قاض أميركي يعلق خطة ماسك لتسريح موظفي الحكومة
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
علّق قاض أميركي خطة للملياردير إيلون ماسك تقضي بتقليص حجم الجهاز الفدرالي الأميركي من خلال تشجيع العمال الفدراليين على الاستقالة بتقديم مقترح رحيل طوعي.
وأصدر القاضي الفدرالي في ماساتشوستس -أمس الخميس- أمرا موقتا بشأن الموعد النهائي للخطة -منتصف ليل الخميس- التي طرحها ماسك على أكثر من مليوني موظف حكومي في البلاد، ويتعلق العرض بتقديم الاستقالة مقابل أجر 8 أشهر أو مواجهة الطرد مستقبلا.
وتم تمديد الموعد النهائي للخطة حتى يوم الاثنين، حيث يعقد خلاله قاضي المقاطعة الأميركية جورج أوتول جلسة بشأن جوهر القضية التي رفعتها نقابات عمالية، حسبما ذكرت وسائل إعلام أميركية.
ويعمل بمؤسسات الحكومة الأميركية من وزارات ومؤسسات ومعاهد مختلفة ما لا يقل عن 2.95 مليون موظف، وتبلغ ميزانيتهم نحو 6.2 تريليونات دولار. ويعمل ما يقرب من 60% من الموظفين الفدراليين في وزارات الدفاع وشؤون المحاربين القدامى والأمن الداخلي.
ويتولى ماسك -أثرى أغنياء العالم وأكبر مانح للرئيس دونالد ترامب– مسؤولية هيئة أطلق عليها وزارة "الكفاءة الحكومية" وتسعى لإجراء اقتطاعات في الحكومة.
وبحسب الناطقة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، وافق أكثر من 40 ألف موظف حتى الآن على خطة التسريح، وهو عدد ضئيل نسبيا.
إعلانوتعارض النقابات التي تمثل نحو 800 ألف من موظفي القطاع العام وأعضاء ديمقراطيين في الكونغرس هذه الخطة وقد طعنوا في شرعية التهديد بطرد الموظفين.
تداعياتلكن حملة خفض الميزانية الأوسع نطاقا التي أشعلتها النبرة المناهضة للموظفين الحكوميين من جانب ترامب ومساعديه، عطلت بشدة إدارات ووكالات ضخمة كانت لعقود تدير كل شيء من التعليم إلى الاستخبارات الوطنية.
وأصيبت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالشلل وطلبت من موظفيها في الخارج لزوم منازلهم، وانتقد البيت الأبيض ووسائل الإعلام اليمينية برامج المنظمة يوميا، وغالبا بشكل غير دقيق، باعتبارها هدرا للمال.
وأكد مسؤول نقابي تقارير أفادت بأن القوة العاملة العالمية للوكالة ستُخفض من أكثر من 10 آلاف إلى أقل بقليل من 300.
وقال نائب رئيس جمعية الخدمة الخارجية الأميركية راندي تشيستر للصحفيين "بنهاية الأمر سنضطر لوقف توزيع المواد الغذائية، لأننا ليس لدينا على الأرض أشخاص للتأكد من توزيع المواد فعلا".
وانتقد روبن ثورستون، من منظمة "ديموكراسي فوروارد" التي رفعت دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب عمليات التسريح الجماعي في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، "الاستيلاء غير القانوني على هذه الوكالة من قبل إدارة ترامب، في انتهاك واضح للمبادئ الدستورية الأساسية حول فصل السلطات".
وكثيرا ما قال ترامب إنه يريد إغلاق وزارة التعليم. وامتدت الحوافز للاستقالة إلى وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).
وقال مسؤول في الوكالة التي تدير الممتلكات الحكومية إنه يتعين خفض محفظة العقارات، باستثناء مباني وزارة الدفاع، "بنسبة 50% على الأقل".
وقالت ليفيت للصحفيين إن على الموظفين الفدراليين أن "يقبلوا العرض السخي جدا" المتمثل في تأجيل الاستقالة. وأضافت أنه سيتم العثور على بدائل "كفؤة" عن الذين "يريدون نهب الشعب الأميركي".
ومن الخلافات الدائرة حول خطة ماسك، مدى وصول قطب الأعمال المولود في جنوب أفريقيا إلى البيانات الحكومية السرية، بما فيها نظام المدفوعات في وزارة الخزانة بأكمله.
إعلانوقال وزير الخزانة سكوت بيسنت لقناة بلومبيرغ التلفزيونية -الخميس- إن هناك "الكثير من المعلومات المضللة" وإن الوصول إلى هذه البيانات لم يُمنح إلا لموظفَين في الوزارة يعملان مع ماسك. وأضاف أن هذين الموظفين لديهم حق الوصول "للقراءة فقط"، أي أنه لا يمكنهم تغيير البيانات.
