ماذا يعني إرسال نتنياهو وفدا تقنيا لمفاوضات الدوحة؟
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
يغادر الوفد الإسرائيلي المفاوض بشأن مباحثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية السبت إلى قطر، وهو ما يثير تساؤلات بشأن جدية الحكومة الإسرائيلية في المضي قدما بتنفيذ مراحل الاتفاق.
ويرى الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية محمود يزبك الخطوة الإسرائيلية بإرسال وفد تقني إلى مفاوضات الدوحة "تعني عمليا عدم رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في سير المباحثات بسلاسة".
وكان موقع والا الإسرائيلي قد ذكر أنه جرى إبلاغ عائلات الأسرى المحتجزين بقطاع غزة أن الوفد المفاوض سيغادر غدا إلى الدوحة بعد انتهاء إطلاق سراح الدفعة الخامسة.
ووفق يزبك، فإن نتنياهو لا يريد الوصول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، ويرغب في العودة للمربع الأول، معربا عن قناعته بأن إرسال الوفد يندرج في سياق "إهدار الوقت وإرضاء للرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه ستيفن ويتكوف".
وشدد على أن ما يهم رئيس الوزراء الإسرائيلي "سماع موافقة حزب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالاستمرار في الائتلاف الحكومي خلال مفاوضات المرحلة الثانية"، مرجحا حدوث مماطلات إسرائيلية لا حصر لها في قادم الأيام.
وأكد مماطلة إسرائيل في تنفيذ البروتوكول الإنساني على صعيد إيواء النازحين بغزة، مشيرا إلى أن نتنياهو يتبع إستراتيجية مشابهة للضغط العسكري تتعلق بزيادة تعذيب ومعاناة الغزيين في ظل البرد القارس.
إعلان
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وأفرجت المقاومة الفلسطينية في غزة -حتى الآن- عن 13 أسيرا إسرائيليا في 4 دفعات، إضافة إلى 5 تايلنديين خارج الصفقة، ويبقى لديها 20 أسيرا إسرائيليا سيفرج عنهم قريبا، ضمن المرحلة الأولى الجارية، ليكون الإجمالي وفق الاتفاق 33 أسيرا.
تمديد المرحلة الأولىبدوره، أعرب الكاتب والمحلل السياسي محمد الأخرس عن قناعته بأن نتنياهو يريد تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، إذ لديه سلوك تفاوضي يرتكز على الألعاب التي كان يقوم بها بالفترة الماضية.
وأكد المحلل السياسي أن الاحتلال خرق الاتفاق عمليا منذ الاثنين الماضي عندما لم يرسل وفده المفاوض للدوحة، وفضل الانتظار إلى ما بعد زيارة نتنياهو لواشنطن.
ويريد نتنياهو -وفق الأخرس- الضغط على الوسطاء وجميع الأطراف للتهرب من استحقاقات المرحلة الثانية، لافتا إلى أنه يريد أيضا التهرب من تنفيذ بنود وقع عليها مثل البروتوكول الإنساني وترحيلها للمرحلة الثانية.
وأقر نتنياهو بأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار ستكون "أكثر تعقيدا"، لكنه أعرب عن تفاؤله في إتمامها في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية.
وخلص الأخرس إلى أن التلكؤ الإسرائيلي بتنفيذ البروتوكول الإنساني لإيواء نازحي غزة "ليس تكتيكيا، وإنما هو جزء من إستراتيجية اليمين الإسرائيلي لتهجير سكان القطاع".
وفي هذا الإطار، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف إن الاحتلال الإسرائيلي لا يترك فرصة للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا أنه يتلاعب بأولويات البروتوكول الإنساني نافيا دخول الأنواع والكميات المطلوبة للإيواء العاجل.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البروتوکول الإنسانی المرحلة الثانیة إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
حماس تبدي استعدادها للمرحلة الثانية من الاتفاق وعائلات أسرى العدو تتهم نتنياهو بتحويل حياة أبنائهم للعبة لصالحه
الثورة / متابعة/ محمد الجبري
أشارت تقارير حكومية فلسطينية إلى ارتكاب جيش العدو الصهيوني أكثر من 900 خرق لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
وأفادت مصادر محلية، أن ثلاثة مواطنين فلسطينيين، استشهدوا صباح أمس السبت، جراء القصف وإطلاق قوات العدو الصهيوني الرصاص شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وقصف من مسيّرة صهيونية في منطقة أبو حلاوة شرقي مدينة رفح.
