ندوة لفلسطينيي أوروبا لمواجهة مخططات التهجير وإغلاق الأونروا
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
قال مختصون في الشأن الفلسطيني إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف تجفيف منابع المقاومة الفلسطينية عبر مشاريع التهجير والنزوح التي يطالب بها حاليا الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي ندوة نظمتها مبادرة فلسطينيي أوروبا للعمل الوطني بعنوان "واجب فلسطينيي أوروبا تجاه مؤامرة التهجير وتصفية الأونروا"، بيّن المتحدثون في الندوة أن إنهاء عمل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يعد جزءا من المخطط الإسرائيلي لإلغاء الاعتراف الدولي بقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأشارت الندوة إلى أن "التجمعات الصهيونية ومراكز القوى التابعة لها" تعمل بشكل مكثف في العواصم الغربية لدفع صناع القرار هناك نحو وقف تمويل الأونروا.
ويعد ملف تهجير سكان قطاع غزة نحو مصر والأردن من أخطر الأفكار التي طرحها الرئيس الأميركي منذ توليه الرئاسة في 20 من الشهر الماضي، وأثارت القضية ردود فعل إقليمية ودولية رافضة ذلك.
وفيما يتعلق بالفلسطينيين أشار حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 شهدنا صمودا أسطوريا لأهلنا في غزة، حيث فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تحقيق أهدافه المعلنة بتقويض المقاومة الفلسطينية، لكنه نجح في تدمير البنية التحتية وقتل الآلاف، مما أدى إلى تغيير مواقف العالم تجاه ما يحدث في غزة.
وقال خريشة خلال الندوة إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل منهجي على تهجير الفلسطينيين وطمس هويتهم، كما أشار إلى خطورة التصريحات التي أدلى بها نتنياهو في لقائه مع ترامب منذ يومين، خاصة فيما يتعلق بتهجير سكان غزة والسيطرة الأميركية على القطاع.
إعلانوأضاف نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أنه مع انتقال حرب الإبادة إلى الضفة الغربية، يتم استهداف مخيمات اللاجئين، خاصة مخيم جنين، الذي يعد رمزًا للمقاومة الفلسطينية. وأوضح أن الاحتلال يستخدم كل أدواته لتهجير السكان تحت تهديد السلاح، كما حدث في مخيمي جنين وطولكرم.
وأكد خريشة أن الهدف المعلن للاحتلال هو إنهاء المقاومة، لكن الهدف الخفي يتمثل في تعويض الفشل في غزة عبر الضفة الغربية، إلى جانب استرضاء المستوطنين الذين يمارسون الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.
وفي الشهر الماضي، دخل قرار إسرائيلي ضد الأونروا حيز التنفيذ، ويقضي بإغلاق مكتبها الرئيسي في حي الشيخ جراح بالقدس، مما سيؤثر على عمل الوكالة في كل الأراضي الفلسطينية وفي الدول المجاورة أيضا.
ويوضح رئيس هيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين علي هويدي أن استهداف الأونروا يعد جزءا من المخطط الإسرائيلي لإلغاء الاعتراف الدولي بقضية اللاجئين الفلسطينيين.
ولذلك تعمل "التجمعات الصهيونية" بشكل مكثف في العواصم الغربية لدفع صناع القرار نحو وقف تمويل الأونروا، حسب ما قاله هويدي في الندوة.
