البحرين أظهرت سجلاً حافلاً من التحسينات والإصلاحات الحقوقية
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
البحرين شكّلت أكثر الأماكن أمانًا التي يمكن تخيلها خلال الجائحة، وقدّمت الرعاية الطبية لكل سكانها دون تمييز وفود تجارية بريطانية تزور البحرين في الخريف القادم أكثر ما يميز البحرين دفء الضيافة، والشعب الودود الانتهاء من الجولة الرابعة لمفاوضات التجارة الحرة تعلمنا من تجربة البحرين في التعامل مع جائحة «كوفيد 19»
أكد سفير المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين رودي دراموند على عمق العلاقات التي تربط بلاده بمملكة البحرين التي شكلت تجربة استثنائية في رحلته المهنية كدبلوماسي بريطاني.
وفيما يلي نص المقابلة:
] مع انتهاء فترة عملكم كسفير للمملكة المتحدة لدى مملكة البحرين، حدثني عن فترة عملكم في البحرين لاسيما أنها صادفت فترة وجودكم هنا مرحلة انتشار جائحة «كوفيد-19» وهي تجربة استثنائية لكل العالم؟ - أعتبر نفسي شخصًا محظوظًا، بعد ان وصلت بأشهر قليلة بدأت جائحة «كوفيد-19» بالانتشار في مختلف انحاء العالم، لكن الامر المثير للأعجاب بشكل ملحوظ هو كيف تحولت استجابة السلطات بشكل سريع الى أفعال على الأرض، وكيف تكيفت البحرين بدقة شديدة وبشكل ابداعي مع المراحل المختلفة لازمة الجائحة. انا معجب جدًا بالطريقة التي تم فيها توفير اختبارات الكشف عن الإصابة، وكذلك المطاعيم لكافة سكان المجتمع دون تميز على الاطلاق، وكذلك إبقاء الحدود مفتوحة مع وجود الضوابط الصحيحة، والتي كانت تتباين ما بين صعودًا وهبوطًا اعتمادًا على مدى انتشار الفيروس. اعتقد ان كل ذلك كان جهدًا اكثر من رائع، كذلك تمكنا من تسهيل بعض التبادلات العلمية الجيدة حقًا مع خبراء بريطانيين، والكيفية التي تفاعلت من خلالها البحرين مع الجائحة والتي تعلمنا واقعياً منها،كذلك تمكنا من اشراك كبار العاملين في هذا المجال من اجل مشاركة خبراتهم ومعلوماتهم حول الجائحة. لذلك عندما تسأليني عن مرحلة الجائحة، أقول انها كانت مرحلة عصيبة على جميع الدول، لكنني شعرت بالأمان التام، لان البحرين شكلت اكثر الإماكن اماناً التي يمكن تخيلها. كما انها أظهرت افضل ما في الناس هنا، لقد رأينا كيف الناس تساعد وتعتني ببعضها البعض. لاسيما في أواسط الجالية البريطانية. وتمكنا من مقابلة اشخاص ضمن مجموعات صغيرة، وطورنا صداقات وثيقة خلال تلك المرحلة التي عززت لدينا مكانة الصداقة والعائلة، لقد تعلمنا جميعًا قيمة الصداقات والأصدقاء والعائلة عندما لم نتمكن من السفر، لذا اعتبرها مرحلة اختبار لنا جميعًا، كذلك استفادت البحرين من هذه المرحلة بأعاده النظر في سياساتها الاقتصادية وبرنامج الإصلاحات ورؤية 2030، وتعزيز الاستثمارات في مجالات عدة، وتصحيح المسارات في مجالات أخرى. لقد كانت فترة بدى الناس مستعدين للتعلم، كانت هناك تجارب قدمت دروس لاسيما في المجال الاقتصادي.
] عندما يصل سفير لتولي مهام عملة في بلد ما، يضع أولويات ترتبط بالتركيز على مجالات محددة، ويرى فيها فرص لتعزيز العلاقات، ما هي الأولويات التي وضعها السفير دراموند عندما تولى مهام عمله هنا؟ - بالتأكيد. كما تعلمون تتمتع بلدينا بعلاقات قوية في مجالات الامن والدفاع، كما لدينا الكثير من التحديات والتهديدات المشتركة في هذا الجزء من العالم، في صيف العام 2019، كان هناك الكثير من التحركات التي قام بها بعض دول المجاورة في المنطقة التي تبعث على القلق، وكان لابد من الرد عليها. بالطبع، كنت أتطلع نحو تعزيز الفرص في مجالات الاستثمارات التجارية التي يجب التركيز عليها، وكذلك التركيز على الجالية البريطانية التي لطالما اعتبرت دائما جزء من مهمتنا، والتأكد من تقديم النصح المناسب للناس، وكذلك الدعم متى ما احتاجوا اليه. وقد اثارت اهتمامي الإصلاحات التي تشهدها البحرين في مجال حقوق الانسان، والعدالة والامن والشرطة، بالطبع لدينا برنامج للتعاون في هذه المجالات، وقد مضى على اطلاقه سنوات، وكان من الرائع بالنسبة لي حقًا معرفة تأثير التعاون ما بين بلدينا وتحقيق التقدم في ذلك.