وأوضحت المصادر، أن آليات جيش العدو أطلقت ناراً مكثفاً على امتداد محور فيلادلفيا صوب منازل المواطنين جنوبي ووسط رفح.
إلى ذلك أصيب ثلاثة مواطنين برصاص العدو الإسرائيلي، مساء أمس، على شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر محلية بأن طائرة «إسرائيلية» مسيّرة من نوع «كواد كابتر»، فتحت نيرانها صوب المواطنين على شارع صلاح الدين قرب مفترق الشهداء وسط القطاع، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم بجروح.
وأُصيب ثلاثة آخرون بنيران مسيرة «إسرائيلية» في حي البرازيل جنوبي مدينة رفح جنوبي القطاع، كما أصيب مواطن برصاص الاحتلال في بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس جنوب القطاع.
كذلك أصيب 7 مواطنين بجروح متفاوتة في قصف من مسيّرة للاحتلال على جرافة كانت تقوم بإزالة ركام منزل في بلدة بيت حانون شمال القطاع، وجرى نقلهم إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، أمس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,453 شهيدا، منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من شهر أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,860 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة سبعة شهداء «ستة شهداء جدد بقصف الاحتلال، وانتشال جثمان شهيد»، وثمان إصابات خلال الساعات الـ48 الماضية.
وبمناسبة يوم المرأة العالمي، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف، أمس السبت، في بيان صادر، على المعاناة الكبيرة التي تواجهها النساء في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
كما سلط الضوء على معاناة النساء المعتقلات، قائلا إن «عشرات النساء تم اعتقالهن وتعرضن للتعذيب داخل المعتقلات».
وقال معروف في البيان : «نذكر المجتمع الدولي المحتفي اليوم بحقوق المرأة بمجازر الاحتلال الصهيونازي بحق النساء خلال حرب الإبادة في غزة»، مضيفًا أن نحو «12316 شهيدة قتلهن الاحتلال بدم بارد، 13901 امرأة ترملت وفقدت زوجها ومعيل أسرتها، و17 ألف أم ثكلت بفقدان أبنائها، و50 ألف امرأة حامل وضعن مواليدهن في ظروف غير إنسانية».
وأشار إلى أن «162 ألف امرأة أصيبت بأمراض معدية، و2000 امرأة وفتاة ستلازمهن الإعاقة جراء بتر أطرافهن».
وفي هذا السياق أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، حق النساء والفتيات الفلسطينيات في العيش بأمان وسلام، والتمتع بالحماية القانونية اللازمة من جريمة الإبادة الجماعية، وعدوان الاحتلال الصهيوني غير القانوني المستمر والممنهج وواسع النطاق، وإرهاب مستعمريه، وضرورة إنهاء ممارساته العنصرية والإجرامية بحقهنّ.
وذكرت الوزارة في بيان، أمس السبت، بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف في 8 مارس من كل عام أن النساء الفلسطينيات هن الأكثر تضرراً وتأثراً بجرائم وسياسات الاحتلال الإسرائيلي، وأنه على مدى أكثر من 519 يوما، استشهدت أكثر من 12,298 امرأة، بينما تعرضت آلاف النساء للتشريد القسري وفقدان أبسط حقوقهن الإنسانية.
وأضافت وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية أن عرقلة وعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة من الغذاء والدواء والاحتياجات الخاصة بالنساء والفتيات، يضاعف معاناتهن في ظل الإبادة، وهو ما تؤكد عليه جميع المؤسسات الدولية والأممية.
وأوضحت الخارجية أن هناك أكثر من 50 ألف امرأة حامل أو مرضعة في قطاع غزة، و4 آلاف متوقع أن يضعن مواليدهن خلال الشهر الجاري في ظل ظروف مأساوية ولا إنسانية، بما يخالف جميع المواثيق والاتفاقيات والقرارات الدولية ومنها قرار مجلس الأمن 1325 الخاص بـ «المرأة والأمن والسلام».
وتابعت أن 21 امرأة فلسطينية يواجهن ظروف اعتقال قاسية وغير إنسانية في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ويتعرضن لشتى أشكال التعذيب والعزل الانفرادي، والإهمال الطبي.
