيب بحق السجناء في محاولة لإرهاب المواطنين وشرعنة ممارسات الاحتلال بحق المدنيين.

وبالإضافة إلى تعذيب السجناء فإن اختطاف المواطنين من نقاط التفتيش والطرق والأماكن والأسواق في محافظة مأرب مهمة أساسية للجهاز الأمني الإخواني، حيث يتم تجميعهم إلى هذه السجون المخصصة للتعذيب وإجبارهم على الإقرار بتهم ملفقة.

حيث يتم الاعتقال في معظم الحالات بسبب اللقب أو المنطقة وأحياناً أخرى لمجرد الاشتباه فيقضي المختطفون سنوات خلف القضبان وتحت التعذيب دون أي محاكمة بل ويتم تغييبهم عن أسرهم ومنعهم من التواصل مع أي أحد.

كما سُجلت العديد من حالات الاختطاف بحق النساء، سواء من المناطق المحتلة أو المسافرات حيث يخضعن لصنوف التعذيب والحرمان ومنع أهاليهن من زيارتهن أو التواصل بهن في انتهاك صارخ لكل القيم والأعراف والعادات اليمنية الأصيلة التي تعلي من شأن المرأة.

و استنكر محافظ مأرب على طعيمان جرائم مرتزقة العدوان السعودي بحق الأسرى والمختطفين والانتهاكات التي تمارس بحقهم في السجون والتي ترقى لجرائم ضد الإنسانية، وآخرها قتل الشاعر راشد الحطام، والشاب ماجد العامري داخل السجون.

وأكد أن ممارسات مرتزقة العدوان بحق الأسرى والمختطفين لا تمثّل قبائل مأرب وأحرارها.. لافتا إلى أن قيادات حزب الإصلاح تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه أي جريمة سابقة أو لاحقة بحق الأسرى والمختطفين.

ودعا المحافظ طعيمان المنظمات الحقوقية والانسانية للتحرك لزيارة المعتقلين والضغط على قوى العدوان للسماح لأسرهم بزيارتهم والاطمئنان عليهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، كما دعا قبائل مأرب وكافة القبائل اليمنية لإدانة جرائم قتل المختطفين داخل السجون باعتبارها سابقة خطيرة تتنافى مع عادات وأعراف المجتمع اليمني.

تكشف الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى والمختطفون في سجون مرتزقة العدوان بمأرب النزعة الإجرامية والعدوانية للجماعات التكفيرية التي يمولها ويرعاها تحالف العدوان لامتهان كرامة الإنسان، وهو ما لن يرضى به الشعب اليمني الحر.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: مرتزقة العدوان من أبناء

إقرأ أيضاً:

63 شهيدًا من الأسرى في الضفة منذ بدء العدوان.. و800 حالة اعتقال منذ مارس 

 

الجديد برس|

 

واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حملات الاعتقال الواسعة في الضفة الغربية خلال شهر مارس 2025، إذ وثّقت مؤسسات الأسرى الفلسطينية تسجيل 800 حالة اعتقال، من بينها 84 طفلًا و18 امرأة، في سياقٍ قالت المؤسسات إنه يأتي ضمن سياسة الاعتقال الممنهج المترافقة مع حرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.

 

وذكرت المؤسسات، في تقريرها الشهري الصادر اليوم الخميس، أن كيان الاحتلال استخدم خلال تلك الحملات التحقيق الميداني على نطاق واسع، إلى جانب احتجاز المواطنين كرهائن ودروع بشرية، وهي ممارسات تواصلت في مختلف أنحاء الضفة الغربية.

 

أكثر من 16 ألف حالة اعتقال منذ 7 أكتوبر

 

وأشار التقرير إلى أن عدد حالات الاعتقال في الضفة الغربية وحدها منذ اندلاع العدوان في 7 أكتوبر 2023 بلغ نحو 16,400 حالة، شملت جميع الفئات، من بينها 510 امرأة، ونحو 1300 طفل، دون احتساب المعتقلين من قطاع غزة الذين يُقدّر عددهم بالآلاف.

 

تصاعد الاعتقال الإداري

 

وأبرز التقرير استمرار التصعيد في سياسة الاعتقال الإداري، حيث وصل عدد المعتقلين الإداريين حتى نهاية مارس إلى 3498 معتقلاً، من بينهم أكثر من 100 طفل، وهي أرقام غير مسبوقة منذ عقود، حتى في أوج الانتفاضات الفلسطينية، بحسب مؤسسات الأسرى.

 

واتهم التقرير المحاكم العسكرية في كيان الاحتلال بلعب دور مركزي في تكريس هذه السياسة، من خلال ما وصفها بـ”الجلسات الشكلية” التي تفتقر للعدالة.

