يعتبر شهر شعبان من الشهور المباركة، حيث يحمل في طياته العديد من الفضائل الدينية العظيمة، فهو الشهر الذي شهد تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، تحقيقًا لرغبة النبي ﷺ.

 

وقد سجل القرآن الكريم هذا الحدث في قوله تعالى:"قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون" (البقرة: 144).

رفع الأعمال إلى الله في شهر شعبان

من أبرز فضائل شهر شعبان أنه الشهر الذي تُرفع فيه أعمال السنة إلى الله سبحانه وتعالى، فقد روى أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال:

"قلتُ: يا رسولَ الله، لم أَرَكَ تصومُ شهرًا مِن الشهورِ ما تصومُ مِن شعبان؟ قال: ذلك شهرٌ يغفلُ الناسُ عنه بينَ رجبٍ ورمضانَ، وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ" (رواه النسائي وصححه الألباني).

كما أكدت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ كان يكثر من الصيام في هذا الشهر، حيث قالت:

"ما رأيتُ رسولَ الله ﷺ استكملَ صيامَ شهرٍ قطُّ إلا شهرَ رمضانَ، وما رأيتُه في شهرٍ أكثرَ صيامًا منه في شعبان" (رواه البخاري ومسلم).

وكان الصحابة والتابعون يستعدون لشهر رمضان في شعبان بالإكثار من الصيام، وقراءة القرآن، والصدقة، وفعل الخيرات، لما لهذا الشهر من مكانة عظيمة.

فضل ليلة النصف من شعبان

 

تحظى ليلة النصف من شعبان بمكانة خاصة، وقد وردت فيها العديد من الأحاديث التي تدل على فضلها. فقد روى الترمذي وابن ماجه عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت:

"فقدتُ النبيَّ ﷺ ذاتَ ليلةٍ، فخرجتُ أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافعٌ رأسَه إلى السماء، فقال: (يا عائشة، أكنتِ تخافين أن يحيفَ اللهُ عليكِ ورسولُهُ؟) فقلتُ: وما بي ذلك، ولكني ظننتُ أنك أتيتَ بعضَ نسائك. فقال: (إنَّ الله تعالى ينزلُ ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ إلى السماءِ الدنيا، فيغفرُ لأكثرَ من عددِ شعرِ غنمِ كلبٍ)".

وفي حديث آخر رواه البيهقي عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، قال النبي ﷺ:"إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ نادى منادٍ: هل مِن مُستغفرٍ فأغفرَ له؟ هل من سائلٍ فأُعطِيَه؟ فلا يسألُ أحدٌ شيئًا إلا أُعطي، إلا زانيةٌ بفرجِها أو مشركٌ".

مشروعية إحياء ليلة النصف من شعبان

 

على الرغم من وجود خلاف بين العلماء حول صحة الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان، إلا أن كثيرًا من أهل العلم والفقهاء أقروا بفضلها استنادًا إلى تعدد الروايات التي تقوِّي بعضها البعض.

وقد قال الإمام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم:

"ليلة النصف من شعبان قد رُوي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها مفضلة، وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها، وصومُ شهرِ شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة".

كما أكد الإمام النووي في الأربعين النووية أن العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال جائز، طالما أنه لا يتعلق بأحكام الحلال والحرام، وهو ما ذهب إليه كثير من علماء الحديث كالإمام أحمد بن حنبل والإمام البيهقي.

فضائل شهر شعبان

 

شهر شعبان من الأشهر المباركة التي تسبق شهر رمضان، ويتميز بعدة فضائل، منها:

تحويل القبلة إلى المسجد الحرام.رفع الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى.الإكثار من الصيام فيه سنة عن النبي ﷺ.فضل ليلة النصف من شعبان، حيث يغفر الله فيها لعباده إلا المشرك والمشاحن.

لذلك، ينبغي على المسلم اغتنام هذا الشهر بالطاعات، والتوبة، والإكثار من الأعمال الصالحة، استعدادًا لشهر رمضان المبارك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شهر شعبان شعبان تحويل القبلة ليلة النصف من شعبان إحياء ليلة النصف من شعبان فضائل شهر شعبان رفع الأعمال إ لیلة النصف من شعبان شهر شعبان رضی الله النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

فضل الصيام في شعبان.. اغتنم ليلة النصف ولا تهملها

رغب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صيام التطوع؛ فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ» أخرجه البخاري.

الصيام في شعبان

وأكدت دار الإفتاء المصرية، على أنه يجوز صيام النصف الأول من شهر شعبان بأكمله، حتى إذا انتصف الشهر فلا صوم في تلك الفترة حتى يستريح الشخص استعدادا لرمضان، وقال النبي: إذا انتصف شعبان فلا صوم إلا إذا كان لأحدكم عادة أو قضاء"، فإذا اعتاد أحد صيام الاثنين والخميس فليصم وإذا كان أحد يقضي ما فاته فعليه أن يقضي ولا حرج.

وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على حكم صيام النصف من شعبان ، أن الاحتفالُ بِلَيْلَةِ النصف مِن شهر شعبان المبارك مشروعٌ على جهة الاستحباب، وقد رغَّبَ الشرع الشريف في إحيائها، واغتنام نفحاتها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات، وقد دَرَجَ على إحياء هذه الليلة والاحتفال بها المسلمون سلفًا وخلفًا عبر القرون من غير نكير.

وتابعت: "شهر شعبان تهيئة لرمضان فيجب استغلاله جيدا، داعية الجميع بالمواظبة على التصدق في هذا الشهر مع الصيام، كما أن شهر شعبان يغفل عنه كثير من الناس، وقد نبهنا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث وقع فيه الخير للمسلمين من تحويل القبلة ففيه عظم الله نبينا واستجاب له دعاءه".

فضل ليلة النصف من شعبان

وأكدت دار الإفتاء، أنه لا يؤثر في ثبوت فضل هذه الليلة ما يُثَار حولها من ادعاءات المتشددين القائلين بأنها بدعة، ولا يجوز الالتفات إلى مثل آرائهم الفاسدة؛ فإنها مردودة بالأحاديث المأثورة، وأقوال أئمة الأمة، وعملها المستقِر الثابت، وَما تقرر في قواعد الشرع أنَّ مَن عَلِم حجةٌ على مَنْ لم يعلم.

وبيّنت أن الحكمة من استحباب إكثار الصيام في شهر شعبان جاءت في حديث أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنه الذي يقول فيه: «قُلْت: يَا رَسُول اللَّه، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان، قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان، وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» (رواه أبو داود والنسائي).

مقالات مشابهة

  • فضل الصيام في شعبان.. اغتنم ليلة النصف ولا تهملها
  • المحرمون من المغفرة في ليلة النصف من شعبان
  • متى ليلة النصف من شعبان 2025؟..متبقي أسبوع انتهز الفرصة قبل رفع الأعمال
  • ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة.. أسرار الرحمة وكرامة النبي
  • فضل ليلة النصف من شعبان.. وهل خصص لها صلاة ودعاء معين؟
  • الأدلة على فضل ليلة النصف من شعبان
  • هل تكتب المقادير في ليلة النصف من شعبان؟ أسرار نفحات الليلة المباركة
  • موعد صيام ليلة النصف من شعبان 2025
  • موعد ليلة النصف من شعبان 2025 .. ترفع فيها الأعمال