روابط ألتراس أندية تونس تقلق إسرائيل.. التيفو أصدق إنباء من القصف
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
لم تكن مباراة النادي الأفريقي واتحاد بن قردان في الدوري التونسي للمحترفين سوى مواجهة عادية، لكنها استطاعت أن تخترق كل الحدود وتشد أنظار العالم برسائل إنسانية كان أبطالها أعضاء روابط ألتراس الأفريقي.
وتحولت لافتات "التيفو" -التي عرضتها جماهير الأفريقي على مدرجات ملعب رادس الأولمبي في العاصمة تونس قبل بداية المواجهة- إلى الحدث الأبرز للمباراة، ليس فقط في تونس، وإنما في أنحاء كثيرة من العالم.
ورفع المشجعون "تيفو" عملاقا لزعيم حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد في غارة إسرائيلية في 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتكون تلك اللافتة التي تسمى "الدخلة" في الأوساط الكروية بتونس امتدادا لظاهرة طغت على مباريات كرة القدم خلال السنوات الماضية، وأصبحت تقليدا أسبوعيا في ملاعب البلاد.
وتصدرت عبارات "انكسر العدو"، و"انتصرت غزة"، و"ارفعوا راية النصر"، و"ارفعوا راية العزة" المدرج الرئيسي لملعب رادس الأولمبي، في حين بدت صورة الشهيد يحيى السنوار العملاقة وهو يجلس على كرسيه كما لو أنها حقيقية، لتخترق كل الحدود ويوصل رسالته إلى العالم منددا بمجازر إسرائيل في القطاع.
وجددت عروض "تيفو" في المدرجات التي صارت من الثوابت بمباريات الدوري التونسي الجدل بشأن قوة تلك الرسائل البليغة التي توجهها جماهير كرة القدم لنصرة القضية الفلسطينية بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.
وبدت لافتات المدرجات في عدد من مباريات الدوري التونسي بمثابة السلاح القوي في الحرب على غزة وفضح الانتهاكات التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، بعدما تضمنت رسائل عميقة وشعارات أقضّت مضجع الإسرائيليين وأثارت التعاطف مع أهالي غزة.
إعلانونجح تيفو ألتراس النادي الأفريقي في إزعاج أطراف كثيرة بإسرائيل، بل إن عددا من النشطاء في الكيان الصهيوني طالبوا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتدخل والتحقيق في ما اعتبرها دعوة غير مشروعة لدعم الفلسطينيين وحركة حماس وتداخلا بين السياسة والرياضة.
وفي الحقيقة، لا تبدو مساندة جماهير كرة القدم -خاصة روابط الألتراس- القضية الفلسطينية ظاهرة حديثة، بل دأب مشجعو الألتراس في تونس -وهم الجماهير الأكثر تطرفا في الانتماء إلى أنديتهم- على الدفاع عن القضايا الكونية، وعلى رأسها الحرب على غزة.
وتعد روابط مشجعي أندية كرة القدم في تونس أول "ألتراس" في الكرة العربية، إذ أنشأ مشجعون للنادي الأفريقي أول رابطة في سنة 1995 وأطلقوا عليها اسم "أفريكان وينرز"، وبعدها بـ7 سنوات أطلق مشجعون للترجي أول رابطة للنادي تحت اسم "ألتراس مكشخين".
ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كرست رابطات ألتراس تونس كل اهتمامها لدعم القضية الفلسطينية وإعداد "تيفو" أسبوعية عملاقة لمساندة ونصرة الشعب الفلسطيني.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعد مشجعو رابطة "الليدرز" (القادة) في الأفريقي لافتة عملاقة حملت شعار" باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، وفي مايو/أيار 2024 جابت "دخلة" الترجي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي المصري أنحاء العالم بشعارات تعبر عن نصرة فلسطين ودعوة العالم للتحرك بعد مجازر إسرائيل في غزة.
