معرض للفن الإفريقي المعاصر يحول مراكش إلى وجهة فنية
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
مراكش "أ.ف.ب": يراهن معرض دولي للفن التشكيلي الإفريقي المعاصر على الجاذبية السياحية لمراكش للترويج لفنانين أفارقة، ويساهم أيضا في تحفيز النشاط الثقافي بالمدينة المغربية.
فقد قدّم المعرض المسمى "54-1" في دورته الأخيرة أعمالا لثلاثين دارا للعروض الفنية من 14 بلدا إفريقيا وأوروبيا، مستهدفا الأثرياء من هواة جمع اللوحات وأيضا المتاحف العالمية المرموقة.
ويتميز هذا المعرض الإفريقي عن الملتقيات المشابهة بكونه "فضاء ضيقا وحصريا للغاية"، ما يجعل الأعمال المعروضة فيه "أكثر بروزا"، كما تقول العارضة السنغالية آيسا ديون لوكالة فرانس برس.
وتضيف ديون، وهي مؤسسة دار العرض "آتيس دكار" في السنغال "تلقينا أصداء جد ممتازة حول فنانينا وهذا مهم جدا، لأن أهمية معرض فني لا تكمن فقط في المبيعات وإنما أيضا في تطوير علاقات مع زبائن مستقبليين".
وقد تمكنت من بيع ثلاثة أعمال بسعر إجمالي يناهز 31 ألف دولار.
بدورها خرجت مديرة دار العرض "رواق 38" كانيل هامون جيليه بحصيلة "ناجحة" من هذه الدورة. وتقول "نحن جد سعداء بالزخم الذي أثاره فنانونا وقد بعنا ست لوحات"، مفضلة عدم كشف الثمن.
أُسس معرض 54-1 ذو الاسم المستوحى من عدد بلدان إفريقيا (54)، في لندن العام 2013 بهدف "إعطاء رؤية أكبر للفنانين الأفارفة في عالم الفن المعاصر"، كما توضح مؤسسته ثريا الكلاوي.
بعد نجاح دورته اللندنية، انتقل إلى نيويورك ابتداء من العام 2015، قبل أن يعود إلى إفريقيا من خلال مدينة مراكش في العام 2018.
وتعزو الكلاوي، وهي رائدة أعمال مغربية فرنسية، اختيار المغرب لكون هذا البلد الإفريقي "يوفر تنوعا من خلال موقعه الجغرافي، وأيضا من خلال العرض السياحي الذي يتيح لنا استقطاب زبائن من مختلف أنحاء العالم".
وتشير إلى أن النسخة المغربية لهذا الملتقى تحصد في المعدل "بضعة ملايين من الدولارات".
لكن حجمه يبقى صغيرا بالمقارنة مع الملتقيات العالمية الكبرى، مثل معرض "فياك" في باريس أو "آرت بازل" الذي يقام في سويسرا وميامي وهونغ كونغ.
ويستقطب المعرض المغربي في المتوسط نحو 10 آلاف زائر فقط، بينهم حوالى 3 آلاف أجنبي، من دون أن يقلل الأمر من جاذبيته، كما يلاحظ رجل الأعمال التوغولي كلود غرونيتسكي الذي جاء خصيصا من نيويورك.
ويقول "في الملتقيات الكبيرة يكون هناك ضغط مادي شديد على العارضين، لدرجة أن هواة جمع اللوحات مثلي قد يشعرون بالمضايقة".
على خلاف ذلك "هناك شيء من الحميمية في مراكش حيث تتاح فرصة اكتشاف فنانين لا نعرفهم"، كما يضيف غرونيتسكي وهو عضو بمجلس إدارة المتحف الأمريكي المرموق "موما بي إس 1" في نيويورك.
استقطبت هذه الدورة فنانين أفارقة مشاهير مثل الغاني أمواكو بوافو، الذي باع أحد بروتريهاته للمتحف البريطاني "تايت". لكن الملتقى يمنح على الخصوص فرصة التعرف على فنانين صاعدين.
من هؤلاء مصورة الفوتوغرافيا التجريبية الإثيوبية ماهيدر هايليسيلاسي تاديسي، أو النحاتة على الخزف السودانية-الصومالية دينا نور ساتي، والعديد من الرسامين التصويريين مثل النيجيرية شيغوزي أوبي أو الغاني أدجي تاويا.
تلخص الفنانة المغربية الفرنسية مارغو ديغي أهمية المعرض في "الحركية الاستثنائية التي يوفرها للساحة الفنية الإفريقية برمتها". وهي تقدم بورتريهات مطروزة على القماش باليد من خلال دار العرض المغربية "أتوليي 21".
تستفيد الساحة الفنية المغربية هي الآخرى من هذه الجاذبية، حيث تنظم بالموازاة زيارات لمعارض وورشات فنية محلية.
وتعلق ثريا الكلاوي مازحة "لن يمضي زوارنا أكثر من ساعة إذا اكتفوا بمعرض 54-1".
من نتائج هذه الحركة أن بعض دور العرض في الدارالبيضاء قررت فتح فضاءات لها في مراكش، مثل "رواق 38".
وهو ما يفسره مؤسس هذا الأخير فهر كتاني قائلا "أصبح المعرض موعدا لا محيد عنه"، وكان "من العوامل التي دفعتنا للإقامة في مراكش، التي حققت في الأعوام الأخيرة قفزات عملاقة في ما يخص الجاذبية الفنية".
بقلم كوثر الودغيري
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
طلاب من 8 دول يشاركون في معرض "بترو برزة" بجامعة السلطان قابوس
مسقط- الرؤية
انطلقت في جامعة السلطان قابوس، الأحد، فعاليات معرض بترو برزة في نسخته الثانية، وذلك بقاعة المعارض بالجامعة، وبتنظيم من جماعة مهندسي النفط بكلية الهندسة.
وتضمن المعرض- الذي يُقام كل عامين- 8 مشاركات طلابية دولية، لتبادل الرؤى المبتكرة وأحدث التقنيات المتقدمة في مجال النفط والغاز، إلى جانب عقد حلقات عمل تقنية وحوارات علمية مع خبراء قطاع النفط والغاز، بالإضافة إلى مسابقات طلابية تسعى إلى تعزيز الابتكار والإبداع بين المشاركين.
ورعى حفل افتتاح المعرض المهندس سيف بن سعيد الحمحمي الرئيس التنفيذي لشركة أبراج للطاقة، كما شارك في المعرض طلبة من سلطنة عُمان ودول أخرى منها الهند وقطر والبحرين والعراق والإمارات وروسيا والأرجنتين والنمسا. وتسعى هذه الفعالية إلى تعزيز روح الحوار العالمي والتعاون الاستراتيجي في قطاع النفط والغاز من خلال منصة تجمع الدول والخبراء لتبادل المعرفة والتعرف على أحدث الابتكارات، وبناء مستقبل أكثر استدامة للطاقة.
ويُقدِّم كل ركن في المعرض معلومات عامة عن النفط والغاز في الدول المشاركة والشركات الرائدة فيها وأيضا التقنيات الحديثة المستخدمة في عمليات الاستكشاف والحفر والإنتاج والتوجهات المستقبلية للدولة في قطاع النفط والغاز، كذلك يستقطب المعرض الطلبة والأكاديميين والمهنيين في مجال النفط والغاز وتستمر فعالياته حتى الثامن من أبريل الجاري.