البوابة نيوز:
2025-03-10@01:49:07 GMT

بسبب الإرهاب.. توتر متصاعد بين الجزائر ومالي

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تصعيد جديد للعلاقات المتوترة بين الجزائر ومالي، برزت خلافات دبلوماسية حادة تتعلق بدعم الجماعات الانفصالية والتدخل في الشؤون الداخلية.

و تسلط الاتهامات المتبادلة بين البلدين الضوء على هشاشة الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء، حيث يزداد المشهد تعقيداً بفعل الانقسامات السياسية وتصاعد التهديدات الأمنية.

هذا الصراع لا يعكس فقط التحديات الداخلية للبلدين، بل يحمل في طياته تداعيات أوسع على استقرار المنطقة بأسرها.

ووسط اتهامات متبادلة بين الجارتين بشأن دعم الجماعات الانفصالية والتدخل في الشؤون الداخلية، تتهم باماكو الجزائر بمساندة الجماعات الانفصالية في شمال مالي، بينما تنتقد الجزائر مالي بسبب عدم التزامها باتفاق السلام الذي أُبرم مع المتمردين الطوارق عام 2015.

جذور الخلاف

تصاعدت حدة التوتر مؤخراً عندما اعترض وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف على خطط مالي لإعادة تصنيف بعض الجماعات الانفصالية الشمالية كتنظيمات إرهابية.

 وانتقد عطاف استخدام مالي المفرط للقوة في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن الحلول العسكرية في منطقة الساحل والصحراء قد جُربت سابقاً وفشلت، بحسب تصريحه في ديسمبر 2023.

اتفاق الجزائر للسلام

كانت الجزائر قد توسطت في اتفاق السلام والمصالحة الموقع عام 2015، الذي منح الجماعات الشمالية في مالي دوراً أكبر في الحكومة بعد تمرد الطوارق عام 2012. 

لكن مالي انسحبت من هذا الاتفاق في يناير 2024، مما زاد من حدة الانتقادات الجزائرية.

وردت مالي بقوة على تصريحات عطاف، ووصفتها بأنها تدخل في شؤونها الداخلية، وفي بيان صادر في يناير 2024، أكدت وزارة الخارجية المالية أن القرارات الاستراتيجية ضد الجماعات الإرهابية المسلحة تعود بالكامل للحكومة المالية، ولا تستشير الجزائر فيها. 

وذهب البيان إلى أبعد من ذلك باتهام السلطات الجزائرية بالتعاطف مع الجماعات الإرهابية الناشطة في مالي ومنطقة الساحل.

كما دعت مالي الجزائر إلى التركيز على حل أزماتها الداخلية، مشيرة إلى قضية منطقة القبائل، حيث تسعى حركة تقرير مصير منطقة القبائل إلى الحكم الذاتي، وقد صنفتها الجزائر كتنظيم إرهابي.

قضية القبائل

في سياق متصل، اتهم فرحات مهني، رئيس حركة تقرير مصير منطقة القبائل، الحكومة الجزائرية باستخدام العنف لقمع تطلعات القبائل للاستقلال منذ يونيو 2021. 

وزعم مهني في رسالة للأمم المتحدة أن آلاف النشطاء تعرضوا للاعتقال والتعذيب، بينما يواجه العشرات أحكاماً بالإعدام.

تصعيد دبلوماسي

تدهورت العلاقات بين الجزائر ومالي إلى درجة استدعاء كل منهما سفيرها لدى الأخرى في ديسمبر 2023. 

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يعكس مخاوف الجزائر من تأثير محتمل لانفصال الطوارق في مالي على الأقليات العرقية في الجزائر ودول الجوار، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

تحديات أمنية متزايدة

في يناير 2024، اختُطف رجل إسباني يدعى غيلبرت نافارو في جنوب الجزائر على يد ما وصفتها جبهة تحرير أزواد بـ"مافيا عابرة للحدود". 

وقد أُطلق سراحه لاحقاً وسُلم للسلطات الجزائرية. الحادثة وقعت في منطقة تين زاوتين، التي شهدت في يوليو 2024 معركة كبيرة بين الجيش المالي مدعوماً بمرتزقة روس وجماعات متمردة من الطوارق.

و أسفرت المعركة عن مقتل عشرات الجنود الماليين والمرتزقة الروس، وكانت أكبر هزيمة تتلقاها القوات الروسية منذ تدخلها في مالي.

 

الوضع المتأزم في مالي

رغم تعهد الطغمة العسكرية في مالي بضمان الأمن بعد انقلابَي 2020 و2021، إلا أن الوضع الأمني ازداد سوءاً.