وتبرز تساؤلات بشأن خطة التسريح ومنها ما إذا كان لترامب الحق القانوني في طرح العرض وما إذا سيتم الإيفاء ببنودها.
وأُعلنت الخطة في رسالة بريد إلكتروني تلقتها غالبية الحكومة الفدرالية الكبيرة بعنوان "مفترق طرق"، بالصياغة نفسها التي استخدمها ماسك في المذكرة التي بعث بها إلى الموظفين في تويتر عندما اشترى منصة التواصل الاجتماعي في 2022 وسماها "إكس".
ويقول ماسك إن المغادرة المدفوعة فرصة "لأخذ الإجازة التي طالما أردتموها أو مجرد مشاهدة الأفلام والاسترخاء بينما تتلقون رواتبكم الحكومية والمزايا كاملة".
وتحذّر النقابات من أنه بدون موافقة الكونغرس على استخدام الأموال المخصصة للميزانية الفدرالية، قد تكون الاتفاقات بلا قيمة.
وقال رئيس الاتحاد الأميركي لموظفي الحكومة (AFGE) إيفرت كيلي إنه "لا ينبغي تضليل الموظفين الفدراليين بالتحدث المراوغ لأشخاص من أصحاب الملايين غير المنتخبين وأتباعهم".
ورأى موظف في مكتب إدارة الموظفين في الولايات المتحدة، حيث وضع ماسك موظفيه في مناصب رئيسية، إن الخطة تهدف إلى التشجيع على الاستقالات من خلال بث "الذعر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ماسك يردّ على اتهامات "الأرض المحروقة"
أبلغ الملياردير إيلون ماسك، النواب الجمهوريين أنه ليس مسؤولاً عن إقالة الآلاف من الموظفين الاتحاديين، بما في ذلك محاربون قدامى، بينما يضغط لخفض حجم الحكومة.
وقال في محادثات سرية الأسبوع الجاري: إن "تلك القرارات متروكة لوكالات اتحادية عديدة".
وجاءت رسالة أحد أهم مستشاري الرئيس دونالد ترامب، بينما أعلن الجمهوريون دعم عمل ماسك في وزارة كفاءة الحكومة، في الكشف عن هدر المال العام والاحتيال وإساءة استغلال السلطات، لكنهم يطرحون أسئلة سراً، بينما يحدث شطب الوظائف آثاراً في مجتمعات مختلفة في شتى أرجاء البلاد.
Elon Musk tells Republican lawmakers he's not to blame for the federal firings https://t.co/g705BWTLq5
— The Denver Gazette (@DenverGazette) March 7, 2025وقال النائب الجمهوري ريستشارد هدسن، من ولاية نورث كارولينا بعد اجتماع مع ماسك في الكابيتول: "إن إيلون لا يقيل الأشخاص". وأضاف هدسون، الذي يقود الذراع الانتخابية للحزب الجمهوري في مجلس النواب "ليس لديه سلطة التعيين والفصل. لقد سمح له الرئيس بالكشف عن هذه المعلومات، وهذا كل شيء".
وتأتي هذه التعليقات وسط نزاعات قانونية متزايدة، بشأن محاولات ماسك لمركزية إدارة القوى العاملة الحكومية، وتجاوز الدور التقليدي للكونغرس في تخصيص الدولارات الفيدرالية.
وعلى سبيل المثال، أصدر مكتب إدارة الموظفين في البيت الأبيض توجيهات إلى الوكالات الفيدرالية بطرد العاملين الذين يعملون تحت الاختبار، والذين يفتقرون إلى الحماية الكاملة للخدمة المدنية. وقد أدى نهج "الأرض المحروقة" إلى تخفيضات عميقة تم عكسها في بعض الأحيان، كما حدث عندما أعيد العاملون في برامج الأسلحة النووية إلى وظائفهم.
وأعرب قاضٍ فيدرالي في سان فرانسيسكو، عن مخاوفه من أن عمليات التسريح تنتهك القانون، مما دفع مسؤولي الإدارة إلى الإصرار على أن الوكالات الفردية - وليس ماسك أو مكتب إدارة الموظفين - هي التي تتخذ القرارات.
وقال النائب كارلوس جيمينيز، جمهوري من فلوريدا، إن "ماسك أخبر المشرعين أن بعض الأشخاص الذين كانوا تحت المراقبة، لم يقم بطردهم، بل تم طردهم في الواقع من قبل الوكالات - وقد ارتكبوا خطأ".
وأضاف "هل قال ماسك فعلياً (لقد أخطأوا؟) حسناً، إذا كانوا في الواقع أشخاصاً منتقدين، وكانت الوكالة هي التي قامت بالفصل، إذن نعم، لقد أخطأوا"، وتابع "ولكن ليس هو".