وتخللت تلك اللوحات -التي تصدرت مدرجات ملعب رادس- شعارات كثيرة وصور ولوحات فنية صممها عدد من أعضاء ألتراس "كورفا سود" (المدرج الجنوبي)، وهي إحدى أكبر رابطات مشجعي الترجي، وحملت شعارا شكّل الحدث الأكبر في تلك المباراة "صُنع في غزة".
إعلانوتصدرت لوحات ألتراس الترجي الصحف العالمية، واعتبرت في ذلك الأسبوع أقوى "تيفو" في ملاعب العالم على الإطلاق لما تخللتها من جمالية في الألوان وقوة وبلاغة بالمضامين وإبداع في التصميم والإنجاز.
وكشف أيمن -وهو أحد أعضاء رابطة ألتراس "وينرز" للأفريقي- أن "دور المشجعين في كرة القدم لا ينبغي أن يقتصر على شحذ عزائم اللاعبين أثناء المباريات، وإنما في التعبير عن المواقف العادلة من القضايا الإنسانية".
ويقول أيمن للجزيرة نت "بشكل عام، نعتقد أن "دخلة" يحيى السنوار أزعجت الكيان الإسرائيلي وحققت أهدافها، سنواصل دعم القضية الفلسطينية وإرباك العدو الإسرائيلي حتى من خلال "تيفو" المدرجات، كلنا فداء لفلسطين".
وتقول بعض المصادر القريبة من روابط الألتراس إن تكلفة التيفو الواحدة تتراوح بين 6 و15 ألف دينار (بين 2 و5 آلاف دولار)، على أن المشجعين هم من يمولون تلك العملية ولا يقبلون عطايا أو أموالا من النادي.
بدوره، يقول الأكاديمي والباحث التونسي هشام الحاجي للجزيرة نت "من المهم الإشارة في البداية إلى أن ظاهرة "التيفو" لم تعد مجرد شعارات ترفع في الملاعب، بل تحولت إلى ثقافة قائمة ونشاطا فنيا يأخذ من الرياضة والإبداع والفكر بهدف التأثير في المجتمعات والتعبير عن مواقف نبيلة من القضايا الإنسانية المعاصرة".
ويضيف الحاجي "تتخذ "الدخلة" -وهي العبارة التي لها دلالات في تونس من فضاء الرياضة- مجالا للتعبير عن ذاتها وفق منطلق واضح، وهو تبني موقف معارض وناقد للأوضاع السائدة حتى من خلال الأهازيج التي يتم ترديدها، لكن التيفو تظل الرسالة الأكثر عمقا وتعبيرا والأقدر على اختراق كل الحدود والوصول إلى أهدافها".
وبخصوص اللوحات الأخيرة لروابط مشجعي الألتراس في تونس، يرى الحاجي أن "تيفو مشجعي الأفريقي في مباراة اتحاد بن قردان كانت الأكثر إبداعا ونفاذا إلى ضمائر العالم"، وفق وصفه.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القضیة الفلسطینیة فی مباراة کل الحدود کرة القدم فی تونس
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: ترقب قرار المحكمة العليا التي تنظر بالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك
يترقبون في إسرائيل صدور قرار المحكمة العليا التي تنظر اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، في 8 التماسات ضد قرار الحكومة إقالة رئيس الشاباك، رونين بار. وصرخ مواطنون باتجاه القضاة لدى دخولهم إلى قاعة المحكمة أنه "لا صلاحية لديكم للنظر في هذا الموضوع".
وقال رئيس المحكمة العليا، القاضي يتسحاق عَميت، لدى افتتاحه جلسة المحكمة، أنه "نطلب إجراء الجلسة كما ينبغي، وعلى المحامين ألا يقاطعوا النقاش. ونريد إجراء المداولات بحضور جمهور ونأمل أن يتاح لنا ذلك، ونطلب عدم مقاطعة أقوال آخرين، وبالطبع أن للمحكمة صلاحية إبعاد من يعرقل المداولات".
وأوقف القضاة الجلسة إثر صراخ مؤيدي الحكومة في القاعة، وبينهم عضو الكنيست طالي غوطليف، بينما حاول مواطنون الدخول إلى قاعة المحكمة وهم يصرخون. ويتوقع استئناف جلسة المحكمة بدون تواجد الجمهور وأن تنقل ببث مباشر.
