تأكيداً للإعتراف الفرنسي…وزيرة الثقافة الفرنسية تحل بالعيون لإفتتاح أول مركز ثقافي فرنسي بالصحراء المغربية
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
زنقة20ا العيون: علي التومي
من المنتظر أن يحلّ وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد، ونظيرته الفرنسية رشيدة داتي بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء صباح الغد السبت 8 فبراير الجاري.
ويرتقب أن يشرف الوزير الفرنسي ونظيره المغربي، على افتتاح مركز “الأليانس فرانسيز” الثقافي، في خطوة تعكس تعزيز التعاون الثقافي بين المغرب وفرنسا.
ويأتي هذا الافتتاح في سياق اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء، ما يجسد تحولًا مهمًا في العلاقات الثنائية، ويؤكد رغبة باريس في تعزيز وجودها الثقافي والدبلوماسي بالأقاليم الجنوبية.
ويمثل هذا المركز الفرنسي، إضافة نوعية للمشهد الثقافي بالعيون، حيث سيوفر فضاءً لتعزيز اللغة والثقافة الفرنسيتين، إلى جانب دعم التبادل الثقافي بين البلدين، وترسيخ دور المدينة كمركز إشعاع ثقافي في المنطقة.
الصحراء المغربيةالعيونفرنساالمصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الصحراء المغربية العيون فرنسا
إقرأ أيضاً:
تنافس مغربي جزائري على موريتانيا.. هل تنجح نواكشوط في مسك العصا من الوسط؟
عرفت الأسابيع الأخيرة، تنافسا محتدما بين الجزائر والمغرب، على موريتانيا التي تعد بوابة البلدين على غرب أفريقيا، وسط تساؤلات عن مدى تمكن نواكشوط من الحفاظ على علاقات متوازنة بين البلدين.
ويرى متابعون أن موريتانيا تواجه ضغطا بخصوص علاقتها مع البلدين والتمسك بموقف الحياد "الإيجابي" بشأن ملف نزاع الصحراء الذي يعد من أطول الصراعات السياسية في المنطقة.
وبرغم اعتراف موريتانيا بالصحراء الغربية، إلا أنها تؤكد من حين لآخر أن موقفها من هذا النزاع هو "الحياد الإيجابي" وإنه يهدف في الأساس للعمل من أجل إيجاد حل سلمي للقضية يجنب المنطقة خطر التصعيد.
حراك متزامن
وخلال الفترة الأخيرة، وصلت إلى نواكشوط، العديد من الوفود المغربية والجزائرية، في محاولة من الجانبين لاستقطاب هذا البلد، كما أدى عدد المسؤولين الموريتانيين زيارات مكثفة للبلدين.
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي أدى الرئيس الجزائري زيارة لموريتانيا هي الأولى لرئيس جزائري إلى نواكشوط منذ 37 سنة، حيث كانت آخر زيارة لرئيس جزائري لموريتانيا سنة 1987، حين زار الرئيس الراحل، الشاذلي بن جديد، مدينة نواذيبو الموريتانية على شاطئ المحيط الأطلسي لتدشين مصفاة نفط بها.
وقبل ذلك بأسابيع أدى أيضا قائد أركان الجيش الجزائري زيارة لموريتانيا أجرى خلالها سلسلة لقاءات مع مسؤولين موريتانيين.
وبعد بعد أيام قليلة من زيارة تبون لنواكشوط، حطت طائرة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في الرباط بالمغرب، ليكون بذلك أول رئيس موريتاني يزور المغرب منذ سنوات، حيث التقى ملك المغرب محمد السادس بالقصر الملكي في الدار البيضاء.
ثم توالت بعد ذلك زيارات المسؤولين المغاربة والجزائريين لنواكشوط، وكذلك زيارات مسؤولين موريتانيين لكل من المغرب والجزائر.
"اتفاق تاريخي"
وقبل يومين وقعت موريتانيا والمغرب اتفاقية للربط الكهربائي بين البلدين، وصفت بالتاريخية، وأثارت إشكالات نظرا للاعتراف الموريتاني بالصحراء.
