تعرف على حصيلة أسبوع من حرب ترامب التجارية الجديدة
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
دخلت الولايات المتحدة في مواجهة تجارية واسعة مع شركائها التجاريين الرئيسيين، في خطوة أثارت استنكارا عالميا ومخاوف بشأن مستقبل التجارة العالمية.
وفيما يلي أحدث التطورات بعد مرور أسبوع على بدء هذه المواجهة، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
الصين.. فرض رسوم وإجراءات انتقاميةبدأت الولايات المتحدة، اعتبارًا من الثلاثاء، تطبيق زيادة بنسبة 10% في الرسوم الجمركية على جميع المنتجات الصينية المستوردة.
ووفقًا لتقرير صادر عن مصرف غولدمان ساكس، فإن التدابير الصينية لا تزال حتى الآن أقل حدة نسبيا، حيث تشمل الرسوم الصينية ما قيمته 14 مليار دولار من المنتجات الأميركية، مقارنة بـ525 مليار دولار من الصادرات الصينية التي فرضت عليها واشنطن الرسوم الجمركية.
وأضاف المصرف أن الصين تتبع إستراتيجية أكثر تنسيقًا في ردها، إذ لم تقتصر على الرسوم الجمركية فقط، بل شددت أيضًا قيودها على تصدير المعادن الأساسية، وفتحت تحقيقًا ضد شركة "غوغل" الأميركية بموجب قوانين مكافحة الاحتكار.
وفي ظل هذا التصعيد، يبقى التفاوض والمساومة أمرًا حتميًّا بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، عن احتمال إجراء اتصال قريب مع نظيره الصيني شي جين بينغ، لكنه سرعان ما أكد أنه "ليس في عجلة من أمره" لإجراء هذه المحادثات.
وعلى الرغم من فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على واردات المكسيك وكندا، فإن تنفيذها قد تم تعليقه فورًا، حيث وافقت واشنطن على إعادة دراسة هذه التدابير بعد شهر، بشرط أن تعزز الدولتان جهودهما في مكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير النظامية.
إعلانوكانت كندا قد استعدت مسبقًا للرد على العقوبات الأميركية، خاصة أنها كانت هدفًا لسياسات ترامب التجارية في ولايته الأولى. ومع ذلك، أبدت أونتاريو، المركز الاقتصادي للبلاد، مرونة في موقفها، حيث تخلت عن منع الشركات الأميركية من المشاركة في العقود العامة وألغت عقدًا مع "ستارلينك"، الشركة المملوكة إيلون ماسك، الحليف المقرب من ترامب.
أوروبا تستعد للمواجهة
ولم تخفِ بروكسل مخاوفها من أن ترامب قد يستهدف الاتحاد الأوروبي بعد الصين والمكسيك وكندا، إذ صرح الرئيس الأميركي، الأحد، بأنه سيتخذ قريبًا قرارات جديدة تجاه أوروبا.
من جانبها، تعمل المفوضية الأوروبية منذ أشهر على إعداد سيناريوهات متعددة للرد على أي إجراءات أميركية قد تستهدف قطاعات رئيسية مثل صناعة السيارات، والآليات، والتعدين.
وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لخوض مفاوضات صعبة عند الضرورة، مؤكدة على أهمية "اتخاذ قرارات مبنية على العقلانية، بعيدًا عن الانفعال أو الحنين إلى عالم تجاري ولى".
وبحسب تقرير مصرف غولدمان ساكس، فإن الإجراءات الأميركية قد تؤثر على حوالي 40% من الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وهو ما يمثل حوالي 1% من الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي، مما يزيد من أهمية التنسيق الأوروبي لمواجهة أي تدابير عقابية محتملة.
وتعاني الشركات متعددة الجنسيات من تداعيات الرسوم الجمركية المتزايدة، وإن كان التأثير يختلف من قطاع إلى آخر. على سبيل المثال، أعلنت شركة ماتيل، المصنعة لدمى باربي، أنها قد تضطر إلى تعديل أسعارها بسبب اعتماد بعض مكونات منتجاتها على الاستيراد من الصين.
إعلانأما الشركات الأجنبية المصدرة إلى الولايات المتحدة، فقد تفقد ميزة الوصول إلى سوق أميركية كبيرة. ونتيجة لذلك، قد تضطر بعض الشركات، خاصة شركات صناعة السيارات الأوروبية، إلى نقل مصانعها إلى داخل الولايات المتحدة لتجنب التكاليف الإضافية المرتبطة بالرسوم الجمركية.
