بوابة الوفد:
2025-03-10@03:26:25 GMT

نسخة محدثة للاستعمار

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

في المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل يومين بالبيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو, تهرب الرئيس الأمريكي مرتين من الإجابة على سؤالين للصحفيين حول إمكانية تطبيق مبدأ حل الدولتين مقابل إتمام التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية التي اشترطت قيام دولة فلسطينية قبل أي تطبيع واكتفى بالقول: نريد السلام و سيتحقق مع الشركاء، وهذا معناه أن الولايات المتحدة تستبعد حل الدولتين أوبالأحرى لا توافق عليه و هو الحل السياسي الوحيد وفقا للشرعية الدولية بالعودة إلى حدود الرابع من يونيه 1967 بقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية, وبهذا المفهوم فالسلام الذي يتحدث عنه الرئيس الأمريكي و الذي يقول أنه عاد للبيت الأبيض من أجله و من أجل تصفير الحروب هو مجرد سلام على المقاس الإسرائيلي فحسب , بما يعني كلام في كلام, و ما يؤكد هذا أيضا ولا يدع مجالا للشك في أن الرئيس الأمريكي ماض قدما في مسلك هو بعيد تماما عن أي سلام حقيقي هو ما قاله أيضا في نفس المؤتمر الصحفي من أنه سيناقش مع نتنياهو سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، وهذا في خطته من أجل فكرة توسعة إسرائيل التي لا يمل الرئيس الأمريكي الحديث عنها في أي محفل, أو حتى بينه و بين نفسه, ويقول أنه كلما نظر إلى خريطة الشرق الأوسط, و وجد مساحة إسرائيل صغيره ينتابه شعور بالحزن و كان آخرها عندما قال أن مكتبه هذا هو الشرق الأوسط و إسرائيل تمثل فقط القلم من مساحة هذا المكتب في استعارة عن صغر الحجم , و ما انفك الرئيس الأمريكي يذكر العالم متفاخرا أنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي جرؤ على الاعتراف بمرتفعات الجولان كأرض إسرائيلية و هي أرض عربية محتلة! ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس و اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل,هذا غير أنه صادق  بالإيماء على كلام نتنياهو الذي طوال المؤتمر يقول الأرض اليهودية، الأرض اليهودية، في إشارة إلى غزة ويقول يهودا و السمراء في الإشارة إلى الضفة الغربية والقدس بالتسمية الإسرائيلية

[وفيما يخص قطاع غزة تحدث الرئيس ترامب كما لو أنه شرطي العالم! وقال إنه لا بديل لسكان قطاع غزة عن مغادرة القطاع والاستقرار في بلدان أخرى حتى يتم بناء المساكن و إزالة آثار الدمار و وهذا لا توصيف له سوى تهجير الفلسطينيين من أرضهم أي نكبة أخرى بعد نكبة ,1948 لذلك كشف الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة ستضع يدها على قطاع غزه، وتجعلها مكان قابل للحياة و ستنفذ فيه مشروع كبير يستوعب عددا كبيرا من العمالة و ستحوّله إلى ريفيرا الشرق الأوسط، مستغلة بحر و بر غزة و السؤال: كيف ستضع   الولايات المتحدة يدها على غزة ؟ و ما معنى ذلك؟ , بالمنطق هذا لا تفسير له سوى أن الولايات المتحدة سوف تحتل غزة تحت مسمى إعادة الإعمار وهذه نسخة محدثة من الاستعمار في العصر الحديث, ومهما حاولنا تذويق الكلمات بحديث عن المستقبل العظيم والمشروعات وفرص العمل , فهذا أيضا لم يزل عن الفعل صفة الاستعمار! , ثم لمن سيتم توفير فرص العمل في إعادة الإعمار إذا كان الرئيس ترامب قد سبق بتأكيده على تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم, ومن ثم فهناك آخرون غير أصحاب الأرض سوف يعملون في غزة و كأن غزة أرض مشاع لأي طرف يضع يده عليها, أو كان الأمر سهلا و نحن في بداية الربع الثاني من القرن الحادي و العشرين أن تحتل دولة دولة أخرى, في غيبة من القانون الدولي و المجتمع الدولي و مؤسساته 

