سيناريوهات ترامب المستحيلة تعمل على برمجة جديدة للعقل العربي
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
#سيناريوهات #ترامب المستحيلة تعمل على #برمجة جديدة للعقل العربي
كتب م.علي أبو صعيليك
تتسارع الأحداث منذ عودة ترامب للواجهة من جديد، وملأت تصريحاته المتعجرفة الدنيا وما يهمنا منها ما يتعلق بفلسطين بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام لأن #القضية_الفلسطينية جزء لا يتجزأ من المنطقة العربية وما تحدث به ترامب عن نقل سكان غزة إلى دول مجاورة منها الأردن ومصر هو تصفية للقضية الفلسطينية وتعدي على السيادة في الدول العربية ولذلك فإن المنطقة تمر في مرحلة مفصلية استمرار لمفهوم ” ما قبل السابع من أكتوبر ليس كما بعده”، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل فقط المنطقة العربية هي من يمر بمرحلة مفصلية أم أن الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب وإيلون ماسك تمر بنفس المرحلة؟!
البداية من الداخل الأمريكي، حيث أختار ترامب فريقه الحكومي من مجموعة أشخاص مقربين منه وأبرزهم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الذي استلم وزارة “الكفاءة الحكومية” وبدأ العمل بخطوات دراماتيكية داخلية خلقت صراعًا غير مسبوق مع ما يسمى “الدولة العميقة” في أمريكا، وإذا ما استمر في طريقة عمله فإن الصراع الداخلي الأمريكي قادم لا محالة، وقد ظهر جلياً أن الصراع قد بدأ مبكراً حيث كشف عن ذلك من خلال المؤتمرات الصحفية حيث توالت الأسئلة على ترامب بخصوص الصراعات التي بدأت بالفعل بين الإدارات الأمريكية مع إيلون ماسك.
بالعودة لما يتعلق بغزة وتصريحات ترامب أن “الكيان الصهيوني المحتل” سيقوم بتسليم قطاع غزة إلى سلطة أمريكا بعد تهجير سكان القطاع إلى الدول المجاورة، وهي تصريحات أمبريالة فوقية ساذجة قائمة على عدم احترام سيادة دول مستقلة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه إلى أي مدى سيصل صدى تلك التصريحات وهل فعلاً بدأت خطوات لتنفيذها على أرض الواقع في الغرف المغلقة، وهل هي فعلاً قابلة للتنفيذ ومعد لها مسبقًا وقد جاءت مرحلة ترامب لتنفيذها وتصفية القضية وتغيير شكل وجغرافيا المنطقة؟
الجواب يبدأ من حيث انتهت المرحلة الأولى من السابع من أكتوبر، حيث صمدت المقاومة الفلسطينية في وجه القوى الإمبريالية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت لاعب رئيس في الحرب من خلال الإسناد العسكري والعملياتي والاستخباراتي وكذلك الجانب السياسي حيث وفرت كل الأسباب لكي تستمر الحرب رغم وحشية الإبادة الجماعية وفي النهاية هم أنفسهم من رضخ وأوقفوا الحرب، فلا المقاومة الفلسطينية قابلة للإجتثاث ولا الشعب الفلسطيني قابل للتهجير لا بالإبادة الجماعية كما حصل ولا بالترغيب كما هو متوقع أن يحصل.
تتجاهل الولايات المتحدة الحقيقة التاريخية بأنه طالما هنالك احتلال فإن هناك مقاومة، ولكن في حالة فلسطين فالأمر مختلف عن أي احتلال تقليدي سابق، فالاحتلال الصهيوني هو كيان لقيط يعمل بديل مدفوع الأجر عن الدول الإمبريالية الكبرى ولذلك فهم يوفرون كافة الإمكانيات الممكنة لاستمرار وجوده رغم أنه سيزول لا محالة، ورغم ذلك فإن هنالك مفارقتان، الأولى أن العديد من الخبراء الصهاينة أنفسهم يرون أن السابع من أكتوبر هو بداية زوال الكيان، والمفارقة الثانية وهي ما كان يسمى باليوم الأول بعد وقف إطلاق النار حيث فاجأت المقاومة الجميع حيث أظهرت قدرتها المباشرة على العودة سريعًا للسيطرة على القطاع وفرض النظام والأمن، بل وبثت رسائل عميقة وقوية جدًا من خلال تنظيمها عملية تبادل الأسرى جعلت الأمور تعود للمربع الأول وفيها رد واضح على ترامب.
لكن إلى متى ستستمر حالة الجفاء بين الأنظمة العربية الرسمية والمقاومة الفلسطينية خصوصًا أن مخططات ترامب تهدد الأمن الداخلي لمعظم الدول العربية، ليست التي تحدث عنها ترامب فحسب بل وغيرها لأن سياسة الولايات المتحدة لا يوجد فيها صديق دائم، ولن تتم مواجهة ترامب بالدبلوماسية لأنه لا يعرفها فهو مجرد رجل أعمال أهوج متعجرف يتخيل نفسه يمتلك التحكم بكل شيء في كل مكان ولكنه يتجاهل أن غزة هي مقبرة للصهاينة وفيها غرق العديد ممن توهموا أنهم سيقضون على المقاومة وأخرهم المجرم شارون الذي كانت نهايته عبرة لمن يريد أن يعتبر ويتعلم.