وفي ظل هذا المناخ من عدم اليقين التجاري، تبدو الشركات مترددة في اتخاذ قرارات استثمارية طويلة الأمد. وتوضح آنا بواتا، خبيرة الاقتصاد لدى شركة "أليانز ترايد" للتأمين والائتمان، أن "حالة عدم اليقين هذه تخلق حلقة مفرغة، حيث إن الشركات لا تستثمر بسبب غموض المستقبل الاقتصادي".
مستقبل العولمة على المحك
وتطرح السياسات التجارية التي يتبعها دونالد ترامب، والتي تعتمد بشكل أساسي على الحمائية والمفاوضات الثنائية، تساؤلات جديدة حول مستقبل العولمة، والتي كانت قد تعرضت بالفعل لهزات كبيرة بسبب جائحة "كوفيد-19" والحرب في أوكرانيا.
ويضاف إلى ذلك أن منظمة التجارة العالمية، التي من المفترض أن تكون الجهة المعنية بتسوية النزاعات التجارية، لا تزال تعاني من الشلل منذ سنوات، بسبب السياسات الأميركية التي عرقلت عملها.
ورغم ذلك، يحذر خبراء من التهويل في تقييم الوضع. فبحسب باسكال لامي، الرئيس السابق لمنظمة التجارة العالمية، فإن "التجارة العالمية لا تزال تنمو من حيث الحجم، ورغم تباطؤ العولمة، فإنها لم تتراجع تمامًا".
وفي السياق ذاته، تؤكد آنا بواتا أن "هذا نظام اقتصادي جديد، حيث يجب على الدول الأقل قوة أن تتفاوض إما بشكل استباقي أو كوسيلة للرد"، في إشارة إلى ضرورة تبني إستراتيجيات مرنة للتكيّف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة التجارة العالمیة الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
سياسات ترامب التجارية.. تهديد للاستثمار والنمو الاقتصادي
تعيش الشركات الأمريكية حالة تخبط، بفضل سياسات الرئيس دونالد ترامب التجارية غير المنتظمة، وإعلانه حرب التعريفات الجمركية المتغيرة باستمرار مع أكبر 3 شركاء تجاريين للولايات المتحدة: المكسيك وكندا والصين.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس"، أنه بعد يومين من فرض الرسوم الجمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا والمكسيك، والتهديد بتفجير أكثر من 1.3 مليار دولار من التجارة الأمريكية السنوية في أمريكا الشمالية، أعلن ترامب أنه سيعلق قراراه لمدة شهر.
Trump's erratic trade policies are baffling businesses, threatening investment and economic growth https://t.co/qIBWbFx7YD
— The Independent (@Independent) March 6, 2025وكان هذا بمثابة توسع لإعلانه، أول أمس الأربعاء، عندما أعفى واردات السيارات من كلا البلدين لمدة 30 يوماً، كما يأتي بعد إعفاء سابق لمدة شهر من الرسوم الجمركية لكندا والمكسيك، قبل أن تدخل حيز التنفيذ في 4 فبراير (شباط) الماضي.
وقال النائب الديمقراطي دون باير، من ولاية فرجينيا: "إن ترامب يعبث بقارة أمريكا الشمالية بأكملها الآن، إنه أمر غبي ويجب أن يتوقف". وأضاف "اليوم هناك شركات لا تعرف حتى ما إذا كانت السلع التي تتاجر بها خاضعة لرسوم ترامب الجمركية. يبدو أن كل ما يفعله بشأن التجارة مصمم لتعظيم الفوضى وعدم اليقين".
وحسب الوكالة الأمريكية، فإن الرسوم الجمركية تسبب ألماً اقتصادياً جزئياً لأنها ضريبة يدفعها المستوردون، والتي غالباً ما تنتقل إلى المستهلكين، مما يزيد من الضغوط التضخمية. كما أنها تستدعي ردود فعل انتقامية من الشركاء التجاريين، وهو ما قد يلحق الضرر بجميع الاقتصادات المعنية.
وأوضحت أن الضرائب على الواردات قد تتسبب في أضرار اقتصادية بطريقة أخرى: من خلال تعقيد القرارات التي يتعين على الشركات اتخاذها، بما في ذلك اختيار الموردين الذين يجب التعامل معهم، ومكان إنشاء المصانع، والأسعار التي يجب فرضها. وقد يؤدي هذا الغموض إلى تأخير أو إلغاء الاستثمارات التي تساعد في دفع النمو الاقتصادي.