وأشارت الوزارة إلى أن العالم يحتفي في هذا اليوم بإنجازات النساء، ويجدد التزامه بالمساواة والعدالة، بينما تقف المرأة الفلسطينية في قلب معركة البقاء، وتواجه العبء الأكبر من الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ومحاولات التهجير القسري والتطهير العرقي. من جهته أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أن العدو الصهيوني يسعى مجددًا لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني كجزء من مشروعه الاستيطاني التوسعي.
وأوضح الشوا في مداخلة تلفزيونية أمس السبت أن جهود العدو الصهيوني تشمل تهجير المواطنين من أراضيهم، مما يمهد الطريق لعمليات الضم الواسعة التي ينوي القيام بها في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتجلى بوضوح من خلال تخريب المخيمات واستهدافها، وخاصة مخيمات اللاجئين المنتشرة في مختلف المناطق.
وقال «إن استهداف الأونروا يعكس نوايا الاحتلال الرامية إلى تقويض الخدمات الأساسية المقدمة للاجئين الفلسطينيين» .
وأشار إلى أن هذه المؤشرات الخطيرة تتطلب تكثيف الجهود والعمل على حملة دبلوماسية واسعة على كافة المستويات، بهدف التصدي لهذا المخطط الإجرامي ومنع تنفيذ هذه الجريمة بحق الشعب الفلسطيني.
وكان المفوض العام للأونروا قد أعلن أمس أن العدو الصهيوني ينفذ أكبر عملية تدمير في الضفة الغربية منذ 58 عاما .
وفي غضون ذلك أكدت حركة المقاومة الاسلامية حماس ، أمس ، أن جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والبدء بمفاوضات المرحلة الثانية والمؤشرات إيجابية نحو ذلك».
وقال الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع في تصريح صحفي :» نؤكد جاهزيتنا لخوض مفاوضات المرحلة الثانية بما يحقق مطالب شعبنا وندعو لتكثيف الجهود لإغاثة قطاع غزة ورفع الحصار عن شعبنا المكلوم».
وأضاف: «وفد قيادة الحركة المتواجد في القاهرة منذ أمس يناقش سبل بدء مفاوضات المرحلة الثانية وإلزام الاحتلال بها وآليات تطبيق مخرجات القمة العربية».
بدورها تبنت منظمة التعاون الإسلامي أمس السبت، في ختام اجتماعها الوزاري الطارئ في جدة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، لمواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحثت المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة.
وأكدت المنظمة أن هذه الجهود كافة «تسير بالتوازي مع تدشين مسار سياسي وأُفق للحل الدائم والعادل بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته والعيش في سلام وأمان».
وأضافت عقب اجتماعها الوزاري عقد لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني ومحاولات تهجيره من أرضه، في بيانه الختامي «الرفض المطلق والتصدي الحازم للخطط الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني فرادى أو جماعات، داخل أرضهم أو خارجها».
كما أدان سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة إلى إجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه.
من جهة أخرى أكدت هيئة عائلات الأسرى الصهاينة في غزة، مساء السبت، أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حوَّل حياة أبنائهم إلى لعبة شطرنج لخدمة مصالحه، داعية للنزول إلى الشوارع لمنع عودة الحرب.
وقالت عائلات الأسرى في مؤتمر صحفي أن «نتنياهو يتعمد إيجاد أزمة في محادثات الصفقة للعودة إلى الحرب» مشيرة إلى أن «نتنياهو يحاول تهيئة الرأي العام للعودة إلى الحرب بخلاف مصلحة «إسرائيل».
وتساءلت «كيف يعقل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهتم بحياة الأسرى أكثر من نتنياهو؟» مطالبة ترامب «بعدم السماح لنتنياهو بالتضحية بأرواح الأسرى لأن الحرب لن تعيدهم».
وأردفت عائلات الأسرى «ما دامت «إسرائيل» في حالة حرب فنتنياهو يتهرب من قضايا محاكمته بالفساد».
وأكدت أن «الحرب لن تعيد الأسرى بل ستقتلهم» مشددة على أن «صفقة تبادل فقط من دفعة واحدة ستنقذهم».
وأشارت عائلات الأسرى إلى أن «مصالح نتنياهو لا تتماهى مع مصلحة «إسرائيل» التي تطالب بإعادة الأسرى».
ولفتت إلى أن «نتنياهو عمل على تفكيك فريق المفاوضات وجمد المحادثات عمدا، ومستعد للتضحية بحياة الأسرى من أجل مصالحه السياسية والإجرامية.
وشددت عائلات أسرى العدو على أنها لن تسمح لنتنياهو بالتخلي عن أبنائهم.