ويقسم رئيس هيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين الاستهداف الإسرائيلي للأونروا إلى 4 محاور رئيسية:
أولا: إسرائيل تسعى إلى إنهاء الأونروا لمحو آثار نكبة 1948، وإلغاء الاعتراف الدولي بحق العودة، وترسيخ شرعية الاحتلال على المستوى الدولي. ثانيا: هناك 5 مؤسسات تعمل بشكل يومي على تشويه سمعة الأونروا والتأثير على الحكومات الغربية لوقف تمويلها، وهي: منظمة مراقبة الأمم المتحدة، ومركز الشرق الأدنى لأبحاث السياسات، ومعهد "إمباكت" لمراقبة السلام والتسامح الثقافي، ومنظمة مراقبة المنظمات غير الحكومية، ومؤسسة "كناري ميشن". ثالثا: أزمة تمويل الأونروا، فبعض الدول لم تف بتعهداتها مما سبب أزمة مالية، وما زالت الضغوط لوقف التمويل مستمرة. رابعا: محاولات إيجاد بديل للأونروا، فهناك جهود إسرائيلية لإيجاد بدائل شكلية للأونروا، مثل تحويل مهامها إلى منظمات إغاثية أخرى بهدف تصفية القضية الفلسطينية. إعلانويرى هويدي -خلال مداخلته في الندوة- أنه لمواجهة المخطط الإسرائيلي ينبغي العمل على تنظيم مظاهرات داعمة للأونروا وممارسة ضغط دبلوماسي على الحكومات الأوروبية، ورفع قضايا قانونية ضد إسرائيل، وتعزيز التغطية الإعلامية لدور الأونروا في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
دور فلسطينيي أوروبا
والتوصيات السابقة تناولها بالتفصيل عضو المكتب التنسيقي لمبادرة "فلسطينيي أوروبا للعمل الوطني" عدنان أبو شقرا من أجل مواجهة الهجوم الإسرائيلي الذي يستهدف الأونروا، ومن أبرز ما جاء في مداخلته:
أولا: التركيز على وسائل الإعلام التقليدية لتوضيح أهمية الأونروا في الحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين. واستخدام نماذج تعلق في ذاكرة الغربيين مثل "روح الروح". ثانيا: تكثيف الجهود القانونية لملاحقة الاحتلال عبر المحاكم الأوروبية، ومحاسبته أمام الهيئات القضائية الدولية. كما يجب متابعة قضية تصدير الأسلحة لإسرائيل من قبل بعض الشركات والعمل على منعها قانونيا. ثالثا: التأثير السياسي عن طريق التواصل مع أشخاص محددين في البرلمانات، وأن تكون هناك أهداف محددة مثل فتح المعابر وإعادة الإعمار، والتواصل مع السياسيين المدافعين عن القضية الفلسطينية. رابعا: الحراك الشعبي عبر تنظيم مظاهرات ومسيرات أمام مقرات الأمم المتحدة والسفارات للضغط على الحكومات الأوروبية. خامسا: تصعيد حملات مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال كوسيلة ضغط اقتصادية.وأجمع المتحدثون في الندوة على أن استمرار عمل الأونروا هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن فلسطينيي أوروبا يقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في هذه المعركة.
كما أكدوا أن القضية الفلسطينية ليست قضية إنسانية فقط، بل هي سياسية بامتياز، ولا يمكن حلها إلا عبر الاعتراف بحق العودة وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حقوق اللاجئین الفلسطینیین فی الندوة
إقرأ أيضاً:
"التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة" فى ندوة بمعرض الكتاب
شهدت قاعة العرض، الندوة الأخيرة ضمن محور "مصريات" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لمناقشة كتاب "التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة"، حيث ناقشت الدكتورة ليلى ممدوح عزام أستاذة الآثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة حلوان مضمون كتابها الذي يسلط الضوء على إحدى الوسائل العلاجية في مصر القديمة الخاصة باستخدام التعاويذ السحرية في الشفاء من الأمراض، وأدار الندوة الباحث محمود أنور.
في مستهل الندوة أوضح أنور أهمية الكتاب الذي يعنى بدراسة استخدام قدماء المصريين التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في عصر الدولة الحديثة اعتمادا على مصادر كالبرديات والشقف وقد تناول الكتاب مفهوم السحر والمرض والتعويذة والمعبودات الشافية وممارسو العلاج.
