فضل شهر شعبان وليلة النصف منه.. نفحات روحانية لا تفوتك
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
يعتبر شهر شعبان من الشهور المباركة، حيث يحمل في طياته العديد من الفضائل الدينية العظيمة، فهو الشهر الذي شهد تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، تحقيقًا لرغبة النبي ﷺ.
وقد سجل القرآن الكريم هذا الحدث في قوله تعالى:"قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون" (البقرة: 144).
من أبرز فضائل شهر شعبان أنه الشهر الذي تُرفع فيه أعمال السنة إلى الله سبحانه وتعالى، فقد روى أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال:
"قلتُ: يا رسولَ الله، لم أَرَكَ تصومُ شهرًا مِن الشهورِ ما تصومُ مِن شعبان؟ قال: ذلك شهرٌ يغفلُ الناسُ عنه بينَ رجبٍ ورمضانَ، وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ" (رواه النسائي وصححه الألباني).
كما أكدت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ كان يكثر من الصيام في هذا الشهر، حيث قالت:
"ما رأيتُ رسولَ الله ﷺ استكملَ صيامَ شهرٍ قطُّ إلا شهرَ رمضانَ، وما رأيتُه في شهرٍ أكثرَ صيامًا منه في شعبان" (رواه البخاري ومسلم).
وكان الصحابة والتابعون يستعدون لشهر رمضان في شعبان بالإكثار من الصيام، وقراءة القرآن، والصدقة، وفعل الخيرات، لما لهذا الشهر من مكانة عظيمة.
فضل ليلة النصف من شعبان
تحظى ليلة النصف من شعبان بمكانة خاصة، وقد وردت فيها العديد من الأحاديث التي تدل على فضلها. فقد روى الترمذي وابن ماجه عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
"فقدتُ النبيَّ ﷺ ذاتَ ليلةٍ، فخرجتُ أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافعٌ رأسَه إلى السماء، فقال: (يا عائشة، أكنتِ تخافين أن يحيفَ اللهُ عليكِ ورسولُهُ؟) فقلتُ: وما بي ذلك، ولكني ظننتُ أنك أتيتَ بعضَ نسائك. فقال: (إنَّ الله تعالى ينزلُ ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ إلى السماءِ الدنيا، فيغفرُ لأكثرَ من عددِ شعرِ غنمِ كلبٍ)".
وفي حديث آخر رواه البيهقي عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، قال النبي ﷺ:"إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ نادى منادٍ: هل مِن مُستغفرٍ فأغفرَ له؟ هل من سائلٍ فأُعطِيَه؟ فلا يسألُ أحدٌ شيئًا إلا أُعطي، إلا زانيةٌ بفرجِها أو مشركٌ".
مشروعية إحياء ليلة النصف من شعبان
على الرغم من وجود خلاف بين العلماء حول صحة الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان، إلا أن كثيرًا من أهل العلم والفقهاء أقروا بفضلها استنادًا إلى تعدد الروايات التي تقوِّي بعضها البعض.
وقد قال الإمام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم:
"ليلة النصف من شعبان قد رُوي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها مفضلة، وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها، وصومُ شهرِ شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة".
كما أكد الإمام النووي في الأربعين النووية أن العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال جائز، طالما أنه لا يتعلق بأحكام الحلال والحرام، وهو ما ذهب إليه كثير من علماء الحديث كالإمام أحمد بن حنبل والإمام البيهقي.
فضائل شهر شعبان
شهر شعبان من الأشهر المباركة التي تسبق شهر رمضان، ويتميز بعدة فضائل، منها:
تحويل القبلة إلى المسجد الحرام.رفع الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى.الإكثار من الصيام فيه سنة عن النبي ﷺ.فضل ليلة النصف من شعبان، حيث يغفر الله فيها لعباده إلا المشرك والمشاحن.لذلك، ينبغي على المسلم اغتنام هذا الشهر بالطاعات، والتوبة، والإكثار من الأعمال الصالحة، استعدادًا لشهر رمضان المبارك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شهر شعبان شعبان تحويل القبلة ليلة النصف من شعبان إحياء ليلة النصف من شعبان فضائل شهر شعبان رفع الأعمال إ لیلة النصف من شعبان شهر شعبان رضی الله النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد ذكر مستحب، بل هي "ضرورة حياتية" لما تحمله من الفرج والسرور والراحة والطمأنينة.
وأضاف مفتي الجمهورية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "اسأل المفتي" الذي يذاع على قناة صدى البلد، أن الله تعالى أمر عباده بالصلاة على النبي، مستدلًّا بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
وأشار المفتي إلى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب قضاء الحاجات، مستشهدًا بقصص الصالحين الذين لجؤوا إليها في أوقات الشدة، فكانت سببًا في تفريج همومهم وإزالة كربهم.
وفي سياق متصل، شدد فضيلة المفتي على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست فقط تزيينًا بالفضائل، بل هي تطهير للنفس من الرذائل والمنكرات، إذ تدفع المسلم إلى التأسي بالنبي الكريم في أخلاقه وسيرته؛ مما يعزز الارتباط بسيرته العطرة والاقتداء بهديه القويم.
وأوضح المفتي أن الحب الحقيقي يتجلى في الاتباع والاقتداء، مستشهدًا بقول الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]. وأكد أن الحب الصادق يظهر في التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، والتمسك بسنته، وتوقير آل بيته وصحابته الكرام.