ما الذي يسعد الميت في قبره؟ أعمال بسيطة بأجر عظيم
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
عندما يفارق الإنسان الحياة، ينقطع عمله إلا من أعمال تبقى مصدرًا للراحة والسعادة له في قبره حددها الحديث النبوي: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، ويتساءل الكثيرون «ما الذي يسعد الميت في قبره؟»، فهناك أعمال أخرى بسيطة قد تكون ذات أجر عظيم ويصل ثوابها إليه، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية، تلك الأعمال المستحب فعلها من ذوي الميت والتي لها أجر عظيم تنفعه وتخفف عنه.
وقال الشيخ محمد عبد السميع أمين الفتوى في دار الإفتاء، إن كل الأعمال الصالحة تصل إلى المتوفى، باستثناء الصلاة، إذ يمكن أداء الحج والعمرة نيابة عنه، وكذلك قراءة القرآن، والصيام عنه، كل هذه أمور تنفع الميت في قبره وبطبيعة الحال تكون سببا في سعادة الميت في قبره، نظرًا لأجرها العظيم.
أعمال مستحب فعلها للتخفيف عن الميتأضاف «عبد السميع» خلال إحدى حلقات برنامج «فتاوى الناس» المذاع عبر قناة «الناس» أنه يجوز أداء الأعمال الصالحة والصدقات الجارية عن المتوفى، وكذلك يمكن التسبيح والاستغفار عنه، إذ أن كل الأعمال الصالحة إنما تكون بالنية.
عبادة لا يجوز القيام بها نيابة عن المتوفىوأوضح أن كل هذه الأعمال الصالحة وغيرها يجوز عملها نيابة عن المتوفى وتسعده وتنفعه في قبره، ثوابها يقع في ميزان حسنات الشخص أولا ثم المتوفى، مضيفًا أن كل الأعمال الصالحة تجوز عن المتوفى باستثناء الصلاة.
وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء أن من خير الأعمال ختم القرآن بنية أن يهب الله سبحانه وتعالى ثوابه للمتوفى، فيرتقي في الجنة، وكذلك الصدقات بأنواعها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإفتاء الأعمال للميت الصلاة للميت دار الإفتاء الأعمال الصالحة المیت فی قبره عن المتوفى
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الحلف بالمصحف كذبًا للضرورة ؟ .. اعرف الرد الشرعي
يُعد الحلف بالمصحف كذبًا من الأمور التي حذّر منها العلماء بشدة، لما يترتب عليه من إثم عظيم، وقد وصفه الفقهاء بأنه "يمين غموس"، أي أنه يغمس صاحبه في النار، وذلك لأنه يشمل الكذب واستغلال كلام الله عز وجل في غير موضعه، وكثيرًا ما يلجأ بعض الأشخاص إلى الحلف كذبًا، سواء للخروج من موقف معين أو دفع اتهام موجه إليهم، دون إدراكهم خطورة ما يقترفونه من ذنب جسيم.
وقد أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الحلف بالمصحف، أو بآية من القرآن، أو بكلام الله، يُعتبر يمينًا منعقدة، ويحاسب الإنسان عليها، كما تجب الكفارة عند الرجوع فيها، وذلك وفقًا لما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ومنهم ابن مسعود، والحسن، وقتادة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وأبو عبيدة، وعامة أهل العلم، بخلاف رأي الإمام أبي حنيفة وأصحابه الذين لم يعتبروا ذلك يمينًا منعقدة.
واستشهد مركز الأزهر في فتواه بما قاله ابن قدامة، حيث أكد أن الحلف بالقرآن أو بآية منه أو بكلام الله يُعد يمينًا منعقدة، وإذا حنث الحالف فيها، وجبت عليه الكفارة.
دار الإفتاء توضح
أما دار الإفتاء المصرية فقد أكدت أن الحلف بالمصحف جائز شرعًا، وينعقد به اليمين، بشرط أن يكون الحالف يقصد الحلف بكلام الله المكتوب في المصحف، وليس الأوراق أو الغلاف فقط.
واستندت الدار في ذلك إلى ما قاله شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في كتاب أسنى المطالب، حيث ذكر أن الحلف بالقرآن يمين منعقدة، إلا إذا قصد الحالف الحلف بالرق أو الغلاف فقط، ففي هذه الحالة لا يُعد يمينًا.
وفيما يخص الحلف بالمصحف كذبًا، شدد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، على أن ذلك يعد من الكبائر، لأنه يمين غموس، أي يغمس صاحبه في الإثم والعذاب.
وأضاف أن وضع اليد على المصحف والحلف بالله كذبًا يزيد من خطورة الإثم، لأن ذلك يُعد استهانة بكلام الله وتوظيفه في غير موضعه الصحيح، مما يعرض صاحبه لسخط الله في الدنيا والآخرة.
كفارة الحلف بالمصحف كذبًا
وبالنسبة للكفارة المترتبة على الحلف كذبًا بالمصحف، فقد أوضح العلماء أن هناك اختلافًا في وجوب الكفارة، حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى أن اليمين الغموس لا كفارة لها، وإنما تجب التوبة والاستغفار فقط، بينما ذهب الشافعي وبعض الفقهاء إلى وجوب الكفارة، وهي تحرير رقبة مؤمنة، أو إطعام 10 مساكين من أوسط ما يطعم الإنسان أهله، أو كسوتهم، فإن لم يستطع، فعليه صيام 3 أيام.
أنواع اليمين
أما الشيخ عبد الله عجمي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، فقد أوضح أن من يحلف بالله كذبًا وهو في حالة غضب، يجب عليه الكفارة إذا حنث في يمينه، وذلك ما دام قد عزم وصمم على ما أقسم عليه، سواء كان بالنفي أو الإثبات، وبيّن أن هناك ثلاثة أنواع من الأيمان، وهي:
* اليمين المنعقدة: وهي التي يحلف فيها الشخص على أمر في المستقبل، فإذا خالفها وجبت عليه الكفارة.
*يمين اللغو: وهي التي تصدر دون قصد أو تأكيد، ولا كفارة فيها.
*اليمين الغموس: وهي الحلف على أمر كاذب مع العلم بذلك، وقد سميت غموسًا لأنها تغمس صاحبها في الإثم.
وأشار الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن مقدار إطعام المسكين في كفارة الحنث باليمين هو نصف صاع من الطعام لكل مسكين، أي ما يعادل كيلو ونصف تقريبًا، موضحًا أن هناك خلافًا بين العلماء حول إمكانية دفع قيمة مالية بدلًا من الطعام، إلا أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة، الذي أجاز إخراج المال في الكفارات وزكاة الفطر.
وفي النهاية، اتفق العلماء على أن الحلف كذبًا بالمصحف، حتى في حالات الضرورة، لا يجوز شرعًا، بل يعد من الكبائر التي تستوجب التوبة الصادقة، والابتعاد عن استخدام كلام الله في غير موضعه، حفاظًا على هيبته وعظمته.