] سأتوقف عند مجال حقوق الانسان، صدر مؤخرًا تقرير الخارجية البريطانية لحقوق الانسان والديمقراطية، والذي أزيلت فيه البحرين من قائمة الدول ذات الأولوية، حدثني عن هذا التقدم، وقد اطلعت على مناحي الحياة السياسية والاقتصادية في المملكة عن قُرب، وحتمًا تكونت لديك انطباعاتك كسفير للمملكة المتحدة؟ - أعتقد أنك تتابعي التقرير سنويًا، ولو نظرت الى الإصدارات السابقة من التقرير لاسيما لآخر خمسة أعوام، ستجدين ان اللغة المستخدمة قد تغيرت، وبدت اكثر دقة وموضوعية بشكل ملموس، وقد أظهرت سجلاً حافلاً من التغيير والتحسين بشكل كبير من قبل السلطات البحرينية، كلاً من هذه التغيرات التي تحققت بإرادة بحرينية، كانت دائمًا موضع دعم فني ومشورة من قبل الجانب البريطاني متى ما كان يطلب منا ذلك. لقد كان امتيازًا حقيقيًا للعمل عن كثب مع قيادات مختلفة هنا، واشراك فريق عملي من الخبراء والتقنيين بهذا التعاون الذي القائم على أرضية تسودها الثقة ببعضنا البعض، لقد كان امتيازًا حقيقيًا عندما نتحدث عن إصلاحات في مسائل لا تخلو من الصعوبة وهو أدى الى نتائج ملموسة على ارض الواقع. ولهذا السبب اتخذت الخارجية البريطانية قرارًا بإزالة البحرين من قائمة الدول ذات الأولوية. ونحن على ثقة - وأنا شخصيًا على ثقة تامة - أن البحرين تواصل اجراء تحسيناتها وتغيراتها في مجال حقوق الانسان، بل وتخطط للمزيد من التغيرات في الأشهر والسنوات القادمة، لذا هذا تمرين حقيقي جاء من أرضية مشتركة تقوم على الثقة والعمل الوثيق معًا على مدار العشرة أعوام الماضية مع السلطات البحرينية، وأجد ان هذا العمل ونتائجه كانت حقًا مجدية. كان دائمًا لدينا اجتماعات ومناقشات، وكنا نطرح أحيانًا على انفراد أسئلة صعبة، ونحصل على إجابات صادقة تعبر عن إرادة المملكة نحو التطوير والتغيير، واقعيًا لم أرَ شيئًا كهذا في كل تجربتي في العمل الدبلوماسي في هذه المنطقة، وهذا ما اعتبره ابرز التجارب بالنسبة لي هنا في المملكة.
] شهدنا هذا العام زيارة مهمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى المملكة المتحدة، كيف ترى من موقعكم نتائج هذه الزيارة؟ - لقد شكلت زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد الى بريطانيا أهمية كبيرة بالنسبة لنا، فهذه الزيارة اكتسبت أهمية كبيرة بالنسبة للعلاقات ما بين البلدين، حيث كنا قادرين على تسليط الضوء على التنوع الكامل لعلاقاتنا مع البحرين، لاسيما عندما نتحدث عن علاقات الدفاعية والأمنية، والعلاقات الاستراتيجية ما بين البحرين وبريطانيا التي تعود الى زمن بعيد، لكننا بالطبع، نواصل التحديث والتطوير في مسار العلاقات من خلال الاجتماعات رفيعة المستوى بين صانعي القرار في البلدين، واتساع نطاق العلاقات التجارية والاستثمارية والطريقة التي تتطور بها هذه العلاقات في اتجاهات جديدة، لذا فإن التوقيع على شراكة الاستثمار الاستراتيجي، ومختلف الاتفاقيات الجانبية الأخرى، أتاحت لنا ان تظهر للعاصمة لندن والمملكة المتحدة بشكل عام التقدم الكبير الذي تشهده مملكة البحرين والفرص التي تطرحها هذا البلد، وسوف نشهد فصل خريف يمكنك وصفه بالمزدحم، حيث زيارات متعددة من قبل الجانب البريطاني إلى المملكة لاسيما من قبل القطاع الخاص البريطاني إلى المملكة في سياق البحث عن الفرص التي تطرحها البحرين، لذلك يمكن وصف ذلك بالمنصة التي يمكن ان تقودنا الى الامام، هذا ليس إنجازًا فحسب، بل منصة تقودنا للمضي قدمًا، اعلم ان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك سعيدًا للغاية بما يتحقق من تعاون مع الجانب البحريني، لذا سنعمل نحو تحقيق المزيد، وهذا التعاون يساعدنا كثيرًا نحو الوصول إلى اتفاقية متقدمة للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون.