لم تسخر الشعوب العربية فحسب من تصريحات ترامب الساذجة رغم جديتها، بل شاركتها معظم وسائل الإعلام الغربي من ناحية أخرى لأنها تصريحات تؤجج الصراع كثيرًا في المنطقة، ولا يمكن أن يتم تصفية القضية الفلسطينية بهذه السذاجة، ولكننا متفائلون بتصفية وجود الولايات المتحدة الأمريكية على يد ترامب وإيلون ماسك في سيناريو مكرر لنهاية الاتحاد السوفييتي على يد غورباتشوف ويلتسين.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سيناريوهات ترامب برمجة القضية الفلسطينية الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
غضب إسرائيلي إزاء المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وحماس
أدى القلق الإسرائيلي العميق بشأن المفاوضات السرية بين إدارة ترامب وحماس إلى تبادل حاد للاتهامات بين مسؤول إسرائيلي كبير والمبعوث الأمريكي الذي يقود المحادثات، وفق ما ذكرت مصادر مطلعة على الأمر لموقع أكسيوس.
وبحسب التقرير، حذر مسؤولون إسرائيليون كبار الولايات المتحدة من التعامل بشكل مباشر مع حماس، وخاصة دون شروط مسبقة. ومع ذلك، وعلى الرغم من تحذيرات إسرائيل في أوائل فبراير، فقد مضت الولايات المتحدة قدماً في الأمر.
وأضاف التقرير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجنب علنا توجيه انتقادات مباشرة للرئيس دونالد ترامب منذ ظهور التقارير عن المحادثات، لكن خلف الأبواب المغلقة كانت التوترات عالية.
أعرب أقرب المقربون من نتنياهو، الوزير رون ديرمر، عن إحباط إسرائيل بشكل مباشر في مكالمة هاتفية مع المبعوث الأمريكي الخاص بالرهائن آدم بوهلر.
جاءت المكالمة المثيرة للجدل بين ديرمر وبوهلر بعد ساعات فقط من لقاء المبعوث الأمريكي في الدوحة مع خليل الحية، المسؤول السياسي كبير في حماس ورئيس فريق التفاوض التابع لها.
وكانت المحادثات، التي بدأت قبل أسبوع مع مسؤولين أدنى رتبة في حماس، جزءًا من جهود بوهلر لتأمين إطلاق سراح الرهينة الأمريكي إيدان ألكسندر، 21 عامًا، بالإضافة إلى رفات أربعة رهائن أمريكيين آخرين.
وبحسب المصادر، رأت إدارة ترامب فرصة لتوسيع المحادثات إلى ما هو أبعد من قضية الرهائن.
وأشارت الولايات المتحدة إلى حماس بأن الاتفاق قد يؤدي إلى مناقشات أوسع نطاقا، ربما تشمل وقف إطلاق النار على المدى الطويل، وممرا آمنا لقادة حماس للخروج من غزة، والإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، وإنهاء الحرب.
ورغم الإلحاح، فشلت المناقشات في تحقيق الاختراق الذي كان يأمله ترامب وفريقه قبل خطابه أمام الكونجرس.
وذكر التقرير أن المحادثات تناولت أيضا مسائل حساسة لم توافق عليها إسرائيل، وعلى وجه التحديد عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل عودة ألكسندر.
ووصفت مصادر المكالمة التي أجراها ديرمر مع بوهلر بأنها "صعبة"، حيث اعترض الوزير الإسرائيلي على أي مقترحات أمريكية قدمت دون موافقة إسرائيل المسبقة. وردًا على ذلك، طمأن بوهلر ديرمر بأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق وأنه على دراية كاملة بالخطوط الحمراء الإسرائيلية. وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن معارضة ديرمر القوية دفعت البيت الأبيض إلى إعادة النظر في نهجه.
وبعد مناقشات داخلية يوم الأربعاء، قرر ترامب ومستشاروه الضغط على حماس، حيث أصدر ترامب إنذاره الأخير لحماس ، وكتب على قنواته على وسائل التواصل الاجتماعي أن حماس يجب أن تطلق سراح جميع الرهائن "أو ينتهى الأمر بالنسبة لك".
وفي تعليقه على المحادثات المباشرة التي أجرتها إدارته مع حماس ، الخميس، قال ترامب : "نجري مناقشات مع حماس. ونحن نساعد إسرائيل في تلك المناقشات، لأننا نتحدث عن رهائن إسرائيليين".
وفي وقت سابق من يوم الخميس، أقر مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بالمحادثات التي أجراها بوهلر مع حماس.