وقال مدير شركة الكهرباء الموريتانية سيدي ولد سالم، إن هذا الاتفاق "سيغير من واقع المنظومة الكهربائية في موريتانيا، ويعزز من قدرات التنمية في البلد".
من جهته، وصف مدير المكتب الوطني للكهرباء والماء بالمغرب طارق حماد، توقيع اتفاق الربط الكهربائي بين بلاده وموريتانيا بـ "الحدث التاريخي".
وقال في كلمة خلال توقيع الاتفاق "هذا يوم تاريخي بالنسبة للتعاون بين البلدين في المجالات التقنية، وتحسين قدرات الكفاءات البشرية والربط الكهربائي بينهما".
واعتبر أن هذا الاتفاق "يشكل خطوة مهمة لتعزيز الشراكة بين البلدين"، مشيرا إلى أنه سيمكن موريتانيا من الارتباط بالشبكة الأوروبية عن طريق المغرب ويمكن المغرب من الارتباط بالقارة الإفريقية عن طريق موريتانيا.
الجزائر تعرض مد موريتانيا بالنفط والغاز
وبالتزامن مع توقيع اتفاقية الربط الكهربائي بين موريتانيا والمغرب، عرضت الجزائر تزويد نواكشوط بالنفط والغاز.
ووقعت الشركة الموريتانية للمحروقات اتفاق تعاون مع مجمع سوناطراك الجزائري، يتعلق بدراسة إمكانية تموين الجزائر للجانب الموريتاني بالمحروقات والمنتجات النفطية، وبحث فرص التعاون في مجال الإمداد بالمحروقات والمواد البترولية وبناء وتسيير البنى التحتية لنقل وتخزين وتوزيع المحروقات للاستهلاك المحلي بما في ذلك المواد البترولية، وكذا التعاون بين الطرفين في أنشطة الاستكشاف والإنتاج.
وقال مدير سوناطراك الجزائرية رشيد حشيشي، إن هذا الاتفاق "خطوة نوعية لشراكة استراتيجية بين المؤسستين، ووضع إطار دراسة فرص التعاون في مجالات حيوية تخص استغلال احتياطات المحروقات الجديدة في موريتانيا، مشيراً إلى أن موريتانيا ستستفيد من "نقل التكنولوجيا وتطوير برامج أبحاث مشتركة في مجال الطاقات البديلة مثل الهيدروجين، بما يفتح آفاقاً واعدة وجديدة نحو مستقبل طاقوي، ويعزز الحضور القاري لسوناطراك وترسيخ مكانتها كفاعل رئيسي في صناعة الطاقة".
منافسة على المعابر
ولم يختصر التنافس المغربي الجزائري على مجال الطاقة، بل يشتد التنافس على المعابر الحدودية مع موريتانيا.
فقد فتحت المغرب قبل سنوات معبر "الكركارات" مع موريتانيا والذي بات أكثر المعابر حيوية في المنطقة وطريقا تجاريا مهما لرواج التبادل التجاري بين المغرب والقارة الأفريقية، من خلال تصدير السلع المغربية، وحتى نسبة من السلع الأوروبية نحو دول جنوب الصحراء.
في المقابل أشرف الرئيسان الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني والجزائري عبد المجيد تبون، السنة الماضية على تدشين أول معبر بري يربط البلدين الجارين.
كما أشرف الرئيسان على بدء الأشغال في طريق بري يربط بين مدينتي، الزويرات الموريتانية وتيندوف جنوب غرب الجزائر، ويبلغ طوله أكثر من 700 كلم.
إشكالات أثارها اتفاق الربط الكهربائي
وقد أثار الاتفاق الذي وقعته موريتانيا مع المغرب بخصوص الربط الكهربائي بين البلدين، إشكالات ونقاشات حادة بموريتانيا، نظرا لأنه يمر عبر مناطق تعتبر "جبهة البوليساريو" المدعومة جزائريا، أنها مناطق "محتلة" فيما تصر المغرب على أنها جزء من أراضيها.