] سأتوقف عند اتفاقية التجارة الحرة، إلى أين وصلت المفاوضات؟ - لقد انتهينا مؤخرًا من الجولة الرابعة من المفاوضات، وقد سارت بشكل جيد، وهناك عدة أجزاء من جولات المفاوضات التي تغطي جوانب مختلفة لم نتوصل بعد إلى اتفاق نهائي حولها، بالطبع نحن نركز على الجولات المتبقية، وهناك مسودة على الطاولة حول كل قطاع او مجال، ونحن على ثقة تامة بأن الجانبين الخليجي - ممثلًا بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، والجانب البريطاني يوليان هذه المفاوضات الاهتمام الكبير، بالطبع، سوف يكون هناك جولتان من المفاوضات خلال الخريف القادم، وأعتقد أننا سنرى بوضوح كبير خلال الجولات القادمة مدى الاقتراب من الوصول إلى اتفاقية للتجارة الحرة، بالطبع الأمر يتطلب الكثير من العمل لاسيما حيال بعض التفاصيل التقنية المعقدة، لكن الإرادة السياسية موجودة لدى كلا الجانبين -من جميع دول الخليج- والجانب البريطاني، لذلك أعتقد أننا على الطريق الصحيح لتحقيق صفقة جيدة، وأشخاص طموحين لا يعملون فقط من اجل الوصول الى اتفاقية للتجارة الحرة ما بين الجانبين فحسب، بل أيضا تساعد على تطوير آليات تجارية تتعلق بدول مجلس التعاون عندما نتحدث عن المعايير.
] كانت «الأيام» أول صحيفة أجرت معك لقاءً عندما بدأت مهام عملك قبل أربعة أعوام بالضبط، والآن «الأيام» هي آخر صحيفة تجري معك لقاءً قبل مغادرتك، ماذا سيحمل في ذاكرته ردوي دراموند عن البحرين؟ - أتذكر ذلك اليوم الذي وصلت فيه إلى البحرين قبل أربع سنوات بالضبط، يومها وصلت إلى مطار لم يعد موجودًا الان، إذ لدينا اليوم مطار جديد. كذلك أقيم حاليًا في فندق استعدادًا للمغادرة، هذا الفندق أيضًا لم يكن موجودًا قبل أربعة أعوام، هذا يختصر لك وتيرة التغيير في البحرين، وهي وتيرة متسارعة، لكن مع ذلك، أرى ان افضل شيء في البحرين على الاطلاق، هو دفء الضيافة، والود الذي يتمتع به البحرينيون، شعب ودود، لقد شعرت أنا وأسرتي طيلة الأربعة أعوام التي قضيناها في البحرين اننا في وطننا، وما سأحمله في ذاكرتي، هو حتمًا ذكرياتنا مع الناس هنا، الذين رحّبوا بنا في بيوتهم وقلوبهم، حتمًا سنأخذ معنا الصداقات التي كونها هنا والتي ستكون صداقات مدى الحياة، هناك العديد من التجارب المتنوعة التي ترتبط بثقافة هذا البلد، والطعام، انها ثقافة عميقة تتميز بعمق تقدير الفن والأدب والشعر. الموسيقى، إنها مذهلة ولا تحظى بتقدير كبير خارج البحرين. لذلك شكرًا لهذه المملكة الجميلة.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا حقوق الانسان إلى المملکة فی البحرین فی مجالات مجال حقوق کوفید 19 فی مجال من قبل ما بین
إقرأ أيضاً:
هكذا استخدمت البحرين رئيس وزراء فرنسيا كمستشار لها.. ما علاقة قطر؟
نشرت صحيفة "ميديابارت" الفرنسية تقريرًا سلطت خلاله الضوء على الزيارة التي أداها رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس إلى البحرين في شهر تموز/ يوليو في إطار عملية دبلوماسية وقضائية واسعة النطاق لصالح المملكة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقًا لوثائق اطلعت عليها حصل فالس على مكافأة قدرها 30 ألف يورو مقابل هذه الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام.