 

شهداء في السجون

 

3 شهداء من الأسرى خلال مارس.. أبرزهم الطفل وليد أحمد.. وخلال شهر مارس، أعلنت المؤسسات عن استشهاد ثلاثة أسرى، هم:

 

خالد عبد الله من جنين، استُشهد في سجن مجدو.

 

علي البطش من غزة، استُشهد في فبراير وأُعلن عن وفاته في مارس.

 

الطفل وليد أحمد (17 عامًا)، الذي استشهد في 22 مارس داخل سجن “مجدو”، نتيجة الإهمال الطبي وظروف الاعتقال القاسية، بعد إصابته بمرض الجرب وتجويعه بشكل ممنهج، حسب التقرير الطبي.

 

وقالت المؤسسات إن قضية وليد أحمد شكّلت “جريمة مركّبة”، عكست حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما في سجن “مجدو”، الذي وصفه التقرير بأنه أحد أبرز السجون التي شهدت جرائم مكثفة منذ بداية الحرب.

 

كارثة صحية في السجون

 

حذر التقرير من استمرار تفشي مرض الجرب (السكابي) في عدد من السجون، وخاصة في سجنَي “مجدو” و”النقب”، حيث أُبلغ عن إصابة 8 من بين 9 أسرى يُسمح بزيارتهم في النقب، مع تسجيل حالات إصابة متكررة حتى بعد الشفاء.

 

إفادات مروّعة من الأطفال

 

وثقت مؤسسات الأسرى تنفيذ عشرات الاقتحامات العنيفة داخل السجون خلال مارس، واستخدام الرصاص المطاطي ضد الأسرى، وخصوصًا في سجنَي “عوفر” و”النقب”، كما حصلت على إفادات من أطفال حول تعرضهم للتهديد المباشر بإطلاق النار من وحدات القمع الخاصة.

 

أوضاع مأساوية لمعتقلي غزة

 

وفيما يتعلق بمعتقلي قطاع غزة، كشف التقرير عن ظروف احتجاز “قاسية ومرعبة”، تشمل الحرمان من العلاج، التجويع، العزل، الشبح، استخدام أوعية بدائية لقضاء الحاجة، وتحوّل المرض والإصابة إلى أدوات تعذيب ممنهج.

 

كما وثّقت المؤسسات استمرار سياسة الإخفاء القسري بحق معتقلين من غزة، وعدم الكشف عن هويات العديد منهم.

 

أزمة زيارات قانونية وتعمد المماطلة

 

اتهمت مؤسسات الأسرى إدارة السجون بـ”تقييد ممنهج” لزيارات المحامين، وتأخير المواعيد، ومنع بعض المحامين من زيارة موكليهم، ما يفاقم من عزلة الأسرى ويحول دون توثيق الانتهاكات بشكل فعال، خاصة في سجني “نفحة” و”ريمون”.

 

9900 أسير في السجون حتى بداية أبريل

وبحسب التقرير، بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى بداية إبريل 2025، أكثر من 9900 أسير، من بينهم 3498 معتقلًا إداريًا، و400 طفل، و27 أسيرة، فيما اعترفت إدارة سجون الاحتلال بوجود 1747 معتقلاً من غزة تم تصنيفهم كمقاتلين “غير شرعيين”، دون أن يشمل ذلك كافة المعتقلين من القطاع.

 

وفي الختام، حذرت مؤسسات الأسرى من أن عامل الزمن أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا على حياة آلاف المعتقلين، في ظل استمرار الانتهاكات، مشيرة إلى أن 63 أسيرًا استُشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، من بينهم العشرات الذين لا تزال هوياتهم مجهولة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل اعتقلت 800 فلسطيني في الضفة خلال مارس
  • استشهاد أسير من غزة تحت التعذيب.. وإحصائية غير مسبوقة لأعداد الأسرى
  • 63 شهيدًا من الأسرى في الضفة منذ بدء العدوان.. و800 حالة اعتقال منذ مارس 
  • تصفية جريح بعد اختطافه.. مليشيا الحوثي تزعم مساندة أبناء حمة صرار لها
  • صنعاء توجه ضربة قاصمة للإصلاح في أول تحرك له في جبهة مأرب
  • مشوقة يستفسر عن التفتيش العاري في السجون / وثيقة
  • المقاومة العمياء التي أخذت غزة إلى الجحيم
  • رابطة العلماء تواصل حملة "تمنيع" السجناء ضد التطرف العنيف في سياق "مصالحة"
  • جريمة غرضها السرقة.. حبس المتهمين بقتل سائق بعد «رحلة الموت» في الإسكندرية
  • بول كاغامي: فلتذهب إلى الجحيم الدول التي تفرض علينا عقوبات