 وبعد طرد القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة من مالي في ديسمبر 2023، تضاعفت الهجمات الإرهابية، بحسب مرصد الصراع العالمي، مما زاد من معاناة البلاد.

مخاوف إقليمية

تخشى الجزائر من أن يؤدي استمرار التوتر في مالي إلى تصعيد خطر الجماعات الانفصالية، ليس فقط في مالي، بل في مناطق أخرى كنيجر وليبيا، مما قد يزيد من هشاشة الوضع في منطقة الساحل ويهدد أمن الحدود الجزائرية الجنوبية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مالي الجزائر الارهاب أزمة سياسية توتر أمني الجماعات الانفصالیة منطقة الساحل فی منطقة فی مالی

إقرأ أيضاً:

هل تملك الجزائر الشجاعة لاستدعاء السفير الأمريكي بسبب مناورات الأسد الأفريقي قرب حدودها كما فعلت مع السفير الفرنسي؟

زنقة 20 | الرباط

استدعت وزارة الخارجية الجزائرية، السفير الفرنسي في الجزائر ستيفان روماتي لطلب توضيحات بشأن مناورات عسكرية فرنسية مغربية قرب الحدود.

وقالت الخارجية الجزائرية في بيان إن الغرض من اللقاء هو “لفت انتباه الدبلوماسي الفرنسي إلى خطورة مشروع المناورات العسكرية الفرنسية المغربية المزمع إجراؤها في سبتمبر المقبل في الراشيدية بالقرب من الحدود الجزائرية، وذلك تحت مسمى “شرقي 2025”.

متتبعون اعتبروا أن الخطوة الجزائرية غير مفهومة في هذا التوقيت بالذات، رغم أن هذه المناورات سبق و أجريت طوال السنوات الثلاث الماضية منذ إطلاقها في 2022 بمشاركة 2500 جنديا، بينهم 200 جنديا فرنسيا.

بالإضافة إلى ذلك ، فإن المغرب يحتضن سنويا مناورات الأسد الإفريقي مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تجرى في مناطق توجد على مرمى حجر من الحدود الجزائرية باستخدام المدفعية و راجمات الصواريخ البعيدة المدى ، ورغم ذلك لم تصدر أي بيانات معارضة ولم تقم باستدعاء السفير الأمريكي.

وتمر العلاقات بين فرنسا والجزائر من مرحلة تدهور كبيرة، منذ أن أعلن الرئيس الفرنس إيمانويل ماكرون دعمه للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في الصحراء خلال زيارته الأخيرة للمملكة.

ومنذ ذلك الحين، تصاعدت التوترات مع سجن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر في منتصف نوفمبر، ورفض الجزائر السماح لعدد من مواطنيها المطرودين من فرنسا بدخول أراضيها، ثم الهجوم المميت في مولوز الذي كان المشتبه به الرئيسي جزائريا إلى درجة أن العديد من المراقبين يرون أن العلاقات بين البلدين تمر حاليا بإحدى أخطر الأزمات منذ استقلال الجزائر عام 1962.

مقالات مشابهة

  • منطقة الساحل الأفريقي.. مركز الإرهاب العالمي للعام الثاني على التوالي
  • انتحار منتسب في الداخلية العراقية بسبب ضغوط نفسية
  • ستراتفور: الخلافات بين فرنسا والجزائر تتعمّق بسبب الهجرة
  • تعليق الدراسة بعدد من الجماعات في أزيلال كإجراء احترازي بسبب التساقطات الثلجية المرتقبة
  • بسبب خلاف مالي.. عاطل يذبح زوج شقيقته في أوسيم
  • محافظة اللاذقية: فصل عام للكهرباء في معظم أرجاء المحافظة بسبب حدوث انقطاع في خط الـ 230 ك.ف (توتر عالي) المغذي للاذقية، بسبب الأعمال التخريبية الناتجة عن العمليات الإرهابية التي نفذتها فلول النظام البائد
  • هل تملك الجزائر الشجاعة لاستدعاء السفير الأمريكي بسبب مناورات الأسد الأفريقي قرب حدودها كما فعلت مع السفير الفرنسي؟
  • رئيس الجمهورية: المرأَة الجزائرية قدمت نماذج خالدة في الشجاعة والتضحية
  • مزيد من التوتر بين الجزائر وفرنسا بسبب مناورات عسكرية مشتركة مع المغرب
  • غياب التعاون الإقليمي يعزز انتشار الإرهاب في منطقة الساحل