الرد على تهديدات ترامب ووعد بلفور
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
د. نبيل الكوفحي
…
كشف العدوان على غزة للكثيرين ان حياتنا كعرب ليست ذات قيمة عند كيان الاحتلال الصهيوني وعند الادارة الأمريكية تحديدا وعموم الغرب باستثناءات قليلة. تلك الهمجية ليست رد فعل على ٧ اكتوبر، بل هي عقيدة تلمودية ومصالح لا اخلاقية بنيت على جريمة الاحتلال إبتداء. فالاعتداءات في أعوام ١٩٤٨ و ١٩٥٦ و ١٩٦٧ و ١٩٦٨ على فلسطين وما جاورها وغيرها، واعتداءاتهم المتكررة على غزة لم يكن يسبقها ما يشبه ٧ اكتوبر عام ٢٠٢٣ فأساس المشكلة بالاحتلال الصهيوني ودوافعهم التلمودية المحرفة.
الصخب التي أثارتها تهديدات ترامب بتهجير الفلسطينيين وتوسيع ارض كيان الاحتلال ليست جديدة من حيث الفكرة، فخلال رئاسته السابقة طرح صفقة القرن وهدّد وتوعد ونفذ بعضها كنقل سفارته للقدس المحتلة. لذلك لا ينبغي الاستهانة بها؛ حيث انها جعلت النقاش مسموحا ومتاحا للكثير من المحرمات لدينا وغير المقبولة حتى في القانون الدولي الذي وضعوه.
عودة لاساس المشكلة الذي يعود لوعد بلفور عام ١٩١٧، فقد ظنه البعض كلاما في الهواء، ولكن الصهاينة والاحتلال البريطاني والغرب عموما عملوا عليه بخطط واجراءات سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية وإعلامية. وامام فقدان اي فعل عربي وإسلامي جاد في حينه وامام ترك الفلسطينيين وحدهم؛ حدثت هزيمة الجيوش العربية عام ١٩٤٨ وقام كيان الاحتلال على الجزء الأكبر من ارض فلسطين، و مرة ثانية ؛ امام عدم التعلم من المصيبة وعدم دعم صمود الشعب الفلسطيني وتسليحه في حينه في الأراضي التي تبقت بعد ١٩٤٨ حدثت هزيمة ١٩٦٧ وتم احتلال كامل فلسطين وأجزاء واسعة من أراضي الدول العربية المحيطة.
الموقف الأردني الرسمي بقيادة جلالة الملك والشعبي المعبر عنه بالمسيرات ووسائل الإعلام المختلفة واضح في رفض تلك التهديدات، كما الموقف العربي في غالبه ايضا، لكن هذا الموقف بحاجة إلى إسناد طويل الأجل على شكل خطط واجراءات تثبت الاخوة الفلسطينيين على ارضهم اولا، فهم الاساس الذي يعوّل عليهم افشال كل هذه التهديدات، وقد قدموا خلال السنتين السابقتين مئات الاف الشهداء والجرحى ولا زالوا يقدمون. وقد برهنوا للعالم اجمع ثباتهم على ارضهم واستعدادهم للتضحية لاجله، وهذا الإسناد ينبغي ان يستمر سياسيا واقتصاديا واغاثيا.
مقالات ذات صلة خذلان العالم مستمر في إغاثة غزّة 2025/02/06الامر الثاني الذي يوثر بدرجة مهمة جدا في ابطال هذه التهديدات هو الحفاظ على الوحدة الوطنية وإيجاد اعتماد وطني حقيقي على الذات في الحاجات الوطنية الرئيسيةً والاستفادة من الطاقات البشرية الكثيرة لدينا في معظم المجالات وتنويع الخيارات الاستراتيجة بطيف واسع من العلاقات الدولية وتقليل الاعتماد على امريكا وصولا لإنهائه. وهناك اموراً اخرى تتعلق بموقف وخطة عربية وإسلامية.
من المهم جدا هذه الايام تعظيم القواسم المشتركة وطنيا وتثمين كل جهد يصب في تعظيم الموقف الوطني الرافض لهذه التهديدات والتجاوز عن كل الخلافات الجانبية واغلاق ابواب الفتنة التي يمكن ان تخلل النسيج الوطني المتلاحم، وهذه مسوولية تقع على عاتقنا جميعا.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
الرئاسة: فلسطين ومقدساتها ليست مشروعا استثماريا
قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم الخميس 6 فبراير 2025 ، إن فلسطين بأرضها وتاريخها ومقدساتها ليست للبيع، وهي ليست مشروعاً استثمارياً، وحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتفاوض وليست ورقة مساومة.
وأضاف أبو ردينة، أن شعبنا الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام دفاعاً عن حقوقه الوطنية المشروعة، وحفاظاً على قراره الوطني المستقل الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، لن يتنازل عن شبر من أرضه سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
وتابع: أن الشعب الفلسطيني وقيادته لن يسمحا بتكرار نكبتي 1948 و1967، وسيُفشلان أي مخطط يهدف إلى تصفية قضيته العادلة عبر مشاريع استثمارية مكانها ليس في فلسطين ولا على أرضها.
وأشار الناطق الرسمي باسم الرئاسة، إلى أن الرد العربي والدولي على مخططات الإدارة الأميركية بتهجير الفلسطينيين، أثبت أن العالم جميعه يتكلم بلغة واحدة نابعة من الشرعية الدولية والقانون الدولي، فيما تتكلم الإدارة الأميركية وحدها لغة مختلفة، كما أن هناك أصواتا أميركية وأعضاء كونغرس، وأصواتا إسرائيلية تعتبر أن هذا المشروع غير قابل للتنفيذ.
وجدد أبو ردينة التأكيد على أن تحقيق السلام والأمن والاستقرار ينبع من فلسطين وتحديداً من عاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وليس من أي مكان آخر، ولا بأي قرار من أحد.
وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس ثمن في بيان رسمي، مواقف الدول العربية والدولية الرافضة لدعوات التهجير أو الضم، مؤكداً أنه لا بديل عن حلول سياسية على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، من أجل سلام دائم ومستقر يحقق الأمن والاستقرار لدول المنطقة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مصطفى : لن نترك أهلنا في غزة والأيام المقبلة ستكون أفضل أبو الغيط: إعادة إعمار غزة تقطع الطريق على التهجير المجلس التنسيقي يدين تصريحات ترامب حول غزة الأكثر قراءة صحة غزة تنشر أحدث إحصائية لأعداد شهداء العدوان مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية إسرائيل توقف عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين "حتى إشعار آخر" إصابة شاب برصاص الاحتلال في مخيم جنين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025