وإثر ذلك، غادر رؤساء الأجهزة الأمنية السابقين قاعة المحكمة تحت حراسة مشددة بسبب تهديدات عناصر اليمين ضدهم.
وبعد استئناف جلسة المحكمة، أوقف القاضي عَميت جلسة المحكمة مرة أخرى بسبب صراخ عضو الكنيست غوطليف داخل القاعة ومقاطعة أقواله، وطلب إخراجها من القاعة.
ويحضر جلسة المحكمة مسؤولون أمنيون سابقون، بينهم رئيس الشاباك الأسبق، يورام كوهين، ورئيس الموساد الأسبق، تَمير باردو، والمفتش العام الأسبق للشرطة، روني ألشيخ، وجميعهم عبروا عن معارضتهم لإقالة بار.
وفي ظل توقعات بأن تقرر المحكمة إلغاء قرار الحكومة بإقالة رئيس الشاباك، قال وزير القضاء، ياريف ليفين، خلال مقابلة في القناة 14، السبت، إنه إذا قررت المحكمة إلغاء قرار الإقالة فإن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، ليس ملزما بالانصياع للمحكمة. ووصف رئيس نقابة العمال العامة (الهستدروت)، أرنون بار دافيد، عدم انصياع الحكومة لقرار المحكمة بأنه "خط أحمر" وألمح إلى أنه في هذه الحالة قد تعلن الهستدروت إضرابا عاما.
وأبلغت المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، التي قررت الحكومة إقالتها أيضا، المحكمة بأنها تعارض قرار الحكومة إقالة رئيس الشاباك، ووصفت قرار الإقالة بأنه "موبوء بتناقض مصالح شخصي" من جانب نتنياهو.
وأضافت بهاراف ميارا أن "لهذا القرار تبعات تتجاوز كثيرا موضوع رئيس الشاباك الحالي"، وأن إبقاء قرار الإقالة على حاله، في الظروف التي تثير تخوفا من عمل يتضمن تناقض مصالح، "سيستهدف قدرة رؤساء الشاباك في الحاضر والمستقبل بالحفاظ على أداء الشاباك بشكل سليم ورسمي وغير سياسي".
وتنظر في الالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك هيئة مؤلفة من القضاة الثلاثة الأقدم في المحكمة، وهم عَميت ونوعام سولبرغ ودافنا باراك – إيرز. ويأتي ذلك في ظل تحقيقات يجريها الشاباك والشرطة ضد ثلاثة مستشارين لنتنياهو، وهم إيلي فيلدشتاين ويونتان أوريخ وشروليك آينهورن.
وبإمكان المحكمة أن ترفض الالتماسات والسماح للحكومة بإقالة رئيس الشاباك، أو قبول الالتماسات ومنع إقالته، أو محاولة الدفع نحو تسوية يتم من خلالها الاتفاق على موعد إنهاء ولاية رئيس الشاباك. وثمة احتمال أن تطلب المحكمة من نتنياهو التوجه إلى لجنة التعيينات في المناصب الرفيعة وأخذ موقف بهاراف ميارا بالحسبان.
وتسود تقديرات في الجهاز القضائي أن القضاة سيطلبون أن يبقى بار في منصبه إلى حين انتهاء التحقيقات المتعلقة بمستشاري نتنياهو، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية ترامب : غزة قطعة عقارية مذهلة – نتنياهو : هناك دول مستعدة لاستقبال الغزيين إسرائيل تتلقى مقترحا مصريا يشمل هذه البنود الجيش الإسرائيلي يستكمل التحقيق الأولى بإعدام طواقم الاسعاف والانقاذ في رفح الأكثر قراءة بالصور: شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية الإعلام الحكومي بغزة: القطاع يموت تدريجيا بالتجويع والإبادة الجماعية صحة غزة تعلن الانتهاء من إعادة تأهيل وتشغيل مستشفى الدرة للأطفال بالفيديو: استشهاد صحفي إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزله في خانيونس عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025