الأردن وأمريكا.. الرقص على حافة الحرب والسلام
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
رسمت تصريحات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ملامح الموقف الأردني وخطوطه الحمراء تجاه مشروع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بتحذير واضح من اندلاع حرب بين الأردن والكيان الإسرائيلي حال المضي بمشروع تهجير الفلسطينيين إلى الأراضي الأردنية.
التحذير جاء من على قناة "المملكة" الأردنية قبيل لقاء الملك عبد الله الثاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتوقع يوم الثلاثاء الموافق 11 من شباط/ فبراير الحالي في العاصمة الأمريكية واشنطن، في مواجهة تُعد الأصعب والأخطر في مسيرة الملك عبد الله الثاني وتاريخ المملكة الدبلوماسي والسياسي.
فالحرب والتهجير سيكونان حاضرين على طاولة اللقاء والمشاورات بين ترامب والملك عبد الله الثاني، فما يخشاه ترامب هو ما سيحصل عليه في حال أصر على موقفه بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية مستقبلا.
الحرب والتهجير سيكونان حاضرين على طاولة اللقاء والمشاورات بين ترامب والملك عبد الله الثاني، فما يخشاه ترامب هو ما سيحصل عليه في حال أصر على موقفه بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية مستقبلا
وهي حرب يراهن الأردن أن ترامب والساسة في الولايات المتحدة لا يرغبون بالتورط فيها مباشرة أو تحمل تبعاتها، كونها ستبتلع النفوذ والسلام الأمريكي الذي عملت عليه واشنطن طوال أكثر من خمسين عاما في المنطقة وتهدد بغرقها في حرب طويلة لا تختلف عما حدث في أفغانستان والعراق.
فالريفيرا التي يروج لها ترامب باستخفاف شديد في قطاع غزة، من خلال دعوته رئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، اليهودي الديانة، للانتقال إليها؛ تعكس مدى الجديدة لدى الرئيس الأمريكي، الذي تهدد طروحاته المنطقة والكيان الإسرائيلي بالتحول إلى ساحة حرب كبرى، لن تقتصر تداعياتها على حدود الإقليم بل ستمتد لتبتلع مشاريع ترامب الطموحة بجعل أمريكا عظيمة مجددا. فهذا التورط يذكر بما قام به جورج بوش الأب ومن بعده الابن في العراق وأفغانستان وما تبع ذلك وما تخلله من حروب أمريكية في المنطقة جعلت الصين عظيمة بحسب زعم ترامب، وأمريكا بائسة تكافح التضخم والمديونية بطبع المزيد من الاوراق المالية وفرض العقوبات والتعرفات الجمركية على الخصوم الاقتصاديين.
تقدير موقف، سيحاول الملك عبد الله الثاني على الأرجح مراجعته على طاولة الحوار والمشاورات المرتقبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فالحرب لن تندلع بين الأردن وأمريكا بل بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي، في إطار جهوده حماية وجوده الذي يتهدده تهجير الفلسطينيين، ما سيقود إلى تورط أمريكي في فوضى صنعتها أحلام وأوهام وأكاذيب لا تختلف عن تلك التي صنعت التورط الأمريكي في العراق وافغانستان.
فترامب وعبر حسابه على موقع تروث سوشال تفاعل مع التحذيرات الأردنية من اندلاع حرب والتحركات العربية التي عبرت عنها الخماسية العربية (السعودية ومصر والأردن وقطر والإمارات العربية) برفض التهجير، وتلك الداخلية الأمريكية، بالقول إنه لن يرسل قوات إلى غزة عبر حسابه على موقع تروث سوشال، خصوصا بعد تصريحات العديد من السيناتور الجمهوريين كان أحدهم راند بول يوم أمس الخميس، والذي قال في تغريدة على منصة إكس: "اعتقدت أننا صوّتنا لأمريكا أولا. لا مصلحة لنا في التفكير في احتلال آخر قد يدمر ثرواتنا ويسفك دماء جنودنا"، وهي تغريدة تتوافق مع استطلاع رأي أجراه مركز إبسوس الأمريكي الشهر الماضي كانون الثاني/ يناير، قال فيه 15 في المئة فقط من الجمهوريين إنهم يدعمون إرسال الجيش الأمريكي لاحتلال أرض الغير، في حين عارضه 85 في المئة.