وتضيف الصحيفة أنه بعد فرنسا وإسبانيا، يمر التحول المهني لمانويل فالس في الوقت الراهن عبر البحرين؛ حيث وظفت المملكة الخليجية رئيس الوزراء الفرنسي السابق، الذي لم يعد يشغل أي منصب انتخابي على الرغم من محاولته العودة إلى الحياة السياسية في 2022 كمستشار لصالحها في صيف سنة 2024.
ووقع فيليب فيتوسي، المحامي السابق للعائلة الملكية البحرينية، والذي ينوب المملكة في ملف قضائي في فرنسا، العقد مع شركة الاستشارات التابعة لمانويل فالس. وقد تم تمويل المبادرة من خلال أموال قُدمت من شركة خارجية مسجلة في هونغ كونغ، باستثناء تكاليف السفر التي تحملتها المملكة بشكل مباشر.
على الرغم من افتقاره للخبرة في هذا المجال، تم تكليف الوزير السابق رسميًا بشرح القضايا المتعلقة بفتح النيابة الوطنية المالية في فرنسا تحقيقًا أوليًا في إطار نزاع قديم بين البحرين وخصمها الإقليمي، قطر. والجدير بالذكر أن فالس أظهر لفترة طويلة موقفًا متساهلًا تجاه قطر.
يعتمد هذا الإجراء القضائي على البلاغات التي قدمها النائب الفرنسي عن منطقة فونديه، فيليب لاتومبي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 ثم في تموز/ يوليو 2023، بناءً على نصيحة المحامي فيليب فيتوسي. تهدف هذه البلاغات إلى التنديد باحتمال تورط قضاة في محكمة العدل الدولية في قضايا فساد في سياق قرار صدر سنة 2001 لصالح قطر يُقر بتقسيم المياه الإقليمية المحيطة بجزر حوار، التي توضح الحدود بين البلدين.
في البداية، لم تطعن السلطات البحرينية في هذا القرار، لكنها حاولت منذ سنة 2020 الطعن فيه بوسائل مختلفة.
وذكرت الصحيفة أنه بعد اللجوء إلى مكتب محاماة بريطاني، الذي أكد انعدام فرص إلغاء حكم محكمة العدل الدولية، توجه ممثلو المملكة في سنة 2021 إلى فيليب فيتوسي، الذي اقترح عليهم إعادة طرح القضية واتهام القضاة الذين أصدروا القرار بالفساد.
وبفضل تحقيق أجراه مكتب استخبارات فرنسي يديره عسكري سابق، اقتنعت أجهزة المخابرات البحرينية بشراء ذمم أربعة قضاة دوليين من بينهم الجزائري محمد بجاوي.
وتستند هذه الاستنتاجات إلى تقرير تحقيق مكون من أكثر من 800 صفحة أعده مكتب التحقيقات الفرنسي تحت إشراف الأمير ناصر. وقُدمت هذه الاستنتاجات في بداية سنة 2022 بعد سنة من التحقيقات التي أجريت باستخدام مصادر مفتوحة و"مصادر بشرية"، بالإضافة إلى استخدام "تجارب تقنية مثل القرصنة".
نائب للإنقاذ
وكانت البحرين تعتزم في البداية تقديم شكوى في فرنسا، حيث يُعتقد أن جزءًا من الأموال الناتجة عن هذا الفساد الدولي المزعوم قد تم تبييضها في قطاع العقارات. ولكن بعد تحسن علاقاتها مع قطر عشية كأس العالم لكرة القدم في أواخر سنة 2022، واستعادة العلاقات الدبلوماسية رسميًا في نيسان/أبريل سنة 2023، تخلت عن هذه المبادرة.
وفي صيف سنة 2022، وبعد اجتماع أخير في شهر نيسان/ أبريل، أعلنت وزارة الخارجية رسميًا إنهاء مهمة كل من فيليب فيتوسي ومحامٍ فرنسي آخر هو بنجامين فان غافر.
ولكن بعد دراسة الملف قرر فيتوسي اتخاذ مسار مختلف وتكليف نائب برلماني، وهو فيليب لاتومبي، بتقديم بلاغ بنفسه إلى النيابة العامة المالية الوطنية الفرنسية. وبناء عليه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، وجه فيليب لاتومبي أول بلاغ إلى النيابة العامة المالية الوطنية. تم استكمال البلاغ الأول بإرسال ثانٍ في تموز/ يوليو 2023، استند بشكل كبير إلى التحقيق الخاص الذي أجري قبل سنتين.
