زيلينسكي يفتح باب الحوار مع بوتين.. هل يمهد الطريق لمفاوضات السلام؟
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن أوكرانيا تسعى لإنهاء الحرب مع روسيا عبر الحوار، معربًا عن استعداده للقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين شخصيًا إذا تطلب الأمر، حسبما ذكرت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.
زيلينسكي يعبر عن استعداده للقاء بوتين بعد رفضه في عام 2022وأشار زيلينسكي في بيان على «تليجرام» إلى اعتقاد الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بأن الدبلوماسية مع روسيا وبوتين لا تزال واردة.
وأعرب زيلينسكي عن استعداده للقاء بوتين للتفاوض على إنهاء الحرب، بشرط التوافق على آلية لذلك، لكنه شكك في استعداد بوتين لذلك، مُعتبرًا إياه مترددًا في مناقشة إنهاء الحرب معه، وأعرب عن اعتقاده بأن ترامب قد يتمكن من الضغط على بوتين لإنهاء الحرب.
وأصدر الرئيس الأوكراني بيانًا عقب تصريحات السفيرة الأوكرانية في واشنطن، التي أعلنت عن مناقشة مستفيضة جرت بينها وبين المبعوث الخاص لترامب، كيث كيلوج، في أول لقاء رسمي بينهما يوم الخميس.
وفي ديسمبر 2022 هو نفس العام الذي انطلقت في الحرب الروسية الأوكرانية، رفض زيلينسكي أي مفاوضات سلام مع روسيا ما لم تنسحب قواتها من الأراضي الأوكرانية أولاً.
تصريحات بوتين التحفيزيةوألقى بوتين كلمةً خلال حفل توزيع جوائز الرئاسة للعلوم والابتكار أمس، مخاطبًا فيها العلماء الروس الشباب، واصفاً إياهم بـ«رواد الفضاء وعلماء الطاقة النووية».
وتزامنت تصريحات بوتين التحفيزية لشباب العلماء الروس مع تغييرات جذرية في قيادة «روس كوسموس»، وصفها الإعلام الروسي بـ«الجريئة» لتركيزها على الكفاءات الشابة، وتأتي هذه التغييرات وسط تصاعد التوقعات بمنافسة فضائية محتدمة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وجاءت تصريحات بوتين، في خطاب ألقاه أمس، للعلماء الروس على ابتكار حلول متفوقة عالميًا لمواجهة التحديات الكبرى، وشبّههم بجيل رواد الفضاء وعلماء الطاقة النووية، مؤكدًا على أهمية دورهم في تحقيق إنجازات علمية وتكنولوجية تاريخية تتفوق على مثيلاتها الأجنبية.
تغييرات في قيادة وكالة الفضاء الروسيةوشدّد بوتين على أن هذه الإجراءات ستُرسّخ الريادة التكنولوجية الروسية في القطاعات الحيوية، مؤكدًا حاجة بلاده لإنجازات علمية مُبتكرة تساهم في تحقيق أهدافها التنموية.
وأجرى الرئيس الروسي، تغييرات في قيادة وكالة الفضاء الروسية «روس كوسموس»، مُعينًا دميتري باكانوف البالغ من العمر 39 عامًا مديرًا عامًا خلفًا ليوري بوريسوف الذي شغل المنصب منذ 15 يوليو 2022، ودخل قرار تعيين باكانوف حيز التنفيذ فور توقيعه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بوتين الرئيس الروسي روسيا موسكو أوكرانيا زيلينسكي
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: بروميدييشن والغموض السياسي؟
مع اقتراب الحرب السودانية من نهاياتها وتعقّيدات المشهد السياسي، برزت دعوة منظمة “بروميدييشن” الأوروبية للإسلاميين السودانيين، بمختلف أطيافهم، للمشاركة في حوار سياسي بالدوحة من 11 إلى 13 أبريل الجاري. ورغم أن الدعوة يكتنفها الغموض، فإنها سرعان ما تحولت إلى ساحة لاختبار مواقف الإسلاميين الذين ما زالوا يعيشون حالة من الانقسام الداخلي منذ سقوط نظام البشير عام 2019. وبين موضوعية الدوافع وتباين الاستجابات داخل المؤتمر الوطني، تتبدى أسئلة جوهرية حول مغزى التوقيت ومآلات هذا المسار، وهي ما نحاول استكشافه في هذا المقال.
اللافت أن الدعوة تزامنت مع تصاعد الدور الميداني للجيش السوداني في التصدي للهجمات التي تشنها مليشيا الدعم السريع، وسط اتهامات مباشرة لدول مثل الإمارات بتوفير الدعم اللوجستي والسياسي لهذا العدوان، وهو ما جعل توقيت المبادرة موضع تساؤل. في هذا السياق بدأ أن تنظيم حوار سياسي في الخارج بينما البلاد تخوض معركة وجودية، يمكن تفسيره كتشتيت للجهود الوطنية، إن لم يكن محاولة لإعادة رسم المشهد على أسس خارجية.