وأكدت الدكتورة ليلى عزام أن مفهوم السحر في مصر القديمة كان يختلف تماما عن الفهم المعاصر له، حيث لم يعتبر خرافة أو شعوذة، بل كان أداة ضرورية للتعامل مع تحديات الحياة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. فقد كان السحر يستخدم لحماية الأفراد والدولة، وحتى المعبودات نفسها كانت تلجأ إليه في صراعاتها الكونية من أجل الحفاظ على النظام والتوازن في العالم.
كما شرحت كيف كان المصريون القدماء يدركون وجود قوى خفية تؤثر على حياتهم، ويسعون إلى مواجهتها باستخدام التعاويذ السحرية التي لم تكن مجرد كلمات تتلى، بل كانت تعتمد على النصوص المقدسة، والممارسات الطقسية، والرموز التصويرية.
وأضافت أن هذه التعاويذ تظهر منذ العصور المبكرة، حيث كانت تستخدم لعلاج الأمراض وحماية المرضى من الأرواح الشريرة، فضلا عن التصدي للأوبئة غير المفهومة.
وسلطت "عزام" الضوء على مكونات التعاويذ السحرية، حيث يبدأ كل نص بعنوان يحدد نوع المرض والعضو المصاب، ثم يتبع ذلك المضمون الذي يتنوع بين الدعاء للمعبودان طلبا للشفاء أو تهديد الكائنات الشريرة المسؤولة عن المرض. كما تشمل التعاويذ تعليمات حول توقيت وأسلوب أدائها، وقد تتضمن رسومات توضيحية تمثل المرض أو المعبودات التي يتم استدعاؤها للعلاج.
كما استعرضت العلاقة بين الطب والسحر في مصر القديمة، موضحة أنه لم يكن هناك تمييز صارم بين المجالين، حيث كان الطب يستخدم لعلاج الأمراض ذات الأسباب الواضحة، بينما كانت التعاويذ السحرية تستخدم عندما يعجز الأطباء عن تفسير الحالة المرضية. وكان الاعتقاد السائد أن بعض الأمراض لم تكن ناجمة عن أسباب مادية، بل عن غضب إلهي أو تأثير كائنات غير مرئية.
كما تطرقت أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة إلى مفهوم "عفاريت الأمراض"، التي كان يعتقد أنها تدخل جسم الإنسان عبر الأنف أو الفم أو حتى من خلال الجروح المفتوحة، مما يستدعي طردها عبر طقوس خاصة تعتمد على التعاويذ السحرية. وناقشت أيضا دور ممارسي العلاج في مصر القديمة، حيث لم يكن الأطباء وحدهم مسئولين عن التداوي، بل كان هناك أيضا الكهنة والسحرة وحاملو التمائم، ولكل منهم أساليبه الخاصة في العلاج.
كما تناول النقاش بعض الاكتشافات الطبية المتقدمة التي سجلها المصريون القدماء، مثل إدراكهم لدور الذباب في نقل الأمراض، وفهمهم لأمراض العيون مثل المياه البيضاء، كما أدركوا أن بعض آلام البطن تنتج عن الديدان المعوية، وطوروا تعاويذ للحماية من "الهواء الملوث"، مما يشير إلى فهمهم المبكر لانتقال الأمراض عبر الهواء.
وفي ختام الندوة، أكدت "عزام" أن المصريين القدماء لم يكونوا مجرد شعب يؤمن بالخرافات، بل كانوا يتمتعون بفهم علمي متقدم، حتى وإن كان مغلفا بمعتقداتهم الروحية، وأشارت إلى الممارسات الشعبية الحالية الموروثة من مصر القديمة.
وشددت على أن السحر لم يكن بديلا عن الطب، بل كان جزءا من نظام علاجي متكامل يعكس رؤيتهم العميقة للعالم، ويكشف عن العلاقة الوثيقة بين العلم والمعتقدات الدينية في حضارتهم العريقة.