وفي هذا السياق قال حزب "اتحاد قوى التقدم" الموريتاني المعارض، إن هذا الاتفاق "انتهاك واضح لموقف الحياد الإيجابي في النزاع بالصحراء الذي انتهجته موريتانيا منذ أكثر من 45 سنة".
وأضاف الحزب أن هذا الاتفاق: "أهمل نزاع الصحراء مما يخشى أن يكون تمهيدا لإقحام موريتانيا في صراع اعتزلته منذ عقود وتراجعا عن موقف الحياد الإيجابي" وفق بيان للحزب.
ويرى المحلل السياسي الموريتاني سيدي محمد ولد بلعمش، أن هذا الاتفاق "يدخل في إطار مقاربة موريتانية قديمة ومتجددة تتعلق بضرورة الربط الكهربائي مع جميع دول الجوار".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "صحيح أن هناك خصوصية بشأن الربط الكهربائي مع المغرب، نظرا لأن الطريق الذي سيمر منه هذا الربط، محل نزاع بين المغرب والبوليساريو المدعومة من الجزائر والتي تعترف بها موريتانيا".
لكنه توقع أن يمر هذا الاتفاق بشكل سلس، كما مر اتفاق فتح معبر حدودي في نفس المنطقة بين موريتانيا والمغرب.
وأشار إلى أن نواكشوط ستعمل من أجل الحفاظ على علاقاتها مع الجزائر والمغرب.
ولفت إلى أن وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، التقى أمس في الجزائر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مرجحا أن تكون هذه الزيارة في إطار طمأنة الجزائر واحتواء أي جمود في علاقات البلدين قد تتسبب به اتفاقية الربط الكهربائي مع المغرب.
وأوضح أن الدبلوماسية الموريتانية "ستتمكن في النهاية مع الحفاظ على علاقات جيدة مع الطرفين".
من جهته يرى المحلل السياسي، أحمد سالم يب خويه، أن موريتانيا "استطاعت أن تفرض في تعاملها مع كلا الدولتين نوعا من التوازن في تعاطيها معهما".
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن موريتانيا: "حرصت دوما على إعطاء رسائل تبرز تمسكها بنهج الحياد في ملف الصحراء الغربية، وفي وقوفها على مسافة واحدة مع البلدين، مع فتح الباب واسعا أمامهما بخصوص الملفات الاقتصادية".
وأوضح أن "حرص البلدان على استقطاب موريتانيا أمر مفهوم جدا نتيجة لمكانتها الاستراتيجية كبوابة للبلدين على السوق الإفريقي الكبير، إضافة إلى تأثيرها في الملف الصحراوي".
قضية الصحراء
بدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب و"البوليساريو" من جهة، وبين هذه الأخيرة وموريتانيا من جهة ثانية إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1979 مع موريتانيا، التي انسحبت من إقليم وادي الذهب (جنوب الصحراء) قبل أن تدخل إليه القوات المغربية، وتوقف مع المغرب عام 1991، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي العام 1976 أعلنت "البوليساريو" قيام "الجمهورية العربية الصحراوية"، من طرف واحد، واعترفت بها بعض الدول ومن بينها موريتانيا والجزائر، لكنها ليست عضواً بالأمم المتحدة، ولا بجامعة الدول العربية، غير أنها عضو في الاتحاد الأفريقي.
وفي المقابل عملت المغرب التي تسيطر على ثمانين في المئة من أراضي الإقليم، من أجل إقناع العديد من الدول بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكماً ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر.
وقد تمكنت الأمم المتحدة من فرض وقف لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو عام 1991 دون التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع حتى الآن.
وتمت إقامة منطقة عازلة بطول المنطقة المتنازع عليها، لتفصل بين الجزء الخاضع للإدارة المغربية والجزء الذي تسيطر عليه جبهة البوليساريو، وتضطلع قوات حفظ السلام الأممية بتأمين المنطقة.
تمتد "الصحراء الغربية" على مساحة 252 ألف كيلومتر على الساحل الشمالي الغربي للقارة. وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة والبنك الدولي.