[مثلث قيام الدولة في القانون الدولي مكون من ثلاثة أضلاع هم: الشعب و الحكومة و الإقليم ثم الاعتراف الدولي,و إذا غاب ضلع سقطت الدولة و ما تحدث فيه الرئيس الأمريكي و ضيفه رئيس حكومة الاحتلال هو إخراج الشعب من أرضه بمعنى سقوط ضلع من مثلث الدولة فلا تقوم لا الآن ولا في المستقبل و هذا أيضا يؤكد على نية الرئيس الأمريكي وضيفه بقتل فكرة الدولة الفلسطينية  [الرئيس ترامب يكرر كثيرا أنه يريد السلام و ارتدى رابطة عنق سماوية اللون ليدلل على أن هذا مقصده، في حين ارتدى ضيفه رابطة عنق دموية اللون و كأنه يقول أنه على استعداد لسفك المزيد من الدماء, صحيح أن الرئيس ترامب كرر كلمة السلام في هذا المؤتمر أكثر من عشرين مرة، لكن يبقى الأمر فقط مجرد ذكر حرفي للكلمة، و كل الكلمات الأخرى التي  قالها الرئيس ترامب و ضيفه " المحتل" كانت ضد السلام ، فالحقيقة لم يكن البيت الأبيض في تلك الليلة أبيضا و لم يكن السلام حاضرا بالمرة 

.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يا خبر المؤتمر الصحفى رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو دونالد ترامب دولة فلسطينية الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی الرئیس ترامب

إقرأ أيضاً:

"الفيدرالي": عدم اليقين يحيط بالاقتصاد الأمريكي

أشار رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي جيروم باول، الجمعة، إلى ارتفاع حالة عدم اليقين المحيطة بالسياسات الاقتصادية للرئيس دونالد ترامب وتأثيراتها، لكنه أكد أن البنك المركزي لا يحتاج إلى التعجل في تعديل أسعار الفائدة.

وقال باول أمام منتدى في نيويورك "إن التأثير الصافي لهذه التغييرات في السياسات هو الذي سيؤثر على الاقتصاد وعلى مسار السياسة النقدية".

وأضاف "لسنا بحاجة إلى التعجل، ونحن في وضع جيد يسمح لنا بالانتظار لمزيد من الوضوح".

“The economy is fine,” Fed Chair Powell says. “It doesn’t need us to do anything really. We can wait and we should wait.” pic.twitter.com/jT0hWFOIy3

— Yahoo Finance (@YahooFinance) March 7, 2025

وتأتي تعليقات باول في الوقت الذي أحدثت فيه عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) تغييرات سريعة من المتوقع أن تتوسع في أكبر اقتصادات العالم.

واستهدف ترامب الهجرة غير الشرعية وفرض رسوماً شاملة على سلع دول تعد شريكة تجارية للولايات المتحدة مثل كندا والمكسيك وكذلك على الصين.

ترامب قد يمدد إعفاء كندا والمكسيك من الرسوم الجمركية - موقع 24قال وزير التجارة الأمريكي هاورد لوتنيك لشبكة سي إن بي سي، الخميس، إن السلع والخدمات المتوافقة مع اتفاقية تجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا قد تحصل على إعفاء لمدة شهر من الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب.

وتسببت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بتراجع الأسواق المالية الأمريكية، وحذر خبراء اقتصاديون من أنه إذا تم الإبقاء عليها، فإنها ستثقل كاهل النمو الاقتصادي على المدى الأطول وتدفع التضخم إلى الارتفاع.

ولكن باول اكد أن الاقتصاد الأمريكي حالياً لا يزال في وضع جيد، مضيفاً أنه ينمو بوتيرة قوية.

مقالات مشابهة

  • لماذا اعلن الرئيس الأمريكي ترامب انه سيمدد مهلة بيع تيك توك في الولايات المتحدة؟
  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب : اللقاء مع حماس كان إيجابياً.. وناقشنا هدنة مطولة
  • عودة الكاظمي: الأمل الكاذب الذي لا يحتاجه العراق
  • ما تفاصيل “الاجتماع المتفجر” الذي شهد صداما بين مسؤولي ترامب وماسك؟
  • زيلينسكي: سأجتمع مع بن سلمان ولن ألتقي الوفد الأمريكي في الرياض
  • ما تفاصيل الاجتماع المتفجر الذي شهد صداما بين مسؤولي ترامب وماسك؟
  • وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
  • "الفيدرالي": عدم اليقين يحيط بالاقتصاد الأمريكي
  • الرئيس الأمريكي: واشنطن قد تفرض رسوما جمركية متبادلة اعتبارا من اليوم