في عمق هذه الديناميكية، جاء الرفض القاطع من قيادة حزب المؤتمر الوطني – التي يمثلها أحمد هارون – للمشاركة في مشاورات الدوحة. الرفض لم يكن انفعاليًا، بل استند إلى جملة من الاعتبارات السياسية والاستراتيجية، أبرزها أن الحوار وإن كان مطلوبًا، يجب أن يُبنى على أسس وطنية خالصة، وأن يُعقد داخل السودان، بعد إنهاء الحرب واستعادة السيادة الوطنية كاملة. الحزب يرى أن أي حوار قبل نهاية المعركة الحالية سيكون بمثابة اعتراف ضمني بشرعية أمر واقع تصنعه المليشيا وسندها الخارجي.
في المقابل، قبل تيار آخر من الإسلاميين – بقيادة إبراهيم محمود – الدعوة، وسمي ممثلين للمشاركة ما يعكس انقسامًا تكتيكيًا لا فكريًا بالضرورة، إذ أن الطرفين يتبنيان ذات المرجعية الإسلامية، لكنهما يختلفان في تقدير أولويات المرحلة. هذا الانقسام يعيد للأذهان التجربة السورية، حيث تم احتواء الإسلاميين تدريجيًا ضمن ترتيبات دولية، بعد أن جرى عزلهم في بداية الثورة، فهل تسعى القوى الدولية لتكرار هذا النموذج في السودان؟
لغة بيان المؤتمر الوطني نفسه جاءت متماسكة واحترافية، متوازنة بين الشكر لقطر كدولة استضافة، ورفض المشاركة لأسباب موضوعية تتعلق بالزمان والمكان والمضمون. وقد ركّز البيان على أن الدعوة، بصيغتها التي اختزلت الأطراف في “الإسلاميين”، تُساهم في تعميق الاستقطاب، وتطرح الدين كعامل فرز سياسي في بلد متنوع الأديان والثقافات، بينما الأصل – كما يقول الحزب – أن يكون الحوار وطنيًا شاملاً يقوم على المواطنة لا الأيديولوجيا.
الأهم من ذلك، أن الحزب قد طرح في وقت سابق رؤيته لمستقبل السودان عبر “أجندة المستقبل”، التي تدعو لحوار سوداني-سوداني بعد انتهاء الحرب، بما يعكس موقفًا مبدئيًا وليس ظرفيًا من مسألة الحوار. من هنا يمكن فهم موقفه الرافض للدعوة على أنه استمرار في منهجية رافضة لأي تدخل خارجي في صياغة ترتيبات ما بعد الحرب.
في المجمل فإن دعوة “بروميدييشن” تمثل محاولة لاختبار قابلية التيار الإسلامي للانخراط في هندسة سياسية جديدة في السودان، وهي خطوة، وإن قُرأت في ظاهرها كتحرك نحو السلام، إلا أنها في باطنها تعكس سعيًا لإعادة تموضع القوى الدولية في السودان تحت غطاء الحوار.
من جهة أخرى، فإن منظمة “بروميدييشن” التي تنشط في القارة الإفريقية منذ سنوات، تبدو في نظر بعض المحللين السودانيين أنها تعمل على إتاحة موطئ قدم للقوى الأوروبية – وعلى رأسها فرنسا – في ملفات ما بعد الحرب، عبر بوابة الحوار السياسي. وهذا ما يجعل بعض الأصوات تعتبر المنظمة كتابًا مفتوحًا الأهداف، لا يجهل السودانيون خلفياته.
تُعد منظمة بروميدييشن (Promediation) الفرنسية من الجهات النشطة في مجال الوساطة والحوار المدني في مناطق النزاع، وسبق أن أبدت اهتمامًا ملحوظًا بالشأن السوداني، خاصة بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023. وقد تبنّت المنظمة في مناسبات عدة دعوات لورش عمل ومنتديات سياسية هدفت إلى جمع الأطراف السودانية المتنازعة على طاولة الحوار.
ففي أبريل 2024، رعت المنظمة بالتعاون مع الخارجية السويسرية ورشة في جنيف ناقشت سبل تحقيق وقف إطلاق النار والإنتقال للحكم المدني . كما نظّمت في يناير من نفس العام ورشة بالقاهرة جمعت حركات دارفور برعاية فرنسية-مصرية، لبحث فرص التهدئة في الإقليم. هذا النشاط المتواصل يعكس سعي المنظمة للعب دور الوسيط المحايد أو ربما المنحاز لمجموعة تنسيقية القوى المدنية “تقدم” ، بالنظر لتعقيدات المشهد السوداني السياسي.
دعوة بروميدييشن للإسلاميين السودانيين إلى حوار الدوحة، في هذا التوقيت الحرج، بحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة لا تبدو بريئة ولا معزولة عن السياق الدولي لإعادة تشكيل الخرائط السياسية في دول ما بعد الحرب. وحين تكون الجهة الداعية “ذراعًا ناعمة” للنفوذ الغربي، فإن استدعاء الإسلاميين إلى الطاولة لا يُقرأ باعتباره انفتاحًا عفويًا، بل خطوة محسوبة لاختبار الاستجابات وتشكيل البدائل. فهل هي مجرد صالونات استماع؟ أم بداية إدماج مشروط على الطريقة السورية؟ السؤال الأهم لا يزال معلقًا: لماذا الآن ؟ ولمصلحة من يُعاد ترتيب الأوراق؟
دمتم بخير وعافية.
الأحد 6 أبريل 2025 م Shglawi55@gmail.com
الوان
إنضم لقناة النيلين على واتساب