وقال إسوار براساد، الخبير الاقتصادي بجامعة كورنيل،: "إن هذا يخلق قدراً هائلاً من عدم اليقين للشركات المتعددة الجنسيات التي تبيع المنتجات في جميع أنحاء العالم، والتي تستورد من بقية العالم، والتي تدير سلاسل التوريد المعقدة هذه عبر بلدان متعددة". وأضاف أن "عدم اليقين سيكون مقلقاً للغاية للشركات. وسوف يضر بالاستثمار التجاري".
ووفقاً لأسوشيتد برس، خلال ولاية ترامب الأولى، ضعف الاستثمار التجاري في الولايات المتحدة أواخر عام 2019، ما دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض سعر الفائدة القياسي 3 مرات في النصف الثاني من العام، لتوفير بعض التحفيز الاقتصادي التعويضي.
وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، بعد أن خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، أمس الخميس، لدعم الاقتصاد الأوروبي المتعثر: إن "التهديد بزيادات الرسوم الجمركية والانتقام المحتمل، يكبح الاستثمار وقرارات الاستهلاك والعمالة والتوظيف وكل شيء آخر".
كما أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على كندا والمكسيك، من شأنها أن تفجر فعلياً اتفاقية التجارة لأمريكا الشمالية عام 2020، التي تفاوض عليها ترامب بنفسه قبل 5 سنوات.
ويقول دوغلاس إروين، الخبير الاقتصادي في كلية دارتموث،: "إن اتفاقيات التجارة السابقة لا تعني الكثير، إذا كان بوسع الرئيس أن ينتهكها من جانب واحد، ويفرض رسوماً جمركية، دون أي ضوابط على الإطلاق".
وأضافت الوكالة أن "ما يزيد من حالة عدم اليقين، أن ترامب ليس واضحاً ما الذي يحاول تحقيقه من خلال فرض التعريفات الجمركية على الشركاء التجاريين الأمريكيين. ففي بعض الأحيان يستشهد بأمن الحدود. وفي أحيان أخرى يؤكد على الإيرادات التي يمكن أن تدرها التعريفات الجمركية على الخزانة (الأموال التي يمكن أن تساعد في تمويل التخفيضات الضريبية التي يقترحها)، وفي أحيان أخرى يشير إلى العجز التجاري الكبير الذي تعاني منه أمريكا مع أغلب البلدان الأخرى".
وأشارت أسوشيتد برس "بما أن الأهداف غير واضحة، فمن الصعب أن نرى ما الذي سوف يتطلبه الأمر لإلغاء الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب".
وباتت الشركات اليوم في حيرة من أمرها. ويقول جريجوري هوزيسيان، المحامي التجاري في شركة فولي آند لاردنر للمحاماة: "لقد تحدثت إلى العديد من الشركات، على الأقل في فترة ولاية ترامب الأولى كانوا يعرفون ما هي القواعد الأساسية. والآن لا يعرفون ما إذا كنا نلعب لعبة المونوبولي أم لعبة التك تاك تو".
وأعرب المستجيبون لاستطلاع معهد إدارة الإمدادات حول التصنيع، والذي صدر يوم الإثنين الماضي، عن شكواهم بشأن عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية.
وقالت شركة لمعدات النقل: "لا توجد توجيهات واضحة من الإدارة بشأن كيفية تنفيذها، لذا فمن الصعب التنبؤ بكيفية تأثيرها على الأعمال". فيما أعربت شركة كيماوية عن استيائها من القرار، قائلة: "لقد خلقت بيئة التعريفات الجمركية، فيما يتعلق بالمنتجات من المكسيك وكندا، حالة من عدم اليقين والتقلب بين عملائنا".
وقال جون جاليفر، رئيس مجلس الأعمال في نيو إنجلاند وكندا: "في الوقت الحالي، تضع الرسوم الجمركية الجميع في حالة من عدم التوازن، بسبب عدم القدرة على التنبؤ بها وعدم اليقين".
وعلى نحو مماثل، قالت سانديا داندامودي من شركة "جي آي ستون"، وهي شركة لتوريد الأحجار في شيكاغو، إن "شركات البناء أصبحت مضطرة إلى إعادة النظر في خططها".
وأضافت أن "مطوري المشاريع التجارية مثل ناطحات السحاب والفنادق يضعون ميزانياتهم قبل عامين، وبالتالي لا يأخذون في الحسبان التعريفات الجمركية الجديدة، وبالتالي فإن هذه الميزانيات سوف تتضخم". وأوضحت "ستكون الرسوم الجمركية مدمرة للشركات الصغيرة مثل شركتنا. وفي المستقبل، لن نتمكن من توقيع أي عقود جديدة ما لم يقم العملاء بمعالجة الرسوم الجمركية".