مئات الآلاف من اليوروهات من هونغ كونغ
في تلك الفترة، لم يعد فيليب فيتوسي يتقاضى أجرًا من البحرين، التي أنهت رسميًا المهمة. لكنه أصبح يتلقى مستحقاته من شركة مسجلة في هونغ كونغ تُدعى "كوين كابيتال إنترناشيونال المحدودة"، وبدأ في تقديم فواتير أتعابه إليها اعتبارًا من سنة 2023.
في نهاية سنة 2023، تم إرسال فاتورتين إلى هذه الشركة؛ الأولى بقيمة 50 ألف يورو، والثانية بقيمة 61 ألف يورو، حيث تضمنت الفواتير أتعابًا عن اجتماعات عقدها مع صديقه فيليب لاتومبي.
ومع ذلك، يظل فيليب فيتوسي متحفظا بشأن طبيعة هذه الشركة نافيا كونها مجرد واجهة للبحرين أو لمنافس آخر لقطر لا يرغب في الظهور في الواجهة قائلًا: "هؤلاء مجرد رعاة، أشخاص يرون أن الفساد الدولي أمر غير مقبول. إنهم يخصصون موارد معينة لمحاولة تحقيق العدالة وجعلنا نتمسك بمزيد من الأخلاقيات في المؤسسات التي ينبغي أن تكون مفعمة بالقيم الأخلاقية".
وشاركت شركة "كوين كابيتال انترناشيونال المحدودة"، في تنظيم رحلة الوفد المرتبط بمانويل فالس في شهر تموز/ يوليو. وقبل ذلك بأشهر قليلة، وبعد إحاطته علما بأن تقارير النائب لاتومبي أدت إلى فتح تحقيق في النيابة العامة المالية الوطنية، اتصل فيليب فيتوسي بالسلطات البحرينية، بهدف حملها على إعادة فتح الملف. في رسالة وجهها في نيسان/ أبريل 2024 إلى وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني، كتب فيتوسي: "قبل بضعة أسابيع، قررت النيابة العامة فتح تحقيق أولي".
في رسالته؛ أبلغ فيليب فيتوسي وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني بأنه "على اتصال مباشر مع المدعي العام المكلف بالتحقيق في القضية". كما طلب المحامي ترتيب لقاء في المنامة، موضحًا أنه سيكون برفقة "النائب فيليب لاتومبي، بالإضافة إلى شخصيات قانونية وسياسية تدعم القضية".
لكن بسبب الاضطرابات في جدول البرلمان الناتجة عن حله لم يتمكن لاتومبي من زيارة البحرين. بالإضافة إلى مانويل فالس، الذي كان مكلفًا وفقًا لفيليب فيتوسي بشرح استقلال القضاء في فرنسا عن السياسة ضم الوفد رجال قانون وباحثا في الجغرافيا السياسية.
وأوردت الصحيفة أن الرسوم المتعلقة برحلة تموز/ يوليو حُولت إلى السيد فيتوسي الذي تولى بعد ذلك الدفع للمشاركين من خلال شركة "كوين كابيتال إنترناشيونال المحدودة". ويواصل المحامي الحفاظ على الغموض المحيط بهذه الشركة.
في الوقت نفسه، أبلغ المحامي فيليب فيتوسي وزير الخارجية البحريني بالعلاقة التي تجمعه مع خصم آخر معلن لقطر، وهو رجل الأعمال طيب بن عبد الرحمن. في رسالة وجهها المحامي فيليب فيتوسي إلى وزير الخارجية البحريني في أيلول/ سبتمبر، أعلن قائلاً: "نحن نقدم بعض النصائح للسيد ابن عبد الرحمن بشأن الاستراتيجية العامة لملفه، دون أن نظهر في الواجهة".
وأوضح المحامي في رسالته أن "التطورات الراهنة" في قضية ابن عبد الرحمن، التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، قد تكون "فرصة لإعادة الملف إلى دائرة الضوء، على الرغم من قِدمه".
في ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أن دوافع فالس تظل غامضة إلى حد اليوم، مما يفتح الباب للتساؤل عما إذا كان بحاجة ماسة لهذا العقد بسبب عوامل مادية، أو أن مشاركته جاءت استجابة لأجندة سياسية في المنطقة تهدف إلى إضعاف قطر، ضمن سياق التحالف بين الإمارات والسعودية والبحرين، أو ربما كانت تهدف إلى تقويض صورة محكمة العدل الدولية، التي انتقد فالس اللجوء إليها في سياق الحرب التي شنتها "إسرائيل" على غزة.