هل ينجح الأردن في إيصال رسالته وهل يأخذ ترامب الأمر على محمل الجد، خصوصا أن الجانب الإسرائيلي لم يغب عن المشهد المراد رسمه في عقل ترامب ومستشاريه، أم ينجح الاحتلال في المراوغة والتلاعب بالملفات والألفاظ لتمرير مشروعه في التهجير والضم للضفة الغربية تحت عناوين جديدة عبّر عنها وزير الأمن في حكومة الاحتلال وزير الخارجية جدعون ساعر، ومن خلفة وزير الدفاع يسرائيل كاتس الذي عرض خطته بتهجير "طوعي" مزعوم ينفذها جيش الاحتلال الذي ستحوله الخطة إلى مكتب سياحة وسفر وقبعات زرق تسهل مغادرة الفلسطينيين، برا وجو وبحرا، من قطاع غزة سؤال الإجابة عليه ستقود إلى اعتراف ترامب بضرورة تحييد الأردن من لعبته التفاوضية.
ختاما.. لقاء الملك عبد الله الثاني بالرئيس الأمريكي سيبقى الأصعب في مسيرة الملك عبد الله الثاني، وهو لقاء سيكون له ما بعده في رسم ملامح العلاقة الأمريكية الأردنية والعربية الأمريكية، ومن المتوقع أن يرسم إلى جانب لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الثلاثاء الذي يليه ملامح المنطقة للسنوات الأربع المقبلة في الحد الأدنى، وهي سنوات صعبة على الأردن وعلى الدول العربية الشريكة للولايات المتحدة الأمريكية كونها الرصيد الذي يعول عليه ترامب ويستنزفه في مناورته العقيمة سياسيا وعسكريا.
x.com/hma36
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تهجير غزة حرب الإسرائيلي ترامب الاردن إسرائيل غزة تهجير حرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الملک عبد الله الثانی من قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تأكيد أردني مصري فرنسي على ضرورة وقف الحرب
حسن الورفلي (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةأكد قادة الأردن ومصر وفرنسا على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بالدفع باتجاه وقف الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وعقد ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، قمة ثلاثية في القاهرة، أمس، لبحث الأوضاع في غزة، وجرى التأكيد على ضرورة وقف الحرب والعودة الفورية لاتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذه، واستئناف المساعدات الإنسانية، إضافة إلى أهمية وجود مسار سياسي يفضي إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وأكد القادة في القمة، التي دعا إليها الرئيس المصري، ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بالدفع باتجاه وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، والعودة الفورية لاتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذه، واستئناف وصول المساعدات الإنسانية الكافية للحد من الأزمة المتفاقمة التي يواجهها أهالي القطاع.
وشدد القادة على أهمية مسار سياسي يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، والتوصل إلى سلام دائم في المنطقة، وتجنب تصعيد الصراع، وضمان أمن دول المنطقة.
وقبل عقد القمة الثلاثية، استعرض السيسي وماكرون الخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة، إذ اتفقا على تنسيق الجهود المشتركة، بشأن مؤتمر إعمار غزة، الذي تعتزم مصر استضافته، بمجرد وقف الأعمال العدائية في القطاع.
وأشار الرئيس المصري، إلى أنه بحث مع نظيره الفرنسي سبل تدشين أفق سياسي ذي مصداقية، لإحياء عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره، حذر الملك عبدالله الثاني من أن استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة يقوض كل الجهود الدبلوماسية والإنسانية المبذولة لإنهاء الأزمة، ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها نحو الفوضى، فيما شدد على ضرورة التوصل للتهدئة الشاملة في الإقليم، والعمل بشكل مكثف لإيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن أمن واستقرار الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأكملها.
وأعرب ملك الأردن عن تقديره لمواقف مصر، في دعم القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما ثمن موقف فرنسا الداعم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتأييدها للخطة العربية لإعادة إعمار القطاع.
من جانبه، أشار الرئيس الفرنسي إلى أهمية مواقف الأردن ومصر المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً استعداد فرنسا لبذل كل ما يلزم لاستعادة الهدوء والتوصل إلى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية.